
كانت المدينة باردة ليلة البارحة ، والغيوم ملءالفضاء والمباني الفارغة المستعدة للوداع ..إنه مطر الشتاء الهادئ
كصبية تمر بجوار المقهى المعتاد ، وهي تفكر كيف تصل إلى البيت لتتحاشى البرد الذي يشقق أحلامها الطرية..يملؤني صاحبي بالثرثرات القديمة ،
عن الليالي المحبطة
لا القات وقودها ، ولا تداعياته الضجرة ،
فيحدثني تارة عن القبيلة ، والدولة ، والوطن ، وضرائب دفعت ذات يومٍ بوار ..
إنه الحديث اليومي لكل الناس في أي مكان ، لكن ما يختلف عادة أشياء أخرى ، فالخير والشر لا يلتقيان أو هكذا نقول
يختلفان في مفهومهما من فكر ،إلى فكرٍ آخر.
حين أعرف الوسائل التي تجرنا نحوها،وتتماثل للاكتمال.. أدرك كم هي الحياة غريبة ، تتسور أحداق الصعود ، وتتنازل بشكل البوح المخبوء..لن أشير إلى العلاقة الحميمية بين الأشياء ، والفضاءات الفارغة المتصلة،فالغيم له عطاء السقيا ،والفراغ له عطاء الامتلاء، والوجه الآخر للشيء له عطاء الوجه الآخر له ،وما نقتطعه الآن ماهو إلا اقتطاع لأشيائنا في وقت قادمٍ ، أياً كانت هبتنا.
قد تكون المدينة باردة هذا اليوم ، والرجل بارد بما فيه الكفاية ؛لذلك يسرح بما يتكوم في الذاكرة القديمة الممتدة ،
الحاضرة .والدقائق التي تسرق العمر فتمرجح أحلامنا القريبة
المتباعدة ..نخرج منها تارة ، وتخرج منا تارة ، ولنا حق العودة والصمود.
-عليّ أتمسك بحق التعبير لأعود، أي حتى لا تذهب نفسي بعيداً عن نفسي .. فكلانا لا يجيد انتظار الطريق.
-سوف ترسم المدينة ما ترمل عند الغياب ،والأحلام المدسوسة في أزقتها، ومساحاتها...صا رلنا حلم قدرها " لا قيمة لحياة لا تشعرك بالحراك " أو "لا قيمة لحياة جامدة"
للتفاصيل التي أنتجتنا ، أو تلك التي أنتجناها مددٌ ، وانبهار -قد لانعي أطرها-لذلك لاوداع في البداية ما دامت تُنتجُ ، فالدوائر لا تكتمل كالفكر ،وحضارات الإنسان ، وهذا امتداد الخليقة الأولى .التي تتسم بالبقاء ، والبدايات المتتالية.
-وسترسم المدينة أطياف الوله ،والوجد ، والتناقضات المندسة :"سوف أخلص ، وأمد يدي للآخرين ، وأجيء من لغة الحور لا غير، فالصغائر التي تهددنا تظل صغائر، وعلينا أن نتلمس خط الرجوع ،
**
المدينة باردة ،وأنا أخرج كفي ملوحاً له بالبقاء ،فله طقوسها المختلفة التي تمتلئ به ويمتلئ بها.