الثلاثاء، مارس 27، 2007

! العناوين


العناوين متعددة .. أفتش ، فيغيب الكلام . كنت ، وبترصد ، أريد أن أكتب عن

البردوني
هجرة الطيب صالح
أمسية فنية
About me
الإسم : علي


وأريد أن أستعيد بريق الماضي ، أجلس لأستمتع بقراءة أحدهم وهو يتكلم ، يشرح ، يفصل ، أو يهذي .. لماذا لم تعد الأيام كما كانت من قبل !
سمعت هذه الجملة مراراً من أصدقائي


في فترة أخيرة أخبرني صديقي بأنه قرأ عن دراسة تقول : أن صوت الفتاة ينشط خلايا الدماغ ...
وقرأ أيضا أن عللك "اللبان " يساعد على التركيز . وقرأتُ عن فوائد الشاي الأخضر في تننشيط الذاكرة ، بالإضافة إلى فوائده الكثيرة المعروفة .
هل يساعد كل هذا في الكتابة ..فأذهب إلى التفاصيل أخترقها وأجد ما فكرت فيه بجسد مكتمل .


ربما أستطيع أن أجري دارسة عن الرصيف ، والمقاهي ، والشوارع ودورها في تنشيط الكاتب ليكتب ، و جعل الفكرة تامة دون تراجع .


كتبت على الرصيف وعلى المقاهي . وأحياناً صحبت الفكرة من المقهى إلى البيت . . الرصيف ، والمقهى . والشوارع سبب في تنشيط الذاكرة . وفي تدفق الأفكار . أجمل ما يكتب يكون في هذه الأماكن .


كنت أريد أن أبدل المثل القائل القناعة كنز لا يفني إلى الكتابة كنز لا يفني . لا أنسى أنني كنت أريد أن أكتب عن :
فرق التواصل الذي حدثني به صديقي ... رمى لي بكلمة كنت أبحدث عنها منذ زمن . فرق التواصل كما أعـِّرفه هو : سوء التفاهم الذي يحدث بينك وشخص آخر في أول لقاء .
وكنت أريد أن أكتب عن أن الكتابة فسحة أخرى . أريد أن أتفرغ لها .. لكني أخاف أن تملـَّني . (عندما تشعرُ بأنك سوف تفقد شيئاً تحاول التمسك به بكل ما تستطيع من قدرة) . لهذا لا أحب التفرغ ، أريدها بعيدة حتى أعود إليها كلما أردت .


"هددت" صاحبي مرة أن أكتب عن مكان كنـا نذهب إليه ونتسامر .. كنت أريد أن أبحث عن الجمال في حياتنا ،الجمال المستطاع. هنا مكان متسخ وباستطاعة أحدهم أن يجعله جميلاً ، لماذا لا يجعله كذلك. الجمال ثقافة ، النظافة ثقافة . أما عني فكنت عندما لايروقني مكان أخطط –مستقبلاً - لكي أصنع مكاناً مثله وأشكله كما أشتهي . عندها سوف أصنع ثقافة وأوصلها بطريقتي .


أعجبني مرة تعليق دكتورة في برنامج تلفزيوني حول السينما وكيف أننا عندما نأخذ الطفل إلى السينما .. مالذي سوف يستفيده هذا الطفل وماالثقافة التي يكتسبها من ذهابه . ومن أهم النقاط ، هي أن الطفل يتعلم كيف يحترم زميله الجالس بقربه حين لا يصدر أي صوت طوال مدة عرض الفيلم الفيلم .


فكرت أن أكتب عن راتشيل كوري ، وانتبهت إلى أنني سوف أفعل كما يفعل الجميع يرثونها ويشتمون الدم العربي ، وضياع الرجولة العربية । راتشيل كوري قدمت قيمة إنسانية . لم يقدمها أحد من كل الحكام الذين يتمسح البعض بأحذيتهم . بالتأكيد الكل يعرف راشيل كوري ، كان مكتوب على بوستر طُبعت صورتها في منتصفه " راتشيل كوري فتاة أمريكية قدمت من أمريكا لمساعدة الفلسطينين " للتذكير فقط (دهستها جرافة إسرائيلة وهي تحاول منعها من هدم منزل فلسطيني . وإلى الآن مازال عنوان ما كنت سأكتبه كما هو " راتشيل كوري ذكرني بك أحد أصدقائي"


كنت أريد أن أكتب عن الأمسية التي أقيمت في حزب التجمع ، قبلها بيوم قررت أن أغطيها بما يبتعد عن شكل الخبر المتعارف عليه أخبرت كل من حضر هناك أنني سأفعل ، (عندما تريد أن تصنع شيئا مغايراً تهرب
(الأشياء ، دعها تأتي كما هي

وكنت أريد أن أكتب عن الكثير ، لكني أفتش فيغيب الكلام .

الاثنين، مارس 26، 2007

لحظة واحدة


وذهبت أنا لأشارك بشيء آخر ، حتى أشعر بالتغيير ، تارة أرمي الحياة وراء ظهري ، وتارة أضعها أمامي.. فأتعثر .

كم أنا متعب وحزين ،حتى ذلك النص الذي كنت أهدأ عنده ، لم يعد ممكناً ،واحتمالاته لم تعد واردة ...وحين أفكــر بحيادية تجاه الأشياء ، تفاجئني بتطرفها ..
سيئةٌ ،
وثقيلةٌ ،
ومجهولة النهاية .

وجهكِ ،ودعواتك المتواصلة ، تحف طريقي
تهدهد طفولتي

نـزِقٌ بما يكفي لإثارة وجع جديد ،
متهورٌ بمايكفي لإثارة خوفك عليَّ .
ولي قدرة على فقد كل شيء بلحظة
و
ا
ح
د
ة .

كنت
أنسى أن أشرب نصف الكوب من القهوة ..وأنتظرك تطلبين مني أن أكملها من أجلك أنتِ .

الحياة متعبة ،تقشِّرني . الجميع يحملون أحزانهم . العيون تقول ذلك .ما قيمة أن تفرح دون أن يهنئك أحدُ.

الأربعاء، مارس 21، 2007

أوسيم


الصباح شهي.. كقلب صديقي الذي ينفِّـُذ كل ما أطلبه منه دون أن يلح علي بأسئلته !
كنت أعلم أني سأحمل لها شوقاً يطول ، ورغم أنهـا لا تبعد عن القاهرة كثيراً إلا أنها مازالت تذكرني بالقرية التي ولدت بها ، نفس رائحة التراب . ولبيوتها سمات بيوت قريتي . يجتمع الناس على أبواب بيوتهم .. يتكلمون- كما يفعل أهل قريتي تماما- ويحل الليل عليهم فيبدأون بالاستعداد للصلاة ، والعشاء ، والنو م باكراً.

في الصباح الباكر أيضاً ،

يذهب الجميع إلى أعمالهم" ليستعينوا على الشقاء بالله" .هم بقلوب لا تحب الحكومة ، ولا تؤمن بها . لم تطحن المدينة عاداتهم . فالبنات اللواتي أراهن .. يتفاخر صديقي وبإشارة يده النافية قائلاً : البنات هنا يختلفن عن بنات المدن .

***

أذكـرُ الفصلَ ،
كانت السماء غائمة حين تنبأ صديقي بالمطر ، ثم قام بأخذ كاميرتي ليلتقط للشمس صورة وهي تختفي بين السحاب. حلَّ ظلام خفيف . ثم مطر بللنا بقطراته التي ارتطمت بالتراب لتحوَّل بقاياه المبلولة إلى حذائي الذي كان أنيقاً .

لم نجد مكانا "نكنُّ" فيه ، بالمساحات الشاسعة -التي يزرع فيها البرسيم ويسمى المكان " الغيط" - إلا مكاناً بـُني من سعف النخل يقف ببابه طفل ينتظر والديه. وبالقرب منه " جاموسة" في بيتها الطبيعي نفس المشهد رأيته في قريتنا ، نـَفرد مكاناً خاصاً بالماشية.

كان عتاب صديقي محمد لي : كيف آتي دون ملابس ثقيلة مع علمي بتقلب الجو ، ولم يكن يعلم أن هذه اللحظات ولأنها تأتي فجأة ، لا تغادر الذاكرة .

عندما اقتربنا من البيتِ ، كان المطر قد بدأ بالتوقف ، و السحب السوداء ترحل ؛ فنرى الأشياء بوضوح . مررنا بالقرب من بيت عمه الذي يقف بالباب ، روى لي بكلمات قليلة أن عمه على خلاف مع أبيه . لم يكن احتجاج محمد ينبئ عن كره عميق حين قال لي : أنا الوحيد الذي لا أكلمه .أما أبي فهو على اتصال دائم به رغم كل شيء ...
انتقلنا إلى سيرة الأشخاص الذين يصبغون الأماكن بألوانهم لكن على من هم أمثالي ، وفي حضرة الأماكن ،أحاول أن أتغاضى عن كل ما يخص الأشخاص وصديقي يحاول عدم الخوض في تفاصيل الحكاية ، فأتركه لرغبته ولرغبتي !كل مرة
كل مرة ،يكرر صديقي فيها محمد تبريراته لي إذا مارأيت شيئاً لا يشيه المدينة التي أتيت منها فأرد عليه: لقد رأيت كل هذه المشاهد قبل أن آتي هنا بسنين .

***

في المدينة "القاهرة "حيث تعرفت على محمد ... بابتسامته المعهودة وهو يشير إلى الساعة في يده وينظر إلى الفتيات في الشارع ، عاتباً عليهن التأخر عليه لهذا الوقت. يملك محمد مالا أملكه ، وكما هو معتاد حين يكرر هذا الفعل أخاطبه قائلاً:لو حدث شيء سوف أتركك لوحدك في الشارع ،وأنسى أنني كنت أعرفك . ثم نضحك ويختم ضحكته قائلاً لي :"جمد قلبك "


كنت أحب الأماكن ، وكان يحب اللحظة ثم ينساها تماماً ، فالأماكن تتشابه عنده .فما نفعله هنا ، نستطيع أن نفعله في مكان آخر ، أما أنا ..فلا أنسى الأماكن وتبقى حاضرة معي .وكان يرتب أيامه بطريقة تتناسب مع حلمه : أن يكون كما هو والده . هكذا ببساطة تجعل من حلمه مستطاعا ، وأكثر ... حين يحلم له والده بأن يزيد على ما يفعله !

أوسيم
لها حق في غربتي . كنت كلما تعبت من الإجابة عن أسئلة البعض ، أين وجهتي ، .. أخبرهم أنني من أوسيم . أغلق الحديث .. أتجنب المجهول الذي سوف يلاحقني من الإجابة عن أول سؤال. لكن أوسيم تبدو عصية على المعرفة ، فبمجرد ذكر اسمها تتوقف الأسئلة التي تنهال علي ، ففي الغالب لا يدرون أين هي بالضبط ، وربما سمعوا بها مني لأول مرة .


المكان الذي لا يعرفه أحد إلا أنا ، وأصحابُه ، وصديقي محمد .

القاهرة 2007

الاثنين، مارس 19، 2007

لا أحب أحد

وأرى لا أحد

سأخاطبني وأشاركني لغتي والحوار

المدى قافر

والبلاد زبد

الجديد كما الخنجر السلفي

يحد شفرته في دمي ضاحكا واستباح الأجد

الوشايات أكبر من أفق الأغنيات

والبراعم في القلب مقصوفة

والزمان كمد

كان في الصدر قلب يحب الحياة

أفتش عنه

أنزوى حانقا
لا أحب أحد
للشاعر اليمني / عبد الحكيم الفقيه

الجمعة، مارس 16، 2007

المهنة:صديق


:علمتني الحياة
الأصدقاء ثلاثة ، وهذا أحدهم

:علمتهم الحياة
من السهل أن تحبَ الناس ، أما أن تكون محبوباً لديهم ، مسألة فيها نظر
خالد السناوي: كما أنت طيب ياصديق

الأحد، مارس 11، 2007

احتفــاء بالشاعر مروان بالغفوري

..أمسية أدبية و احتفالية بالشاعر اليمني الصديق " مروان الغفوري " و بمجموعته الشعرية الثانية " في انتظار نبوءة يثرب " تقيمها رابطة نون للثقافة و الحوار و في ضيافة جماعة رؤى الأدبية
يوم السبت الموافق 17 مارس ...بحزب التجمع " ميدان طلعت حرب -وسط البلد
الساعة الخــ 5 ــامسة مساءا
يشارك في الندوة
,الشاعران اليمنيان : مروان الغفوري , محمد الشلفي
الشاعر الفلسطيني : يزيد الديراوي
الشعراء المصريون : محمود أمين , محمود عزت , محمد قرنة
شعراء العامية : بهي الدين عبد اللطيف , محمد فارس , محمد سعيد
..
هذا مع تواجد و تنظيم جماعة رؤى الأدبية و الشعراء و
الأدباء
يدير الندوة..الشعراء : محمد كارم , محمود موسى
في انتظار... الجميع

الجمعة، مارس 09، 2007

كتـفٌ مائلـة


الفتاة يسكنها الخراب .كلما راودتها ألقمتني حجراً

.*
كلما أدركه الليل
يستعد لإعداد أكواب الشاي
يدس يده في المكتبة
يخرج كتاباً يعود فيه عينيه على السهر
ثم يوقظنا، ليحدثنا عن كل ماقرأه

*
فُقِدت العناوين المحفوظة في ذاكرتي المبتلة

*
ألقى الليلُ عصاه . أما أنا فلم ألق بعصاي بعد

.
*
الشارع الذي أعبره خائفا
تتساقط أحلامي في طقسه البارد
وتتنهد فيه أطرافي
..............
*
بارد
كحبات مطر تتسللني رجفة مبهمة
لم أضع رأسي على قدرٍ هادئ منذ...
لا
أ
ت
ذ
ك
ر

.*
تبدو الطرق أشبه بالخنادق
ملأها المطر ليلة البارحة
وأنا أتخطاها بأطراف أصابعي
حتى لا يسقطَ قلبي
وأحكم إغلاق ردائي حتى لا يصيبكِ البرد

*
المسافة تبرد بيننا
فأستدين ألواحاً متلاصقة
أحمّلها كل مؤونتي
ولا أسأل عن مزاج البحر
ولا عن المطر الذي يرد له الدين

*
القواميس تجهلنا
وصوت الريح يرمم أسماعنا
ويرصد حدوداً لمجيء الكلام

.
*
يستعد الأصدقاء لتنظيفِ قلوبهم المليئة/
والخروج بقلوبٍ أنيقةٍ بعد ليل اكتظ بالغافلين
...
تستعد الأشياء لتصبح مجرد أمنية/
نتقنُ تحاشيها/
خوفاً من قلوبٍ لا تجيد التملق/
ضيقة عن الكائنات كل مرة

.
*
كتفي مائلة/
كأن أفقد قدرتي على التمييز بين الألوان /
وأنسى إسم أكلتي المفضلة /
والموسيقى التي أصمت عندها /
وأشك في أنني أبدوا لا ئقاً في عيون الجميلات /
وأجهل لون بشرتي /
وأشك في أمزجة أصدقائي

.
*
المدن تقتات رقابنا/
تجبرنا أن نمسك كل مرة بعتبة باب غريب /
تجعلنا ندحرج قلوبنا،
ليفقد أثرها الآخرون

محمود عــزت



محمود عزت ، صاحب الصورة أعلاه صديقي الذي كلما رأيته أسأله " إنت زعلان مني يا محمود ؟" وهو على
طول يستغرب
محمود عزت ، صاحب ديوان نثر بالعامية المصرية بعنوان "حبيبي شغل كايروا" .. الذي سيصدر قريباً عن دار ميريت القاهرة
"عمَــلْهــا" وقرأ فاتحته على سوسن
مبروك يا صديقي العزيز

الأربعاء، مارس 07، 2007

إنتظــــــار



الصباح جميل داخل البيت
،
أشعر بالهدوء لأنني أنتظرك .
الصباح جميل ..وأنا أشعر أنني أؤدي واجباً مقدساً بانتظاري
.
فكرت أن أنسى كلمة انتظار ، فما زالت تشاركني كل شيء . أريد أن أتخلص منها .عندها سوف تتقـلص المسافات ، وسأنسى معها
، بعيدا ،
،قريباً ،
دائما ،
وسأنسى كنتُ .

الأحد، مارس 04، 2007

يحدثُ عادةُ أمام النهر


أعودُ حزينا لأننـــي أشعر بأعراض الهروب كلما رأيتها . ورغم استعدادي اليومي لهذا اللقاء إلا أنني أٌغلب في النهاية .. يجبرني قلبي على الهروب تباعاً . وتحاصرني الأماكن بكل شيء فيها .. تحدثت مع صديقي عن فشلي في التقرب منها .حتى وأنا أحبس أنفاسي المتلاحقة ... يفضحني وجهــي الخائف
.
كانت هي تقف أمام النهر وبالقرب منها تقف صديقتها الأخرى ...وأصوات الغناء تصدر من المراكب التي ترسو على الشاطئ ، والناس تتوزع بطول النهر . ينتظر البعض مع حبيباتهم ، وينزل البعض إلى المراكب لقضاء بعض الوقت .
أما هي فقد كانت تتفحصني بشدة ، وتحاول لفت انتباهي بنصف ابتسامة ترسمها على شفتيها ... لم يكن يفصل بين نظراتنا إلا أولئك الناس الذين يمرُّون في المنتصف ، فيتولى تفكيرها الدور بعد ذلك . كان لعينيها بريق ، وهدوء ...كلما حاولت مقارنتهما بعيون الأخريات ، من يمرقن أمامي أجدها الأجمل ، ترتدي حجاباً يظهر شعرها الأشقر ...هي جميلة بشعرها الأشقر
.
كنت أحاول أن أصرف نظري وأختلس النظر إليها بين الحين والآخر .لم تكن تعلم بأنني أخاف كثيراً من هذه العيون ، تدوِّخني ولا أستطيع احتمال الإقتراب منها ... سوف أتحول إلى كائن آخر إن أنا اقتربت أكثر ، لكنني مع ذلك كنت أبادلها ابتسامة كاملة وأنا أتحدث إلى صديقي الذي بجواري ، محاولاً ألا أظهر له أنني أبتسم لها . ظلت هي تتحدث إلى صديقتها بينما نظراتها تنتقل إلي .عاد صديقي ينصحني مرة أخرى بأن أفتح قلبي ، وألا أجعل الشروط التي أضعها أمام الحب تعيقني عن ممارسته ..فمثلاً : أنا لا أؤمن بالعلاقات القصيرة ، ولا أؤمن بأن علاقة يمكن أن تقام في لحظة واحدة أو في يوم واحد . فكرت في أنني لو تحديت نفسي وحاولت أن أبدأها ، فإنني لن أكسب الكثير ، وأتذكر عندها أنني لا أستطيع أن أقيم علاقة لا أدري ما نهايتها
...
تخاف كثيراً أيها القلب ..تعال نتخلى عن بعض هذا الخوف ، هاهي الفتاة تبتسم كمن يلمِّح باللقاء .. تنظر إليك كمن يريد التهامك . مازالت كلمات صديقي تلاحقني "جمد قلبك " وكلمات صديقي القديم في حادثة مشابهة وهو يقول لي : لا يكفي أن ترى بعينيك ، لابد أن تتحدث . مؤلم حين لا تستطيع فعل الأشياء ، أما وأنت تستطيع القيام بها وتمتنع عنها بإرادتك فهذا أمر آخر.في هذه اللحظة كان بائع الشيبسي يمر بيننا، وصديقي يحاول أن يشتري منه . وأنا أتجه ببصري إليها ، وكأنني أريد أن أدعوها لنتناول "الشيبسي" سوياُ بينما هي تبتسم وأنا أرد الإبتسامة
.
كنت أريد أن أعرف اسمها ، وأخبرها أنها أجمل من رأيت هذه الليلة ... أعلم أن النظرات المجردة لا تكفي .. وسوف تملٌّ هي من نظراتي وعدم جرأتي الحديث معها ، أعتقد أن تَبادلَ النظرات خطوة انتهت فعاليتها الآن ، فقد مرَّ على بدايتها ما يقارب الساعة . وقد بدأت علامات الإستياء تظهر على وجهها . كأنها تقول لي : متى ستتحرك ؟ حاولت أن أشجع نفسي قليلاً ، وأن آخذ قرار التقرب منها ، والحديث معها كما يتحدث الذين يلتقون أول لقــاء . ثم .... لا داعي للتنبؤ بما سوف يحدث فيما بعد ، لأعش اللحظة وليكن ما يكون . سوف أحاول أن أمرَّ بالقرب منها ثم أبدأ بالحديث معها عن أي شيء ، عن النيل مثلاً أو يمكنني أن أبدأ الحديث بالسؤال عن أسعار المراكب إن أردتُ أستئجارها . أو أي عن شيء آخر
.
كانت نظراتها التي لا تنقطع نحوي ، وتورد خديها .. دليل على أنها لم تمل بعد من الانتظار ، ومازال لديها الأمل في أن أجيء لأحدثها . كنت أنا أستعد بما تعنيه هذه الكلمة للذهاب وتنفيذ ما أفكر به.. والتغلب على الخوف بداخلي من هذه اللحظة ، فهذا يجعلني أحسم الأمر نهائيا
ً .
أحسَّ صديقي ارتباكي فحاول أن يسألني قائلاً : هل هناك شيء . وبينما أرد عليه بـ لا وأنظر إلى الفتاة ..لمحت أحدهم يقترب منها ثم يمسكها بكتفها ..ثم بيدها .. ربما كان أخوها أو والدها أو.... حتى حبيبها ..لم أكن متأكداً ، ما أعرفه أنها زمت شفتيها وهي تغادر متجهة إلى حيث أخاف
.
وأعود حزينا لأننـــي أشعر بأعراض الهروب كلما رأيتها ... ورغم استعدادي اليومي لهذا اللقاء إلا أنني أٌغلب في النهاية .. يجبرني قلبي على الهروب تباعاً . وتحاصرني الأماكن بكل شيء فيها .. تحدثت مع صديقي عن فشلي في التقرب منها .حتى وأنا أحبسُ أنفاسي المتلاحقة ...يفضحني وجهــي الخائف .

السبت، مارس 03، 2007

أنتيجوني في رام الله

من خطاب مارك شاجال إلى أينشتاين
.
وحين تتحد الألوان ُ
بهيَّة ..شفافةً.. خفيفة الوطأة على ماءِ العينْ
عميقة التأثير كنسمة مارسَ في وتر الروح ..
أعلمُ أن الكون صار سلاماً .. وأن المشهد من الجنة
وأن على الطيور الشدو باللحن الخلاق
.
وحين نطغي الأحمر والأسود
ويتعانقان بوحشية في صليب النازي المعقوف
الأنفٍ..
المتكبر... المعاند .. الغادر .. المريض
أعلمُ أن الكون صار حرباً.. وأن الفناء أولُ مشاهد
الجحيم
وأن على حفاري القبور البدء في رمي المنشورات..
والقذائف.. والصورايخ العابرة لجبانات الأجداد..
والجير الحي
والأدوية المنتهية صلاحيّتها .. من مهملات اليو إن
والإعلام المزهرة بالنجمة والنهرين
ويفوز الأحمر .. ويتقيح .. ويتكلسُ .. ويندب ندوباً
سوداً
تزيد ُ .. تزيدُ .. وتملأ اللوحة وتكسوها بالأسود
الطاغي
.

المسرحية : انتيجوني في رام الله .. انتيجوني في بيروت

أحمد التركي ، ريم حجاب ، أحمد يحيى

نص وتصميم وإخراج : محمد أبوالسعود

مكان العرض : دار الأوبرا ، مسرح الهناجر .