
يستطيع مستخدمو الإنترنت العُبور إلى العالم وهم يشربون فنجاناً من القهوة أمام جهاز الكمبيوتر في منازلهم. فلم يعد العالم قرية صغيرة كما كنَّا ندّعي، بعد أن أحدثَ التقدم في المجال التكنولوجي انكماشاً في الزمان والمكان. فأصبحنا نصل بسرعة ، وأصبح العالم أكثر ازدحاماً على حد تعبير عالم الكيمياء الحائز على جائزة نوبل المصري أحمد زويل .
في عالم الإنترنت الذي تعدُّ "المدونات الإلكترونية" آخر ما أفرزه.. كنَّا نتحدث عن مواقع إلكترونية مدفوعة الثمن يمتلكها أصحاب الشركات والأعمال. وأصبحنا الآن نتحدث عن مساحات مجانية (المدونات) تسمح للجميع بممارسة هواياتهم الكتابية أو التعبير عن آرائهم الخاصة مهما كانت.
بالنسبة للعالم العربي عامة واليمن بشكل خاص، حرر الإنترنت المواطن العربي من المعلومة الجاهزة، ومن القيود التي كانت تضعها الحكومات-ولازالت بقدرما تستطيع- على حرية التعبير . وحرر أيضاً الكتَّاب من مزاج أصحاب الصحف الحكومية والمستقلة.متيحاً حرية غير مشروطة في ممارسة النقد على كل المستويات سياسياً، وثقافياً، واجتماعيا ، والتعبير عن همومٍ مشتركة في هذا الكوكب .
من المنتديات إلى المدونات
بانتشار المدونات على الإنترنت. تحوَّل مرتادو المنتديات الإلكترونية، تاركين وراءهم إرثاً قديماً، لحجز أماكن خاصة تتيحها المدونات بعيداً عن تابوهات "الدين ، والجنس ، والسياسة أحياناً" .
من هذه المنتديات، منتدى حضرموت الذي كان في بداية الألفية يتجاوز محيطه اليمني ليضم أعضاء من دول عربية شتى. ثم جاءت بعد ذلك منتديات مثل المجلس اليمني، ومنتدى حوار، ومنتدى المستقلة. وهي من المنتديات المشهورة التي عرّضتها الشهرة للحجب مراراً على يد يمن نت.بينما اخترق الأخير من قبلِ (إسلاميين) كما يشاع ، وتوقف .
وعلى الرغم من التنام البطيء لحركة التدوين اليمنية ، إلا أن المدونات الحالية لم تصل بعد إلى المستوى التي وصلت إليه المدونات العربية، ومنها السياسية على وجه الخصوص. فلم نسمع إلى الآن بمدونة تهتم وتتابع ما يجري من أحداث سياسية في اليمن وانتهاكات حقوقية.فمازالت المدونات يحاولون ممارسة الكتابة في مثل هذه الأمور بخط واضح.
مدونات جديدة ..مدونون جدد
بلغ عدد المدونات اليمنية حتى 2007(2056) مدونة إلكترونية ، بحسب إحصائية أعدت من قبل منظمة تطلق على نفسها (بيت المدون اليمني) . وهي منظمة غير فاعلة على ما يبدو أسست حديثاً لتعني -على حد قولها- بالحركة التدوينية في اليمن . وتذكر الإحصائية أن المدونات الشخصية احتلت المرتبة الأولى بنسبة (567) مدونة خاصة. يسعى أصحابها لتحديثها بشكل متسمر . ثم تأتي المدونات الأدبية والثقافية ثانياً بنسبة (380) وثالثا المدونات الاجتماعية الأسرية بنسبة (198) بينما تحتل المدونات السياسية والإخبارية. مرتبة متأخرة بنسبة (111) .
ويبدو هذا العدد ضئيلاً، مقارنة بعدد المدونات العربية التي يبلغ عددها 40.000 مدونة. يتركز معظمها في مصر، المغرب، والسعودية. وبالمقابل ، يبدو العدد العربي ضئيلاً مقارنة بالمدونات في بلد كاليابان والولايات المتحدة التي يبلغ عدد المدونات في كل بلد منها ما يزيد عن 2 مليون مدونة إلكترونية .
مالم تذكره الإحصائية اليمنية ، أن الكثير من هذه المدونات يديرها مدونون يمنيون يعشون في الخارج ، وهي في أغلبها مدونات شخصية بأسماء مستعارة . تُسجل فيها تفاصيل الحياة اليومية . ومنها أيضا مدونات علمية يتابع مدونوها كل جديد في العلوم والتكنولوجيا وهي لطلاب يدرسون في الخارج.من أهم هذه المدونة مدونة .
ورغم ما هو معروف عن المدونات اكتشافها لشخصيات كتابية جديدة لم نسمع بها من قبل . إلا أن واقع المدونات اليمنية لا يحيل إلى هذا. فهناك العديد ممن نعرفهم في الصحافة المكتوبة اتجهوا إلى عالم المدونات بحثاً عن القارئ الذي لا يجدونه في منابر أخرى. من هذه المدونات الأكثر شهرة مدونة الشاعر "على المقري" ، المكتوب على بابها عبارة مختلفة تقول"لا تنتهي حريتك حين تبدأ حرية الآخرين ، بل يصبح لها معنى .. المعنى حرية مجاورة " وهناك مدونة مشهورة"صرخات مظلومة" للكاتبة فاطمة الأغبري ،ومدونة أحرار للصحفي سامي نعمان.
المدونات...الحجب يطال كل شيء
لا بدّ من التذكير بأن اليمن ترد على لائحة "الدول الخاضعة للرقابة" التي أعدتها مراسلون بلا حدود في 12 آذار/مارس 2008॥ هذا ما جاء في بيان منظمة"مراسلون بلا حدود" تستنكر فيه حجب مدونات مكتوب। بعد أن قامت يمن نت دون سابق إنذار بحجبها كإضافة لتاريخها العريق في حجب المواقع الإلكترونية والمنتديات.وفي هذا الصدد أيضاً، أصدر "إتحاد المدونين العرب" بيانا ًنصه:"إن إتحاد المدونين العرب وهو يعتبر التدوين قضية مبدأي حرية التعبير والرأي ليبدي شديد أسفه وألمه لهذه الإجراءات ويأمل من السلطات المعنية في الجمهورية اليمنية إعادة فتح هذه المواقع والمدونات تمشياً مع الاهتمام الرسمي المتزايد بتفعيل الحريات العامة وضماناً لحرية الرأي والتعبير والصحافة التي يكفلها القانون اليمني.وأعلن مساندته للمدونات المحجوبة وتمنياته برفع الحجب . وبعد أسبوع كاملٍ في 13/مارس/2008 رفع الحجب من قبل يمن نت ، دون أن يُعرف سبب الحجب لهذه المدونات.
كيف تنشئ مدونة ؟
تعنى كلمة (blog ) "مدونة" - سجل الشبكة ، وهي كلمة منحوتة من كلمتي (log web) وهي تطبيق من تطبيقات الإنترنت، يعمل من خلال نظام الإدارة كمحتوى ، وهي في أبسط صورة عبارة عن صفحة web تظهر عليها تدوينات (مداخلات) مؤرخة ومرتبة ترتيبا زمنيا تصاعديا . وهذه الصفحة مزودة بأرشفة لكل ما كُتب فيها . ويمكن من خلال المدونة التفاعل بين المدونين والقرَّاء ، من خلال التعليقات على مواضيع المدونة . من هذه المواقع الإلكترونية التي تستطيع من خلالها إنشاء مدونتك الخاصةhttp://www.blogspot.com/ ,والموقع العربي المشهور،http://www.maktoob.com/ ما عليك سوى الدخول للموقع وتتبع التعليمات .