
أبدو كرجل مسن نسي ما كان يحمله في يده ، وهو يستعد للنزول من "ميكروباص" في زحمة يوم الأجازة .
أستيقظ كل يوم نادماً ، لاستغراقي في النوم وفوات موعد مهم كان لابد لي أن أقوم به .. و أعرف أن اليوم لن يكون جيداً بالمرة .
لا أغفر هذا مطلقاً ..
يعني هذا أنني بدأت بترتيب موعد النوم في اليوم الأول من بعد العاشرة مساء ، كان علي أن أنام قبل أن ينتصف الليل ، لأصحو باكراً ، فأنا ينتظرني الكثير من الأعمال التي لا بد أن أنجزها । وعند الفجر॥ بعد استخدامي للهاتف عدة مرات ، ومشاهدتي للتلفاز ، حتى اقتربت الساعة من الرابعة صباحاً ، أدركت أن المواعيد ستفلت مني كالعادة . كالعادة ، كالعادة .
يحدث أن ألوم نفسي "...
أنضبط نظرياً ، قد يبترني الأصدقاء كما عودتهم أيضاً . ثم أبدأ بإعادة كل ما أحاول تجنبه ، بصدق كما هيء لي .
لا أستطيع أن أقول لا ، مع أن أنتوني روبنز في كتابه "أيقظ قواك الخفية "يخالفني بشدة . وبتحريض كامل جعل من كتابه ناجحاً، فيما لا أقدر عليه . كهذه الحكاية التي أثبتت لي ذلك .
لم أكن قد قرأت كتابه الذي كتب على غلافه " من أكثر الكتب مبيعاً في العالم ، عندما طلب مني أحد الأصدقاء استعارته لقراءته ، كان علي أن أرحب بذلك . أنا أحب أن أجعل الآخرين يقرؤن ، وبنظري هذه هدية جميلة لشخص تقابله ، أن تكون سببا في قراءته لكتاب ،ويبدو أن صديقي أنهى قراءته بثلاثة أيام . أحسست بعد ذلك أن الرجل لم يعد "يطيقني" . وحين فتشت في الكتاب وجدت المؤلف يقول ، لا تدع أحداً يثنيك عن ما تريده ، ولو كانت أشياء بسيطة ، حتى وإن وصل ذلك لمقاطعته تماماً . تعلَّم أن تقول : لا
وعرفت ، لماذا كان ينظر إلي يفتور . ذهب ، والعلاقة فاترة بيننا . هو أراد ذلك ، وأنا سمحت له حتى لا يعتبرني معيقاً . وربما لن أكون الأخير في طريقه . ما زاد من تأكدي ، أنني أعطيت الكتاب فيما بعد ، لشخص آخر ،وحدث ما حدث ، حينها قررت عدم قراءته كاملاً ، وقررت عدم إهدائه لأي شخص آخر . حتى لا أخسر كل من أعرف ، ولا أخسر كل أصدقائي .
وحتى لا أنسى الحكمة التي سمعتها من أحدهم :لا تسد الطريق التي توصلك إلى الآخرين ، دع ما يكفي للعودةإليهم مرة أخرى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق