الثلاثاء، سبتمبر 25، 2007

دفاعاً عن جارتي


جارتي التي لا تقرأ ولا تكتب، لكنها تمتلك ذاكرة حديدية ساعدتها على حفظ بعض الأحاديث والمعرفة بالكثير من الأحكام الفقهية التي ورثتها عن أبيها.وساعدتها أيضاً على فهم الفتاوى . فهي مستمعة جيدة لبرنامج "نور على الدرب" .وبرنامج "فتاوى" الذي ما ت بعد أن توفي "عز الدين تقي ". وكانت أيضاً تستمع بإخلاصٍ لـ"نبيل حاميم" وهو ينشد ،أيام زمان، "في البوسنة أعداء الخير " و"أن تدخلني ربي الجنة...هذا أقصى ما أتمنى " و"تألقي تألقي ياثورة الأمل" للفرقة المركزية . و "خلي يدي فلستُ من أسْراك" لأبو الجود وهو يُخاطب الدنيا .
أصبحتْ الآن-جارتي- تطربُ حين تستمع لـ"جاوبوني" الإصدار الجديد والذي سيصبح بالياً -حسب أصحاب التسجيلات- إذْ سيُصدر فهد القرني إصدارا جديداً حتى لو لم يمر على السابق إلا شهراً.
ورغم أن فهد القرني لا يُتعب نفسه في أعماله بشكل عام، ويأتي دائما من السهل.فإصداراته الإنشادية: -ألحان، كلمات- "ملطوشة" من أغاني نسمعها كل يوم في الفضائيات على مدار الساعة، أو مما تختزنه الذاكرة. وقد وصل التقليد إلى صوته. وهذا ما جعله يصدر أيام فترة الانتخابات كرقم قياسي ، مايزيد عن أربعة إصدارات. مما دعاني في أحد المنتديات الإلكترونية التي تحتفل بإصداراته، أن أعلِّق بالكتابة: مصائب قوم عند قوم فوائد !
يَرد فهد القرني على سؤال صحفي حول جدوى ما يقدمه..لماذا يتخذ دائما الطريق السهل في إصداراته؟ فيقول هذا" تراث: فن شعبي". لكن عندما نستمع لأشرطته . نتساءل في كل مرة.طيب سَمعْنا "الشُـِعْبِي" بضم الشين،أين الفنْ ؟!

لن يكون ما أكتبه هنا حسداً له ولا له أية أغراض أخرى، لكني أتحدث كمتلق مسكين لنص مسموع. وأريد أن أرى فيه جمالية الكلمة، واللحن، والأداء. أيا كان الموضوع. أتحدث عن الفن الذي يجعل جارتي تحافظ على رقيِّ ذوقها الفني.



في إحدى المرات عندما كنت في الثانوية كنتُ أزور قريتي، فسمعت أن فهد القرني سوف يأتي ليعرض إحدى مسرحياته التي يوزعها في الأسواق بين الناس. وكان على الجميع أن ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر. استعد الصغار والكبار والشيوخ . كان الجميع ينتظر ما سيأتي به فهد القرني. والذي لا خلاف فيه أن القرني مبدعٌ في التمثيل. لكن ولأنني كنت أحضر دائماً الاحتفالات التي كانت تحييها فرق الإنشاد وفر ق المسرح في تعز، في أكثر من مناسبة . وكان من هؤلاء المسرحيين والمنشدين ، مروان المخلافي ، ونوفل ، وبندر ، وعمار. والكثير من فرَّقتهم لقمة العيش. وكانت مثل هذه المهرجانات تنظم بشكل سنوي، من قِبلْ المعاهد العلمية سابقاً. فلم يكن ما يقدمه القرني مفاجئاً؛ لأنني رأيت هذه المسرحيات قبل عشر سنوات. ولأن القرني ينحاز دائماً للسهل فهو لم يقدم جديداً.أو ربما أعتقد أننا لا نستحق شيئاً جديداً.

يبدو لي أن القرني بحاجة ملحة لمراجعة كل ما قدَّمه خلال السنوات الماضية.بخاصة أشرطة الكاست . وسأقترح عليه أن يستمع لكل إصداراته داخل غرفة مغلقة؛ ليتأكد من العقاب الذي ينزله بنا في كل إصدار.

الأحد، سبتمبر 16، 2007

هادئ بشدة


الوحيد الذي لم يأخذ فترة هدوء .. الأشياء تكمنُ له في الوقت . حتى وإن بدا عكس ذلك هااااادئ بشددددددة

الثلاثاء، سبتمبر 04، 2007

عن المهرجان الهامش :لمَّا بكى زيد



بكى زيد حين جاء البر دوني ليستلف منه مصاريف السفر . يقول القاص زيد الفقيه : "كان البردوني مدعواً بصفته الشخصية وليس بصفته عضوا في وفد( إتحاد الكتاب والأدباء اليمنيين ) لحضور مهرجان ومؤتمر لاتحاد الأدباء العرب ، ولم يكن بحوزته ما يكفيه للبقاء بصورة لائقة في المهرجان . كيف يحدث هذا لشخصية بمقام الأستاذ البردوني وبهذا القدر من الجلال الثقافي والأدبي"انتهى كلامه . يبدو يازيد أنه لن يكون البكاء الأخير
.فحياتنا "بكاءات" لا متناهية. كالبكاء الجديد هذا :

-لا يليق ما سُمي بمهرجان البردوني" بذكرى رحيل شاعر كبير بحجم البر دوني . فقد نُسي البر دوني في المهرجان والذي استمر لأربعة أيام ، كان يبدأ في أحسن أحواله الساعة العاشرة صباحاً وينتهي الساعة الواحدة ظُهراً. نُسي البردوني في اليوم الأول بعد الساعة الواحدة . وفي اليوم الثاني ذُكر لمدة ساعة، دُعي خلالها الدكتور عبد الله البار للحديثِ يومها لكنه لم يلبِّ الدعوة، و أخذ أحفاد البردوني ما يجاوز الساعة لإلقاء أشعارهم . وفي اليوم الثالث للمهرجان- أرجو التركيز لمهرجان البردوني أقصد -نُسي تماما، فكانت الندوة حول الثقافة في عصر الإنترنت" عرض الجميع فيها إبداعاتهم الخاصة تماماً.! وفي اليوم الرابع والأخير أعلن منظمو "المهرجان" أن مفاجأة ستحدث : إذ سيلقي البردوني قصائد مسجلة بالصوت والصورة من أحد مهرجانات مسقط .(حصل عليها الإتحاد من جهات مختلفة ) مع أنهم لو تتبعوا المهرجانات التي شارك فيها البردوني وطلبوا من منظميها نسخا مصورة لما تردد أحد . لا أدري أين تكمن المفاجأة

! في المهرجان الهامش أيضاً، افتُتح معرضا لصور البردوني، ولم يُتعب القائمون عليه أنفسهم بكتابة تاريخ الصور ولا أسماء الشخصيات التي تقف أو تجلس مع البردوني .بالإضافة إلى خفوت الجلسات النقدية القليلة جداً التي روَّج لها منظمو المهرجان :بأنها سوف تطرق جوانب جديدة في شعر البردوني تسلط الضوء على عمق وخصوصية تجربته الشعرية –كما سمعتُ في الإذاعة. أو كما ذكرت صحيفة 22 مايو:"تظاهرة كبيرة في ذكرى قامة سامقة" بل هو قامة سامقة ، بعيداً عن ما يصنعون .فلو جمَعنا ساعات التظاهرة الكبيرة ، على حد قولهم . والتي خُصصت للبردوني لوجدنا أن الآخرين أخذوا مايزيد عن حقهم في أيام نُسبت للبردوني.
*البكاء الذي يليه :

بعد وفاة البردوني اختفت معظم كتبه من السوق ، وأصبحت بحكم النادر وإلى الآن بعد ثمان سنوات .لم تتعب وزارة الثقافة نفسها بإعادة إنتاج تراث البردوني وماخلَّفهُ لنا عن عمْد وتقصّد. بل حينما طُبعت أعماله الشعرية الكاملة وُجدت فيها أخطاء مطبعية لا تغتفر ،مقارنة بما صَدر لشعراء جيل جديد من أعمال كاملة لا تتجاوز مائة صفحة ، والأدهى من ذلك أنها طبعت طبعة ثانية بنفس الأخطاء ولم تُنقح أيضاً . كان البردوني يسعى ، بجهدٍ، لتخرج أعماله نقية من كل الأخطاء. لكن من سيُنقِّي أعماله. كان يحرص،داعماً لها، أن تصل أعماله لكل الناس بسعر رخيص . لكن بعد أن رحل من سيحرص لتصل للجيل الحاضر وللقادم بالطريقة التي أحبَّها. * لا يكفي أن نفرد الملفات التي تُظهر كم كان ظريفاً ،ولديه روح النكتة .ولايكفي أن يتطرقَّ لأعماله،نقداً، جيلُ لا يحب بعمق . كما تعوَّدت الأجيال السابقة.


*
بكاء أخير وليس آخراً

: قال اتحاد الأدباء والكتاب: أنه سيطالب في ختام المهرجان بإعادة طبع أعمال البردوني–بعد ثمان سنوات – أرجو أن تركز .والأعمال التي لم تطبع إلى الآن . وسيوصي الدولة بشراء بيته وتحويله إلى متحف . ربما هذا التفريط بحق البردوني نتج عن مشاكل صغيرة . لكن الحكمة اليمانية دائماً ما تغيب في مثل هذه المواقف.
وأعلنت أيضاً وزارة الثقافة : بعد ثمان سنوات من رحيله –أرجو أن تركِّز- عن إطلاقها في الأيام القليلة القادمة موقعاً الكترونياُ يحتوي نتاج البردوني الفكري والمعرفي تسهيلاً للباحثين ليتمكنوا من الاستفادة ، و التعرف على البردوني دون عناء . لا أدري بعد كل هذا العناء هل نصدق، أم نقول:طيبْ احلفوا !