الأحد، مايو 25، 2008

२२ مايو - لهم عيد آخر

الزمن :९ صباحاً


المكان:قاعة 22مايو

المناسبة :.......



يتبع

الاثنين، مايو 19، 2008

بمحاذاة امرأة


الواحدة منتصف الليل ..
هذه الساعة مناسبة لأشعر بآلام القولون . أضع أصابعي على المكان الذي يترجم قلق الماضي. ويعود بشدة كلما وقعت ببقعة كخطوط لعبة !
مايحدثُ ناتج عن تأخرٍ لم تنتبه له الأرض .عن يد سقطت فجأة قبل أن تلتقطني. عن حضور في أحاديث مجانية.
قالت لي وأنا أحدثها عن الصداقة:
- هي بلا مصالح
- بالتأكيد
- طليقة كالهواء
-أهه
- ثم مالذي سيحدث . وكانت عيناها تكفر بما أقول. هل بدأت أنا من حيث انتهت . تسكنني كالضوء والعتمة ، أتذكرها تقول :
- شيء ما يجعلني أنصت إليك كصوتي. أتحلل منذ البداية . أدوِّر بين ركام قديم فأجدك جديداً .
ضعني في أوقاتك لأميز وقتي. سأحب المنفى معك .
الساعة الواحدة: واهمة كالمنطق أحيانا، وحقيقية كالجبر التاريخي.
أتذكرُ ؛
لأني رحلت متغاضياً عن عدم رغبتي في الموت منفرداً. وكنت أعرف أني سأحب المنفى معك !


الأربعاء، مايو 07، 2008

القُبلة بنية الطعنة



قال لي صاحبي : إن المعارضة دائما ما "تُجارِر" على الشعب ، مضيفا إلى كلمة الشعب: البائس / المسكين / المغلوب على أمره / المؤدب / المهذب / الصادق / المُصدَق .
ثم أكمل حديثه : كلما صرَّحت المعارضة تصريحا ، أو خرجت بمظاهرة ، أو نفذت اعتصاماً احتجاجاً على الأوضاع المتدهورة ، أو حتى ظهر ذلك في ملامحها ؛ ترتفع الأسعار ، وبحسب وزن فعل المعارضة ، أو تقوم السلطة بإطلاق مبادرات لإصلاح العالم من حولها، أو تعدل قوانين من شأنها العدول عن الوضع القديم إلى وضع أكثر أماناً ، توطيداً للحكم الرشيد ومنعاً لكل من تسُّول له نفسه المساس بكبريائه التي تطاول السماء .

جولات جديدة في كل مرة ، تقوم السلطة بإخراج لسانها للمعارضة ، فما تعديل قانون المحليات إلا لسان طويل ليذكر المعارضة بخطأ إهمالها لانتخابات المحليات السابقة، التي فاز بها الحزب في السلطة بأغلبية ساحقة ، وهو ما أتاح لها فسحة للهروب من أزماتها المتلاحقة . أما المعارضة فبعد كل ابتكار من ابتكارات السلطة فتعود من "ألف لا شي له " فهي لا تملك ابتكارات سريعة وبنفس المستوى.

من آخر هذه الابتكارات المذهلة أيضاً، تعديل قانون العقوبات.. تصدياً لكل من يحاول أن يتحدث عن الحكومة والوزراء والجيش والرئيس، أما من يحدد بالضبط أن هذا الحديث أو ذاك تعدى إلى المساس بالوحدة، والأمن، فهذا متروك للخصم الذي يلعب دور القاضي في كل الأحوال.

تعديل القانون ظاهره الرحمة، وباطنه: أن الشعب بدأ يعي حقه، بينما المطلوب منه أن يعيش كالغريب وعليه أن يكون مؤدباً (في التعامل مع أسياده ) وهي الكلمة التي قيلت لأحد الصحفيين ذات اختطاف.
المطلوب من الشعب أن يسبح بحمد السلطة ليل نهار ، ويحمد ربه أن من عليه بسلطة تحمي كرامتها فتضرب بيد من حديد ، لكنها بالمقابل لا تحمي كرامته المهدورة في الداخل والخارج ، ولا تعمل على محاسبة من يسئ إليه وينتهك حقوقه .

لم نسمع عن تعديل قانون يحمي دم الإنسان اليمني الذي لا تتساوي قيمته، بل كل له ثمن مختلف حسب المكان الذي ينتمي إليه. لم نسمع عن قانون يحفظ أو يدافع عن كرامة اليمني الذي يهان ويقتل وأخيراً يحـرَّق على الحدود السعودية. لم نسمع بقانون يعدل ليعاقب استغلال هذا الشعب من قبل الفساد الجاثم على صدره.

كل القوانين المعدلة ليست إلا تهربا من المشكلات وترحيلاً لها إلى الأمام لنصادفها مرة أخرى بشكل آخر . فالمعروف أن هذه السلطة قائمة على أفضل الأنظمة السياسية ، ولديها قوانين تضاهي أجدع قوانين أعظم دولة في العالم . فالمشكلة إذن ، ليست في القوانين بل في من بيدهم تطبيقها .

لم يعد هذا الشعب يثق بهذا السلطة ، فهي كالكتاب المفتوح الذي يفهمه أكثر من أي شيء في حياته ، وإلا لماذا كلما مرَّ بأحجار أساس ، فإن أول من يتبادر إلى ذهنه :"الله يعلم كم سرقوا " الشعب يتذكر السلطة الهشة في التفاصيل الصغيرة والكبيرة .عند كل تقرير دولىأو محلي... عند كل شارع محفور ، عند كل جسر طويل الأمد ، عند كل موظف يطلب رشوة ، عند كل تأخير في معاملة ، عند كل تاجر جملة جشع ، عند كل قسم شرطة ، عند كل محكمة قاضيها في النار ، عند كل جولة يكثر فيها سواد المتسولين ، عند كل انطفاء منتظم للكهرباء وانقطاع للماء ، عند كل مدرسة بدون مدرسين ، عند كل مستشفى بدون خدمات ...فهو محاصر بإخفاقاتها ، بلا مبالاتها، بعجزها.

أما التعديلات، والقوانين المستحدثة، والهيئات، واللجان الكثيرة. فما هي إلا كما قال الشاعر شيللر في مسرحيته "قطَّاع الطرق" : قبلة على الشفتين وطعنة في القلب !

الأحد، مايو 04، 2008

جديد الغفوري


أصدر الصديق الشاعر مروان الغفوري روايته الأولى "كود بلود"، ليدع خططه السابقة فيقتنص اللحظة التي تأتي دون موعد . مبروك جداً جداً مروان بيك .
عن مدونة "قلتها مرتين
صدرت قبل يومين"كود بلو" الرواية الأولى للشاعر اليمني الشاب مروان الغفوري عن دار أكتب للنشر والتوزيع.
هذه الرواية خرجت عن كونها عادية لوفرة صراعها الفكري على حساب الأحداث التي هي أساس مهم ترتكز عليه الرواية التقليدية، كود بلوو رواية بلورت فكرة التسارع الزمني باتجاه الخاتمة لكونها لم تمتد لعمر مكتمل او لأجيال مرتبة على التوالي فأحداثها تولد وتوأد في ساعة زمنية مفردة، وبلا مقدمات تتسع بلغة مدهشة لتبلغ ذروة شسوعها باستحالة ساعتها إلى عام كامل .

وفيها تقول الشاعرة العمانية رقية البريدي:

إِنَّ قَارِئَ " كود بلو " يَسْتَطِيعُ أَنْ يَجْزِمَ مِنَ الْقِرَاءَةِ الأُولَى بِأَنَّ مَرْوَانْ الْغَفُورِي شَاعِرٌ قَبْلَ كُلِّ شّيء ، حَاوَلَ مِنْ خِلاَلِ رِوَايَتِهِ أَنْ يَتَخَلَّصَ مِنْ شُحْنَة كَبِيرَة مِنَ الْوَجَعِ الْمُغَلَّفِ بالْمَوْتِ مِنْ خِلاَلِ نَصٍّ رِوَائِي ، سَخَّرَ فِيهِ ذَاتُـهُ الْمُوجَعَة لِتَكُونَ الرَّاوِي النَّاطِق بِصُوَرِهِ الشِّعْرِيَة مُجَلِّيًا ذَلِكَ الاضْطِرَاب و الْقَلق النَّفْسِيّ الذِي يَسْكُنُهُ ، و رَاسِمًا لَنَا عَوَالِمَهُ الْخَاصَّة بأُسْلُوبٍ سَلِسٍ و جَمِيل .و أَظُنُّه وُفِّقَ إِلَى حَدٍّ كَبِير فِي اسْتِثْمَارِ ثَقَافَتِهِ الْوَاسِعَة ، و اطْلاَعِهِ الْمُمْتَد ، إِلَى جَانِب تَخَصُّصِهِ الذِي كَانَ مُسَيْطَرًا عَلَى الْمَشْهَد مِنْ بِدَايَةِ النَّصِ إِلَى نِهَايَتِهِ ،

و أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُول أَنَّهُ نَجَحَ فِي تَوْظِيفِ تِلْكَ الالْتِقَاطَاتِ الدَّقِيقَة الْمُتَمَثِّلَة فِي الْمَخْزُونِ الثَّقَافِي ببَرَاعَةِ نَسْجِ الْحَدَثِ ، بِمَا يَجْعَلُهُ يُعَبِّرُ بِحُرِّيَةٍ مُطْلَقَةٍ عَمَّا يُرِيد ، لِنَجِدَ دَفَّتَيْن أَسَاسِيَّتَيْنِ تَتَجَاذَبَانِ النَّصَّ هُمَا : الطِّب و الأَدَب ، فَيُمَثِلُ لَنَا بِطَرِيقَةٍ مَا عَالَمَيْهِ الْمُمَيَّزَيْنِ مِنْ خِلاَلِ الطَّرْحِ الْمُتَبَادَل بِبَرَاعَةِ الْكَاتِب حَيثُ يُدْخِلُ الأَطِّبَاءَ و الشُّعَرَاءَ فِي مَحْكَمَةِ الذَّاتِ الْخَفِيَّة ، و نَجِدُهُ يَنْحَازُ بِنَفْسِهِ للأَدَبِ و الشُّعَرَاء ، حَيْثُ يَصُبُّ سَخْطَهُ عَلى الطِّب و الأَطِبَّاء فِي هَذَا النَّص مُلْتَجِئًا إِلَى الشِّعْرِ و الشُّعَرَاء رُبَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ نَاتِجًا عَنْ شُعُورٍ كَامِنٍ فِي ذَاتِ الكَاتِب بَعْدَ عَجَزَ الطِّبُّ عَنْ إنْقَاذِ حَبِيبَتِهِ ، و رُبَّمَا يَكُونُ دَافِعًا أَيْضًا نَحْوَ الْتَّمَيُّزِ فِي مَجَالِ تَخُصُّصِهِ و هُوَ يَرَى حَبِيبَتَهُ فِي رُوحِ كُلِّ مَرِيضٍ يُعَالِجُهُ كَمَا صَرَّحَ بِذَلِكَ يَوْمًا . و لَيْسَ غَرِيبًا أَبَدًا أَنْ نَسْتَشْعِرَ ذَلِكَ التَّمَاهِي و الامْتزاج الرُّوحِي بَيْنَهُ و بَيْنَ لَيَال نَبِيل ( سَالِي نَبِيل ) و كَيْفَ اسْتَطَاعَتْ الْقُدْرَة الإِلَهِيَّة الْمُتَجَلِّيَة فِي الْمَوْت أَنْ تَفْصِلَ بَيْنَهُمَا ، لِيَدْخُلَ الْكَاتِب فِي عَوَالِم الذَّات ( الأنا ، و الأنا الأعلى ) ،

و هَذَا التَّقْسيم الدَّقِيق ما هُو إِلاَّ دَلاَلَةُ حُبٍّ رَصين ، جِعَل لَيَال نَبِيل تَسْكُنُ فِي دَاخِلَ الكَاتِب بَعْدَ أَنْ ارْتَقَتْ رُوحُهَا للسَّمَاء ، و هَذَا الاضْطراب النَّفْسِي يَظْهرُ جَلِيَّا عِنْدَمَا تُتَاحُ الْفُرْصَة للكَاتِب أَنْ يَتَحَدَّثَ عَنْ حَبِيبَتِهِ لَيَال بِشَكْلٍ أَوْ بآخَر ، أو رُبَّمَا مِنْ خِلاَلِ السَّيدَة فَيْرُوز التِي كَانَ يَلْجأُ إِلَيْهَا لِتُغَنِّي و تُشْبِعَ ذَاتَهُ الْمُنْتَظِرَة للحُبِّ . إِنّ التَّنُوَّعَ السَّرْدِيّ للكَاتِب ، و التَّنَقُلُّ الْخَفِيّ لَهُ يَجْعُلُنَا نُشَارِكُهُ مُتْعَةَ السَّفَرِ حَتَّى النِّهَايَة ، طَمَعًا فِي أَنْ نَخُوضَ فِي حَيَاةِ مَا بَعْدَ الْمَوْت و مَا قَبْلَ الْحَيَاة الثَّانِيَة ، ثمَّ أنَّ "الْمُنُولُوج" يَشُّدُّنَا لاسْتِكْشَافِ أَشْيَاءَ كَثِيرَة و يَفْتَحُ لَنَا بَابًا وَاسِعًا مًمْتَدًّا لِنَعِيشَ مَعَهُ اللحَظْة التِي يُرِيدُنَا أَنْ نَسْتشْعِرَهَا مَعَهُ بِدَهْشَة و تَشَوُّق .



السبت، مايو 03، 2008

مسرحية عائلة.com

يحدث أحياناً أن يأتي الإبداع من حيث لا نحتسب، وهذا ما ينطبق على المخرج والمؤلف الشاب عمرو جمال، الذي ترك الهندسة بعد تخرجه ليؤسس مع زملائه(فرقة خليج عدن الشبابية) المسرحية । بدأ مع المسرح حين فاز بجائزة رئيس الجمهورية للنص المسرحي في 2002 ، بعدها أخرج وألف عدداً من المسرحيِّات منها "حلا حلا يستاهل" ،وبشرى سارة ، وأيضاً، "عائلة.com"التي عرضت مؤخراً في المركز الثقافي بصنعاء 19-24 أبريل.
تدور وقائع المسرحية في إحدى بيوت عدن، ويظهر ذلك من خلال التزام الممثلين باللهجة العدنية الخالصة، وتحكي قصة جيلين لا يتقاطعان في المعتقدات والأفكار . مما يؤدي إلى صراع وجود يستخدم فيه كل جيل وسيلته في الحفاظ على ما يؤمن به محاولاً تغيير الآخر ، أو الابتعاد عنه. ويجعل المؤلف، من جهاز "الكمبيوتر" مادة تمثل جيل الأبناء، ومن "المكتبة" مادة تمثل جيل الآباء.
في المشهد الأول، يعرِّفنا الراوي ( أب العائلة) على أفراد عائلته. ويضيف إلى أفراد العائلة، جهاز الكمبيوتر الذي يلخص الاختلاف ويكون سبباً رئيسياً في الصراع الذي يدور طوال المسرحية.حيث يحاول أب العائلة أن يفرض رقابة على استخدام الكمبيوتر من قبل أولاده، وهو ما يجعل الأبناء يعترضون على التدخل في خصوصياتهم، ويعتبرون ذلك التصرف من والدهم عدم ثقة بهم. يأخذنا المخرج أولاً من خلال بطله إلى ما حدث من قبل ليقول لنا كيف توصل إلى قناعة كانت غائبة عنه، فقد اكتشف أهمية وجود حوار بينه كجيل، وبين أبنائه كجيل مختلف في زمن مختلف. فتبدأ المسرحية من النهاية إلى البداية.
استطاع المؤلف أن يحمِّل المسرحية الكثير من الحيوية في الأداء ، ليجعل الناظر يتعمق في ما يطرحه ويستوعب وجهة نظره في المواقف التي يؤمن بها،ويحاول إيصالها .تطرقت المسرحية في إطارها الكوميدي ، إلى قضايا وأفكار نقلها وعالجها المؤلف بطريقة تبدو عادية لكنها أكثر تأثيراً مما نعتقد. تحدث عن المعلِّم الفاسد / عن الوحدة باعتبارها حق يجب الحفاظ عليه "باعلِّم أولادي التمسك بالوحدة باعتبارها حق"/ عن فكرة التغيير التي لا تبدأ إلا من الداخل / عن الإعلام الفاسد"جيل هيفاء وهبي " /عن العجز وتداعياته التي تؤدي إلى إلقاء اللوم على الآخرين/ عن أهمية تقبُّل الآخر / عن تقاسم الأدوار بعيداً عن نفي الآخر / وعن أهمية حوار الآباء مع أبنائهم وفهمهم"لازم ندخل لعقول أبناءنا". وكل هذه الأفكار و القضايا، سُمِّيت بمسمياتها ووضعت في أماكنها الصحيحة، بعيداً عن تغيير المفاهيم والقيم الذي يحدث الآن في مجتمعنا اليمني.
وقد اعتمد المخرج على شخصيات المسرحية حتى التي الثانوية منها، فلا يبدو للناظر أنَّ هناك مشهدا ما يمكن الاستغناء عنه، أو دورا لم يكن موفقاً. فكل الشخصيات مهمة. وهو ما يجعلنا نشعر مع الشخصيات بالدفء والحميمية حتى النهاية.
المسرحية تحتمل تأويلات لا نهائية يفسرها كل حسب خلفيته الثقافية وهو ما يجعل منها مسرحية بشروط التميز، فلم يقف سن مؤلف المسرحية الذي لا يتجاوز 25 سنة عائقا أمام تميُّزه، ولا سن الممثلين الشباب عائقاً أما قدرتهم على أداء المسرحية وإيصال كل المشاعر، والأحاسيس التي حملتها في كل فصولها.
وإذا ما انتهينا كما فعل المؤلف بالبداية وعُدنا إلى عنوان المسرحية(عائلة.com) والذي ربما اختاره المؤلف بطريقة عادية عفوية. فالنقطة التي تفصل بين كلمة عائلة، وكلمة comالإنجليزية. هي نفسها النقطة التي بحث عنها المؤلف طوال أحداث المسرحية، قائلاً: بإمكاننا أن نجعل من نقاط الاختلاف التي نعتقدها نقاط اتفاق إذا ما تفهمنا الآخر وقبلناه. وهو ما يمكن أن يقاس على عائلة صغيرة، أو على وطن كبير.