الأحد، مايو 16، 2010

حـــــــوار


أجرى موقع ومنتديات ابن اليمن المهتم بالطلاب اليمنيين في الخارج هذا الحوار معي... ننشر في المدونة جزء من الحوار



-
كثرت في الآونة الأخيرة قوانين تخص الإعلام في اليمن ... كيف تصف حال الإعلام اليمني اليوم؟


إن تحدثنا عن القوانين الخاصة بالإعلام فلابد أن نذكر اللوزي وزير الإعلام، فلأول مرة في تاريخ اليمن الحديث يصدر قانون كقانون الإعلام السمعي والمرئي، ولأول مرة في تاريخ اليمن تغلق 8 صحف دفعة واحدة في الشمال والجنوب، ولأول مرة تصل القضايا المرفوعة على الصحفيين إلى مئات القضايا. لقد ضاقت السلطة بالحقيقة. وأصبحت اليمن من أسوأ الدول في العالم في مضايقة الصحفيين وقمع حرية الصحافة. هذا الخوف من الصحافة والإعلام لا يعني أن لدينا عمل صحفي مؤسسي، بل لدينا دكاكين ووضع الصحافة المادي لا يسر وبالتالي تضطر للسير بعكاز. الإعلام المرئي إعلام غير مؤسسي أيضا بعض القنوات تكسب الكثير لكنها، لكن شعارهم في العمل "بالبركة". الوضع في البلد يسير بالبركة وينعكس هذه الوضع على كل شيء داخل اليمن حتى على مستوى الأسرة الصغيرة في المجتمع اليمني.
- صحفي يمني تعتبره أنت الأفضل؟

يقال القمة ليست مدببة وتتسع للجميع، هناك صحفيون كثر مهمون، أقصد الذين مازالوا يعملون في الصحافة، يديرون صحيفة أو يمارسون العمل الصحفي ولم يتحولوا إلى كتابة الرأي، أذكر منهم سامي غالب، بصحيفته النداء، ونبيل الصوفي، بموقعه نيوز يمن ومجلة أبواب التي كنت أعمل فيها وتوقفت لظروف عديدة تعرفها، وبرأيي هم في مقدمة أهم الصحفيين في اليمن اليوم.
-
كيف ترى مستقبل الصحافة في اليمن والى أين تسير الأمور ؟
ما رأيك لما يحدث للصحفيين اليوم من مضايقات من قبل الحكومه هل ترى هذه الإجراءات تعسفية أم أنها مبرره ؟وما هو الدور الذي تلعبه نقابة الصحفيين في هذا الصدد ؟

لا مبرر مطلقا لما يحدث للصحفيين مطلقا على الأقل السلطة أمام خصم شريف يكتب بقلمه ولا يحمل رشاشا، ينتقد وطول الوقت هو موجود وأمامها. السلطة تعرف أن الصحفي ليس لديه سوى الكلمة ليدافع بها عن نفسه وهو بلا قبيلة لذلك تستسهل معاقبته بالطريقة التي تراها. في النهاية أنت أمام الحكم والقاضي. لا شيء يبرر ما تفعله السلطة سوى السلطة. فالصحفي يؤدي عمله بل واجبه في كشف الفساد والحديث عن السلبيات. وبهذه الطريقة تجعل السلطة من اليمن بلداً لا يحترم الحقوق والحريات وبلد صائد للصحفيين. بعد هذا عليك أن تقرر بنفسك أين تسير الأمور.

- سمعنا جميعا ما حدث لقناة الجزيره وطاقمها في اليمن , الى أين يميل رأي الجمهور في هذه الاشكاليه ؟ ومن هو المسئول عن ذلك برأيك ؟

وما حدث للجزيرة يندرج في إطار ما يحدث للصحافة بشكل عام.
-هل حرية التعبير مكفولة لكل المواطنين أم أن هناك تكميم للأفواه ومصادرة لحرية الرأي ؟

لدى المواطن هاجس أمني لذلك الدولة تضمن أنه لا يتكلم. المواطن رقيب نفسه للأسف هو على استعداد للتخلي عن حقه حتى لا تسخط عليه الحكومة، وأحيانا يصل هذا الهاجس إلى الوهم. هناك محاولة لإخافة الناس ليكونوا أكثر رضوخا. لكن التاريخ وما يحدث الآن يثبت فشل المخيفين. والطريقة التي تتعامل بها الحكومات العربية ومنها حكومتنا تثبت العكس لا يمكن لهذا الشعوب أن ترضى بالظلم وإن طال الزمن. أما ما يبررون به أفعالهم من الحفاظ على الأمن والمساس بالوحدة، فبالعدل لا بغيره يمكن أن نحافظ الأمن والوحدة والوطن هذه المفردات التي هي بالأساس تمثل وجودنا، ماذا لو جربت هذه الحكومات إقامة العدل ؟

- كيف تنظر إلى مستقبل اليمن السياسي والاقتصادي في ظل الأحداث المتلاحقة ؟
ليس هناك مشروع في اليمن لا من السلطة ولا من المعارضة، عندما تولى مهاتير محمد رئاسة وزراء ماليزيا كان لديه كتاب عنوانه "المشكلة الماليزية" وعلى أساسه استطاع أن ينهض بماليزيا خلال عشر سنوات. وبالمناسبة سخر جزء كبير من ميزانية الدولة للتعليم، لم يكن لديه عصا سحرية، لا بد أن يكون لنا مشروع لنضمن المستقبل. لن تساعدنا الظروف كل مرة.

-وما هي السيناريوهات المحتملة التي يمكن إن تؤول إليها الأحداث في اليمن ؟

يا سيدي، سنة الحياة تقولْ من زرع الشوك لا يحصد العنب. مالذي نزرع نحن في اليمن، ربما أنت تعرف الإجابة.



- ماهي أكثر الأشياء الصادمة التي قابلتها لدى عودتك من دراستك بالقاهرة إلى مصر ؟

ما يحدث عند العودة أنك تتخلي عن أشياء جيدة كنت قد اكتسبتها من حياتك في مجتمع أكثر مدنية، ومن الصعب أن تحافظ عليها تتغير نظرتك للأشياء وتقييمك للأمور.. ليس استسلاماً لكن أسميها أنها مرونة. كنت أعي جيدا هذا المجتمع وهذه البلد فأنا أتعامل معه بتعاطف لا بتعالي. ما زال أمامه الكثير. لذلك لم أنصدم.
-
الصحافة مالذي ينقصها حالياً ؟

ينقص الصحافة العمل المؤسسي، الصحافة لدينا دكاكين لا أكثر. مشاريع شخصية. يعملون بالبركة. لذا وضعها ليس ثابتا بالإضافة إلى ظروف القمع الذي تواجهه.
-
لماذا اخترت الكتابة عن المسرح بالذات ؟

ذاكرتي تحتفظ بالكثير منه منذ الطفولة في المدرسة، في الحي. يدهشني المسرحيون لديهم قدرة الوصول إلينا. ثم إني لم أخطط للدخول إليه لكن وجدت نفسي أكتب عنه وكان أول موضوع كتبته عن مسرحية مصرية بعنوان "القضية 2007 " http://alyaom.blogspot.com/2007/01/2007.html وشاهدته في الأوبرا في مسرح الهناجر، وفي اليمن عدت لأرى مسرحية "عائلة دوت كوم" للمخرج والمؤلف عمرو جمال فأدهشني فرقة خليج عدن. http://alyaom.blogspot.com/2008/05/com.html
- طموحاتك المستقبلية , شخصية و عامة ؟

حلم أن أرى هذا البلد بخير إنسانه واعيا، جميلا نظيفا متقدما يفخر به ابناؤه. أما الشخصية فأن أنفذ أفكاري في المجال الكتابة والعمل الإعلامي

-
هل واجهت صعوبات كمبدع فيما يخص نشر الديوان , وكيف تغلبت عليها ؟

للأسف في بلدنا ليست هناك حركة للتوزيع والنشر ولا دور نشر تتبنى طباعة الكتب وتقوم بالتوزيع وبالتالي يستطيع يكون هناك عائد مالي لصالح المؤلف والناشر. حالنا كهذا العنوان الذي قرأته في إحدى الصحف "المؤلف ناشراً". الدار هنا تقوم بطبع الكتب مقابل مبلغ مالي. ومع ذلك تكتب حقوق الطبع محفوظة لا أدري على أي أساس. حاولت أن أقدم ديواني إلى الهيئة العامة للكتاب لكن كان الرد أوقفنا طبع كتب الشعر، وبالمناسبة حتى في هذا المكان يكون فيه الطبع بالوساطة. ثم توليت طبعه في وكالة سبأ للأنباء. وإلى الآن لم أبع منه سوى القليل.
-
قراءتك لواقع الرواية و الشعر اليمني , هل يشخّص واقعنا بالفعل ؟

مع قلة إنتاج الشعر والرواية، مع ذلك من أجمل ما قرأت في الفترة الأخيرة روايتي الشاعر علي المقري "اليهودي الحالي" " وطعم أسود رائحة سوداء" وهما روايتان مهمتان رغم ما تثيرهما من جدل. وما زال هناك شعراء يولدون كل يوم. بإمكاننا أن نستشهد بروايتي علي المقري في مايخص تشخيص الواقع أو الانطلاق منه في الكتابة.
-
غير الديوان , ماهو جديدك القادم ؟

لي ديوان تحت الطبع بعنوان "شجر لا يحدث له ظل" وأفكر في جمع ما كتبت في مدونتي ونشره في كتاب.



-
الصحافة في اليمن ما تأكل عيش ، تعليقك؟

من قال أن الصحافة لا تؤكل عيش، بل تؤكل هذه نظرة قديمة، الصحافة مهنة راقية دورها كبير ومهم في المجتمعات، هي لسان الناس والرقيب على ذوي السلطة والنفوذ حتى لا يفتكوا بالشعب. عين على الحقيقة. وإلا لما وجدت قسم الصحافة في كلية الأعلام يتزايد طلابه كل يوم.

-
مجلة أبواب بدات لتحتل الصدارة ، تميزت ، تصدرت المجلات رغم حداثة سنها ، اسباب وأد هذا المولود سريعا غير الامور المالية ؟

يا سيدي أبواب جزء من واقع صحفي لا يسر، كانت فكرة نبيل الصوفي أن يجعل منها مؤسسة صحفية. حاول أن يبدأ بعمل حقيقي لكن المعيقات انهالت علينا. في الوسط الصحفي دعني أقول لك هو وسط غير نشيط غير مثابر يعمل كلما واتته الظروف يتعاطي القات كثيراً، ويشغله ذلك عن أنتاج عمل حقيقي. يعدك الصحفي بالعمل خلال أسبوع ولا يفي حتى بعد شهرين. حتى المبتدئين منهم إلا من رحم ربي. كنا نعمل لإنتاج مادة نوعية لذلك العمل في المجلة يختلف تماما عن العمل في الصحافة اليمنية بشكل عام وهذا متعب للصحفيين الذي اعتاد بعضهم على عمل سريع هامشي. ثم إشكالية المعلن الذي يماطل. وإشكالية الطباعة فقد كنا نطبعها في دبي وهذا مكلف للغاية وهذا سبب عدم انتظامها في الصدور. وإشكاليات الدوام وعدم الالتزام. مشاكل كثيرة... لكن صدر منها 13 عددا واتفق الجميع على أنها أهم مجلة تصدر.

-
كيف كان شعورك كمدير تحرير للمجلة حينما أوقف العدد الأول منها في المطار واضطررتم لتغيير صورة الغلاف ؟

للعلم لم أبدا العمل مع أبواب من أول بل بعد صدرو ثلاثة أعداد وكنت في البداية محررا ثقافيا ثم عملت مديرا للتحرير. سمعت عن إيقافها. السلطة تخاف من الجديد ولذلك كانت صورة الرئيس كافية للشك في نواياها.

-الكلمات التالية ، ماذا تمثل لمحمد الشلفي :
الشعر: نافذة أتنفس من خلالها.
الصحافة: وطن.
الهندسة: طريق آخر للوصول
ابن اليمن: ذكرى المحاولة الأولى
النيل: إنسان بقلب كبير.

-
سؤالي الأخير " أمل تعيش عليه ولا تراه ينطفي ، وألم يؤرق منامك ، ما هما "

يقال الأيام الجميلة هي التي لم تأت بعد، لا ألم.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

.......لست أدري غير أني استشعر الكلمات واعيش معانيها واذهب خلف ترددات صداها في أعماقك ومازلت لم أفهم....
دمت بخير..