السبت، يونيو 28، 2008

اشتروا السياسية



حكاية المقال حكاية ،لأسباب خاصة وغير خاصة ، ومفهومة وغير مفهومة ، لم ينشر في أي صحيفة ، وهذا معناه أنني حاولت أن أنشره في أكثر من اتجاه ولكن، حظه قليل ! لابأس ، أستطيع أن أدعو لمن قام بعمل يجعلنا نستغني عن أولئك الذين يستغنون، بتوصله إلى شيء يسمى الانترنت ، ومن ثم المدونات ، ليحفظه الله .
هنا ، بعيدا عن حسابات وأمزجة الآخرين


"صورة الرئيس غير موجودة في الصفحة الأولى" هكذا كان على الرجل أن يبرر استنتاجه بأن الصحيفة "السياسية" التي بيدي ليست حكومية، وبالمصادفة كان ذلك ما نراه

آخر كان مندهشاً من المقالات المنشورة فيها لبعض الكتَّاب، وهي مقالات تكتب بحرية دون مقص رقيب .
لماذا يستنتج اليمني ويندهش هكذا، ربما للعلاقة المشروخة بينه وبين أولي الأمر الذين لا يريدون له أن يعامل بمنطق صادق. أو ربما عقدة تصحبه دائما: إنه لا يستحق أن يعامل بصدق ووضوح.
أريد أن أقول أنني من المدوامين على شراء صحيفة السياسية ، لأنها تحمل في مضمونها لي كقارئ من كل شيء أحسنه ، وصفحاتها تتنوع إضافة إلى الصفحات المعتادة . اليمن في الإعلام الخارجي، ترجمات ، علوم وتكنولوجيا ، وصفحة دراسة . نستطيع أيضاً أن نرى الصورة من خلالها بحياد ومهنية تفتقده الكثير من الصحف الحكومية، المتخصصة بالتزويق والتحسين، وعدم احترام عقل القارئ . الحكومة عندنا ليست منزهة عن الخطأ والوقوع في المشاكل وأحيانا "الكوارث"، لكن الاعتراف خطوة أولى لإيجاد الحل وتجاوز الأخطاء. عندها يمكن للجميع أن يعذرك !
تتيح صحيفة "السياسية" مساحة لا بأس بها لكتاب، ليتحدثوا بصراحة وينتقدوا بموضوعية. وهذا ما تحتاجه الصحف الحكومية الأخرى للحديث بوضوح عن السلبيات التي تـُزنق عادة "بلقطات سريعة" و"باختصار" سواء في أداء الحكومة أو في قضايا يتم تناولها تمس المواطن والمجتمع .
فالمقال الذي يكتبه الصحفي أحمد غراب في عمود "باتجاه الريح" فنجان قهوة أشربه كل صباح . وأحمد غراب يكتب بطريقة ساخرة لم نتعود عليها بالإضافة إلى مقالات صادق ناشر والآخرين.
أيضاً يصدر مع السياسية يوم الأربعاء من كل أسبوع ملحق مجاني"قراءات سياسية" ، وملحق مجاني آخر الترجمةالعربية لصحيفة "ليموند ديبلوماتيك" الفرنسية نهاية كل شهر . وهذا جهد يحترم القارئ ويقدم له كل جديد ويربطه بالعالم من حوله. بعيداً عن تحصيل الحاصل الذي نراه في صحف أخرى .
النقطة الأخيرة:حدس ينتابني وربما من هم مثلي راهنت أصدقائي عليه: " البعض ستزعجه هذه الصحيفة وستحاول أيديهم أن تمتد إليها بالإيقاف وإن معنوياً.لأن البعض لم يتعودا على مثل هذا الأداء والوضوح، والجدية.ويخشون الحياة في النور. لهذا وحتى ذلك الوقت أنصحكم: اشتروا
السياسية.

الثلاثاء، يونيو 24، 2008

إلى البيت


إلى البيت تذهبُ؟
أغضى !
يُغيُّرُ هذا الفتى لامة الحربِ
ينسى انتصارات،
أولُها آخِره.

شحوب المدينة يطغى عليه
وجَحر الوجوه الذي في القرى .

غروب التفاصيل في صدره
ينادي زماناً،
لذا أنكره.

أيشتاقُ،
كيف؟
تَعودُ مرارا
يخافُ إذا سردت لحظةٌ آخره.

أينسى ،
لماذا؟
إذن
فرَّغتْ لحنها الذاكرة.

أيختارُ،
ماذا؟
وبين العيون بياض
يغطي الكرة.

تغيبُ ،
ويبقى عبورٌ،
يحط دماً كلما غيَّره.

أتُلهيهِ بعضَ العيون ،
استوى،
وتُعدمُ في روحها، خاسِره:

فؤاد يشف
غياباً،
يُتوئمُ مايشتهي حاضره.

أيُطلقُ ؟
سجن خفيٌ
وكيف أسيرٌ يفك الذي آسِره.

- إلى البيتِ تذهبُ،
- سرَّاً:

إلى المقبرة !

الأحد، يونيو 15، 2008

محمد الشهاوي

قراءة في بردية الأسرار
محمد الشهاوي*

مَنْ أنتَ يا طيْفاً يجيء إليَّ
عبرَ جوانحِ الظُّلَمِ،
متسلّقاً أسوارَ صمتي..
يستلُّني من غمد صومعتي
ويُركِبني بُراقَ الرحلةِ الكبرى؟


من أنتَ يا طمثَ الحضورِ ونطفةَ التكوينْ؟
ها أنتَ تفتح في دمائي قمقمَ التبيينْ
ها أنتَ تُطعمني الإباءَ،
وكعكةَ الإصرارْ
وتبثّني برديّةَ الأسرارْ
ها أنتَ تطلقُ في شراييني
خيلَ الجموحِ عوالكَ اللُّجُمِ
من أنتَ يا طيفاً يجيء إليَّ
عبر جوانحِ الظُّلَمِ؟


أوقفْتَني في أوَّل الصفِّ
وملأتني بالنورْ
من بعد ما ضمّختَني بالورد والكافورْ
وأخذتَ من كَمّي لكَيْفي
أوقفتَني في العروة الوثقى
وجعلتَ لي جَبلَ المدى مَرْقَى
أوقفتَني في ساحة الإفضاءْ
وأريتني السِرَّ المخبّأْ
أسريتَ بي،
حتى رأيتُ المنتهى والمنشأْ
وفتحتَ لي سِفرَ الرموزِ ومعجمَ
الدهشه
وهمستَ في أذني: انطلقْ
واصدعْ
ونبِّىءْ
نبّىءْ بما يُفضَى إليكَ فأنتَ
مَنْ ليراعهِ بشئوننا نُفضي
واصعدْ جبالَ البوحِ حين تعود للأرضِ
إن قيلَ:
مسكينٌ..
فإن المجدَ لا يُـشْـرى
أو قيلَ:
مجنونٌ..
فنحن بحال مَنْ نختارُهُ أدرى
طوبى لعبدٍ ينشرُ الخيرا
ويموتُ مصلوباً على حبلٍ من
الرفضِ
طوبى لمن لم تثنه (حمّالةُ
الحطبِ)
وإذا تصدّى للغوايةِ..
يغتلي لهباً يصبُّ النارَ في كَفّيْ
(أبي لهبِ)
طوبى لمن لم يعرف الراحه
طوبى لمن لم يُلقِ - رغم الغبنِ –
ألواحَهْ
طوبى لمن لم يُحنِ هامَ الحرفِ
والقلمِ
من أنتَ يا طيفاً يجيء إليَّ
عبر جوانحِ الظُّـلَمِ؟


أوقفتَني والليلَ والأحلام
والجمرا
ومنحتَنا صكَّ الولاية بعد ما
أوصيتَنا عشرا:
لا تقربوا شجرَ الخيانه
لا تخذلوا سيفَ الأمانه
لا تركبوا للغيِّ فُلْكا
لا تجعلوا للخوفِ سلطاناً
عليكم - يا أحبّائي - ومُـلْكا
لا تقطعوا الأيامَ نوما
لا تُذعنوا لمشيئة الأهواءِ يوما
لا تكتموا رأياً وأنتم ألسنُ الأُمَّه
لا تحسبوا الإغضاءَ حكمه
لا تُحجموا رَغَباً ولا رَهَبا
لا تهربوا إمّا سواكم آثر الهربا.
من أنتَ يا طيفاً يجيء إليَّ
عبرَ جوانح الظلمِ
متسلّقاً أسوارَ صمتي
يستلّني من غمد صومعتي .

الاثنين، يونيو 09، 2008

الحرب !

تأكل ُالحرب أقدامَ البيوت
تلعقُ دماء الجنود.
ولأن الأمهــات أصدق حدســا وقتها؛
لا تــدفـعُ الحرب بالدعاء !