الخميس، سبتمبر 21، 2006

دم الإنتخابات


لم تكن "أخلاقنا رياضية" كما يقال ، بحيث يتقبل كل واحد منا الآخر فكما نطرح فرضية الفوز نطرح فرضية الهزيمة أيضاَ
.
أحسَ الرئيس صالح بالقسوة من المعارضة .والتي لم تعوده على ذلك وهو ما تحدَّث عنه بوضوح في مقابلته الأخيرة مع قناة الجزيرة . فقد ظهر بمظهرالغالب حينا وبمظهرالمغلوب على أمره أحياناً أخرى. لكنه بدا وفي أكثر محاولاته واثقاً من الفوز . عارفاً بخبايا معارضيه يتحدث عنهم بكل هدوء دون خوف أو حساب
..!
في السابق انضوى الحلفاء سابقاً "التتار" حالياً تحت لواء الرئيس صالح . وفي هذا "الإنضواء" تنازلت المعارضة للرئيس وعاملته كما يعامل "سي السيد" رباً للبيت لا يعصى له أمر. هذا ما ذكره النائب الإصلاحي عشال في مهرجان مرشح اللقاء المشترك بن شملان ، في أبين، قائلاً : "كانت هذه القوى السياسية تداهن وتجامل أما اليوم وقد أعلنت مرشحاً لها للتغيير فإن الناس قد استجابت والباب قد فتح ، والعجلة قد دارت ولن يستطيع أحد أن يوقفها "إنتهى كلامه .ولا أدري كيف خانته حصافته ليطلق هذا الاعتراف ..! وأعتقد أنها زلة لسان. فقد أغفل عشال ما تردده المعارضة من أن تلك التحالفات ،التي سمَّاها عشال مجاملة ، ومداهنة . والتي آمنت بها المعارضة في السابق لم تكن إلا لمصلحة الشعب .ولكن يظل السؤال إن صح ما قاله عشال . لماذا أحبَّ الرئيس تلك المداهنات أو المجاملات ؟
وتقودنا مهرجانات مرشحي الرئاسة . إلى الحديث عن حادثة أخرى ففي إب كانت المجزرة "المبررة" والتي حدثت في مهرجان مرشح المؤتمر الشعبي العام الرئيس صالح أدت إلى وفاة 63 شخصاَ وجرح المئات. كانت مؤلمة لحملة الرئيس صالح الإنتخابية، فالطريقة التي حشد بها الجمهور لم تكن صحيحة ..والدماء التي سالت هناك .. زادت حالة القلق لدى الرئيس وحالة الإرهاق التي بدت عليه بعد هذا المهرجان وتخفيفاً للأمر فسنتعبر أن الحادثة قضاء وقدر . دون السؤال عن سببها ..! لكن يراودني تساؤل قد تجيب عليه الأيام القادمة .. ما دور تلك الدماء التي سالت ؟

الثلاثاء، سبتمبر 12، 2006

! إنهم يموتون

صور لموتى قضوا في مهرجان إنتخابي في مدينة إب ، لمرشح المؤتمر الشعبي العام باليمن



لم يكن لديهم علم بأنهم سوف يموتون هنا ، الأطفال ...لن يشهدوا ماسيحدث بعد ذلك ...ولن تمتد حياتهم في عهد الرئيس القادم أيا كان ..! لم يكونوا يعلموا أنهم سيموتون في مكان كان يبحث فيه الآخر عن الحياة ، عن الملك ... عن ما يجعله عمره أكثر بريقاً ... لن أقول من المسئول؟
!...ولكن لنقف دقيقة حداد على أرواحهم

:مذكرات طالب تثبت الآتي

الوطن والمغتربون
..!
في بلد كاليمن خلق الناس ليعانوا ، سأجعل الدائرة أكبر في البلاد العربية ، لذلك هتف الشاعرأحمد مطر طوال حياته حتى بح صوته .من إحساسه الثاقب بوضع مؤسف.ومن حكام جثموا على صدورنا . وبالتالي يُنتج الحكام أو يفرخوا ، ويتحولو إلى مظلة لكل ما هو سيء ، ولكل ما يجعل المواطن يشكو ليل نهار
.
حتى وأنت خارج اليمن .سوف تلاحظ أن أحدهم يشبه الرئيس تماماً ، والآخر يشبه الراعي ، والآخر يشبه البركاني ، والآخر يشبه عبد الله بن حسين الأحمر...إلخ .الكل يشبه الكل .نسخ متطابقة إلى حد بعيد . وسوف تلاحظ أناساَ هم جزء من فسادِ قائمِ تشكو منْهُ أنت كما يشكو منه هووووَ وبصوت عالِ.
(وهنا زمَّ شفتيك واستغرب واضرب يداً بيد)وإذا استطعت أن تشد شعرك فافعل .

كل هذه المقدمة لأنني سوف أتحدث عن اليمني في الخارج ، فالطالب اليمني في الخارج منعزل ولا يحب عمل الصدقات بل يكتفي بصديق واحد ويفضل أن يكون من اليمن "والأحسن "من نفس المنطقة التي ولد فيها تجنباَ لأي تمازج قد يحدث .

سوف نتحجج بأشياء باهتة، الحياة متعبة أكثر من أي شيء آخر ، الدراسة هم لا يشبهه شيء .كل هذا لا يسمح لك بأن تكون أكثر انفتاحاً.
أو...
أننا قد تعودنا على هذا في مجتمع منغلق لا يؤمن بالتغيير ولا يحبه . خوفاً منه.مجتمعِ أملى عليك الكثير دون تجربة .


في حضن الروتين الحكومي الممل ،والذي يلاحقك في كل مكان في الداخل والخارج ، دون أي تغيير..(هذا جزء من الفساد لا أكثر) ...روتين بآراء شخصية لا تستند إلى أي قانون . سوف تعتز بوطنك إلى أبعد حد .لكن ما أن تقابل "روتين" على هيئة مسئول سوف تحاول أن تتملص من محبتك القديمة للأشياء الروتينية ... وطن بنظام روتيني ممل .

أي وطن هذا الذي يجلب هؤلاء ...؟!!

القاهرة أيضاً أصبحت مرتعاً خصباً لكل اليمنيين من غير الطلاب ، لا أدري كم عددهم بالضبط ...لكن سوف تلقاهم بكثرة على بوابات المطار، وفي الأماكن المغلقة... المغلقة تماماً، هؤلاء لا يحبون العزلة وأنا هنا لا أقيم مقارنة...بالمرَّة .

هذا حال كل شيء يتبع اليمن في القاهرة ، مراكز ثقافية ، مراكز إعلامية ، جاليات ، نوادي ...كل هذه بدون روح . متوقفة إلا من مص ضرع البقرة الحلوب .وأنتم تعرفون من هي البقرة الحلوب..!
الملحقية ، السفارة ... لهما روح لكنها روح روتينية مملة ...مملة للغاية ..!


نفسي أتزوج ...!

في الطريق إلى طلب العلم ؛ كالطريق إلى معركة مليئة بالخصوم. في اليمن وبما أن الإغلبية يعيشون في مدن ريفية ولا يوجد فيها جامعات ، يضطر الواحد منا أن يركب الصعب ويذهب إلى المدينة وحيداً إلا من شنطة مليئة بالأشياء التافهة ؛ لأنك ستتخلص منها فيما بعد أو ستتخلص منك بطريقتها..!.

في البداية سيكون الأمر في غاية البساطة ، ستبدو منظماً أكثر من اللازم وسوف تخصص وقتا كافيا للقراءة . ستحب الأعمال المنزلية بشدة ، وسيكون إيمانك بــ "إن داوود كان يحب أن يأكل من عمل يده "حتى دون أن تفسر معنى النص السابق وستستشهد بقوله "من عمل يده"
هذه القناعة الطارئة سوف ترتب وقتك كما تريد ،
لا بد لكل إنسان من قناعات طارئة .
وفي بلد بعيد عن الريف والمدينة والدولة بكاملها ، سيبدو الوضع مشابهاً في بعض الأمور ومختلفاً جذريا في أمور أخرى , لكن لا بد أن تعرف أن الحنين سوف يقتلك ذات مرة .
سوف تمارس كل الأعمال التي كنت تمتنع عن تأديتها وأنت في منزلكم ، ستكون أفضل طباخ وتجيد الغسل والكي . وتنظيف الغرف والملايات . حياة مليئة بمثل هذه الأشياء .سوف يثبت لك أن النساء لسن الوحيدات اللاتي يمارسن الأعمال المنزلية . وستبرر لنفسك بأن أشهر الطباخين رجااااااااال ...! وقد تكون أمنيتك الأخيرة "نفسي أتزوج عشان يكون في واحدة تطبخ لي وبس "وستكرر بشدة أيوه وبس ...! ....إلخ .


الخضْر جنَنُونِي...!

في الطريق إلى الجامعة ،صباحاً، ستنسى الشمس ، لن تتذكر سوى التوقيت ، وموعد المحاضرات وصوت الدكتور الذي يخترق الصفوف حتى يصل إليك وأنت تجلس في مؤخرة القاعة ، لأنك لا تحب الجلوس في الأمام لأسباب نسيتها الآن . هنا في القاهرة يشغلك الناس ، والزحام ، عن تذكر الأشياء الطبيعية الموجودة .
تدخل الكلية تصادفك "عيون في طرفها حوَر" ، لذلك سوف تردد الزامل الذي يقول "ياصباحَ اللي تبكرْ سالية ماهي ضجر..! "لن يكون هذا الزامل سوى احتجاج على من مرت أمامك بهذا الشكل دون مراعاة ..!.
وبما أن لك صديق واحد فقط لأسباب أنت نسيتها فعلاً ...وكعادته ينام على وجهه كما تخبره أنت فيتسبب ذلك في تأخيره ..! .في كل مرة تلمح فيها خضراء سوف تستعين بالله وتردد في نفسك

" ياالله خراجك "

بسرعة وبدون توقف سوف تبحث عن صديقك لتخرج من هذا التفكير الذي طرأ لك ،ثم تلمحه من بعيد وتحضه على الإسراع كي تذهبا سوياً إلى المحاضرة . لن تسْلم من رؤية الخضر في كل مكان سوف تتجاهل كل ذلك وتمضي .وستتعامل بهذه الطريقة حتى يقترب موعد الإمتحانات . عند اقترابها أقصد الإمتحانات ..الخضر التي كنت تتحدث عنهن سوف يصبحن بلا ألوان ... وسوف يتغير زاملك من يا صباح اللي تبكرإلى "صبِّحي قلِّي ، بيت أبُيْ أحسن له" لا تستغرب فهذا الكلمات تأتي هكذا دون طلب يخرجها العقل الباطن بسرعة ويصدرها في المقدمة .

الجمعة، سبتمبر 08، 2006

المعارضة تكسب الجولة الأولى


حادثة قديمة ارتبطت بذهني . فبعد عودة الرئيس علي عبد الله صالح من إحدى جولاته الخارجية كان ضمن الذين استقبلوه في المطار الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر ، وقبل أن يكمل الرئيس النزول من سلم الطائرة وبحميمية ظاهرة كان يلوِّح بعكاز يحمله في يده للشيخ عبد الله والابتسامة تعلو شفتيه .بدا لي العكاز ثمناً مدفوعاً لكل المواقف التي سوف تأتي لا حقا ،لذلك لم أستغرب ما أعلنه الشيخ عبد الله في مقابلة مع صحيفة26سبتمبر من تأييدٍ صريح للرئيس صالح ، فالرجل بالإضافة إلى قرابتهما، تربطهما ببعضهماعلاقة مفادها "أنا رئيسك وأنت شيخي" ويأتي موقف الشيخ هذا مساندا للرئيس في ظل تصعيد شامل من المعارضة. وقد يحسب البعض هذا الموقف للشيخ عبد الله باعتباره ليس جديداً .
الإنتخابات في اليمن متأججة، فعلى عكس الإنتخابات السابقة .حيث كان الرئيس يقبض على كل شيء . يقدر على إغاضة المعارضة وإشعارها بهشاشتها، وإلحاق الهزيمة بها . مع تسليم المعارضة بالأمر طواعية وأحيانا تتحالف معه دون حياد
.
ويبدو للمتابع أن الرئيس صالح لم يكن في حسابه أن الإنتخابات الحالية سوف تجري بهذا الشكل من جدية المنافسة، فخطابه المرتبك كقيامه بشتم المعارضة تارة وشكرها تارة إخرى وإلقاء التهم ، وإجهاد نفسه بتذكير المعارضة بماض قد تجاوزه الكل . ويتجلى تنبؤه بنوايا المشترك في حال فاز في الانتخابات كالسطو على البنك المركزي ، وكل ذلك مجرد كلام لا يبنى عليه ، مقابل تجربة طويلة معه في حكمه وفي علاقته هو وحزبه بالبنك المركزي
.
لن نكون متفائلين أكثر من اللازم ، فالخطاب المؤتمري يسعى لإثارة الفتنة "نعم إثارة الفتنة "-بعد صدمته مما يجري في الساحة- " باجتراره لأحداث مضت والتحريض على المعارضة . والرئيس يلمح بخطورة ما يفعله المشترك على أمن الوطن ويذكرنا بالعراق والصومال
لم تدع المعارضة للرئيس فرصة لجني ثمار هذه التجربة من الإنتخابات . فقد كسبت الجولة الأولى واستطاعت أن تغيض الرئيس وحزبه ، وتشعره بهشاشته . لكن تبقى جولة الفوز في الإنتخابات صعبة التنبؤ ، وسوف يكون من الصعب على المعارضة تجازوها

الثلاثاء، سبتمبر 05، 2006

-1- نصف عين



استطاع الرئيس العربي بشار الأسد أن يشخص الوضع العربي ، فالنهار فيه مسكون بأنصاف المواقف والليل مسكون بأشباه الرجال . أعجبني أحدهم حين وجه تساؤلاً للرئيس الأسد:وأنت أين يتحدد موقع؟

يقول لي بعض المصريين بأن الرئيس علي عبد الله صالح وهم ينطقونها بطريقتهم الخاصة ، الريس بتاعكم ده راجل والله، ولا أدري مالذي يستندون إليه في مثل قولهم.وهو مالا يقولونه في حق رئيسهم "الريس حسني "لم أحاول إبداء رأيي ، بل فضلت السكوت حتى لا أصدم الرجل كما صدمني برأيه وبمقارنته بين الرئيس صالح والرئيس حسني مبارك !فهو لم يحدد في أي ناحية في أي ناحية تكون رجولته

ما يحدث هذه الأيام في اليمن من حمى انتخابية، أستطيع أن أصفها بالرائعة. أعضاء المشترك تحولوا إلى أعضاء في المؤتمر بقدرة قادر ، والعكس أيضاً . زادت أحجار الأساس ، وانتشر الحب للناس ، والصحافة اشتغلت وأدت دورها . لكن ما يحدث في صحيفة الحقيقة ، لا يمكن وصفه إلابالـ......والا أقول لك تفوووووووووو على مثل هذه الصحافة
الجميل أن الحزب الحاكم في كل انتخابات يخلص لأعضائه . فهو يصرف بسخاء ، مثلا، وعلى مستوى أصغر. كانت هناك انتخابات
تجرى في جامعة صنعاء لإتحاد طلاب اليمن لن أتحدث كثيراً عن ما حدث بل سأذكر ما صرف بسخاء . فقد كان عدد أعضاء اللجان الذين يتبعون المؤتمر 20طالباً . أحضر باص صغير لهم ما يقارب 16 كرتون ماء .ما وزع من هذه الكراتين 2 والباقي بيع في إحدى ، البقالات ،كما أخبرني صديقي المخلَصْ لهُ .هذا ما عرفته!أطرف تعليق سمعته عنهم أنهم يجتمعون عندما يكون هناك شنطة مليئة بالفلوس ، ولعلكم تذكرون ما قاله الرئيس ذات مرة لهم ، أنتم لا تعرفون سوى هات هات هات هات هات هات .....إلخ

الاثنين، سبتمبر 04، 2006

أحبك بحجم وطننا




أحلم بوطن خالٍ من الوجع ، وطن خالٍ من الموت المحتوم.
نعم أقصدك إنت
مثلما أقصد المدينة التي تتداخل مع الحاجة للموت ، تنحني كي تمر الريح ، وتبكي من يدبٌّون عليها بنصف انحناءة في كل الأوقات .أقصدكِ أنت ،تعودين إذا فرغتْ ، مروية بتقاسيم أحلامي الطافحة ، بتفاصيل وطني الذي إذا ذكرته انتفض جسدي " كعصفور بلله القطر "في كل التفاتة ألمحك مرسومة في ناصيته . تحلمين أنت بوطن مثل الجنة ، وأحلم أنا بوطن مليء بالمتناقضات ، يحملني إذا أردته ويخبئني عند مفترق أحلامه النابضة .
تحلمين بوطنٍ يبحث عن الله كثيراً...في الطرقات وفي الممرات.. وفوق كل حجر ..وأعلى كل شجرة ، يصلى كثيراً لكي لايموت .وأحلم أنا بوطن يبحث من أجل الله ، في الطرقات.. وفي الممرات ..وفوق كل حجر ..وأعلى كل شجرة، يصلي كثيراً لكي يموت .
أقصدك أنتِ لأنني خلقت بك وبدونك، ورزقت مشروعية البحث عنك ... تتوسدين داخل عيني لهفة مبررة ..مطوية بكل مفارقاتي الهائلة ،
أحبك بحجم وطننا

مصرماذا تعرف عن اليمن؟








هناك نكتة متداولة تقول : بأن أحد المرضى اليمنيين استقل تاكسياً في أحد شوارع القاهرة فبدأ سائق التاكسي بطرح أسئلة عليه ، وهي عادة أصحاب سائقي التاكسي في مصر . البعض يسأل بحسن نية ، والبعض الآخر يسألك ليعرف أنك سائح حتى يضع لك تسعيرة خاصة ،
سأله السائق :- من أين أنت ؟
أجابه صاحبنا - -من" جحر الحمار الداخلي " وهو تعبير يستخدمه اليمنيون عند التذمر.
وكعادة سائقي سيارات الأجرة في مصر حين يدَّعون معرفة أي شيء بحجة تقريب وجهات النظر بادره السائق
قائلاً :- آه باعرفها، أنا كنت هناك في حرب اليمن .
في مصر ، أيضاً، لم أعد استغرب إن سألني أحدهم في عام 2006 عن الرئيس السلال وعن أخباره أخبره بكل بساطة بأن السلال مات ، لم يعد رئيساً . عصام صاحب تاكسي ، وعمره يقترب من الأربعين هكذا خمنت .
سألني مباشرة بعد صعودي إلى سيارته الأجرة :
من أي بلد أنت ؟-
من اليمن-
على عبد الله صالح -
نعم !-
لقد كان دفعة أخي عندما كان يدرس هنا في القاهرة .- ...............؟؟؟؟؟
وأنا لم يكن لدي علم بأن علي عبد الله صالح درس ،أقصد هنا في القاهرة ،
المصري الآخر خالد "كلية التجارة " الذي سوف أسأله عن اليمن وأنا أنتظر إجابة صحيحة مؤكدة- ماذا تعرف عن اليمن ؟
- تقصد ، مثلاً ، حرب اليمن عندما أتينا لنحرركم من اليهود . قال لي أبي أنكم لم ترحموهم ، مع أننا جئنا لنقدم لكم المساعدة . لقد نجى والدي من الموت بأعجوبة .
- الحرب لا ترحم أحداً مثلما لم ترحمنا نحن أيضاوقد كنا سوياً جنباً إلى جنب ومع ذلك هاأنا حفيد الثورة ومازال أبوك موجوداً . .
على المقهى الذي أجلس فيه ،عادة، التقيت بالحاج محمد ، وكان يجلس بالقرب مني في المقهى، بادرني بالحديث رغم أنني لم أبد رغبة في ذلك
قال لي :- أنت من اليمن ؟-
نعم-
أنا شاركت في حرب اليمن في السبعينات . وذهبت إلى الحديدة ، وصنعاء ، لم تكن لبلادكم ملامح آنذاك ،الكثير من الجبال ، والطريق الوعر كنتم تعيشون أوضاعاً سيئة حينها . عندما قمنا بالثورة لم نكن نستطيع أن نفهم الناس ما معنى جمهورية !هذا ماحدث بالفعل ، لكن ماذا عنكم الآن كيف أصبحت اليمن ؟!
أحد الموظفين في أحدى الدوائر الحكومية ،كان مسئولاً عن إجراءات كنت أقوم بها ، بعض الموظفين غير ودودين . لذلك سألني أكثر من مرة عن اسمي . بينما أنا أكرره بصوت عالٍ وهو يعيد السؤال مرة أخرى
- آسف لقد كررته أكثر من مرة . لا أعتقد أنك لم تسمعني ، بالتأكيد هناك مشكلة ما،-
أنت من اليمن ؟وكأنه يحاول استفزازي لكي يسألني مثل هذا السؤال
بكل تأكيد أوراقي تقول ذلك-
أنا كنت في اليمن
بالتأكيد هذا شرف لي وأعتقد أنك عوملت هناك بطريقة طيبة-
حينها كان السلال هو رئيسكم، وكنت هناك في السبعينات بالتأكيد عوملنا بطريقة طيبة جداً .

بيروت واحتياجاتي ، يوميات فائتة

(نعترفُ أمامَ الله الواحدِ نعترفُ / أنا كنَّا منْكِ نَغارُ)
منذ اليوم الأول، إتسع الجرح بحجم شوارع المدن وبناياتها .تهشم داخلي كما تتهشم البيوت بالقنابل التي تلقى على رؤوس ساكنيها .وجه قانا الذي أعيد تشويهه وسقطت عنده البراءة التي تحمي تهاويمنا وأخطائنا . يبدو إضافة إلى دربنا الطويل المليء بالتراجع والانكفاء ، ووصمة تتبدل فيها جلودنا

هناك، كنت أظن بأن القمر سوف يغادر يومه الاعتيادي "حتى لايكون شاهداً على ماجرى" .كنت أظن أن الأرض ستتحول إلى حفرة عميقة جداً لا تستطيع قنابلهم أن تصل إلى مداها .كنت أظن أن الأطفال سيتحولون إلى ملائكة تحلق بعيداً ، والنساء إلى حوريات سماء مجنحة

كانت "أم جندار" تكلم شيئاً صامتاً . تتحدى كل ذكرياتها التي مضت .تهيم في أمكنة دافئة و باردة. صحيح أنها كانت تستنشق هواء ساماً إلا أنها تثق بالسماء كثيراً ."وفاطمة" تسأل عن ابنة صديقتها "جندار" تتبادلان الأحاديث حول العصافير الموعودة بالعودة ، وطعامها الخاص .

وهنا ، يخبرك أصدقاؤك بأنهم مصابون باكتئاب وبأنهم يفضلون الجلوس في البيت هذه المرة عندها سوف يصاب كل ما حولك باكتئاب مماثل . موبايلك الذي لم يجر مكالمات منذ أسبوعين وإيميلك الخاص الذي لم يستقبل رسالة منذ 25 يوم ، بالضبط ، حتى الشركات التي كانت ترسل إعلاناتها نسيت ذلك .
ستلاحظ ،أيضاً، إكتئابك أنت من خلال قناة العربية وهي تبث الأخبار وتصيغها بالطريقة المقلوبة ، وتهتم كثيراً لأخبار البورصة التي تدل على ثقل جيوب المرجفين ، وقلة حيلة من دونهم

نصر الله أيضاً يجعلك تحمل خوفك بين أصابعك لتضعها في جيوبك ... لقد أوقف إطلاق الصواريخ لمدة 24 ساعة مما يعني أن كارثة حلت بحزب الله "لا قدر الله "
أولمرت يتبجح كراقصة تستعرض جسدها المترهل، إنه يرفع يديه بطريقة توحي بالاشمئزاز وسوف يصفه نصر الله بالغباء والحمق فيما بعد

لماذا علينا في كل مرة أن نتساءل ، ونتمنى ،حين نتنازل عن كل أمنياتنا لهذه الأمنية، : لو استطعنا فتح رؤوس حكامنا العرب لنعرف كيف يتعاطون التفكير ، ولنا أن نشك في هذه الشعوب الغبية جداً بحيث أنها تتعاطي التفكير بطريقة خاطئة .لذلك فهي لا تدرك ولا تفقه كما هم حكامها

نصر الله سيلقي اليوم خطاباً ، لذلك سوف أنتظر ما يشفي غليلي ،لن أركز بشكل كبير كيف؟ وبماذا ؟يمكنه أن ينعت أولمرت وحكومته والصهاينة لتصبح فيما بعد بعض ما أردده ، و لن أحاول دراسة طريقته في جعل الآخرين يصدقونه حتى الأعداء أنفسهم ، لن أنظر إلى فمه الذي ينطق بالكلمات ولا إلى حركات حواجبه سأدع هذه المهمة للحكام العرب

لا شيء يمكن أن يعادل كل هذا الدمار. ولا هذا الموت المعلن .لا شيء يمكن أن يعادل تناقضاتنا المتتالية . وانكسارنا المفاجيء .وبيروت تضع يدها على قلبها ، تتحسس ماانفتح للمرة الــ(....) محاطة بتمائم تنجب الموت إذا لم تكن الحرية .