الاثنين، يناير 26، 2009

من جديد.. رجال القاموس



نيوز يمن

"آخر رجال القاموس" هو اسم المعرض الذي عرض لأول مرة في ساوث شيلدز البريطانية، وانتقل من هناك ليعرض في المتحف الوطني بصنعاء برعاية المركز الثقافي البريطاني ويستمر حتى 12 فبراير القادم. في المعرض تقدم المخرجة الإيرانية "تينا غرافي" 14 فيلما تسجيليا لـ 14 بحاراً يمنيا مازالوا على قيد الحياة. وهم من الجيل الأول للبحارة اليمنيين الذين سكنوا "ساوث شيلدز" بانجلترا لأكثر 100من عام عمل أغلبهم كبحارة على البواخر البريطانية.

تقول " تينا غرافي" التي لم تحضر إلى اليمن" أنها درست المشروع على مدار ثلاث سنوات بعد أن رأت أهمية توثيق مشاركة أول جالية مسلمة في ساوث شيلدز وهي الجالية اليمنيةالتي كان لها مساهمتها المؤثرة في المجتمع البريطاني". كما تقدم "غرافي" إلى جانب تلك الأفلام فيلم "ملك ساوث شيلدز" ويحكي القصة غير المعروفة لحفل زفاف الملاكم المعروف"محمد علي كلاي" في جامع الأزهر.

كان "محمد ناصر" الذي وصل المملكة المتحدة عام 1952 كواحد من اليمنيين الذين سُهل لهم الدخول (عمالة) إلى المملكة المتحدة من قبل الاستعمار البريطاني. وبعد وصوله عمل من البداية في مدينة "برمنجهام" لسنتين في أعمال متفرقة. ثم انتقل ليعمل كبحار في "ساوث شيلدز".
كانت وظيفته التي علَّمها له المهندسون برأفه، هي تزويد السفن بالفحم الذي استخدم من قبل كوقود للسفن. ولم يكن محمد يجيدالإنجليزية وكان الإنجليز يتفاهمون بلغة الإشارة أو بواسطة ترجمان، لكنه التحق فيما بعد بمدارس اللغات التي وفرتها لهم الحكومة مجاناً، واستطاع أن يتكلم الإنجليزية.

يتذكر"ناصر" جيداً كيف أن المدينة لم يكن فيها كهرباء ولا ماء وكان المجتمع في ساوث شيلدز يغسل ملابسه في الخارج، وهو الوضع الذي أصبح متغيراً إلى الأفضل.رغم أن لدى محمد ولد بسبعة أولاد في اليمن إلا أن آخر زيارة له كانت في 1972 بعد أن ماتت زوجته. يفضل "محمد ناصر" أن يموتَ في ساوث شيلدز المكان الذي منحه الأمان حين فرًّ هارباً من اليمن بعد أن خانه الكل ومنهم أقاربه. وهو يشعر بالانتماء أكثر من اليمن لساوث شيلدز.
من تبقى من البحارة تتشابه حكاياتهم فقد كانت بريطانيا حلم أكثر اليمنيين الذين لم يجدوا فرصة للعيش خاصة في ظل حكم الإمامة في الشمال، والاستعمار في الجنوب. لكن حتى إن أحيل جميعهم إلى التقاعد منذ سنوات طويلة فمازال منهم من يعيش في "ساوث" إماما للمسجد ومنهم من يملك محلات تجارية. لأن المكان يعني لهم أكثر من أي مكان آخر فهم يشعرون فيه بإنسانيتهم وبأنهم يتساوون أمام القانون في الحقوق والواجباتْ .

آخر رجال القاموس هم: محمد ناصر، عبده أحمد محمد عباية، وعبده محمد قايد، وعبد الوهاب عباس، وأحمد حسن قايد، وأحمد حسين عبد الله، والإمام على محمد إسماعيل، وفياض حسن، وإبراهيم محمد علي، ومحمد الصيادي، ومحمد حسن، ومحمد ناصر، وناصر عبد الرحمن، وسعيد محمد عقلان غالب، ويحيى عبده أحمد.

تينا غرافيمخرجة من أصل إيراني تعيش في ساوث شيلدز. وهي منتجة أفلام حاصلة على جوائز. وقد اختيرت رسميا أعمالها السابقة في مهرجان سندانس السينمائي، وتم عرضها في المهرجانات والإذاعات العالمية.

* اليمن تعرف بأرض القاموس كإشارة إلى أصول اللغة العربية.

الأحد، يناير 25، 2009

أوقات غير مناسبة


لا يجد مدير البيت الألماني "غيدو تسيبيش"مبرراً لما أعلنه اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين من مقاطعة للقاء الأدبي اليمني الألماني الذي أقامه البيت الألماني في صنعاء لمدة يومين 24-25 يناير.

جاء في بيان اتحاد الكتاب والأدباء اليمنيين" إن قرار الاتحاد جاء ومعه مختلف المؤسسات المماثلة بعدم المشاركة في البرامج والفعاليات التي تنظمها مراكز ثقافية وإعلامية أوروبية في اليمن احتجاجاً على مواقف الدول الأوروبية المتخاذلة والصامتة تجاه ما تشنه إسرائيل من حرب إبادة وقتل جماعي الفلسطينيين في قطاع غزة". ولايفهم "غيدو" وهو الذي أدار اللقاء تحت شعار الكتابة من الداخل /الكتابة من الخارج. مقاطعة مؤتمر أدبي لا يوجد فيه موسيقى ورقص.

استضاف المؤتمر أربعة من الكتاب الألمان قدمت لهم قراءت من أعمالهم وهم ميشائيل رويس، جاي هيلمنر، وكلاوس هايمج، وسوزانة سيرر. "ميشائيل رويس" المولود في ألمانيا عام 1960 تعاملَ ،كمخرج للدراما، مع اليمن فرضياً في ستة أعمال وفي عام 2000 صور في نيويورك وفي اليمن فيلمه الأول"ينام أحد في ألمي، ماكبث عربي".

وكتب الكاتبان والصحفيان كلاوس هايمج، وسوزانة سيرر قصصاً تنقل تفاصيل الحياة اليومية في اليمن.كما رصد "جاي هيلمنر" مذكراته عن اليمن على مدونة إلكترونية في المدة التي قضاها ضمن مشروع الأديب المقيم في اليمن والتي بدأت في 28/12/2008 إلى 28/01/2009.
في المقابل لم يحضر إلى المؤتمر سوى زيد الفقيه عبد الكريم غانم، محمد الغربي عمران، محمد علي عثمان، وصالح البيضاني، ووجوه أخرى قليلة. وكانت وجهة نظر هؤلاء مختلفة فيما يخص الحضور. فهم يعتقدون أن الحضور أجدى من المقاطعة لتنقل وجهة نظرك المفصلة إلى الطرف الآخر.

ناقش في المؤتمر، أدباء ألمان مع القاص صالح البيضاني موضوعات، الأدب بدون إشراف تحريري. الأدب بدون القواعد؟ التقويم والنقد، الرقابة والرقابة الذاتية، اللغات النمطية والألوان، وكذلك أدب الأقليات في ألمانيا واليمن. وأدب المرأة في اليمن. قدم الكاتب "عبد الكريم غانم" ورقة حول التطورات الأدبية للكتاب الأخيرة".

وحين تحدَّث محمد الغربي عمران عن ما يواجه الكاتب في اليمن من قيود دينية ومجتمعية وسياسية، وكلها تخلق رقابة ذاتية لا إرادية في ظل عدم وجود ضمانات حقيقية من ألا تصبح كاتبا مشرداً، كان على "تسيبيش" مدير المؤتمر أن يذكِّر "الغربي عمران" بكاتب بولندي لجأ في ظل الرقابة إلى روايات الخيال العلمي، والتطرق من خلالها بطرق غير مباشرة لمناقشة كل ما يغضب الرقيب. وكاتب آخر في الجزائر كان يعمل في "المخابرات" يكتب باسم مستعار قصصا بوليسية يكشف بها ما لا يستطيع أن يعبر به باسمه الحقيقي لأنه بلا ضمانات.




محمد الشلفي- نيوز يمن


.

الجمعة، يناير 09، 2009

لغـزة


لا يمكن لأحد أن يمتطي ظهرك مالم يجده منحنيا
"مارتن لوثر كينغً"


كنت أتمنى أن يكون غضب الشعوب العربية من أجل غزة متزامناً مع غضب ضد حكامها العرب. لأنهم سبب كل ما يحدث في غزة وفي غيرها من المدن العربية. فالمشكلة في رأيي ليست إسرائيل ولا أمريكا بل المشكلة حكامنا الذين يقودونا لنكون أرخص شعوب العالم.

يحدث دائما أن تضرب غزة، بعدها يعلن الرئيس اليمني اقتراحه عقد قمة طارئة، تبدأ الاتهامات بين الحكام والعرب وحماس، يتبرع الملك عبد الله بالدم للجرحى كأقل واجب برأيه، وجسور من المساعدات تصل إلى غزة. يجتمع وزراء الخارجية العرب، يذهب العرب إلى مجلس الأمن وتستخدم أمريكا الفيتو ضد قرار يلزم إسرائيل بإيقاف الحرب. أو يصدر قرار متأخر كالذي صدر اليوم لكن إسرائيل لا تلتزم به. وخلال ذلك تحقق إسرائيل كل ما أرادت ثم تحاسب نفسها هل نجحت أم فشلت. وهذا ما حدث في كل المجازر التي أرتكبتها إسرائيل منذ 48 وما يحدث الآن في غزة.

أما الشعوب العربية فمثل هذه الأحداث تمنحنهم فرصة للتفرغ وسماع وين الملايين وترديد الهتافات وتنظيم المظاهرات. وهذا كله لا يشفع لنا أمام ضمائرنا، حيث تدخل حرب إسرائيل أسبوعها الثاني، وهي لم تحقق إنجازأ يذكر أكثر من قتل المدنيين. ونحن لم نستطع منع إسرائيل من قتل الأطفال وهدم المنازل على رؤوس سكانها.

كان يفترض بالعرب وحدهم أن يقرروا طرد السفير الإسرئيلي كما فعل الرئيس الفنزويلي "هوجوتشافيز" الذي وضعهم في موقف مهين. وإذا كان هناك موقفاً محسوباً فهي مواقف غير العرب والمسلمين الذين خرجوا من أجل نصرة غزة في اسبانيا وبريطانيا وأمريكا والنرويج.

لا أدري لماذا يكرر التاريخ نفسه في بلاد العربْ. فنحن لا نستفيد مطلقاً من الدروس ونحن نقع بأخطائنا ذاتها. وما نحن بحاجة إليه كشعوب بالذات هي الضغط على هذه الحكومات لإيجاد حل جذري لمشاكلنا مع أنفسنا ومع من حولنا. حتى نكون قادرين على التفرغ لمواجهة التهديدات الخارجية. فلن نستطيع حل مشاكل الفلسطينين بينما نحن غارقين بمشاكل اقتصادية، أخلاقية، سياسية، ثقافية.


ما يبقى رغم كل هذا الهوان (درسان اثنان) نخرج بهما مما يحدث،الأول: تأكيد معرفتنا بحقيقة الحكام العرب وإسرائيل। والثاني: تأكيد ثقتنا بالمقاومة فهي قادرة على حماية شرف هذه .