الخميس، نوفمبر 06، 2008

أيمن جليل

في الصورة أنا حتى إشعار

في إهداء إلى صديقي الشاعر الجميل أيمن جليل كتبتُ:


في مساء كهذا

سأفتح نافذة للسحابْ

وللغيم ،ياأيمن، الآن فيَّ "حكايا"

سأفرغه:

حين أجثو ،كصنعاء،

في بابها
أستشف حنيناً إلى لغة الصحو

ترنو كوقت قديم إلى ساعةٍ


(هنا –في- البلااااااد)

البلاد

تشذ وقد زانها القاتُ

غابتْ عن العين "قبَّرة" كان عند المروج عجوز يراها

إذا أثمر القات فينا

نموتْ

إذا أثمر السوء فينا ..

نموتُ نموتُ

وينمو الجبانْ.


*

سأعذرها ،مرةً،

إذا علَّمتْ قلبها للعيون.

إذا رقصتْ في البداية للحظِ

أو كذَبَتْ..

هي الآن

تغفو إلى جانبٍ:

ليته لا يكونْ.

*

ياحبيب وقل لي:

أنتبع يا أيمن- الآن- "أنى نشاء"؟

إذا أ وغر الجرح قلب السماء..

أنبدأ بالوقت حيث يكون البكاء؟

*

وقل لي:

إذا حاربتنا الحياهْ

أنتبع يا صاحبي ماءَ أشعارِنا؟


5/11/2008



قبلها قال لي:
"سنغيِّر أحبابنا"


يا شلفي، يااا محمد

البلاد تمر كثيرا على الريح،
لما تصل بعدُ أحلامَنا الحاسراتِ على كل قارعة في الجبال
منذ أن صرمتها السماء بنيّاتِنا
واستدار الزمان إلينا
وكنا رحىً في البلاد
نحمل النور، لكننا لا ندور على أمنيات الحقول
ولا نُسكنُ العاشقات الأوائل أشعارَنا لندور.

يا محمد،
سألتُ عن الموتِ
كان تراوده ضائقاتُ الرجال
لم أجدكَ،
فهل ستمر قريبا من الموت؟
أوشك أن أحتوي الموتَ مثلك.
أخشى صداك إذا لم تجد في جبينك عاشقةٌ وجهةً
لتفر من العالمين
وأراها تسولُ للخوف أن يتسلق أيامها كلها
وهي تسأل عما سألت.

هل تراك مددت جناح النبوة
ما بين ذكرى الحبيبة والبرد يا عالقا في السعال ؟..
هل أراك غشيتَ الرمالْ
وأعملتَ منسأة الطي في البحر؟
تخرج من بابهِ
أتشكّك،
يكذب حدس الجنوبي، يكذب
يصدق شكّ الشمال.

هي مرحمةٌ
فاستعذ بالمدينة
من ترف الدمع والحزَن الأبدي
وجرّد لصنعاء قلبك كي يتراخى على شفتيها السؤال
وثم أجب،
قل: لنا فلقة الشمس
والنزقُ البدويّ
وما رفّ فوق الطفولة من حلم هازئ
وتهادى إلى قلق المستحيل
لنا الحُب، ما جنّ بين الصدور
وأورق في سمرات الجبال

سنلقي على الطور مدفأة
في انتظار المحبين
أرجوحةً يصعد الحلم أركانها
رعشةً غضةً لاشتياق قديم،
علمتنا جِبِليّة الحُبّ أن نبلغ الدم
حتى نرى أضلعا تحتوينا بأحزانها،
وألا نخالجها في الكروب لنحفظنا دائرين.

أي حبيبُ،
هنالك، في الأمس، أكفأتُ قلبي الذي أنت تعلمْ
لم أقوَ أن أحتوي أملا آخرا
للقاءٍ مغيّمْ
غافل الوعدُ وجهي كما لست تعلم
أو كُسرت مقلتان
مكث الغيم في موضعي بعض يوم
وللآن
لم أدرك الفرق مثلكْ
كم مرة يسقط البشري من الموت نحو السماء؟
وكم مرة سنحبّ لتهلكنا نزعات الدماء؟
ضيّعتنا الحبيباتُ
في أيّنا تلصق الكائنات خطيئاتها كي يشيخ وحيدا؟
وفي أيّنا تصعد العاشقات ضراما؟

يا محمد،
سنغير أجوافنا مرة حين تمسكنا مرتين، لنسن غواياتنا
سنغير أحبابنا مرة حين تقتلنا مرتين
لنطيق مسراتنا.

قم بهذا البكاء قليلا
إذا ساءك الفرقُ
وانفذ بصوتك حتى ترى سفنا في السحاب
وانتفض مثل غفوة جوع وصحو
إذا لم تجد في المدينة سرا
ولا وازعا من كتاب .



ويقول:

في سحاب كهذا
سأفتحني للصباح
سأحثو قليلا من الضوء في الموت
حتى إذا ما توهّن في داخلي
أكلته الرياح
غابت العين،
غاب المدى

وانتهيتُ لنظارةٍ تمنح الآدمياتِ أسماءها
وتكسرني باسم ضعفي إلى ورقٍ
راكن كالغريب
وأمنيةٍ لا تجيب
لذا
ربما أدركتني يدان
أسير على شطّها
وأخرج من رعشة التيه
حين تلم بأطرافها
وأعذرها وهي تكذب
خائفةً من حلول النصيبْ
لأزرعها في القصيدْ
(وأحب من البدء من حيث ضاق السعاةُ وساح البريد)*

***

يا محمد،
سنجرح هذي الحياة إذا حاربتنا بأبنائها

سنجرحها وفقط
لنمنّ على وجهها بالحياة
ونحملها فوق أشعارنا حرةً
في فصول الدواة
ونبدأ بالحب
حيث يكون البكاء
ونبدأ بالدمع قبل الشتاء

ــــــــــــــــــ* محورة من قصيدة "أقسم أصحابي نصفين وأبتسم" لفارس حرّام

لأقول:

أصدقائي يفرَّون
آخرهم كان يحثو التراب على كبدي
يولِّي،
إذا أقبلَ الدمعُ قالْ:
ستصبح فزاعة للغيومْ
..
وتلك الفتاة التي واعدت ظلها مرتين
تقول بما لم تقله النبوءة:
لي واحةٌ في الزمان القريب
ولي شجر أخضر
ولي من سعوف النخيل نصيبْ.
أسائلني ياحبيب:
أذا قسَّم الله ،قلبا، أيحرمُه ما يريدْ؟
*
في حنينٍ كهذا
سأوقدُ ناراً ليستأنس القلبُ..
إن شرَّدته الطفولةُ
واربَ بابَ الحديثِ:
ليأتي القطارُ سريعاً
فلا جالسٌ قامَ
لا واقفٌ في الكهوف توارى.
ليعمى المكانْ
لتأكلنا الحربٌ
ينشقُّ أطفالُها
فلا واحدٌ في يديه الكتابٌ الأخيرْ.

*

يقول شقيقٌ:
(لننسى الحبيباتِ/الخياناتِ، هذا زمانٌ يفوقُ تفاصيلنا)

7/11/2008

الأحد، نوفمبر 02، 2008

شجر لا يحدث له ظل




(...)
يصلي
ولا ظل يبدو..
وتطفو إلى قلبه سَوْرة من حديث المدينة
تنمو
كأفكارها في الحروب
كأحزابها في السياسةِ
تنمو..
كأموالها في البنوك.


زمانٌ غريب تلازمنا حربه..
ثم إنِّا إذا جاءت السلمُ نأتي مجازاً على وزنها
وتأتي الخيول لتسقط صفصافة الغيم من غيِّها


في الكلامْ
تُغِير السيوفُ على لغة الأرضِ:ماءٌ على برها/
بحرِها/
جوِّها/

يقول فتىً:
(علمتني الحياةْ
إذا الحرب سادت فلا تغمد السيفَ إمِّا زمانٌ يجيء وإما زمان نكون خفافاً إذا مات سكَّانه)
ثم إنَّ الفتى ،فجأة، دق قلب حبيبته
ذبلت في الحديقة أزهاره
والسحاب انزوى ماؤه
ألفتى لا...
يموتْ.


تماماً كما قالَ
لي:سأخرجُ منفرداً "بالهجاءات"
أبدو فأفقد ما كنت أبدو
سأصبح كالبرتقالة قبل نضوجِ المسافة
مثل المسافة قبل نضوج السؤال
ومثل السؤالْ..


تماما كما لم يقل.


(...)