في مثل هذا اليوم (30 أغسطس 1999) رحل عبد الله البردوني أعظم الشعراء اليمنيين، ولأنه في لحظات حياته انحاز للبسطاء وللشعب، كشاعر وإنسان ليصبح رمزا للذات اليمنية، فمن الطبيعي أن يكون الناس أكثر انحيازا له، فهو الحاضر في عقولهم وقلوبهم وهو عندهم المهرجان والاحتفاء.
كان يعرف لمن يكتب حرفه، على من يستند ولمن سيترك موروثه الذي يتردد عذبا على كل لسان وينتشر وعيا في كل عقل، فكان من اليمنيين القلائل الذين احتلوا مساحة واسعة في صدور اليمنيين، وأنا واحد منهم.. بحثت عنه في كل مناسبة ومناسبة ومن خلال عملي كمحرر ثقافي في عدد من الصحف على مدى أعوام كتبت عنه ما استطعت واقتربت من عوالمه الشعرية وانبهرت بأفكاره الفلسفية خاصة. كان في الشعر صدر تاريخه، وللفلسفة والفكر اليمني ديباجته.
هنا أعيد بعض بحثي عنه واستطعت الوصول له عبر الانترنت، وما زال لدي الكثير لأكتبه أو لأشير إليه.
.
.
.
- البردوني.. بحث عن الذات اليمنية
بعد سنوات من رحيله وفي الذكرى الرابعة عشرة التي
تحل في 30 أغسطس هذا العام، السؤال الذي علينا إعادة الإجابة عنه ما الذي علينا استدعاؤه
من البردوني ؟ فإضافة إلى قول البردوني للشعر كمتنبي عصره، ونشر دارسات نقدية في الشعر
والشعراء وفي الفنون الأخرى، حرص على تسجيل
تصوراته الفلسفية الفكرية عبر كتابات اجتماعية سياسية انشغلت بموضوعات الثورة والبناء
كعمليتين متلازمتين تفضي الأولى إلى الأخرى.
ينشر "المصدر الثقافي" مقتطفات من كتاباته
البردوني الفكرية الاجتماعية السياسية، تعطي القارئ نبذة عن المبادئ التي دعا إليها
البردوني في الحكم وإدارة الدولة في فن الانحياز للمواطن والوطن، وتبيين ما يجب وما
لا يجب من وجهة نظره.
- عبد الإله القدسي أحد قرَّاء البردوني:
كان دائماً يقول: علي أن أقول كلمتي وهي تستفز وتقاتل
إذا انتصرت لا أفرح بانتصارها وإذا سقطت لا آسف على سقوطها" ولم يكن يجامل أحداً
كما لم يكن فجاً*
له محاضرات
ألقاها في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين لم تنشر على الإطلاق وهي مسجلة لديهم، رغم
أن نشرها مهمة الاتحاد
- ورثة الشاعر البردوني يمنعون نشر أعماله
- البردوني.. المهم أفكاري وليس أنا
في الذكرى الرابعة عشرة لوفاته 30 أغسطس 2013،يبلغ
الشاعر اليمني الكبير عبد الله البردوني من الحضور 74 عاما وربما أضعافها فهو كجده
المتنبي “يسهر الخلق جراء حروفه ويختصمون”، كل هذا العمر ونحن في علاقة وثيقة معه نصطحبه
لنتعلم ولنعزز انتماءنا للعالم، ونجيب على أسئلة الثورة ونضع لبنات التحديث.
وحده البردوني لم يصبه الغياب قط مذ ولد شرق ذمار
في قرية بردون عام 1929م، ولم يصبه العمى مذ أكل الجدري عينيه في السنوات الأولى لطفولته،
غير أن ما أصابه هو الحديث عن الغياب من جهة من يحبونه مرددين أن حضوره وغيابه تحدده
الجهة الرسمية رغم حضوره الطاغي في وجدان اليمنيين كرمز قلما حظي به إنسان آخر.
- البردوني.. أبونا في الثورة
ينقلنا البردوني إلى أنفسنا باحترام وتقدير وينقلنا
إلى الآخر بعبقرية وعذوبة وإلى كل جديد من حضارات وبشر بتحد وفخر وخلود، بمثله يثق
اليمنيون فيعلنون أن منهم عبدالله البردوني.
إذا ما قيل بأن الإنسان موقف، فالبردوني مثال حيَّ
للإنسان الذي لا يتنازل عن موقفه وإن كلّفه حياته، انحاز دائماً إلى وطنه وشعبه، فكان
صوتاً مدافعاً عنه. رمزاً شعَر معه اليمنيون باطمئنان على ذواتهم.