
--------------------------------------------------------------------
يستطيع اتحاد شباب اليمن أن يفخر بالعمل الماضي 2008 الذي قدمته فرقة خليج عدن “عائلة دوت كوم” وكان من تأليف وإخراج عمرو جمال؛ فيما عليه أن يراجع قليلاً حساباته في اختيار الفرق المسرحية التي عليها أن تؤدي العروض التي يراها في المركز الثقافي لمدة أسبوع صباحا ًومساءً. ويصدق كلامي ما تناهى إلى مسمعي من أن رئيس اتحاد شباب اليمن كان غاضباً جداً من العمل الذي قدم الأسبوع الماضي على قاعة المركز الثقافي بصنعاء لمدة أسبوع بعروض صباحية ومسائية لعرض مسرحية سبق عنوانها المسرحية الوطنية “كرامة في ورطة”. ولأني لم أشاهد العرض مع إني حدثت نفسي كثيراً بذلك وانشغلت لكن دعوني أنقل أهم ماجاء في مقال كتبه أحمد الظامري، وأنا أركز على هذا الجزء لأننا بحاجة إلى أن نرى أنفسنا نتقدم سنة عن سنة دون تراجع.يقول في المقال “المسرحية عبارة عن جرعة وطنية للأسرة اليمنية ممزوجة بالنكتة أفصحت عن مواهب كثيرة في شخوص المسرحية وأبطالها وفي مقدمتهم ممثل شدني إليه ببساطة أداؤه وتلقائيته اسمه محمد الحبيشي لكن النص يحتاج لكثير من الملاحظات والتعديل. أولها إهداء بطل المسرحية كرامة في نهاية العمل لابنه بندقية بدل أن يهديه شيئاً يدعو للسلام والمحبة بين اليمنيين ناهيك عن الخلط بين العمل المسرحي والابرويت وهي ملاحظه همس بها في أذني عضو مجلس النواب د. عبد الباري دغيش”.لا يمكن أن يكتب هذا الكلام في مسرحية كـ “عائلة دوت كوم” فقد حمَّلها المخرج بكل ما هو وطني لكن بطريقته وليس بطريقة مباشرة وأتذكر أني كتبت حينها” تطرقت المسرحية في إطارها الكوميدي ، إلى قضايا وأفكار نقلها وعالجها المؤلف بطريقة تبدو عادية لكنها أكثر تأثيراً مما نعتقد. تحدث عن المعلِّم الفاسد / عن الوحدة باعتبارها حقاً يجب الحفاظ عليه “باعلِّم أولادي التمسك بالوحدة باعتبارها حق”/ عن فكرة التغيير التي لا تبدأ إلا من الداخل / عن الإعلام الفاسد «جيل هيفاء وهبي» /عن العجز وتداعياته التي تؤدي إلى إلقاء اللوم على الآخرين/ عن أهمية تقبُّل الآخر / عن تقاسم الأدوار بعيداً عن نفي الآخر / وعن أهمية حوار الآباء مع أبنائهم وفهمهم«لازم ندخل لعقول أبناءنا». وكل هذه الأفكار و القضايا، سُمِّيت بمسمياتها ووضعت في أماكنها الصحيحة، بعيداً عن تغيير المفاهيم والقيم الذي يحدث الآن في مجتمعنا اليمني”.يحسب لاتحاد شباب اليمن في العمل الأخير “كرامة في ورطة” مساحات الإعلانات التي حجزت للمسرحية في الصحف، وهذا يعني أن يتم إعلام أكبر قدر ممكن من الجمهور بالعرض ولفت الانتباه لفن المسرح. ثانياً: تقديم العروض بمقابل مادي فكان دخول المعرض بـ 100 ريال للطلاب و200 لغيرهم، كي يخرج اليمني من ثقافة المجانية التي لا تنتج إلا استسهالاً ولا مبالاة بما يقدم له. ولتجعله أكثر احتراماً للفنون والثقافة التي لا تقدم إلا مجانية وكأنها ترف زائد عن الحاجة. فنحن لسنا بحاجة لجمهور لا يعتبر الثقافة والفنون جزءاً لا يتجزأ من حياته. أخيراً، دعوني أصر على أن الفن طالما كان موجهاً بطريقة مباشرة سطحية فإنه يفقد قيمته، وأنا لا أعني هنا أني ضد أن يحمل الفن رسالة لكن بعيداً عن التلقين والتوجيه. يقول علماء البرمجة العصبية: إن العقل الباطن لا يقبل كلمة لا، فدائماً لتصل رسالتك لشخص ما، عليك ألا تنهاه عن السلوك السيء، بل أن تأمره بالجيد فمن الأفضل أن تقول لابنك: كن صادقاً على أن تقول له: لا تكذب لأن العقل الباطن لا يتعامل مع لا فيقبل الكلمة التي تأتي بعد لا، وبإمكانك القياس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق