من النيل ، تبدو لك مصابيح المدينة مغرية كفصوص فستان أميرة في حفلة تتويجها ملكة .
كنت وأصدقائي نتجه إلى المكان المحدد لنا لإقامة أمسية شعرية على قارب سوف يأخذنا في رحلة نيلية. وكعادتي دائماً ما أسبق المواعيد بنصف ساعة حتى لا تفوتني . وصل الجميع على متن القارب في أوقات متفرقة ، متتابعين كعلب تتأهب للتغليف ،وبدت الوجوه مجهولة بالنسبة لي .
كنت وأنا أجرب دهشتي أفتش عن شخصيات يفترض أن تكون معنا وكلما اقتربت الإمسية من بدايتها أسأل صديقي :-
- هل سيأتي صنع الله إبراهيم- ...........
ينظر إلي بصمت لم أستطع تفسيره . ثم يغمد عينيه في كتابٍ كان يقرؤه .وأعاود أنا التحديق في النيل ، هذا الذي لم أستطع أن أعبِّر له عن حبي الأزرق ، وفي كل مرة أخاطبه قائلاً :
- أحبك... "بجد".................-
بعد قليل يمر قارب بالجوار يحمل عروساً ، وفتيات يرقصن على أغنية "شبرا وبنات شبرا".
قبل أن يتحرك بنا القارب بلحظات ، فقدتُ الأمل في مجيء صنع الله إبراهيم،واكتشفت في مقدمة السفينة أحد الشباب يمسك جيتاراً . وعن يمينه عازف ينتصب أمامهما ميكروفون .في ذلك الوقت كان محمد الذي نظم الأمسية يعلن بدايتها . فتحركت السفينة .
عزف العازفون و توالى الشعراء في إلقاء أشعارهم ثم جاء دور صديقي الذي قرأ قصيدته الطويلة . استمعت له بتركيز، وأحسست بأن الريح تأكل الكلمات ثم ختم صديقي قصيدته قائلاً: -أشعر بالإحباط .بينما ضحك الحاضرون ،
كنت أعرف أن دوري قد اقترب بعد إعلان اسمي . تقدمت واقفاً أمام الجميع في مكان بدت لي القصائد هبة ينتظرها الآخرون ، يحدقون بك بشدة ولك أن تبدو كما يليق .كنت منشغلاً ساعتها بتلك العيون . ثم فجأة جاءني صوت محمد قائلاً :- في البداية، ماذا تعني لك صنعاء؟سقط ما انشغلت به للتو ، اصطدم بجدار وهو يسير في طريق آمن ، لم أعلن التعبير الذي حدث داخلي ،أحسست أنني أكملت الإجابة على السؤال دون أن أدري كيف! ثم بدأت بالقراءة من الأوراق التي أمامي .
...........
بعد العودة اعتذر لي محمد لأنه فاجأني بسؤال لم أكن أتوقعه. حينها عرفت أنني لم أستطع أن أحب صنعاء كما يجب .
هناك تعليقان (2):
لابد تحبها بشدة إذاً
مودتي
رانيا ،
كانت كثيرة ..تتزيا ألوانا سماوية .
وكنت كما قلتٍ وأكثر .
شكراً لك
إرسال تعليق