الثلاثاء، فبراير 27، 2007

ثــقـــوب


حكَّـــاء

- السيرُ في البرد مفيدٌ ..كما أن الأقدمين كانوا يحبون الوقوف في المطرِ. وكانوا لا يلْبِسون الكلام كما نفعل .وبالقليل يقدرون على رتق ثقوب تطرأ.- الذهابُ إلى العرَّافة يجيب:كنتُ أمسك بالعولمة في يدي كحمامةٍ ، وكنت والبرد ، والكلام المالحُ ، والدخان ..!


ـ الحكاياتُ تلكَ التي صعدتْ منْ فؤادكَ مثلمَا تصعدُ الكحةُ المالحةْ ...
والدخان يؤاخي الهواءْ.والعلوم الحديثةْ من خالفتنا البقاء.
الحكايات تلك : الدخانْ .والعلوم الحديثة :
ممزوجة بدم يمسك الوقت لكنها لا تجيء.


مفردات حرب .


نفسُها المفردات إذ تمرَُّ علينا ، لمَّا مات الإمام ، ولمَّا ماتت الرعية .مات الإمام بكفٍ ومتنا بأكثرِ منها . الصديق العدوُ ، والعدوُ الصديقُ ، والعدوالعدوُ. منْ يرسم الخارطةَ ويدخل إلينا عبر ثقوب توارثناها ؟.

.ـ أُُخـرجِ الآن إني أجيء إليك وعند البيوت بكاءٌ طويل .
وعندي احتجاج على كل من يتناسى مواقيتنا
وعندي نداءٌ لقلبك..هل نحن بيتٌ أم البيت نحن ؟!
وعندي جراحٌ تجددها الريح،
والجند ،
واللحظات التي تبعثُ الارتباك .


نفسها الطعنات إذا سـدِّدت ! والغريب ، والقريب أتوا . سُددت من مكانٍ مسجَّى:


ربي..
لمَ يسقط قلبي بين الفينة والأخرى ،

لمَ يتوزع رأسي بين جميع الخلقْ .
لمَ يهرب مني وطني ودمي ،
لمَ يبدو الفجر ضلالا عندي ،
لمَ تبدو أوردتي مدمنة لدموعي
لمَ ياربي...أغفو حين يريدون ولا أغفو حين أريد .
لمَ يتلبسني الموت ،جنوباً ،أنَّى وجهت يفوق تدابيري .
لمَ (ياربي)يوثقني الحلم بعيداً مني ،
لمَ لا أذكر ما أخطأني ..؟


!الفتاة لا تأبه بجمالها


تجلسٌ غافلة وضامة يديها : هل سيأتي بخاتم ذهبي ، وبخيل يمررني إلى بقعة مأمونة .. لست بأنف حادة ، ولا بعيون مكحَّلة ، ولا بشفاه مدغمة ، شَعري لايشبه الليل وأصابعي شاردةٌ (......)ويسقطُ طفل مارٌّ في الشارع أمامها ، تفزع الفتاة ،وتنحدر على خدها دمعة

*بدونك هذا الصباح ضَلال الغريبِ..
تجيئين فيه مزينة بالنقوش القديمةِ..
مطوية في حكايا مخبأة في بطون السنين .
بدونك هذا المساء يمد يديه إلى أول العابرين


من بداياتهم

تنكر العاشقات أسرارهن فلا أحد يعلمها ، والغرباء يتداعون فارغي الأيدي ، سربهم باردٌ ، وأصواتهم هاربة من صداها . يدربُون الجرح فيتسعُ ، ويصبحُ بمقاس الموتِ ، ثم من نهاياتهم يندبهم الآخرون.


كان يباباً فتحدته الريحُ
وكان سراباً فتحداه الظلُ
وكان يموءُ ، تحداه الصوتُ/تحداه الموت


تنام على النص

كان البردُ يشي بالفصلِ إليها ، تخرج كي تبحث عن كوب ساخن .. يدفع عنها ما تطرقه الذاكرة وما يُعاد من الماضي . تمرُّ بقرب الذين يهربون من الصيف بالدخان. أهملها البعض ، وقلـَّب البعض أيديهم . وجاء هو ليبرر بحثها عن شيء يذيب الشتاء في قلبها ، أجلسها في كرسي مثلما يفعل الجالسون .تركها ومشروب ساخن ، وحذاء جديد . فانكفأت :

«كانوا عزائي بهذي البلاد التي لم تعد ترتوي بالعبوج»..

وكنتُ أنا في الشتاءِ القديمِ ألملمُ أطرافيَ الميتات ، وأنشر من ريحةِ الأهلِ في كل زاوية من فؤادي، وكان الغروبُ يكفِّنُ جسمي ويرسلنِي نحو "كبد"أليف ..وكنت أمدُّ ذراعي لكي أحتويهم فأكبرُ ،لحظتها، كسماءٍ تغربل حاجات من آخذوها..وهم يمرقون أمامي صلاة تُخلصني من عيونٍ تجيد اقتناص الخطايا ، تُغلف رجلي الشوارعُ أنَّى ذهبتُ ، تعاتبُ فيَّ الحضور المفاجئ للرمل والورد والعتبات الصغار .

مـره كـنّـــا في الأوبرا


هذه الصورة في المجلس الأعلى لقصور الثقافة ، طبعاً كان ليل ، واللي مصورني محمد قرنة ... شكرا ً يا محمد أردها لك في الأفراح .. تصدق أول مرة أعجب بصوري ...

أنا وإبراهيم عادل

أنا برضك في الصورة

صديقي محمد قرنة صاحب مدونة (والشعر لازم يحفظوه الناس) هو الذي قال على هذه الصورة : وللأسف الصورة مهزوزة عشان الجرسون هو اللي مصورهالنا
لو أنا اللي صورتها كانت حتطلع أكتر اهتزازا بكتييييير
.
خالد عبد القادر علق على هذه الصورة قائلاً

اللي واقفين
من اليمين : يزيد الديراوي , محمد قرنة
و اللي قاعدين.. اللي كفاهم شر الواقفين
من اليمين برضو : محمود حافظ , خالد عبد القادر , إبراهيم عادل , مروان الغفوري , محمد الشلفي

الأحد، فبراير 25، 2007

دميــمة

قصة قصيرة

محمد الشلفي

«كم أكره ثقل النساء والبرود الذي يتمتعن به.أما أنت فإني أحب فيك كل شيء. حتى الأشياء التي يعتبرها الكل عيوبا أحبهافيك.
لك سماء أخرى في طريقة تفكيرك التي أحبها أيضا».«حتى عندما تحزنين وتتحاشين الخلق الذين يمرون بأصوات تزعج الدمى التي تنام بالقرب من سريرك»

«أذكر مرة أنني قلت لأحدهم عندما قال لي بأنك لاتحبين رائحة التراب، والنجوم أيضا لاتحب رائحة التراب!»

كان في غرفته، يقرأ هذه الكلمات بالقرب من كراسة يواعدها كلما أدركه الحزن، أو أحس أن قلبه ينضغط ليصبح بحجم عملة معدنية. كان يكتب فيها عن الحياة التي تتابع كالليل والنهار، والشمس والقمر بدورات منتظمة. مستغربا كيف أننا في أحايين كثيرةا لانعرف للأشياء معنى ثابتا. حتى الجمادات لاتبقى على حالها إذا ما تدخل فيها هذا الإنسان!..

توجه صوب زر الكهرباء ليطفئه بعد أن أحضر كبريتا وشمعة ليستعد لوعده اليومي، وضع الشمعة على الطاولة قريبا من الكراسة ثم أشعلها، وفتح صفحة جديدة.بدأ بالتفكير محدثا نفسه حول ما سيكتبه في نهاية هذا اليوم الذي عكر فيه مزاجه بعد أن سكبت «حبيبته» فيه كل مزاياها واشتراطاتها، وتفننت بتطبيق نصائح الكل. واخترعت ألف عذر لتبرير نظام الكون.- هكذا في لحظة أصبح كل ما حدث بيننا مجرد نوايا ميتة، وخطايا كيدية.

ياااااه.. كم كنت مغفلا وأنا أبدو بالقرب منها كقيس، أو روميو. سوف تعيش على كلماتي وحبي تغذي بها ثقتها بنفسها حتى تموت. كم كنت مغفلا وأنا أحاول أن أضحي بكل شيء من أجلها.وفي لحظة، بدوت بين يديها بأطراف ونهايات مليئة بالعيوب.. ربما كان في كلامها القليل من الصحة لكن.. «من كان منكم بلا عيوب فليرجمني»

لم يكن قد شرع بكتابة اي شيء عندما بدأ يكتب:

«13/11/2006

يالك من دميمة،...............

يالك من دميمة، يالك من دميمة، يالك من دميمة، يالك من دميمة...»

كررها حتى ملأ الصفحة ثم... أجهش بالبكاء.