
الناقد ،المترجم ، المثقف الموسوعي ، صاحب المواقف ، التنويري . هذا هو الدكتورجابر عصفور الذي احتفت به - في القاهرة- مجلة أدب ونقد ، واللجنة الثقافية بحزب التجمع الخميس الماضي ، بمناسبة انتهاء فترة عمله في المجلس الأعلى للثقافة ، وتوليه رئاسة المجلس القومي للترجمة .وقد أدار الاحتفالية الشاعر حلمي سالم .
جاءت الشهادات التي قدمت من خلال المشاركين ناقصة باعتراف قائليها .
فالدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع ، تحدث " أن الاحتفاء بقامة كجابر عصفور عمل يجب أن نهنيء أنفسنا به ، فهو المحارب في معركة ضد الظلاميين ، والظلم ، والتسلط وضد الرجعية والتخلف"
ووصفت د هدى وصفي الدكتور جابر عصفور
" بصاحب رؤية مستنيرة يتفاعل لتغيير العقول ، كرَّس حياته للبحث في مجالات المعرفة استيعابا ، وتفاعلا ، وإنتاجا . تبنى في ثقافته المساءلة بعيداً عن المسلَّمات والمطلقات ، وتبنى كل موهبة كان تظهر له ، ولم يبخل في توجيه الجميع "
المترجم طلعت الشايب قال :
" جابر عصفور هو المسئول الثقافي في كل موقع ، الذي يؤمن بحق الاختلاف ، يعمل بعقله مقاوماَ أفراد وجماعات قوى النقل والاتباع ، وحذف سؤال المستقبل . يدعو إلى نظام ثقافي جديد نقطة انطلاقته "الأسئلة ." ويقول :
دعا جابر عصفور إلى خطاب ثقافي متعدد ،متسامح ، يقبل بالآخر يعطي أهمية قصوى للوعي النقدي ، فكل نجاح في مدى كشف أسرار العالم ، يفضي إلى فهم التخلف ، وكل فهم لمشاكله يفضي لأسئلة جذرية جديدة عندما تكون أرضية الانطلاق أرضية ثقافية صلبة "
ويضيف :
""لقد أتاح لنا فرصة التواصل مع المثقفين في كل العالم، وختم حديثه " كما أن هناك كلمات مفاتيح ، هناك قيادات مفاتيح تجعل أفئدة الناس تهوي إليهم "
د مجدي توفيق
تحدث عن أن جابر عصفور" جعل من معرفة التراث بابا لمعرفة الحاضر .الذي استطاع أن يحول الإدارة إلى مشروع لاستنهاض الثقافة . بالإضافة إلى كونه ناقداً يحلل النصوص ويعلمنا كيف نقرأها ، ومترجماً يتخير مترجمَا ليرى الثقافة من خلاله .تكشف مقالاته وكتبه وجه المفكر الذي يتواصل مع الثقافة العالمية . يعيد ثقافته الى التسامح ، ورفض القهر ، إلى الحرية ".
الكاتب حمدي صباحين رئيس تحرير صحيفة الكرامة قال :
"أنا أتعاطف مع محنة المثقف في السلطة . و كيف يكون حاله مع سلطة لا تتعاطف مع احتياجاته ، سلطة فاسدة متسلطة ، ومستبدة .لكن مع هذا كله فقد استطاع جابر عصفور اجتراح القدرة على الاقتراب من حلمه وخرج نقيا طاهر الثوب "
وتحدث الكاتب سعيد الكفراوي في حديثه :
"إن جابر عصفور خاض بنا عبر أسئلة جديدة ، رجل يحب الابداع ويغامر عبره . فهو بالنسبة لي الكثير من المواقف الإنسانية . فهو من عبَّد الطريق أمام الكثير ،ومنهم نصر حامد أبو زيد . كان يبحث عنا في مقاهي المدينة ، أنا وأمل دنقل ، والطاهر عبد الله ليضمنا بيته مساء . فهو منطقة الضوء التي نحبها .كأنه يرسم الريح، والبحار ، والمحيطات . متعدد الوجود، متعددالحب ، الفاعل ، رجل الأدب ".
الكاتب اليمني الكبير عبد الباري طاهرفي مداخلته القصيرة :
تحدَّث عن أن الاحتفاء بجابر عصفور احتفاءً بقيم الإنسانية و الإبداع .فقد تعرَّف عليه في من خلال كتبه في البداية"كالصورة الشعرية" ،. ومؤكداَ أن أصدقاء جابر عصفور ، ومحبوه موجودون في جميع الدول العربية ويتعدون إلى العالم كله .
د. يونان لبيب رزق ، المؤرخ المصري ذكَّر أن :
" جابر عصفور لا يحتاج للاحفتاء ، لكن الإنسان يفرح بكلمة شكر . وهو ماجعله يأتي إلى الندوة بعد أن شارك في مناقشةِ أسرع رسالة في حياته .
ويضيف :
د.جابر عصفور "أتى إلى المجلس الأعلى للثقافة وحوَّله إلى شعلة للتنوير وأعاد له الروح
وهو رائد من رواد التنوير ، الذين يحملون في قلوبهم الخوف على مستقبل مصر
وتحدَّث عن علاقته به في العمل ، قائلا :كنَّا في المجلس عندما نضع عدم وجود الاعتمادات عقبة أمام العمل كان يقول ، ضعوا الأفكار وأنا سأتكفل بالاعتمادات. وهذا ماكان يفعله. ورغم النصائح التي قدمت له عندما قبل بالمنصب إلا أنه لم يكن من أصحاب الأيادي المرتشعة".
واتفق الكثير من المتحدثين والمتداخلين ..الشاعر أحمد زين فؤاد ، والمخرج صالح توفيق د . عماد ابوحازم:
على أن جابر عصفور هو المثقف المسئول ، الذي يمارس واجبه تجاه وطنه بكل إخلاص ، وذكروا أنجازته التي نفذها من خلال رئاسته للمجلس الأعلى للثقافة ، وكيف استطاع جابر عصفور تحويل مؤسسة كانت قد ماتت إلى بؤرة ضوء تفيد مصر والعالم العربي . واعتبروا أنه أكثر المثقفين احتراما لوطنه .
في ختام الإحتفالية ، تحد ث الدكتور جابر عصفور حيث بدا من خلال كلامه مرتبكاً وهي أول مرة تحدث له .
مضيفاً :رغم الاعتراضات على قبوله لمنصب الملجس الأعلى ، إلا أن الذين اعترضوا أتوا فيما بعد يطالبونه بالبقاء .
وأضاف : أن ما انطوى على رؤية جذرية ، لا يمكن إلا أن يتحقق . وأنه لا بد من تحدي شروط الضرورة ، والانتقال بها إلى أفق المستقبل .
وختم :
بأنه هو الذي لابد أن يحتفي بكل من عمل معهم في الثقافة وأنه لولاهم لن يستطيع أن يفعل شيء ولن يستطيع أن يقيم مؤتمراً ولا ندوة ، ولم يكن سوى الأداة التي تحركوا من خلالها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق