الوطن والمغتربون
..!
في بلد كاليمن خلق الناس ليعانوا ، سأجعل الدائرة أكبر في البلاد العربية ، لذلك هتف الشاعرأحمد مطر طوال حياته حتى بح صوته .من إحساسه الثاقب بوضع مؤسف.ومن حكام جثموا على صدورنا . وبالتالي يُنتج الحكام أو يفرخوا ، ويتحولو إلى مظلة لكل ما هو سيء ، ولكل ما يجعل المواطن يشكو ليل نهار
في بلد كاليمن خلق الناس ليعانوا ، سأجعل الدائرة أكبر في البلاد العربية ، لذلك هتف الشاعرأحمد مطر طوال حياته حتى بح صوته .من إحساسه الثاقب بوضع مؤسف.ومن حكام جثموا على صدورنا . وبالتالي يُنتج الحكام أو يفرخوا ، ويتحولو إلى مظلة لكل ما هو سيء ، ولكل ما يجعل المواطن يشكو ليل نهار
.
حتى وأنت خارج اليمن .سوف تلاحظ أن أحدهم يشبه الرئيس تماماً ، والآخر يشبه الراعي ، والآخر يشبه البركاني ، والآخر يشبه عبد الله بن حسين الأحمر...إلخ .الكل يشبه الكل .نسخ متطابقة إلى حد بعيد . وسوف تلاحظ أناساَ هم جزء من فسادِ قائمِ تشكو منْهُ أنت كما يشكو منه هووووَ وبصوت عالِ.
(وهنا زمَّ شفتيك واستغرب واضرب يداً بيد)وإذا استطعت أن تشد شعرك فافعل .
كل هذه المقدمة لأنني سوف أتحدث عن اليمني في الخارج ، فالطالب اليمني في الخارج منعزل ولا يحب عمل الصدقات بل يكتفي بصديق واحد ويفضل أن يكون من اليمن "والأحسن "من نفس المنطقة التي ولد فيها تجنباَ لأي تمازج قد يحدث .
سوف نتحجج بأشياء باهتة، الحياة متعبة أكثر من أي شيء آخر ، الدراسة هم لا يشبهه شيء .كل هذا لا يسمح لك بأن تكون أكثر انفتاحاً.
أو...
أننا قد تعودنا على هذا في مجتمع منغلق لا يؤمن بالتغيير ولا يحبه . خوفاً منه.مجتمعِ أملى عليك الكثير دون تجربة .
في حضن الروتين الحكومي الممل ،والذي يلاحقك في كل مكان في الداخل والخارج ، دون أي تغيير..(هذا جزء من الفساد لا أكثر) ...روتين بآراء شخصية لا تستند إلى أي قانون . سوف تعتز بوطنك إلى أبعد حد .لكن ما أن تقابل "روتين" على هيئة مسئول سوف تحاول أن تتملص من محبتك القديمة للأشياء الروتينية ... وطن بنظام روتيني ممل .
أي وطن هذا الذي يجلب هؤلاء ...؟!!
القاهرة أيضاً أصبحت مرتعاً خصباً لكل اليمنيين من غير الطلاب ، لا أدري كم عددهم بالضبط ...لكن سوف تلقاهم بكثرة على بوابات المطار، وفي الأماكن المغلقة... المغلقة تماماً، هؤلاء لا يحبون العزلة وأنا هنا لا أقيم مقارنة...بالمرَّة .
هذا حال كل شيء يتبع اليمن في القاهرة ، مراكز ثقافية ، مراكز إعلامية ، جاليات ، نوادي ...كل هذه بدون روح . متوقفة إلا من مص ضرع البقرة الحلوب .وأنتم تعرفون من هي البقرة الحلوب..!
الملحقية ، السفارة ... لهما روح لكنها روح روتينية مملة ...مملة للغاية ..!
نفسي أتزوج ...!
في الطريق إلى طلب العلم ؛ كالطريق إلى معركة مليئة بالخصوم. في اليمن وبما أن الإغلبية يعيشون في مدن ريفية ولا يوجد فيها جامعات ، يضطر الواحد منا أن يركب الصعب ويذهب إلى المدينة وحيداً إلا من شنطة مليئة بالأشياء التافهة ؛ لأنك ستتخلص منها فيما بعد أو ستتخلص منك بطريقتها..!.
في البداية سيكون الأمر في غاية البساطة ، ستبدو منظماً أكثر من اللازم وسوف تخصص وقتا كافيا للقراءة . ستحب الأعمال المنزلية بشدة ، وسيكون إيمانك بــ "إن داوود كان يحب أن يأكل من عمل يده "حتى دون أن تفسر معنى النص السابق وستستشهد بقوله "من عمل يده"
هذه القناعة الطارئة سوف ترتب وقتك كما تريد ،
لا بد لكل إنسان من قناعات طارئة .
وفي بلد بعيد عن الريف والمدينة والدولة بكاملها ، سيبدو الوضع مشابهاً في بعض الأمور ومختلفاً جذريا في أمور أخرى , لكن لا بد أن تعرف أن الحنين سوف يقتلك ذات مرة .
سوف تمارس كل الأعمال التي كنت تمتنع عن تأديتها وأنت في منزلكم ، ستكون أفضل طباخ وتجيد الغسل والكي . وتنظيف الغرف والملايات . حياة مليئة بمثل هذه الأشياء .سوف يثبت لك أن النساء لسن الوحيدات اللاتي يمارسن الأعمال المنزلية . وستبرر لنفسك بأن أشهر الطباخين رجااااااااال ...! وقد تكون أمنيتك الأخيرة "نفسي أتزوج عشان يكون في واحدة تطبخ لي وبس "وستكرر بشدة أيوه وبس ...! ....إلخ .
الخضْر جنَنُونِي...!
في الطريق إلى الجامعة ،صباحاً، ستنسى الشمس ، لن تتذكر سوى التوقيت ، وموعد المحاضرات وصوت الدكتور الذي يخترق الصفوف حتى يصل إليك وأنت تجلس في مؤخرة القاعة ، لأنك لا تحب الجلوس في الأمام لأسباب نسيتها الآن . هنا في القاهرة يشغلك الناس ، والزحام ، عن تذكر الأشياء الطبيعية الموجودة .
تدخل الكلية تصادفك "عيون في طرفها حوَر" ، لذلك سوف تردد الزامل الذي يقول "ياصباحَ اللي تبكرْ سالية ماهي ضجر..! "لن يكون هذا الزامل سوى احتجاج على من مرت أمامك بهذا الشكل دون مراعاة ..!.
وبما أن لك صديق واحد فقط لأسباب أنت نسيتها فعلاً ...وكعادته ينام على وجهه كما تخبره أنت فيتسبب ذلك في تأخيره ..! .في كل مرة تلمح فيها خضراء سوف تستعين بالله وتردد في نفسك
" ياالله خراجك "
بسرعة وبدون توقف سوف تبحث عن صديقك لتخرج من هذا التفكير الذي طرأ لك ،ثم تلمحه من بعيد وتحضه على الإسراع كي تذهبا سوياً إلى المحاضرة . لن تسْلم من رؤية الخضر في كل مكان سوف تتجاهل كل ذلك وتمضي .وستتعامل بهذه الطريقة حتى يقترب موعد الإمتحانات . عند اقترابها أقصد الإمتحانات ..الخضر التي كنت تتحدث عنهن سوف يصبحن بلا ألوان ... وسوف يتغير زاملك من يا صباح اللي تبكرإلى "صبِّحي قلِّي ، بيت أبُيْ أحسن له" لا تستغرب فهذا الكلمات تأتي هكذا دون طلب يخرجها العقل الباطن بسرعة ويصدرها في المقدمة .
حتى وأنت خارج اليمن .سوف تلاحظ أن أحدهم يشبه الرئيس تماماً ، والآخر يشبه الراعي ، والآخر يشبه البركاني ، والآخر يشبه عبد الله بن حسين الأحمر...إلخ .الكل يشبه الكل .نسخ متطابقة إلى حد بعيد . وسوف تلاحظ أناساَ هم جزء من فسادِ قائمِ تشكو منْهُ أنت كما يشكو منه هووووَ وبصوت عالِ.
(وهنا زمَّ شفتيك واستغرب واضرب يداً بيد)وإذا استطعت أن تشد شعرك فافعل .
كل هذه المقدمة لأنني سوف أتحدث عن اليمني في الخارج ، فالطالب اليمني في الخارج منعزل ولا يحب عمل الصدقات بل يكتفي بصديق واحد ويفضل أن يكون من اليمن "والأحسن "من نفس المنطقة التي ولد فيها تجنباَ لأي تمازج قد يحدث .
سوف نتحجج بأشياء باهتة، الحياة متعبة أكثر من أي شيء آخر ، الدراسة هم لا يشبهه شيء .كل هذا لا يسمح لك بأن تكون أكثر انفتاحاً.
أو...
أننا قد تعودنا على هذا في مجتمع منغلق لا يؤمن بالتغيير ولا يحبه . خوفاً منه.مجتمعِ أملى عليك الكثير دون تجربة .
في حضن الروتين الحكومي الممل ،والذي يلاحقك في كل مكان في الداخل والخارج ، دون أي تغيير..(هذا جزء من الفساد لا أكثر) ...روتين بآراء شخصية لا تستند إلى أي قانون . سوف تعتز بوطنك إلى أبعد حد .لكن ما أن تقابل "روتين" على هيئة مسئول سوف تحاول أن تتملص من محبتك القديمة للأشياء الروتينية ... وطن بنظام روتيني ممل .
أي وطن هذا الذي يجلب هؤلاء ...؟!!
القاهرة أيضاً أصبحت مرتعاً خصباً لكل اليمنيين من غير الطلاب ، لا أدري كم عددهم بالضبط ...لكن سوف تلقاهم بكثرة على بوابات المطار، وفي الأماكن المغلقة... المغلقة تماماً، هؤلاء لا يحبون العزلة وأنا هنا لا أقيم مقارنة...بالمرَّة .
هذا حال كل شيء يتبع اليمن في القاهرة ، مراكز ثقافية ، مراكز إعلامية ، جاليات ، نوادي ...كل هذه بدون روح . متوقفة إلا من مص ضرع البقرة الحلوب .وأنتم تعرفون من هي البقرة الحلوب..!
الملحقية ، السفارة ... لهما روح لكنها روح روتينية مملة ...مملة للغاية ..!
نفسي أتزوج ...!
في الطريق إلى طلب العلم ؛ كالطريق إلى معركة مليئة بالخصوم. في اليمن وبما أن الإغلبية يعيشون في مدن ريفية ولا يوجد فيها جامعات ، يضطر الواحد منا أن يركب الصعب ويذهب إلى المدينة وحيداً إلا من شنطة مليئة بالأشياء التافهة ؛ لأنك ستتخلص منها فيما بعد أو ستتخلص منك بطريقتها..!.
في البداية سيكون الأمر في غاية البساطة ، ستبدو منظماً أكثر من اللازم وسوف تخصص وقتا كافيا للقراءة . ستحب الأعمال المنزلية بشدة ، وسيكون إيمانك بــ "إن داوود كان يحب أن يأكل من عمل يده "حتى دون أن تفسر معنى النص السابق وستستشهد بقوله "من عمل يده"
هذه القناعة الطارئة سوف ترتب وقتك كما تريد ،
لا بد لكل إنسان من قناعات طارئة .
وفي بلد بعيد عن الريف والمدينة والدولة بكاملها ، سيبدو الوضع مشابهاً في بعض الأمور ومختلفاً جذريا في أمور أخرى , لكن لا بد أن تعرف أن الحنين سوف يقتلك ذات مرة .
سوف تمارس كل الأعمال التي كنت تمتنع عن تأديتها وأنت في منزلكم ، ستكون أفضل طباخ وتجيد الغسل والكي . وتنظيف الغرف والملايات . حياة مليئة بمثل هذه الأشياء .سوف يثبت لك أن النساء لسن الوحيدات اللاتي يمارسن الأعمال المنزلية . وستبرر لنفسك بأن أشهر الطباخين رجااااااااال ...! وقد تكون أمنيتك الأخيرة "نفسي أتزوج عشان يكون في واحدة تطبخ لي وبس "وستكرر بشدة أيوه وبس ...! ....إلخ .
الخضْر جنَنُونِي...!
في الطريق إلى الجامعة ،صباحاً، ستنسى الشمس ، لن تتذكر سوى التوقيت ، وموعد المحاضرات وصوت الدكتور الذي يخترق الصفوف حتى يصل إليك وأنت تجلس في مؤخرة القاعة ، لأنك لا تحب الجلوس في الأمام لأسباب نسيتها الآن . هنا في القاهرة يشغلك الناس ، والزحام ، عن تذكر الأشياء الطبيعية الموجودة .
تدخل الكلية تصادفك "عيون في طرفها حوَر" ، لذلك سوف تردد الزامل الذي يقول "ياصباحَ اللي تبكرْ سالية ماهي ضجر..! "لن يكون هذا الزامل سوى احتجاج على من مرت أمامك بهذا الشكل دون مراعاة ..!.
وبما أن لك صديق واحد فقط لأسباب أنت نسيتها فعلاً ...وكعادته ينام على وجهه كما تخبره أنت فيتسبب ذلك في تأخيره ..! .في كل مرة تلمح فيها خضراء سوف تستعين بالله وتردد في نفسك
" ياالله خراجك "
بسرعة وبدون توقف سوف تبحث عن صديقك لتخرج من هذا التفكير الذي طرأ لك ،ثم تلمحه من بعيد وتحضه على الإسراع كي تذهبا سوياً إلى المحاضرة . لن تسْلم من رؤية الخضر في كل مكان سوف تتجاهل كل ذلك وتمضي .وستتعامل بهذه الطريقة حتى يقترب موعد الإمتحانات . عند اقترابها أقصد الإمتحانات ..الخضر التي كنت تتحدث عنهن سوف يصبحن بلا ألوان ... وسوف يتغير زاملك من يا صباح اللي تبكرإلى "صبِّحي قلِّي ، بيت أبُيْ أحسن له" لا تستغرب فهذا الكلمات تأتي هكذا دون طلب يخرجها العقل الباطن بسرعة ويصدرها في المقدمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق