الأربعاء، مايو 26، 2010

هن الجميلات


الجميلات هنَّ الجميلاتُ
"نقش الكمنجات في الخاصرة"
الجميلات هنَّ الضعيفاتُ
"عرشٌ طفيفٌ بلا ذاكرة"
الجميلات هنَّ القوياتُ
"يأسٌ يضيء ولا يحترق"
الجميلات هنَّ الأميرات ُ
"ربَّاتُ وحيٍِ قلق "
الجميلات هنَّ القريباتُ
"جاراتُ قوس قزح "
الجميلات هنَّ البعيداتُ
"مثل أغاني الفرح"
الجميلات هنَّ الفقيراتُ
"مثل الوصيفات في حضرة الملكة"
الجميلات هنَّ الطويلاتُ
"خالات نخل السماء".
الجميلات هنَّ القصيراتُ
"يُشرَبْنَ في كأس ماء"
الجميلات هنَّ الكبيراتُ
"مانجو مقشرةٌ ونبيذٌ معتق"
الجميلات هنَّ الصغيراتُ
"وَعْدُ غدٍ وبراعم زنبق"
الجميلات، كلّْ الجميلات، أنت ِ
إذا ما اجتمعن ليخترن لي أنبلَ القاتلات (محمود دوريش)

الأحد، مايو 16، 2010

حـــــــوار


أجرى موقع ومنتديات ابن اليمن المهتم بالطلاب اليمنيين في الخارج هذا الحوار معي... ننشر في المدونة جزء من الحوار



-
كثرت في الآونة الأخيرة قوانين تخص الإعلام في اليمن ... كيف تصف حال الإعلام اليمني اليوم؟


إن تحدثنا عن القوانين الخاصة بالإعلام فلابد أن نذكر اللوزي وزير الإعلام، فلأول مرة في تاريخ اليمن الحديث يصدر قانون كقانون الإعلام السمعي والمرئي، ولأول مرة في تاريخ اليمن تغلق 8 صحف دفعة واحدة في الشمال والجنوب، ولأول مرة تصل القضايا المرفوعة على الصحفيين إلى مئات القضايا. لقد ضاقت السلطة بالحقيقة. وأصبحت اليمن من أسوأ الدول في العالم في مضايقة الصحفيين وقمع حرية الصحافة. هذا الخوف من الصحافة والإعلام لا يعني أن لدينا عمل صحفي مؤسسي، بل لدينا دكاكين ووضع الصحافة المادي لا يسر وبالتالي تضطر للسير بعكاز. الإعلام المرئي إعلام غير مؤسسي أيضا بعض القنوات تكسب الكثير لكنها، لكن شعارهم في العمل "بالبركة". الوضع في البلد يسير بالبركة وينعكس هذه الوضع على كل شيء داخل اليمن حتى على مستوى الأسرة الصغيرة في المجتمع اليمني.
- صحفي يمني تعتبره أنت الأفضل؟

يقال القمة ليست مدببة وتتسع للجميع، هناك صحفيون كثر مهمون، أقصد الذين مازالوا يعملون في الصحافة، يديرون صحيفة أو يمارسون العمل الصحفي ولم يتحولوا إلى كتابة الرأي، أذكر منهم سامي غالب، بصحيفته النداء، ونبيل الصوفي، بموقعه نيوز يمن ومجلة أبواب التي كنت أعمل فيها وتوقفت لظروف عديدة تعرفها، وبرأيي هم في مقدمة أهم الصحفيين في اليمن اليوم.
-
كيف ترى مستقبل الصحافة في اليمن والى أين تسير الأمور ؟
ما رأيك لما يحدث للصحفيين اليوم من مضايقات من قبل الحكومه هل ترى هذه الإجراءات تعسفية أم أنها مبرره ؟وما هو الدور الذي تلعبه نقابة الصحفيين في هذا الصدد ؟

لا مبرر مطلقا لما يحدث للصحفيين مطلقا على الأقل السلطة أمام خصم شريف يكتب بقلمه ولا يحمل رشاشا، ينتقد وطول الوقت هو موجود وأمامها. السلطة تعرف أن الصحفي ليس لديه سوى الكلمة ليدافع بها عن نفسه وهو بلا قبيلة لذلك تستسهل معاقبته بالطريقة التي تراها. في النهاية أنت أمام الحكم والقاضي. لا شيء يبرر ما تفعله السلطة سوى السلطة. فالصحفي يؤدي عمله بل واجبه في كشف الفساد والحديث عن السلبيات. وبهذه الطريقة تجعل السلطة من اليمن بلداً لا يحترم الحقوق والحريات وبلد صائد للصحفيين. بعد هذا عليك أن تقرر بنفسك أين تسير الأمور.

- سمعنا جميعا ما حدث لقناة الجزيره وطاقمها في اليمن , الى أين يميل رأي الجمهور في هذه الاشكاليه ؟ ومن هو المسئول عن ذلك برأيك ؟

وما حدث للجزيرة يندرج في إطار ما يحدث للصحافة بشكل عام.
-هل حرية التعبير مكفولة لكل المواطنين أم أن هناك تكميم للأفواه ومصادرة لحرية الرأي ؟

لدى المواطن هاجس أمني لذلك الدولة تضمن أنه لا يتكلم. المواطن رقيب نفسه للأسف هو على استعداد للتخلي عن حقه حتى لا تسخط عليه الحكومة، وأحيانا يصل هذا الهاجس إلى الوهم. هناك محاولة لإخافة الناس ليكونوا أكثر رضوخا. لكن التاريخ وما يحدث الآن يثبت فشل المخيفين. والطريقة التي تتعامل بها الحكومات العربية ومنها حكومتنا تثبت العكس لا يمكن لهذا الشعوب أن ترضى بالظلم وإن طال الزمن. أما ما يبررون به أفعالهم من الحفاظ على الأمن والمساس بالوحدة، فبالعدل لا بغيره يمكن أن نحافظ الأمن والوحدة والوطن هذه المفردات التي هي بالأساس تمثل وجودنا، ماذا لو جربت هذه الحكومات إقامة العدل ؟

- كيف تنظر إلى مستقبل اليمن السياسي والاقتصادي في ظل الأحداث المتلاحقة ؟
ليس هناك مشروع في اليمن لا من السلطة ولا من المعارضة، عندما تولى مهاتير محمد رئاسة وزراء ماليزيا كان لديه كتاب عنوانه "المشكلة الماليزية" وعلى أساسه استطاع أن ينهض بماليزيا خلال عشر سنوات. وبالمناسبة سخر جزء كبير من ميزانية الدولة للتعليم، لم يكن لديه عصا سحرية، لا بد أن يكون لنا مشروع لنضمن المستقبل. لن تساعدنا الظروف كل مرة.

-وما هي السيناريوهات المحتملة التي يمكن إن تؤول إليها الأحداث في اليمن ؟

يا سيدي، سنة الحياة تقولْ من زرع الشوك لا يحصد العنب. مالذي نزرع نحن في اليمن، ربما أنت تعرف الإجابة.



- ماهي أكثر الأشياء الصادمة التي قابلتها لدى عودتك من دراستك بالقاهرة إلى مصر ؟

ما يحدث عند العودة أنك تتخلي عن أشياء جيدة كنت قد اكتسبتها من حياتك في مجتمع أكثر مدنية، ومن الصعب أن تحافظ عليها تتغير نظرتك للأشياء وتقييمك للأمور.. ليس استسلاماً لكن أسميها أنها مرونة. كنت أعي جيدا هذا المجتمع وهذه البلد فأنا أتعامل معه بتعاطف لا بتعالي. ما زال أمامه الكثير. لذلك لم أنصدم.
-
الصحافة مالذي ينقصها حالياً ؟

ينقص الصحافة العمل المؤسسي، الصحافة لدينا دكاكين لا أكثر. مشاريع شخصية. يعملون بالبركة. لذا وضعها ليس ثابتا بالإضافة إلى ظروف القمع الذي تواجهه.
-
لماذا اخترت الكتابة عن المسرح بالذات ؟

ذاكرتي تحتفظ بالكثير منه منذ الطفولة في المدرسة، في الحي. يدهشني المسرحيون لديهم قدرة الوصول إلينا. ثم إني لم أخطط للدخول إليه لكن وجدت نفسي أكتب عنه وكان أول موضوع كتبته عن مسرحية مصرية بعنوان "القضية 2007 " http://alyaom.blogspot.com/2007/01/2007.html وشاهدته في الأوبرا في مسرح الهناجر، وفي اليمن عدت لأرى مسرحية "عائلة دوت كوم" للمخرج والمؤلف عمرو جمال فأدهشني فرقة خليج عدن. http://alyaom.blogspot.com/2008/05/com.html
- طموحاتك المستقبلية , شخصية و عامة ؟

حلم أن أرى هذا البلد بخير إنسانه واعيا، جميلا نظيفا متقدما يفخر به ابناؤه. أما الشخصية فأن أنفذ أفكاري في المجال الكتابة والعمل الإعلامي

-
هل واجهت صعوبات كمبدع فيما يخص نشر الديوان , وكيف تغلبت عليها ؟

للأسف في بلدنا ليست هناك حركة للتوزيع والنشر ولا دور نشر تتبنى طباعة الكتب وتقوم بالتوزيع وبالتالي يستطيع يكون هناك عائد مالي لصالح المؤلف والناشر. حالنا كهذا العنوان الذي قرأته في إحدى الصحف "المؤلف ناشراً". الدار هنا تقوم بطبع الكتب مقابل مبلغ مالي. ومع ذلك تكتب حقوق الطبع محفوظة لا أدري على أي أساس. حاولت أن أقدم ديواني إلى الهيئة العامة للكتاب لكن كان الرد أوقفنا طبع كتب الشعر، وبالمناسبة حتى في هذا المكان يكون فيه الطبع بالوساطة. ثم توليت طبعه في وكالة سبأ للأنباء. وإلى الآن لم أبع منه سوى القليل.
-
قراءتك لواقع الرواية و الشعر اليمني , هل يشخّص واقعنا بالفعل ؟

مع قلة إنتاج الشعر والرواية، مع ذلك من أجمل ما قرأت في الفترة الأخيرة روايتي الشاعر علي المقري "اليهودي الحالي" " وطعم أسود رائحة سوداء" وهما روايتان مهمتان رغم ما تثيرهما من جدل. وما زال هناك شعراء يولدون كل يوم. بإمكاننا أن نستشهد بروايتي علي المقري في مايخص تشخيص الواقع أو الانطلاق منه في الكتابة.
-
غير الديوان , ماهو جديدك القادم ؟

لي ديوان تحت الطبع بعنوان "شجر لا يحدث له ظل" وأفكر في جمع ما كتبت في مدونتي ونشره في كتاب.



-
الصحافة في اليمن ما تأكل عيش ، تعليقك؟

من قال أن الصحافة لا تؤكل عيش، بل تؤكل هذه نظرة قديمة، الصحافة مهنة راقية دورها كبير ومهم في المجتمعات، هي لسان الناس والرقيب على ذوي السلطة والنفوذ حتى لا يفتكوا بالشعب. عين على الحقيقة. وإلا لما وجدت قسم الصحافة في كلية الأعلام يتزايد طلابه كل يوم.

-
مجلة أبواب بدات لتحتل الصدارة ، تميزت ، تصدرت المجلات رغم حداثة سنها ، اسباب وأد هذا المولود سريعا غير الامور المالية ؟

يا سيدي أبواب جزء من واقع صحفي لا يسر، كانت فكرة نبيل الصوفي أن يجعل منها مؤسسة صحفية. حاول أن يبدأ بعمل حقيقي لكن المعيقات انهالت علينا. في الوسط الصحفي دعني أقول لك هو وسط غير نشيط غير مثابر يعمل كلما واتته الظروف يتعاطي القات كثيراً، ويشغله ذلك عن أنتاج عمل حقيقي. يعدك الصحفي بالعمل خلال أسبوع ولا يفي حتى بعد شهرين. حتى المبتدئين منهم إلا من رحم ربي. كنا نعمل لإنتاج مادة نوعية لذلك العمل في المجلة يختلف تماما عن العمل في الصحافة اليمنية بشكل عام وهذا متعب للصحفيين الذي اعتاد بعضهم على عمل سريع هامشي. ثم إشكالية المعلن الذي يماطل. وإشكالية الطباعة فقد كنا نطبعها في دبي وهذا مكلف للغاية وهذا سبب عدم انتظامها في الصدور. وإشكاليات الدوام وعدم الالتزام. مشاكل كثيرة... لكن صدر منها 13 عددا واتفق الجميع على أنها أهم مجلة تصدر.

-
كيف كان شعورك كمدير تحرير للمجلة حينما أوقف العدد الأول منها في المطار واضطررتم لتغيير صورة الغلاف ؟

للعلم لم أبدا العمل مع أبواب من أول بل بعد صدرو ثلاثة أعداد وكنت في البداية محررا ثقافيا ثم عملت مديرا للتحرير. سمعت عن إيقافها. السلطة تخاف من الجديد ولذلك كانت صورة الرئيس كافية للشك في نواياها.

-الكلمات التالية ، ماذا تمثل لمحمد الشلفي :
الشعر: نافذة أتنفس من خلالها.
الصحافة: وطن.
الهندسة: طريق آخر للوصول
ابن اليمن: ذكرى المحاولة الأولى
النيل: إنسان بقلب كبير.

-
سؤالي الأخير " أمل تعيش عليه ولا تراه ينطفي ، وألم يؤرق منامك ، ما هما "

يقال الأيام الجميلة هي التي لم تأت بعد، لا ألم.

السبت، مايو 01، 2010

ورطة التلقين

حكاية صغيرة قبل قراءة هذه المقال في عمودي الأسبوع في ملحق فنون لصحيفة الجمهورية، بعد أن عملت رقيبا على نفسي وقمت بتغيير العنوان من ورطة التوجيه إلى ورطة التلقين قام الرقباء بتغيير العنوان إلى " هذا رأيي" ثم حذف جملة " المسرحية التي سبقت بكلمتي المسرحية الوطنية" أحيانا نكون بأمس الحاجة لرقباء علينا، ولا يجدي أن نكون رقباء على أنفسنا، إلى المقال بنصه القديم.


--------------------------------------------------------------------
يستطيع اتحاد شباب اليمن أن يفخر بالعمل الماضي 2008 الذي قدمته فرقة خليج عدن “عائلة دوت كوم” وكان من تأليف وإخراج عمرو جمال؛ فيما عليه أن يراجع قليلاً حساباته في اختيار الفرق المسرحية التي عليها أن تؤدي العروض التي يراها في المركز الثقافي لمدة أسبوع صباحا ًومساءً. ويصدق كلامي ما تناهى إلى مسمعي من أن رئيس اتحاد شباب اليمن كان غاضباً جداً من العمل الذي قدم الأسبوع الماضي على قاعة المركز الثقافي بصنعاء لمدة أسبوع بعروض صباحية ومسائية لعرض مسرحية سبق عنوانها المسرحية الوطنية “كرامة في ورطة”. ولأني لم أشاهد العرض مع إني حدثت نفسي كثيراً بذلك وانشغلت لكن دعوني أنقل أهم ماجاء في مقال كتبه أحمد الظامري، وأنا أركز على هذا الجزء لأننا بحاجة إلى أن نرى أنفسنا نتقدم سنة عن سنة دون تراجع.يقول في المقال “المسرحية عبارة عن جرعة وطنية للأسرة اليمنية ممزوجة بالنكتة أفصحت عن مواهب كثيرة في شخوص المسرحية وأبطالها وفي مقدمتهم ممثل شدني إليه ببساطة أداؤه وتلقائيته اسمه محمد الحبيشي لكن النص يحتاج لكثير من الملاحظات والتعديل. أولها إهداء بطل المسرحية كرامة في نهاية العمل لابنه بندقية بدل أن يهديه شيئاً يدعو للسلام والمحبة بين اليمنيين ناهيك عن الخلط بين العمل المسرحي والابرويت وهي ملاحظه همس بها في أذني عضو مجلس النواب د. عبد الباري دغيش”.لا يمكن أن يكتب هذا الكلام في مسرحية كـ “عائلة دوت كوم” فقد حمَّلها المخرج بكل ما هو وطني لكن بطريقته وليس بطريقة مباشرة وأتذكر أني كتبت حينها” تطرقت المسرحية في إطارها الكوميدي ، إلى قضايا وأفكار نقلها وعالجها المؤلف بطريقة تبدو عادية لكنها أكثر تأثيراً مما نعتقد. تحدث عن المعلِّم الفاسد / عن الوحدة باعتبارها حقاً يجب الحفاظ عليه “باعلِّم أولادي التمسك بالوحدة باعتبارها حق”/ عن فكرة التغيير التي لا تبدأ إلا من الداخل / عن الإعلام الفاسد «جيل هيفاء وهبي» /عن العجز وتداعياته التي تؤدي إلى إلقاء اللوم على الآخرين/ عن أهمية تقبُّل الآخر / عن تقاسم الأدوار بعيداً عن نفي الآخر / وعن أهمية حوار الآباء مع أبنائهم وفهمهم«لازم ندخل لعقول أبناءنا». وكل هذه الأفكار و القضايا، سُمِّيت بمسمياتها ووضعت في أماكنها الصحيحة، بعيداً عن تغيير المفاهيم والقيم الذي يحدث الآن في مجتمعنا اليمني”.يحسب لاتحاد شباب اليمن في العمل الأخير “كرامة في ورطة” مساحات الإعلانات التي حجزت للمسرحية في الصحف، وهذا يعني أن يتم إعلام أكبر قدر ممكن من الجمهور بالعرض ولفت الانتباه لفن المسرح. ثانياً: تقديم العروض بمقابل مادي فكان دخول المعرض بـ 100 ريال للطلاب و200 لغيرهم، كي يخرج اليمني من ثقافة المجانية التي لا تنتج إلا استسهالاً ولا مبالاة بما يقدم له. ولتجعله أكثر احتراماً للفنون والثقافة التي لا تقدم إلا مجانية وكأنها ترف زائد عن الحاجة. فنحن لسنا بحاجة لجمهور لا يعتبر الثقافة والفنون جزءاً لا يتجزأ من حياته. أخيراً، دعوني أصر على أن الفن طالما كان موجهاً بطريقة مباشرة سطحية فإنه يفقد قيمته، وأنا لا أعني هنا أني ضد أن يحمل الفن رسالة لكن بعيداً عن التلقين والتوجيه. يقول علماء البرمجة العصبية: إن العقل الباطن لا يقبل كلمة لا، فدائماً لتصل رسالتك لشخص ما، عليك ألا تنهاه عن السلوك السيء، بل أن تأمره بالجيد فمن الأفضل أن تقول لابنك: كن صادقاً على أن تقول له: لا تكذب لأن العقل الباطن لا يتعامل مع لا فيقبل الكلمة التي تأتي بعد لا، وبإمكانك القياس.






"عبد العزيز المقالح" بالحكمة يمكن إعادة ترتيب العالم

في الظروف القلقة المترجرجة والاستثنائية، وحينما يشتد الصراع في أوساط المجتمعات لسبب أو لآخر فلا سبيل للنجاة سوى اللجوء إلى الحكمة للاستئناس بما تقدمه من دروس قولية وعملية। وفي القرآن الكريم، وفي أحاديث الرسول، وفي بعض أقوال العلماء وحكمة الحكماء من الدروس الجليلة والتوجيهات الكريمة ما يجعل البشر -في حالة الالتزام والتطبيق- أقرب ما يكون إلى ملائكة الرحمن فلا يخطئون في حق أنفسهم أو في حق غيرهم، وإن كان الواقع بما وصل إليه من سوداوية ولا معقولية يثبت أن البشر في زحمة الحياة والانشغال بالأهواء المختلفة يتنصلون من كل قيمة أخلاقية وروحية، ويجعلهم ينسون أو يتناسون هذا الكم الهائل من الأمثولات الرائعة والرادعة، والتي يرجع بعضها إلى عصور قديمة ويشكل تجاهلها واحداً من أهم الأسباب في اتساع دائرة المفارقات المذهلة في عالمنا المعاصر. ولا مانع من أن نعود بالقارئ عشرات القرون لكي نستجلي أبعاد حكمة واحدة تعود إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام، وقبل الاقتراب من تلك الحكمة العميقة العريقة نتوقف قليلاً أمام تعبير لا يقل أهمية وحكمة وقد جاء على لسان سقراط الحكيم اليوناني الأشهر الذي اقتبس هو وتلاميذه -ومنهم صاحب الحكمة التي سنعود إليها- من نور الحكمة الإلهية ما فاض على البشرية بأبدع الكلمات. يقول سقراط في هذا المعنى: "الحكمة لله وحده وعلى الإنسان أن يجدّ ليعرف، وفي استطاعته أن يكون محباً للحكمة توّاقاً إلى المعرفة باحثاً عن الحقيقة" ولا يكفي من وجهة نظر الحكماء أن يعرف الإنسان الحكمة وأن يكون محباً لها وتواقاً إلى المعرفة بكل أشكالها وأبعادها ما لم يكن ملتزماً ومقتنعاً بتطبيق ما ورد فيها وما تضمنه جوهر كلماتها. ونأتي إلى الحكمة موضوع هذا الحديث وهي لأحد تلاميذ سقراط أو أنه تلميذ أحد تلاميذه أعني به أرسطو إذ تقول: "الإنسان السامي الأخلاق لا يحمل الضغينة لأن الروح العظيمة تنسى السيئات" لا يكفي أن نتأمل الجوهر الجميل في هذه الحكمة، ولا أن نقف لصاحبها إجلالاً وتقديراً وهو الذي سمّاه المفكرون العرب في عصر الازدهار بالمعلم الأول، بل علينا، وفي هذه الظروف من تاريخنا أن نتمثلها ونحولها إلى درس عملي يساعدنا على الخروج من دائرة الصراع المحموم القائم على اجترار الضغائن واسترجاع المواقف الخاطئة والمثيرة للجدل من ناحية ولمزيد من الأحقاد من ناحية ثانية. ولو قد أطلنا التأمل في هذه الحكمة لوجدنا أن التسامح هو جوهرها ونسيان السيئات عنوانها وهدفها، وأنها من أولى الدعوات الهادفة إلى نبذ التعصب وما يفرزه في المجتمعات من أحقاد وتمايز عرقي وطائفي ومن تبنٍّ لأفكار تذكي الصراعات الحادة لا بين الشعوب وبعضها وإنما داخل الشعوب نفسها وفي قلب مكوناتها الوطنية، وعلى مستوى العائلة الواحدة، وما ينتج عن ذلك الانحراف الأخلاقي والعقلي من تمزقات وتشظيات مجتمعية ومن ارتكاب للمجازر الرهيبة. في مقدور الحكمة إذاً، أن لا تعيد ترتيب الشعوب الصغيرة أو تعمل على إعادة الانسجام إلى الأمم المنقسمة فحسب وإنما في مقدورها أن تعيد ترتيب العالم وأن تجعل من أبنائه أسرة واحدة، كما استطاع العلم أن يجعل من الأرض قرية واحدة بفضل ما أنتجه من وسائل التوصيل والاتصال، وما يقدمه كل يوم من معجزات على أكثر من صعيد وفي أكثر من مجال.



الشاعر محمد الشلفي في "كتف مائلة"

"ألقى الليل عصاه، أنا لم ألق عصاي بعد" هكذا تبدأ القصيدة الأخيرة في ديوان الشاعر الشاب محمد الشلفي، والتي يحمل الديوان عنوانها المثير للتأمل والحزن معاً، وهي كبقية القصائد تسجل ميلاد شاعر حقيقي، تقوده موهبته العالية إلى حيث يتمنى الشعرُ أن يكون هادئاً ونابضاً بأقصى ما يستطيع الخيال أن يثب إليه تدهشني عناوين القصائد كدهشتي بالشعر نفسه، ومن تلك العناوين "أحلام لائقة"، "ظل للظل"، "جريدة مبتورة"... إلخ
تأملات شعرية:
سادتي، سيداتي

هلمّوا لنأخذ ما نشتهي

من كنوز الكلام

ومن جوهر الحكمة الخالدهْ.

لا نعيمَ لكم في الحياة

وبعد الممات إذا لم تكونوا جميعاً

على هَدفٍ واحدٍ

وعلى كِلْمةٍ واحدهْ.

الشاعر الدكتور عبد العزيز المقالح

بالحكمة يمكن إعادة ترتيب العالم