الاثنين، سبتمبر 04، 2006

بيروت واحتياجاتي ، يوميات فائتة

(نعترفُ أمامَ الله الواحدِ نعترفُ / أنا كنَّا منْكِ نَغارُ)
منذ اليوم الأول، إتسع الجرح بحجم شوارع المدن وبناياتها .تهشم داخلي كما تتهشم البيوت بالقنابل التي تلقى على رؤوس ساكنيها .وجه قانا الذي أعيد تشويهه وسقطت عنده البراءة التي تحمي تهاويمنا وأخطائنا . يبدو إضافة إلى دربنا الطويل المليء بالتراجع والانكفاء ، ووصمة تتبدل فيها جلودنا

هناك، كنت أظن بأن القمر سوف يغادر يومه الاعتيادي "حتى لايكون شاهداً على ماجرى" .كنت أظن أن الأرض ستتحول إلى حفرة عميقة جداً لا تستطيع قنابلهم أن تصل إلى مداها .كنت أظن أن الأطفال سيتحولون إلى ملائكة تحلق بعيداً ، والنساء إلى حوريات سماء مجنحة

كانت "أم جندار" تكلم شيئاً صامتاً . تتحدى كل ذكرياتها التي مضت .تهيم في أمكنة دافئة و باردة. صحيح أنها كانت تستنشق هواء ساماً إلا أنها تثق بالسماء كثيراً ."وفاطمة" تسأل عن ابنة صديقتها "جندار" تتبادلان الأحاديث حول العصافير الموعودة بالعودة ، وطعامها الخاص .

وهنا ، يخبرك أصدقاؤك بأنهم مصابون باكتئاب وبأنهم يفضلون الجلوس في البيت هذه المرة عندها سوف يصاب كل ما حولك باكتئاب مماثل . موبايلك الذي لم يجر مكالمات منذ أسبوعين وإيميلك الخاص الذي لم يستقبل رسالة منذ 25 يوم ، بالضبط ، حتى الشركات التي كانت ترسل إعلاناتها نسيت ذلك .
ستلاحظ ،أيضاً، إكتئابك أنت من خلال قناة العربية وهي تبث الأخبار وتصيغها بالطريقة المقلوبة ، وتهتم كثيراً لأخبار البورصة التي تدل على ثقل جيوب المرجفين ، وقلة حيلة من دونهم

نصر الله أيضاً يجعلك تحمل خوفك بين أصابعك لتضعها في جيوبك ... لقد أوقف إطلاق الصواريخ لمدة 24 ساعة مما يعني أن كارثة حلت بحزب الله "لا قدر الله "
أولمرت يتبجح كراقصة تستعرض جسدها المترهل، إنه يرفع يديه بطريقة توحي بالاشمئزاز وسوف يصفه نصر الله بالغباء والحمق فيما بعد

لماذا علينا في كل مرة أن نتساءل ، ونتمنى ،حين نتنازل عن كل أمنياتنا لهذه الأمنية، : لو استطعنا فتح رؤوس حكامنا العرب لنعرف كيف يتعاطون التفكير ، ولنا أن نشك في هذه الشعوب الغبية جداً بحيث أنها تتعاطي التفكير بطريقة خاطئة .لذلك فهي لا تدرك ولا تفقه كما هم حكامها

نصر الله سيلقي اليوم خطاباً ، لذلك سوف أنتظر ما يشفي غليلي ،لن أركز بشكل كبير كيف؟ وبماذا ؟يمكنه أن ينعت أولمرت وحكومته والصهاينة لتصبح فيما بعد بعض ما أردده ، و لن أحاول دراسة طريقته في جعل الآخرين يصدقونه حتى الأعداء أنفسهم ، لن أنظر إلى فمه الذي ينطق بالكلمات ولا إلى حركات حواجبه سأدع هذه المهمة للحكام العرب

لا شيء يمكن أن يعادل كل هذا الدمار. ولا هذا الموت المعلن .لا شيء يمكن أن يعادل تناقضاتنا المتتالية . وانكسارنا المفاجيء .وبيروت تضع يدها على قلبها ، تتحسس ماانفتح للمرة الــ(....) محاطة بتمائم تنجب الموت إذا لم تكن الحرية .

ليست هناك تعليقات: