الأحد، مارس 29، 2009
يوم جديد في صنعاء القديمة: الفيلم اليمني الأولْ
حصد العديد من الجوائز العالمية، ودخلت به اليمن موسوعة الأفلام الروائية العربية
يوم جديد في صنعاء القديمة: اشترط للسماح له تغيير الله يلعنك بقبحك الله، وحذف حضور المرأة
مجلة أبواب.. محمد الشلفي
لم يكن أحد يتصور أن اليمن سيفاجئ العالم بميلاد سينمائي على وعي بما ينبغي أن يكون عليه البناء الفيلمي الآن" هكذا جاء في صحيفة القاهرة المصرية ضمن مقالٍ كتبه الناقد السينمائي المعروف صبحي شفيق عن أفلام المشاركين في مهرجان القاهرة السينمائي 2005 ومنهم الفيلم اليمني الأول "يوم جديد في صنعاء القديمة" لمخرجه اليمني"بدر بن حرسي".
خلال العروض الجماهيرية لأفلام المهرجان وقف "بدر بن حرسي" على مسرح سينما "جراند حياة" بالقاهرة معبراً عن سعادته بمشاركة بلده اليمن في المهرجان بفيلمه .بدت صالة السينما ممتلئة بالحضور، بينهم شخصيات يمنية مهمة كوزير الكهرباء اليمني وقتها، والدكتور عبدالكريم الإرياني مستشار رئيس الجمهورية، ومحسن العيني رئيس الوزراء السابق وزوجته الروائية عزيزة عبد الله.كانت تلك المشاركة خطوة أولى للفيلم، فقد نال أول جائزة له كـ(أفضل فيلم عربي) وقدرها 100.000 جنية مصري بعد أن تنافس مع فيلم "ليلة سقوط بغداد" من مصر وفيلم "أحلام" من العراق.
بدأ حلم إخراج فيلم يمني عند حرسي بعد حصوله على جائزة أفضل مخرج في مهرجان الشاشة العربية الذي نظمته قناة «الجزيرة» عن فيلم «الشيخ الإنكليزي والجنتلمان اليمني»، وهي أول جائزة سينمائية تحصل عليها اليمن. يقول حرسي في أحد حواراته: "في عام 2003 تناهى إلى سمعي أن صنعاء ستكون عاصمة الثقافة العربية لعام 2004، وعرفت وقتها أن حلمي سيتحقق الان لأن الفيلم سيأتي احتفالا بهذه المناسبة ويكون فرصة لي كي أحظى ببعض الدعم من الحكومة اليمنية، أو موافقتها على أقل تقدير، وقلت لنفسي إذا لم ينجز الفيلم الآن فلن يكون ثمت أمل بعد ذلك". بعد شهور من طرحه الفكرة، حصل "بن حرسي" على موافقة مبدئية من وزير الثقافة حينها خالد الرويشان مع قائمة طويلة من الممنوعات. وكان على بدر بن حرسي أن يختلط بسكان صنعاء القديمة لثلاثة أشهر ويسلَّم عند انتهائها سيناريو أول فيلم يمني "يوم جديد في صنعاء القديمة"، ليتم منحه إشارة البدء بتصوير الفيلم.
تدور أحداث الفيلم في مجتمع تحكمه التقاليد المقيدة لرغبات الفرد. حيث يكتشف طارق ليلة زفافه أن المرأة التي أحبها ليست هي الثرية المقبل على إتمام الزواج منها، بل هي مجرد فتاة يتيمة ومن الطبقة الفقيرة تعمل "كنقاشة". ويفترض أن يختار بين الزواج والتقاليد، فيصبح مشتتاً بين الحب من ناحية والمجهول من ناحية أخرى.
أعطى الفيلم أملاً في إيجاد سينما يمنية بعد مشاركته وفوزه بعدة جوائز في أهم مهرجانات العالم السينمائية، كمهرجان دبي، ومهرجان القصبة السينمائي الدولي برام الله، ومهرجان أرميدال السينمائي بأستراليا، ومهرجان روتردام للأفلام العربية الذي فاز فيه بجائزة الصقر الذهبي. وحاز في مهرجان مسقط السينمائي على جائزة الخنجر الذهبي لأفضل فيلم في اختيار الجمهور. ودخلت اليمن به كفيلم وحيد "موسوعة الأفلام الروائية في مصر والعالم العربي 1927-2006 التي أعدَّها الباحث المصري محمود قاسم.
صحيح أن مخرج الفيلم بدر بن حرسي يعدد في كل حواراته صعوبات جمة تمنعه من تكرار التجربة، لكن ما يحسب له أنه وجد أحد الخيارات الكثيرة التي علينا أن نعثر عليها، كما جاء على لسان فريدرك بطل فيلمه.
كواليس
قبل أن يبدأ المخرج بدربن حرسي العمل في الفيلم 2004 تعرض لشائعات، منها التشكيك بانتمائه لليمن، وتردد أنه يصور مشاهد جنسية، ولم يسلم من اتهامه بالعمالة (C.I.A) والموساد.
بعد انتهائه من التصوير تدخلت الجهات الرسمية من خلال اجتماع 200نائب برلماني لمشاهدة الفيلم. ومن اعتراضاتهم صوت الأذان في الفيلم رغبة في حذفه، وتبديل مفردات" الله يلعنك" بـ "قبحك الله"، وحذف مشهد النقش التي تقوم به بطلة الفيلم على ظهر البطل، وتبديلها بطفلة صغيرة. وحين أكمل حرسي الفيلم وقرر العودة به إلى بريطانيا طلبوا منه أن يوقع تعهدا يقضي بدفع غرامة مالية كبيرة فيما لو غير في أحداث الفيلم. وقد استعان بدر بن حرسي بممثلة لبنانية ويمني في أول دور، وممثل هولندي بعد أن رفض بعض الممثلين اليمنيين الخضوع لاختبارات الأداء التي أصر عليها.
** الممثلة اللبنانية دانيا حمود ظلت 6 أشهر في اليمن تتعلم اللهجة الصنعانية لتقوم بدور إيناس "النقاشة" بطلة الفيلم.
* نبيل صابر قام بدور طارق بطل الفيلم في أول عمل له.
• يحيى إبراهيم لم يرفض اختبارات الأداء التي أصر عليها المؤلف...
* سحر الأصبحي.. تعقوم بدور بائعة البيض بحساسية عالية.
* باولو رومانو ممثل إيطالي معروف يؤدي دور شخصية يعالج المخرج من خلالها الحوار مع الآخر.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق