الثلاثاء، يناير 28، 2014

زعيم على نفسه





لا تجتهدوا كثيراً في تفسير ما يفعله وما يقوله علي عبدالله صالح، فهو مخلوع لتوّه من أعلى منصب في الجمهورية اليمنية دام فيه لـ 33 سنة.. ولا ترهقوا أنفسكم في البحث عن معنى لكلامه أو عمّا وراء المعنى، فهذا هو علي عبدالله صالح، الذي لا يتورّع عن قول أي شيء، والرجل المغرور الذي يكثر في حديثه من أنا ولا يصدُق ولا يحفظ عهداً.
دعوه يقول كل ما لديه، وليهدد ويتوعد ويمارس تضليله المتواصل بالحديث عن القاعدة وعلي محسن والمشترك والإصلاح وصادق الأحمر، وليصف شباب الثورة بالبلاطجة وقطاع الطرق والعملاء، أما أنتم فابتسموا ابتسامة العظماء وتذكروا، “وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً”، والجاهل هنا ميكافيلي الهوى والهوية، والغاية لديه تبرر الوسيلة، كما أشار في أحاديثه الكثيرة.. دعوا أوداجه تنتفخ ويسوَّد وجهه ويكرر كلمة “سنتحداكم” لأكثر من ثلاث مرات، ليكون أسداً علينا وفي الحروب نعامة.. وليكرر بأن له فضلاً علينا وعلى الوطن، وليس للوطن أي فضل عليه، فهو الوطن طن طن طن.. اتركوا قنواته تقول عنه: “فخامة الزعيم علي عبدالله صالح”، ولا تطلبوا أدلة تثبت زعامته، ولا تتحدثوا عن أنكم لم تروا في تاريخ العالم أحداً يقول عن نفسه زعيماً أو يقول عنه أهله زعيماً، وإنما الزعيم يسميه التاريخ وينصفه حين تبقى آثاره وتراثه وفكره شهوداً عليه، والزعيم هنا برميل فارغ يحدث ضجيجاً، وإن صمت فلن يأبه له أحد.
مشكلة علي عبدالله صالح، ومن حوله أنهم يصرون على تجيير وطن بأكمله وشعب عظيم بتاريخه وحضارته لصالحه، وهم يضعون زعيمهم بكفة والوطن بكفة.
 ولو حسبناها بطريقة المكسب والخسارة، فلا يمكن لشعب أن يهزمه أشخاص هم يعرفون وفي قرارة أنفسهم أنهم مهزومون.
2
برأي المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر فإن المرحلة الانتقالية في أي بلد في العالم لابد أن يحدث فيها بعض الاضطرابات كنتيجة طبيعية للدخول في مرحلة جديدة، فيظل الناس يحاولون الإجابة على تساؤل كيف يمكن التعامل مع الماضي؟.
ومن هنا يجب طرح الإجابات والخيارات والبدء بالفعل والتقدم إلى الأمام؛ لنتدارك أي تداعيات قد تضاف إلى غيرها سابقة وننجز في حل مشكلاتنا العظيمة والمتضررين منها، وأن نظل نراوح مكاننا وننسى لحظة التغيير التي سكنتنا فنستبدل الشعور العميق بداخلنا بالأمل والتفاؤل باليأس والخوف من المواجهة، ودافع العمل والبذل بالكسل والأنانية والإحباط.. هؤلاء هم من يريدون إبقاءنا في مرحلة ما قبل الثورة بمسرحيات هزلية لن تنتهي ولن ييأس أصحابها من أدائهم الممل، رغم تفرق الجمهور وطلوع الفجر.
فمثلاً يأتي رئيس سابق مخلوع طالما قال: سنواجه التحدي بالتحدي، وهو مازال رئيساً ليقول وهو مواطن عادي غير صالح: “سنتحداكم”، ويأتي ليقول: سوف يكشف أوراق الربيع العربي - وخاصة في اليمن - وهو في مقام المكشوف.
وها هو يفي ولأول مرة بما وعد حين قال: “باعلمكم الزعامة باعلمكم القيادة”، ويعطينا أول درس في “الزعامة”، وهو أن يكون لديك قناة أموالها من أموال الشعب، تنقل خطاباتك الموتورة وتكتب أسفل الشاشة “الزعيم فلان الفلاني”.
 يالها من مسرحية هزلية هذه المرة! ويجدر أن يكون عنوانها “زعيم على نفسه”.

ليست هناك تعليقات: