
جالس في الغرفة وحدي، ثمة نار هادئة تشتعل في أذني اليسرى من الخارج، وهذا الاشتعال يعني أنني محرج. هل بالإمكان أن أقول: إنني محرج من نفسي مثلاً، عموماً كنت قد أتممت كتابة مقال وعند آخر جملة منه “أما الحظ فلا يقف إلا على جانب أؤلئك الأكثر استعداداً، أشتعلت أذني مباشرة ربما وجهت لنفسي سؤالاً دون أن أدري ، قد أكون فكرت في كيف يمكن أن تنصح الآخرين وأنت لست كذلك لكن صدقوني أنا أعتبر نفسي مستعداً حتى وأنا لا أراه واضحاً بجانبي ، قد اعد بعض ما يحدث لي حظـا لكنه لم يأتِ صدفة على كل حال.مازالت أذني تشتعل، أما ماالذي يمكن أن أضيفه فهو أن البكتيريا في معدتي استيقظت للتو ومع هذا الكائن الغريب تفضل الانبطاح على مكان بارد فكأن أحداً يتسلق فيها وبيده مخرز، القلق قد يؤدي إلى آلام المعدة ، الغضب ، العصبية ، ثم الجوع، وأنا ما أكثر ما أصبت بهذه الأعراض فكل ما حولي يؤدي إليها ، ومنها الوحدة التي ومؤخراً أصبح لدي خبرة كافية للتعامل معها وترويضها.بدأت بالكتابة ، كم أحبها هكذا ببساطة حتى وأنا أعاني منها حين لا أراها جميلة ، قليلاً جداً ما جعلتني أشك في ذاتي هي حريصة على ألا تجعلني أشك فيها لطالما منحتني الثقة فقد وهبتني ان أتحول إلى أي شيء أريده، أقول لكم صدقوني لا يعجزني أن أتحول إلى أي شيء في الكون لا أو د أن أكون حجراً لكني قد أكون، أود أن أكون أشياء لها استخدامات عديدة كشجرة تتوالد مثلاً، قد أتحول إلى نار أو إلى ورق أو إلى خشب إلى باب أو إلى بيت صغير أستطيع أن أتحول إلى حطب. أشعر بدوار خفيف مثل هذا أسبابه معروفة في مثل هذا الوقت أنت تكتب لتغيب أصوات السيارات في الشارع وأصوات مطارق السمكري اللامنقطعة في الجوار . تقوم بعصف شيء ما في ذاكرتك ثم تعود إلى اللحظة وتكرر ذلك كل مرة، ثمة دائرة أنت تسير وفقها لتنتج كل هذا.في حضرتها لا تشعر أنها قد تخونك، فما لا تود أن يراه الآخرون منها سببه معروف أيضاً لقد خانك الزمن والمكان لقد أخطأت في التودد إليها ، لم تكن ناضجة حين قطفتها، ما يعتمل بداخلك حولها أو لحظة أجبرتها على المجيء لا يجعلها تتركك وتمضي. إنتاجك متعلق بمستواك لن يكون اللوم عليها حينها، بدأت تهدأ البكتيريا في معدتي وأذني تعود لدرجة حرارتها الطبيعية، حين قلت: بدأت بالكتابة، لم أكن أعني أنني سأنتهي بغيرها فالكتابة هي الوحدة والأنس في آن واحد وهو ما لا يشعرني بالوحشة. <<<أكتب كي أفجر الأشياء، والكتابة انفجار أكتب كي ينتصر الضوء على العتمة والقصيدة انتصار أكتب كيف تقرأني سنابل القمح وكي تقرأني الأشجار كي تفهمني الوردة، والنجمة، والعصفور والقطة، والأسماك، والأصداف، والمحار نزار قباني
هناك تعليق واحد:
اكتب كي انفض ما تبقى لدي من غبار ومن تراكمات الزمان..
اكتب منذ زمااان وياليت كل ما اكتب يكون محفور على صدر هذا الزمان...
جمية بساطة كتاباتك ..
إرسال تعليق