الأحد، مارس 07، 2010

معك نازل

في مسرحيته الأخيرة يثبت المخرج والمؤلف الشاب أنه أجدر من يعبر عن جيله من الشباب ومن هذه النقطة ينطلق في مسرحيته الأولى عائلة دوت كوم. كان جيل الكمبيوتر هو محور قضيته في المسرحية ليتحدث عن الفجوة القائمة بين جيلين هم أبناء تربوا في عصر السرعة، والعالم المنكمش. وآباء أكثر حكمة وتمسكاً بقناعات تربوا عليها. ورغم رابطة الدم إلا أن اختلافات كثيرة تميزهم. ثم يبحث المؤلف عن نقاط اتفاق يفترض أن نتعامل جميعاً على أساسها ففي حال دققنا سنرى أن تلك النقاط هي الأكثر في حياتنا. في “بشرى سارا” وهي مسرحية أخرى ضمن أعماله الخمسة التي بدأ أولها في 2005 يحضر الشباب بمشاكله التي تحيط به، بالقيم التي يحملها سواء عن قناعة أم في تلك التي يفرضها الواقع وتبدو كقناعة: فقد يكون الأمل هو القناعة لكن اليأس يبدو أحياناً لنا كقناعة يفرضها الواقع، وفي مسرحيات عمرو جمال بشكل عام ينتصر الأمل الذي طالما أتى من عقر دار اليأس ليجسد رؤية جيل بكامله وليجسد أيضاً مقصد الفنون خاصة فن المسرح.وتأتي مسرحيته “حلا حلا يستاهل” و “سيدتي الجميلة” المقتبسة عن المسرحية المصرية من بطولة فؤاد المهندس وشويكار في ذات السياق.

في مسرحيته الأخيرة 2009 “معك نازل” -وهي أيضاً مقتبسة عن مسرحية ألمانية- والتي عرضت نهاية العام لـ 10 أيام في المركز الثقافي بصنعاء ولـ 15 يوماً في عدن على سينما هيريكن ولا قت نجاحاً لا فتاً كما هو الحال حين عرضت على قناة السعيدة لمرتين، في هذه المسرحية يظهر صادقاً كما قلت وهو يعبر عن جيله ، ويتجلى الصدق في عمرو وهو يجعل المدينة التي ضمته صغيراً، وضمت حلمه في المسرح شاباً المكان الذي ينطلق منه منحازاً لمسرح الواقع ،ورغم أن المكان الذي يسميه في بداية المسرحية بأغنية استعراضية “صباح الخير ياعدن” إلا أنه ينقل حدثاً قد لا يختلف إلا في الظاهر، فالقصص والحكايات التي تحدث أو ستحدث هنا قد نرى مثلها في كل مكان:موقف باصات سيمر به الجميع كباراً وصغاراً وسيستقل الناس سياراته، وفي تلك المساحة الصغيرة مساحة الموقف قد تحدث قصة حب تنتهي بالأبد، وقد يلتقي الشتيتان ليفترقان مجدداً، وتحمل المسرحية إشارات ذكية تمثل رسالة يؤمن بها المؤلف فيما يخص الفن فهو يسمى شارع الأمل وكافتيريا السعادة ويكرر في أكثر من مشهد “الحياة محطات والشاطر هو من يختار المحطة الصحيحة ليقول: “معك نازل” بالطبع لا يمكن في هذه المساحة الصغيرة أن يتحدث المرء عن مسرحية مهمة كهذه فلي عودة أكبر مساحة وأكثر عمقاً لأقول: مثل هذا الإبداع نريد وفي محطة مثل هؤلاء المبدعين “معك نازل”.