الأربعاء، ديسمبر 26، 2007

أتسلل بالجوار -२-

برج ...
"أنت صاحب مخيلة واسعة وتفكير شامل، تكافح من أجل الآخرين وتبذل جهوداً مضنية في سبيل ذلك. أنت مضياف حلو المعشر ومحب للناس، أكثر ما يؤثر عليك سلباً حياتك العاطفية والتي تؤثر بشدة على سلوكياتك ومدى مقدرتك على الإنجاز وكذلك في طريقة التعامل مع الآخرين برغم أنك تتمتع بلياقة وحسن تصرف عاليين وكذلك قدرة عالية على كسب حب واحترام الآخرين لك"
نمو
البارحة نموت على الرصيف ، بدوت شاحباً كغصنٍ ألحق بشجرة شتوية. حاولت تحاشي واجهات المباني المحدقة بي، وتجاهل الكلاب التي تتحامل على منامِ هادئ، والفئران التي تغرز أنيابها في الصفائح الملقاة في الشارع. تظاهرت باستخدام يدي لأنزع قلقي المتألف . وتآكد لي أنه لم يحن الوقت لأستقل رصيفاً معيناً .



تحفظ...
محمد الطيب : الذي كان صغيراً يقتني أقلاماً كل يوم ، ثم يعيرها لأصدقاءه في الصف . و كان يثبت العلاقة بين بقايا أظافره وشكل القمر الذي يطلع في أول الشهر...سوف أخبرك بكل شيءٍ عندما تكبرين ..مازلت أحبك قليلاً .




بُقع
الرصيف هو الشخص الوحيدالذي يمكنه التعامل معنا بكل تصاويرنا:أشعر بالذنب لأنني لم أطلب الصفح من جارتنا التي أخفتها ذات مرة .أقدر للمرأة التي وعدتني بأنني عندما أعود من غربتي سوف أجد عروسي بانتظاري .أتذكر نكات صديقي المولع بالألقاب القاسية . لا أستطيع التوكأ على أحلامٍ مصابة .












الأربعاء، ديسمبر 05، 2007

الحياة -1-



بالأمس،
اشتقت لمحمد وشعرت بالذنب لأنني لم أودعه.
لأوسيـم تشبهني كبداية .

استعدت ذاكرة غُرزت فيها مسامير
لامرأة عبرت إلى الضفة الأخرى.

ولأصدقاء غير مستعدين لامتناني لهم .

ولماء يعدني بالعودة إليه.

بالأمس أحببت ربي كثيراً .

بالأمس ،كما يعتقد والداي ،كان يوم ميلادي 4/12/ .والذي احتفلت به مرة واحدة عندما كنت أدرس في القاهرة أتذكر تعليقاً قلته حينها عن القاهرة (مدينة تأوي الغرباء، وتمنح الفقراء مأدبة وجد.) .قبلها كان صديقي الأكثر محمد إبراهيم، الذي ذهبت دون أن أودعه، يعد لهذه الحفلة الصغيرة. هو وعادل، ومحمد. جاتوه من الأكثر . وميدالية، وآية الكرسي من عادل ومحمد رضا. كان يحاول أن يصرَّ غربتي بعيداً عني في كل مناسبة !

سأتذكر أشياءُ أخرى . كتفاصيل محفورة

كل ماسيأتي إذن !



القاهرة مساء




المدينة التي تختلف عن غيرها
يوجد كل شئ فيها بقسط.


***

الصمت يسود الملامح،

ثم يبقى حديث يغتابونه بينهم
يتعدون النهاية.

الوجوه السماوية التي تملأ المدينة
تبرز مفاتنها ..
والصبايا اللواتي يأنقن الأرصفة
والشوارع.
ما يضهر جلياً
التناسق بين السماء، و الأرض
أعتقد أنهم يملكون قلوباً جميلة.


(ليس هناك مايبرر أن تزدري الآخرين)

المدينة(الليل)
لاتسمح لك بأن تضيف لها جديداً
فهي لا تخلو من عناد وحب للظهور
دع هذا جانباً.
احمل كل ما تملك قريباً من النهر
ضع يدها تحت ذراعك
وانظرا سوياً إلى النيل الأزرق.


المدينة(الأنثى)المصلوبة بالمواعيد،
والصيف الخانق المكتظ بالغرباء
يجيئون من بعيد.
الناس يمتلكون لساناً جيداً للتحدث
والتذمر أحياناً، والشطح.

محمد (صديقي)
لم ينتبه لأني غريب
فحدثني عن بلده كأنني ولدت هنا
لم يبد استغراباً حين أخبرته غربتي
يصر أن أرى المطر
وقرص الشمس.





الأحد، ديسمبر 02، 2007

بمناسبة : (وأمّا ماينفعُ النَّاسَ فيمكثُ في الأرضِ)






كان هادئا ، يرى كل شيء جميلا فينعكس ذلك على صفحة روحه . هكذا بدا لي على الأقل في حوار نشرته الثقافية في عدد سابق.





قبلها بأيام ، رأيته يجلس في مكتبة مؤسسة العفيف، بينما كنت أفتش فيها، بدا ظهره منحنيا ً وهو يردُّ بتواضع على أسئلة من حوله. ولأسباب لا تبدو لي جوهرية لم أسلِّم عليه.

في الحوار الذي نشر في ملحق الثقافية ، متضمناً جملة قالها الشاعر الكبير إبراهيم الحضراني؛ جعلتني أدنو منه لأعرف من يكون . ففي رده على سؤال عن رأيه حول ما يُعلن عنه البعض من تعصبٍ للون شعري دون آخر . يقول:" أنصح أولادي أن يتركوا هذه الاحتكاكات التي تشغلهم عن الإبداع وتحولهم من شعراء وأدباء إلى محامين لغير ما قضية" وكأنه يصححُ عنوانا لمشهدٍ اُختير له عنوان آخر.

هكذا عليهم أن يتعلموا كيف يهملون الطرفَ المستفز "حراس المقابر" ، كما يسميهم سارتر في كتابه "مالأ دب" . شيء غريب أن يتحوَّل البعض وبدون داع لحرَّاسِ مقابر!
بالمناسبة، قرأتُ في مقابلة أجريت مع إحدى الشاعرات تقول: بعض الشعراء يكتبون شعيراً لا شعراًً"! كان علي حينها كتعبير مناسب ،أن أزمَّ شفتي َّمستغرباً .

أتذكر أيضا حواراً أجري مع الشاعر علي المقري.وكان ضمن الحوار سؤال يقول : "وبماذا تفسر الفوضى الحاصلة الآن، واختلاط الحابل بالنابل والغث الشعري بالسمين؟ وفي رد الشاعر المقري :
أنا مع الناس أن يكتبوا ما يريدون، ليكتبوا شعرا تافها وآخر يكتب ما يريد، في الأخير الناس أحرار وحقهم في التعبير لا بد أن يتحقق في الكتابة وبالشكل الذي يريدونه.. بعد ذلك من حق أي أحد أن يقول رأيه في هذا المنجز الشعري الجيد أو التافه. القول أو الحكم عن هذا الشعر هو جزء من حرية التعبير"

أنا أتفق مع جزء مما جاء به الشاعر المقري، وأختلف معه في الجزء الآخر. هل نحنُ أمام حقائق يتفق عليها الكل ؟ في مثْل الشعر لن تكون هناك نهاية . وبالتأكيد؛ لا يصحُّ لشخص أن يصف ما يقدمه أحدهم بالتافه . هذا ما أعتقده أنا على الأقل .

ليس على الإنسان ،بخاصة الشاعر ،أن يخوُّف الآخرين يراه الشاعر الكبير إبراهيم الحضراني :


"أيها النبع ، أنت تشبه قلبي /حين تُعطي ولا تمل عطاءَ/وسواء عطاؤنا منح الأرض/ربيعاُ ، أوضاع فيها هباءَ/القلوبُ الظماء نمنحها الحب/ونعطي لليائسين الرجاءَ/ما خُلقنا إلا لكي نسعد الناس جميعا، ونسعد الخضراءَ ।

هذا أنا أيضاً، ولا قضية ! كان علي فقط أن أودِّع هذا الراهب الذي انتقل لعالم خالد يحبُّه كثيراً.
لا الدهر يسعفني بما أهوى ولا
هذي الحياة بها فؤادي يكتفي.