الأحد، ديسمبر 27، 2009

حفل التوقيع

غدا الثلاثاء २९/१२/2009 وفي مؤسسة العفيف الثقافية في صنعاء الساعة الرابعة عصراً سيقام حفل توقيع ديواني الصادر مؤخراً" كتف مائلة" ومن المقرر أن يقام حفل التوقيع بحضور مجموعة من النقاد الذين سيقدمون قراءات نقدية مختلفة للديوان الجديد كما سيتخلل الحفل قراءات شعرية للشاعر ومعزوفات موسيقية للعازف عامر الحميدي






والدعوة عامة للجميع

السبت، ديسمبر 26، 2009

والعود أحمد ، عقبى لمجلة أبواب

إعادة البث.. دعوة لإعادة الذاكرة

يعلن موقع "نيوزيمن" إنه سيعيد البث من اليوم 21 ديسمبر. بصفحته القديمة وبدون أرشيف بانتظار نتائج حملته لإعادة الذاكرة التي يتمنى أن تحظى بتفاعل جاد من قبل كافة الزملاء والأصدقاء.

الثلاثاء، ديسمبر 08، 2009

آخر مكاسب ومنجزات الدولة اليمنية

------------------------------------------------------

------------------------------------------------------

------------------------------------------------------

المصدر أونلاين - محمد القاسم

أعلنت المجموعة اليمنية للإعلام عن توقف موقع "نيوز يمن" الإخباري ومجلة أبواب التي تصدرها المجموعة.

ونقلت خدمة "الصحوة موبايل" عن رئيس المجموعة الزميل نبيل الصوفي قوله " ليست لنا معارك مع أحد لكننا عاجزين عن العمل في هذه الظروف وقد نعاود البث في وقت لاحق".

وكان موقع نيوز يمن قد تعرض لعملية اختراق في 28 من الشهر الماضي، وأعلنت المجموعة اليمنية للإعلام عن تدمير إرشيف الموقع لـ 5 سنوات سابقة.

من جهتها، دانت نقابة الصحفيين "عملية القرصنة الالكترونية" التي تعرض لها موقع " نيوز يمن " الإخباري المستقل وتدمير كافة محتوياته وملفاته.

وحملت نقابة الصحفيين في بيان صحفي - تلقى "المصدر أونلاين " نسخة منه- وزارة الاتصالات والشركة المستضيفة مسئولية ما حدث , مجددة مطالبتها بكسر احتكار خدمة الانترنت في اليمن.

كما طالبت نقابة الصحفيين إشراكها في التحقيق حول ما تعرض له الموقع , ومجددة في الوقت نفسه مطالبتها بتعويض موقع " نيوز يمن " عن الخسائر المادية والمعلوماتية التي لحقت به.

الاثنين، ديسمبر 07، 2009

اختراق موقع نيوز يمن



يتبع موقع "نيوز يمن" المجموعة اليمنية للإعلام التي أيضا تصدر عنها مجلة "أبواب"

http://www.newsyemen.net/

أسف لتدمير حضوره الذي قدر قيمته بـ40 مليون ريال، وقال إنه يخسر يوميا جراء الحادثة
نيوزيمن:
نخاطب مؤسسات حريات الصحافة ورجال الأعمال لمساندتنا لتكون اليمن بلدا آمنا لنشاط وسائل الإعلام الجديدة

يأسف "نيوزيمن" للحادث المروع الذي أدى إلى تدمير كافة محتوياته التي بناها جهد مضني استغرق خمس سنوات.
ومع إن هذه كارثة كافية، فإنها زادت سوءا حين توصلنا الى حقيقة إن ماحدث استخدم السلطة الممنوحة قانونا لوزارة الاتصالات اليمنية وإدارة الإنترنت فيها. حيث تأكد لنا إن الفيروس الذي دمر الموقع أرسل عبر آي تي الإدارة ومعلوماتها المسجلة بإسم "ياسر العماد" الذي يعمل فيها وبتلفون "مودم عادي" وليس عبر خدمة الدي إس إل. وفي توقيت محدد يمكن لهذه الإدارة الوصول اليه وإعلانه. وهو ماسنطالب به أمام المحكمة عند بدء الدوام الرسمي للقضاء اليمني.
وبغض النظر عن كون المرسل هو الشخص ذاته الذي لدينا إسمه ومعلوماته، أو كانت إدارة أخرى، أو شخص آخر، وبغض النظر عن كونه فعل ذلك بأمر أو لأهداف شخصية، أو مهما تكن الدوافع، فإننا نؤكد مسئولية تلك الإدارة التي لم تأخذ الأمر على محمل الجد حتى الان، وباستثناء تواصل وحيد لشخص رئيس التحرير فإن الوزارة لم تبدي أي تعاون لتحديد المسئول ومعاقبته.
ومع أن ماحدث استهدف حرية الرأي والتعبير، فإنه أيضا أدى لأضرار اقتصادية خطيرة على المؤسسة التي تدير نيوزيمن، وهي "المجموعة اليمنية للإعلام".
إن ماحدث يعد سرقة لجهود بنيت بتكاليف لاتقل عن 24 مليون ريال، حقت نجاحا إجماليا نقدره بأربعين مليون. وهو حاليا ينتج خسارة يومية على الموقع الذي يأسف لآلاف الزوار الذي اعتادوا على الاطلاع من خلاله على الحياة اليومية لليمن واليمنيين.
لقد حقق "نيوزيمن" النجاح عبر جهود مضنية لموظفيه في المكتب الرئيسي بصنعاء ومراسليه في المحافظات ومهندسين وتجهيزات فنية. استقطب بتلك الجهود التي عملت على تغطيات شاملة وعاجلة أربعين مليون زيارة ثلثيها من داخل اليمن، استخدمت أكثر من خمسة وثلاثين ألف مادة بين خبر وتقرير ومقال وحوار وتعليق. غطت مختلف الشئون اليمنية ومختلف التيارات السياسية وحتى الدينية. واهتمت بالشئون الاقتصادية والقضايا الاجتماعية. وكان فيها نيوزيمن شريكا شخصيا للمئات من اليمنيين الذين تعامل معهم الموقع بمسئولية لعرض قضاياهم دون تحيزات ودون أي أجندة سياسية رغم أن كثير منهم كانت قضيته تهدد مصالح الموقع مع أطراف مختلفة.
وبكل تقدير وشكر لكل التضامن الذي لقيه الموقع، يعلن توصله لاتفاق مع الشركة المستضيفة يعود بموجبه بثه على نطاقه، حيث إن الشركة ومقرها في الولايات المتحدة الأميركية عبرت عن مخاوفها من تعريض عملائها ونطاقاتهم للاضرار، ووصفت الموقع والدولة التي يصدر عنها بأنها بيئة غير آمنة للشبكة العنكبوتية.
لقد نجح الموقع في إقناعها إنه تعرض لضرر كبير مع إنه ليس إلا وكالة أنباء لايمارس أي أنشطة غير قانونية. وأن السبب الرئيسي لماحدث له يتعلق بأداء حكومة البلد التي يصدر منها، وطالبها الدعم لمقاضات الاتصالات اليمنية التي تحتكر الآي تي وتعجز عن حمايته ضد أي نشاط غير قانوني بمافيها الانشطة ذات العلاقة بالسياسة والامن، سواء لجهات رسمية أو هواة.
إن الموقع يعتبر ماحدث جريمة الكترونية، ولذا فإنه يخاطب اللجنة الدولية لحماية الصحفيين، ومنظمة المادة 19، ونقابة الصحفيين اليمنيين، والاتحاد العام للغرف التجارية وكل المؤسسات التي تعمل على حرية التعبير أو حماية الأنشطة الاقتصادية الشرعية عبر الإنترنت، لدعمه في رفع دعوى قضائية في الداخل أولا وفي أي مكان آخر يمكن من خلالها التأكد أن ماحدث له لن يتكرر مع أي مؤسسة أو نشاط آخر في الجمهورية اليمنية. وأن "وسائل الإعلام الجديدة" يمكنها أن تنشط بأمان في هذه البلاد.
وفيما سيعمل مع شركائه، على إعادة التصميم وإستعادة الإرشيف الذي وصفه كثير من المتضامنين في الداخل والخارج بأنه "إرشيفهم الشخصي"، فإنه سيستعيد النشر على صفحته الرئيسية ابتداء من صباح الغد السبت.
لقد كان الموقع يتمنى أن يجد عونا من الحكومة وكل المؤسسات الأخرى ليواصل دوره التنويري لصالح التنوع في هذه البلاد، ومع الحقيقية وقريبا من أفضل الشروط الموضوعية، غير أنه الان يعبر عن حالة من الإحباط تصيب طاقمه الذي بنى هذا النجاح بجهود يومية، وبأحلام وطنية، وبقدر كبير من الجسارة والشعور بالتحدي مع الظروف.



عن سجل نيوزيمن

الـ3 من مايو –اليوم العالمي لحرية الصحافة-، أكمل نيوزيمن عامه الرابع.. نتجنب دوما الإشادة بجهودنا منذ الانطلاقة وحتى اليوم.. غير أن ازدحام ساحة اليمن على الشبكة العنكبوتية يلزمنا أن نحدد للقارئ عوامل قوتنا.. دون أن يكون قولنا منافسة ولا إنكار على اي موقع مايدعيه لنفسه فثمة زوايا للتميز لكل موقع منها نصيب وأفضل.
في تقييم المواقع على الإنترنت، ثمة 13 معيارا، مايهمنا نحن في اليمن وأمام مواقع تعمل في صناعة الأخبار خمسة مساقات نرتبها حسب الأهمية كالتالي:
الأول: مكانة الموقع لدى مماثليه من مواقع أو حتى وسائل تعمل في ذات المجال على غير الانترنت.
الثاني: الزوار.. والعدد وحده ليس كافيا، إذ هناك معايير إضافية لذلك هي: مناطق تواجدهم، وخصائصهم العمرية والمهنية، واهتماماتهم الحياتية ومنها ميولهم وانتمائاتهم السياسية.
الثالث: حجم التدفق الإخباري، ومرة أخرى العدد معيار مهم ولكن وحده لايكفي فهناك نوعية هذا التدفق، وزمنه.
الرابـع: العلاقة بالمصادر ومنها الرأي العام، وتتحكم فيها المصداقية، والاستقلالية، والتوزان، والاحتراف.
الخامس: الشكل الفني، ويتضمن لغة البرمجة والخدمات الإضافية التي يقدمها.
وبالقدر الممكن من التواضع فإننا حين نجمع هذه الخمسة يكون نيوزيمن، في صدارة الساحة اليمنية وبفارق كبير عن غيره، الذين يتميزون في الكثير من هذه المعايير وربما يتقدمون بواحدة هنا أو بفترة زمنية هناك.
وفي كل مجال ينافس نيوزيمن، فعن الأخبار الرسمية ينافس وسائل الحكومة الإعلامية، وعن الأحزاب يتميز عن الوسائل الحزبية في متابعة أحزابها وآرائهم. يتصدر في قائمة جوجل نيوز، وهو ثابت في مكانه المتقدم جدا على أكبر محركات البحث "جوجل" حتى وإن سبقه في شهر ما موقع ما لكنه يتراجع بعد ذلك لصالح آخر.. لكن نيوزيمن يحافظ على تقدمه دونما منافسة. (44% من زواره يتعرفون عليه عبر محرك البحث، حيث تؤشر عليه 181 موقع محترف، ويأتي في المرتبة العالمية رقم 86618).
لاتفوته قضية حقوقية، ولايتراجع عن نشر رأي رسمي أو معارض تطابق ومعاييره المهنية. وهو يدفع ثمنا تجاه كل حالة وفي كل موقف عبر حملات التشهير والاساءة التي يكيلها في كل مرة طرف يعتبر أن الموقع تجاوز شروط مصلحته هو في النشر.
وفقا للإحصاءات الفنية فقد تصاعد عدد زوار "نيوزيمن" منذ بدأ حتى الان ووصل إجمالي الزيارات 36 مليون و61 ألف زيارة (14.207596 منها في العام 2008)، قام بها أكثر من 10 مليون زائر، 67% من داخل اليمن والبقية من خارجها تأتي الممكلة العربية السعودية أولاها تليها مصر، الجزائر، الإمارات، الأردن. ثم إيران وقطر.
(ومع أن هذا للمعيار الخامس فإن ذكره هنا مهما وهو أن الموقع يتلقى اتصالات وبلاغات عن مشكلات أو رأي في مشكلة من عمق الريف في الضالع أو لحج أو الحديدة أو تعز).

أما عن خصائص الزوار العمرية والمهنية، واهتماماتهم الحياتية ومنها ميولهم وانتمائاتهم السياسية. ومع إنه ليس لدينا قدرة على التقييم الفني لذلك، فإن سياستنا من الصفحة الأولى تهتم بنشر ومتابعة آراء وقضايا مختلف التوجهات الحزبية مهما اختلفت معه أو هاجمته أو لم ترسل له أخبارها.. ننشر للأحزاب، للاقتصاد، للشباب، للمرأة، لليمنيين مسلمين أو يهودا، نتابع مشكلات المجتمع بأفضل قدر من الحساسية تساعدنا الظروف والامكانيات على توفيرها.. وفي كلها نضع الرأي بجانب الرأي الآخر أيا يكن موقفنا.

نهتم بأخبار الفنان، والسياسي، الوزير، والبائع المتجول، رئيس الجمهورية وأكبر معارضيه، شيخ القبيلة وساكن المحوى.. نتابع مشكلات التصدير وقضايا الزواج، سياسة التعدين وتأهيل الكوافيرات والخادمات في المنازل.. بقدر مايمكننا وبقدر ماتملك كل قضية من قدرة على الظهور في مجتمعنا.

ننشر لمختلف الآراء في القضية الواحدة، ويهتم بالمجالات الحياتية المختلفة، وينشر للمعارضة والسلطة، ولأبناء القرى مثل المدن، ولحضرموت وعدن والبيضاء وتعز ولحج.. وهذه يحقق له تنوع في الجمهور.

وباختصار، نقاوم كل أسبوع على الأقل الإغراق في قضية أو اهتمام أو رأي.. وفي الوقت نفسه الحرص على متابعة جزئية للملفات والقضايا التي نعتبرها حيوية.

عن مكانة الموقع، وباطمئنان "نيوزيمن" الوحيد الذي يمكن وصفه بالمصدر الإخباري للجميع عن اليمن وفي اليمن، من مواقع الانترنت الى الصحف، الى التلفزيون ووكالات الانباء، وبالبحث في كثير من هذه الوسائل فإن نيوزيمن تجده هناك في إرشيف الـCNN، والجزيرة والعربية والعالم والـBBC، ورويترز والفرنسية واسيوشيتد برس، والحياة والشرق الأوسط ونيويورك تايمز.. وحتى وسائل إعلام غير عربية من كورية وأذربيجانية ونيجيرية وأسترالية.. وفي اليمن تجدنا هناك في صحف حزبية ومستقلة، أهلية ورسمية.. ولايكاد يخلو أسبوع دون أن نكون مصدرا لوسيلة ما. لمرة او أكثر.

وإذا كنا نعتبر أنفسنا الضحايا الأكثر عرضة للانتهاك فيما يتعلق بالحقوق حيث نجد موادنا منشورة على نطاق واسع دون إسمنا كمصدر، فإن مايعوضنا هو أن اهتمامنا دوما يتحول الى اهتمام عام.

نمر –لأسباب مادية وفنية- بفترات لانجاري فيها زمن الأحداث، وتتقدمنا مواقع أخرى في كمية التدفق، غير أننا نتميز دوما بأننا نصنع أخبارنا ونستعيد السبق في أغلب الأوقات. وننظر من زوايا قد لاتكون الأهم ولكنها زوايا تميز تناولاتنا. وفي المحصلة تمكنا من تحرير ونشر 28050 مادة صحفية نشر العديد منها في وسائل إعلام مختلفة واستقطب اهتماما مؤيدا أو معارضا.. بمتوسط يومي 14 مادة.

وفيما يتعلق بالعلاقة بالمصادر، فإضافة الى ماذكرناه في أولا بشأن استقبالنا الدائم للاتصالات والأخبار من مختلف الفعاليات والأشخاص والمناطق، فإننا نعتقد أن علاقتنا بالمصادر غير مماثلة، فنحن ولأننا لانضع شروطا للاهتمام بالقضايا فلايهمنا من يتضرر ومن يكسب بل ماهي القضية ومدى استيفاء شروطنا للنشر لنتعامل معها جعلنا مصدرا أوليا لكثير من الأشخاص والهيئات.. وحتى من نختلف معهم في السياسيات ويخلطون بين موقفهم السياسي وحقنا في التعاطي مع القضايا فإننا نظل أحد مصادرهم لقضاياهم أو لمعرفة المواقف. ونأمل أن نتمكن من الحفاظ على هذا المستوى وترميم الخسارات الدائمة التي نتعرض لها بسبب هذه السياسة ففي بلادنا كل طرف يشترط عليك أن لاتنشر مايزعجه حتى تظل قريبا منه وهو مانرفضه دائما.

ونسعى دوما لمراجعة أخطائنا التي نراها مناقضة لشروط المصداقية، والاستقلالية، والتوزان، والاحتراف. ولازلنا مقتنعين بأن من حق الجميع التعليق على الأخبار ولكن ليس على ساحتنا.. فنحن نصنع الخبر ونسعد بتلقي أي ملاحظات عليه ولكن ليس للنشر المباشر.. فنحن مصدر إخباري وليس صفحة للتعليقات المفتوحة، ونترك للمنتديات استيعاب ذلك.

ويبقى الشكل الفني، وهو مانحاول أن نقدمه للقارئ عمليا آخر هذا الشهر.. حيث يعيد فريق أوبتيما –الشريك الدائم لنا منذ البداية- تصميم الموقع بوجهة وطريقة غير مألوفة على الساحة اليمنية. متضمنا خدمات جديدة ومتجاوزا معضلات تتعلق باهتمامات جمهور الانترنت في اليمن.. حيث نسعى للتغيير.. والتغيير الملحوظ ودوما سعداء بشراكتنا مع القارئ أولا..

ومع أن "نيوزيمن" الموقع الأكثر استقطابا لثقة المعلن في اليمن، فإننا وبسبب سياستنا التي تتطلب من الإمكانيات فوق مالدينا فإننا نشكو ككل رفاقنا على هذه الساحة.. من أننا نعوض الإمكانيات بالجهود الشخصية ولذا نشكر الكثير من المتعاونين..

الأحد، نوفمبر 15، 2009

مصر..تك تتك تك تك !


رغم أنني لست رياضيا بالمرة إلا أن مباراة بين مصر والجزائر كان لزاما علي مشاهدتها، حتى لو شردت أكثر من مرة وسط المباراة.
وصلت الغرفة (غرفتي أعني) بعد الهدف الأول في الدقيقة 13 من الشوط الأول قدم الفريقان أداء جيداً فالجزائر أرادت أن تحافظ على النتيجة 1/0 بمحاصرة الفريق المصري وسط الملعب. والفريق المصري كان يهمه أن يسجل 3/0 أو يتجاوز هذه النتيجة بصراحة هي مهمة صعبة أمام المصريين. وأدهشني إصرار الجمهور واللاعبين على الفوز بـ 4/0 كما شاهدت من خلال استطلاعات تلفزيونية. انتهى الشوط الأول الذي تألق فيه الحارس المصري عصام الحضري، وبدأ الشوط الثاني ضغط الفريق المصري على خصمه حتى النهاية مع اختراقات خطيرة للمنتخب الجزائري وإلى نصف الشوط الثاني وأنا أقول ليس على الفراعنة حرج إذا ما خرجوا بنتيجة 1/0 في ظل فرصة أكبر للفريق الجزائري القوي أيضاً. الجميع في الغرفة (غرفتي أعني) إلى جواري يشجع الجزائر على اعتبار إن المصريين مغرورين لا أكثر وأنا أشجع مصر لأن المصريين حلموا بالفوز حتى بدون أمل. انتهى الشوط الثاني وبدا الوقت الضائع لم أفقد الأمل أنا أيضاً فالكرة لا مستحيل فيها. سجل المصريون الهدف الثاني بعد أن بدأ الجزائريون بالانفعال وسط الملعب نتيجة الضغط عليهم من بداية الشوط الثاني.

كان الهدف الثاني ضربة هدمت أحلام الجزائريين، وأحلام مشجعي الجزائر بجواري، منذ البداية وأنا أغيظ من بجواري مردداً مايردده المشجعين في الملعب. مصر... تك تتك تك تك. فكرت في كيف يمكن كتابة هذه الأخيرة كثيراً. وأرسلت لصديق مصري: مبروك التأهل مقدما ولو في السودان.

الأحد، أكتوبر 25، 2009

"كتف مائلة"







؟؟؟؟


يصدر قريبا جدا - إن شاء الله- ديواني الأول بعنوان "كتف مائلة" وستكون حقوق الطبع محفوظة للمؤلف وليست لجهة أخرى، لظروف خارجة عن إرادته.

إنتظروني...

الخميس، سبتمبر 10، 2009

الحرب


لم يمت...
والشارع الذي سلكه ليذهب إلى المقبرة ازدحم بالناس.
الناس يمشون في الجنازة.
يمشون في الحزن،
في بيته،
في ابتسامته،
في روايته للحرب:
لغتنا المزيفة، نتحدثها كلما متنا من الداخل.

الثلاثاء، سبتمبر 08، 2009

رسول حمزاتوف


أمس كنت أتسلل إلى أعشاش الطيور،
أغري أصدقائي الأطفال بصعود الجبال،
وأتى الحب عنيفا
أزرق العينين فجعلني، دفعة واحدة،
كبيرا،
أمس كنت أحسبني راشدا أشيب
وحكيما حتى آخر أيامي،
وأتى الحب وابتسم في بساطة،
فإذا أنا ولد صغير !

الأحد، يوليو 26، 2009

المعنـى



مالذي تعنيه النوارس بالبحر
والبحر بالنجم
والنجم بالبحَّار
والبحَّار بالموج
والموج بالمركب ؟ !

الثلاثاء، يونيو 16، 2009

الثــالثـة


منذ الليلة الأولى يا حبيبتي
منذ تلك الليلة
توقفت عن التفكير بالخطيئة الأولى
التي أخلدتنا إلى الأرض
وقصة النسيان
التي أهدتنا تفاحة لم نصل إلى نصفها
هناك في الشرفة ملْكٌ
لم نبرأ بعد منه
ولم نبرأ من رؤية أنفسنا نلبس شجرة يقطين
هناك في الشرفة نحن:
كما نشاء.

منذ الليلة الثانية يا حبيبتي
منذ تلك الليلة
توقفت عن مضغ أصابعي
أتحين مصافحتك
وستعود يدي كما خلقها الله
وحين نضرب موعدا آخر
أعاود مضغها من جديد.

منذ الليلة الثالثة يا حبيبتي
منذ تلك الليلة
توقفت أنت عن التفكير
بخطوط الطول والعرض
و أصل الإنسان
و الشوارع المقابلة للمدن الرشيقة
وكنت أنا
أحدب كنصف ابتسامة
"أميل" من حظ في السابع والعشرين
ثم
أبيض كنفسي في كرسي أقابلك.

في الليلة الرابعة يا حبيبتي
في تلك الليلة
تأكدنا أننا في الثالثة
والثالثة ثابتة.

السبت، أبريل 25، 2009

حوار مع الكاتب المفكر عبد الباري طاهر


في بداية حواري مع الكاتب والمفكر أ.عبد الباري طاهر سألته كيف تقضي يومك ليجيب على سؤال آخر: ما الأداء الذي يقف وراء وصوله إلى هذا القدر من النجاحْ على المستوى الشخصي أولاً والمهني ثانياً. بين الساعة الخامسة والسادسة صباحاً يكون الرجل قد استيقظ. يعد الإفطار مبكراً وعند الثامنة يكون قد خرج لينشط مع منظمات المجتمع المدني. وإذا لم يجد أي التزامات يقضي فترة الصباح في القراءة والكتابة والمراجعة. أما مساءً، فهو المدير التنفيذي لأهم مؤسسة ثقافية يمنية "العفيف"، وهو يعتقد أنها تمثل عملا حيويا في مجتمعنا اليمني. في الحوار أيضاً يتحدث عن تصوراته لما يجب أن ينشغل به المجتمع بكل فئاتهْ، وعن حاجته لبدائلْ مغايرة لما هو قائم. وعنْ أسبابْ جعلت اليمن بلا مفكرين ولا علماء. ويتحدث أيضا عن الصحافة ضعيفة التأثيرْ.

حاوره: محمد الشلفي

ما القضايا التي تشغلك ككاتب ومفكر خلال هذه الفترة؟
يشغلني الهم العام، ترى صعوبات البلد تكبر. تشغلني الأخبار التي نسمعها كل يوم عن قتل واغتيالات واحتراب واختطاف، عن قضايا إرهاب. تشغلني الأزمات التي تحصل في مختلف مناحي الحياة. كما تخاف على بيتك على أهلك على نفسك، تخاف أيضاً على بلدك وعلى مجتمعك وعلى أبناء شعبك. كل هذه القضايا مؤلمة وتقلق وتضغط على الإنسان في التفكير والكتابة.

هل تعتقد أن مثل هذه القضايا هي التي يجب أن تشغل المجتمع بكل فئاته؟
بكل تأكيد، لو هناك تنبه لهذه القضايا وبالأخص من الدولة والأحزاب لتصبح قاسماً مشتركاً بين الناس جميعاً. لكن هذه القضايا هم الحكومة بالقدر التي هي هم المعارضة، وهم مؤسسات المجتمع المدني. حوادث كقتل السواح أُثرها مدمر على اليمن ككل على السياحة وعلى الأمن وعلى السلام وعلى الاستقرار. لأنها تنزع ثقة السواح أو المستثمرين أو رأس المال سواء كان وطنيا أو أجنبيا وتكسبها سمعة البلد غير الآمنة. بالمقابل نلاحظ أن المعالجات ليست بالمستوى المطلوب. معالجات قضايا مثل هذا النوع لا تحتاج فقط إلى السلاح -مع شرعنة حق استخدام السلاح أو جهاز الأمن في المواجهة-. لكن هذي القضايا لابد أن توفر لها شروط كاملة ابتداء من التعليم من التثقيف في المدرسة في المسجد، وداخل الأحزاب داخل منظمات المجتمع المدني. لكن الدولة تتعامل مع هذه القضايا باستهانة شديدة جداً. وتتعامل مع الكلمة أو التظاهرة أو الاحتجاج المدني بأعنف وأقسى مما تتعامل مع هذه القضايا الخطيرة والمدمرة.

منذ التسعينات وبداية 2000 حتى الآن تراجع مستوى التعليم والصحة وغاب الاهتمام بالثقافة... هل تلاحظ ذلك؟
صحيح، كما تكونوا يولَّ عليكم. والدولة هي قدوة الناس والنموذج الذي يقتدى ويحتذى، والدولة تركز تفكيرها على القوة، وتراهن على الجانب العسكري، وعلى جهاز الأمن وتستهين بالعمل المدني. هذا الخلل في التفكير أدى إلى الاستهانة بالخدمات، بالتعليم بدعوة المسجد، بالتربية والتثقيف، بمؤسسات المجتمع المدني والتعامل معها كما لو كانت زائدة دودية. العقلية العسكرية الموجودة في رأس الدولة تنظر بعدم اهتمام شديد جداً بالتربية ابتداء من الحضانة وانتهاء بالجامعة. الآن، لدينا تعليمين: التعليم الأساسي وهو تعليم هش وضعيف بلا مناهج وبلا كادر تعليمي ومشاكله تبدأ ولا تنتهي. ولدينا تعليم آخر: هو التعليم الطائفي والتعليم المذهبي الموجود في جامعة الإيمان والموجود في مأرب والموجود في معبر المنتشر في اليمن في حضرموت في الحديدة في زبيد، وهو موجود في اليمن كلها. هذا التعليم خارج التعليم الأساسي خطر. صحيح من حق الناس أن يبنوا مدارس دينية. مدارس يهودية نصرانية. أي مجتمع من حقه أن يعلم الديانة التي يرتئيها. لكن لا بد من توفير التعليم الأساسي الإلزامي الذي يمر بها الطالب. هذا التعليم المذهبي أدى إلى حرب إلى الآن كامنة يمكن أن تنفجر من جديد. بسبب تلغيم منطقة أمية ومتخلفة بتعليم طائفي. ولا يمكن أن تفصل نشاط الشباب المؤمن في صعدة عن نشاط مقبل هادي الوادعي. وهنا تأتي مسئولية الدولة التي أهملت التعليم العام رسالتها العظيمة ومسؤوليتها القومية والوطنية وانصرفت إلى تشجيع التعليم المذهبي. بإمكانك اللعب في السياسة وأي شيء آخر إلا في التربية الدينية فهي خطيرة وما يصبح جزء من تفكير الناس من ضميرهم من معتقدهم يستحيل التغلب عليه بأي قوة أيا كانت هذه القوة. بلدان كبيرة جداً دمرت بسبب نشاط من هذا النوع فما بالك ببلد ضعيفة وفقيرة محدودة الإمكانات والموارد وتشجع فيها الصراعات المذهبية والطائفية والتعليم المذهبي، وهذا التشجيع يعطي ثماره الكريهة في أكثر من منطقة من اليمن. إلى ماذا تعيد التأثر الملحوظ في سلوك الناس، نظرتهم للقيم والأخلاق، موقفهم المهادن من الفساد..؟الناس وما تعودت. و الكون قائم على مبدأ ثواب وعقاب، على جنة ونار، على خير وشر. إذا ألغيت مبدأ الثواب والعقاب تختل الموازين. فما بالك إذا أثبت المسيء وعاقبت المحسن. أنت تدفع للذي يتمرد على الدولة ويقطع الطريق مالاً وسلاحاً وتخفيه. وتنزل على العرف القبلي بينما تعاقب إنساناً يحتج بكلمة أو ينتقد الفساد، الفساد الموجود في كل مفاصل الحكم: والمواطن قليل الوعي والخبرة أصبح لديه الفساد أمراً اعتيادياً وغير مستغرب. بأي مجتمع من المجتمعات إذا لم يكن هناك عقاب للمفسد، مثلاً: جريمة قتل في وسط جامعة يحتاج إحضار القاتل إلى أشهر وإلى احتجاجات ولا يحضر القاتل. الله يقول: "من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا". أنت إذا لم تحم النفس لا تحمي النفوس جميعاً. "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب". من يخالف القانون لا يعاقب ولا ينظر إليه بل يكافأ. عطلت الدولة القانون فأفسدت المواطن وأفسدت الحياة، وهذا يؤدي إلى كارثة عليه وعليها.

تختلف الأحزاب على الانتخابات الرئاسية، على اللجنة العليا للانتخابات، لكن لانراهم يختلفون على الصحة والتعليم والثقافة... هل تعاني الأحزاب من قصور في فهم أولوياتنا؟
هذا أصدق وأهم سؤال. للأسف الشديد يختلفون على ما يخصهم ولا يختلفون عن قضايا المجتمع. كقضايا التعليم والصحة لا يختلفون على معيشة الناس، على المياه، على الخبز. يهتمون بنصيب كل واحد منهم من القسمة في الحكم. ولا يتبنوا قضايا الناس. ومن هنا جاءت هامشية الدولة والأحزاب وعزلتها. فهم يدورون في قضايا مفرغة ويتصارعون على ما يخص كل حزب من الأحزاب. كان من المستحيل أن تحدث حرب صعدة وتستمر سنوات. ومن المستحيل أن تحدث الاحتجاجات في الجنوب التي لا يعلم إلا الله المدى الذي ستصل إليه. لا يمكن خلق كيان يمني موحد منسجم ومتجانس إلا بدولة تمثل المجتمع بكل ألوان الطيف في الحياة الفكرية الثقافية والسياسة. أيضاً لا أحد منهم يهتم بقضايا الناس ومعيشتهم. يستغرب الواحد كيف يستطيع الجندي أن يعيش بـ 30 ألف ريال. الوضع الاقتصادي غاية في الصعوبة. تجد خطابات أحزابنا وصحفها ومؤتمراتها كلها تتركز حول ما يهمها ولا تتركز حول حقيقة ما يدور في المجتمع. أصبحنا نسمع أشياء في منتهى الندرة ومنتهى الغرابة: اعتداء من ضباط أو جنود من الشرطة على مواطنين. صورة رأيتها في إحدى الصحف. حرق لمواطن من تهامة رفض يبيع بيته للشيخ. والدولة المسؤولة عن حماية الناس هي التي تشترك في جرائم من هذا النوع. أيضاً وإذا لم توجد أحزاب قوية ودولة قوية ومعارضة قوية واحتجاجات قوية تمثل اليمن كلها سيبحث كل إنسان من المناطق عن حله الخاص. الجنوبي يبحث عن حل خاص بالجنوب. صاحب صعدة يبحث عن حل. صاحب الجوف أو تهامة يبحث عن حل خاص. إذا لم تستطع الدولة أن توفر كياناً عادلاً ومنصفاً ويمثل المجتمع اليمني ككل أحلامه ومستقبله كل إنسان إلى منطقه (الجهوي المناطق) وهو موجود ومن السهل إيجاده وهذا الآن المحظور.

قلت في أحد حواراتك إن في اليمن مفكرين لكن ليسوا معروفين لأن اليمن في المحيط العربي معزولة..هل ما قلت هروب من تحميل المفكر ذاته مسئولية عزلته في عالم أصبح قرية؟
اليمن لها وضع خاص. وهي منطقة من البلاد العربية في جنوب غرب آسيا لديها شموس وقاصية كما يقول الشاعر محمد محمود الزبيري. هذه البيئة كانت دائما بعيدة عن مراكز الصراع الكبيرة القاهرة ودمشق. وهذه العزلة كان لها إيجابيات وسلبيات. إيجابيات أنها كان ينشأ فيها حكم ذو طبيعة استقلالية بعيدة عن المركز، وأي إنسان هارب من المركز في بغداد أو مصر و دمشق يجد فيها ملاذا آمناً. أيضا حدث استقلالية في التفكير وانتشر فيها فكر المعتزلة وفكر عقلاني ومستنير بسبب البعد عن المركز. بسبب أن المفكرين والمبدعين والعلماء والكبار أمثال الهمداني، يحيى بن حمزة، الشوكاني، أمثال الصنعاني أمثال المقبلي الجلال، علماء كبار ابن الوزير. وهؤلاء العلماء كانوا يجدون أنفسهم في بيئة معزولة رغم مكانتهم الكبيرة بمستوى عالمي، لكن وجودهم في اليمن يدفنهم. واشتكى من هذه القضية الهمداني والشوكاني وعشرات من العلماء الكبار. اشتكوا منها الآن. انظر مثلاً يحيى بن حمزة، من أفضل علماء المسلمين ولديه كتاب "الطراز في البلاغة" من أهم ما كتب.. أهم بمستوى كبير جداً من كتب انتشرت وأصبحت تتبوأ مكانة في الجامعات العربية والإسلامية، ومع ذلك دفن. كتاب "الانتصار الجامع" لمذاهب وفقهاء الأمصار، موسوعة فقهية من أهم الموسوعات. طبع الكتاب في بيروت ولم تسمح وزارة الثقافة بدخوله إلى اليمن بسبب أوهام وكذب بأنه كتاب شيعي، بينما هو كتاب لأهم مجددي المذهب الزيدي. ومفتوح على جميع المذاهب وليس الأربعة فقط، بل كل مذاهب فقهاء الأمصار متضمناً جهداً عظيماً. لكنه منع في عهد خالد الرويشان.

ماذا عن الحاضر هل ما زالت اليمن ولاَّدة بالمفكرين؟
اليمن فيها إمكانات كبيرة جداً لكنها مطمورة. ولذلك ترى قليل من اليمنيين ذاع صيتهم عربياً ودولياً من ضمنهم الشاعر العظيم عبد الله البردوني، الأستاذ الكبير الشاعر والناقد عبد العزيز المقالح. اليمن لا تهتم بالثقافة ولا بالأدب ولا بالفكر.. مع أن فيها الكثير من المفكرين، مثل أبو بكر السقاف. في أي مستوى عالمي لا يقل أهمية عن مفكرين عالمين يعدون بالأصابع. جعفر الظفاري في جامعة عدن. هذا أعد رسالته للدكتوراه بالانجليزية عن الحميني اليمني 65 ومع ذلك لم يتكلم أحد عن جعفر الظفاري. عنده تفكير مهم وعميق ولديه العديد من الأبحاث الجديدة والهمة ومع ذلك يطمر. واسماعيل الأكوع أيضاً. كتاب هجر العلم ومعاقله من أهم الإصدارات بمستوى كبير وعالمي. هناك الكثير ولكن لا تهتم بهم الدولة. وهم أيضا لا يهتمون بأنفسهم.

مع وجود كل من ذكرت من المفكرين وغيرهم لكننا لا نجدهم يشتغلون بالتأليف مما يجعل منهم مجرد أسماء لم تترك أثراً؟
العالم أو المثقف أو الأديب.. هو في نهاية المطاف إنسان لديه احتياجاته الخاصة، عنده أمنه المعيشي وأمن أسرته. فلما لا يهتم به ينسحق في الحياة. وهم أكثر الناس حساسية وشفافية عندما تطحنه هموم الحياة. كان الآباء يقولون لنا: "لو شغلتنا بصلة ما عرفنا مسألة" فيحتاج إلى رعاية وتوفير بيئة ومناخ وكتاب وكل ما يسهم في أن يتمكن بالفعل من تجديد ثقافته ومعارفه والتواصل مع المحيط القريب والبعيد. وهذا يحتاج لمناخات مختلفة. معلوم أن الفترات التي فيها أمن واستقرار وسلام ازدهر الأدب والحياة الثقافية، والتي يحدث فيها عنف وخوف تؤدي إلى تخلف العلوم. وهذا ما كان يؤكد عليها العالم الجليل السوري، عبد الرحمن الكواكبي يقول: "الاستبداد يخصي العقول ويئد المواهب" والاستبداد هو موجود في المنطقة العربية بشكل كامل وفي اليمن يتفرد لأن اليمن في إمكانات وقدرات لو عبرت عن نفسها ستكون شيء. لكن مع ذلك هذه القسوة في التعامل لاتمكن الناس من التعبير عن أنفسهم بشكل طبيعي وحيوي وفاعلْ.

ماذا عن علماء الاجتماع وعلم النفس و الكمبيوتر وعلماء..يا أخي، أنت ترى جامعة صنعاء الآن يتعامل معها كما لو أنها قسم من أقسام الشرطة أو الأمن. جامعة عدن منارة للتثقيف والعلم توضع تحت رحمة العسكر. هناك هيمنة على الحياة الفكرية والثقافية بروح قبلية وعسكرية لا تمثل شيئاً.

>
ما الذي جعل مؤسسة العفيف مختلفة عن كل المؤسسات الثقافية وتعمل بشكل مؤسسي مستمر؟
{ للأمانة، السر في الشخص نفسه أ. أحمد جابر عفيف. وهو -شفاه الله- صاحب عقل منظم ويميل إلى الانضباط الإداري وإلى العمل الإداري. وهو من البداية وضع بنفسه خطوطاً لعمل مؤسسة، لعمل موسوعة لتنظيم المكتبة، لتنظيم المحاضرات. كنا نعمل معه منذ وقت مبكر فكان أول من يحضر إلى المكتب. وللأمانة يعمل في المؤسسة مجموعة شباب منتظمين منضبطين. ويا أخي، العمل الإداري والمؤسسي ليس عملاً خارقاً للعادة أو إعجازاً. هو عمل بسيط يتوفر فيه شروط معينة تمشي دولاب الحياة. الذي جعلنا نفكر بهذا التفكير أن الدولة نفسها لم تخلق مؤسسة حقيقية. حتى منظمات المجتمع المدني ما استطاعت أن تكون مؤسسات باستثناءات قليلة. في العفيف وضعت الأمور على أساس سليم. وجدت لوائح داخلية أدت إلى انضباط إداري. على مدى الأسبوع المكتبة مفتوحة كل يوم. المحاضرات والندوات أسبوعية لكن غالباً ما نقيم على هامشها أنشطة مختلفة. هناك أيضاً مجلة حولية تصدر. تتضمن أنشطة العام ذات الطابع الثقافي والأدبي والفكري. الموسوعة أيضاً نحن في الطبعة الثانية ونعمل على الطبعة الثالثة وصلت إلى أربع مجلدات. كل هذا تضافر جهود بسيطة ومتواضعة وإمكانات أيضاً محدودة فصنعت مؤسسة بسيطة ومتواضعة تمثل عملاً حيوياً في مجتمعنا اليمني.

على أي أساس يتم وضع البرنامج السنوي للمؤسسة؟
نحن نبدأ العمل على البرنامج السنوي من منتصف العام على برنامج العام القادم.من ثلاث إلى أربع سنوات بدأنا بكتابة رسائل إلى المؤسسات الثقافية. كتبنا إلى الجامعة وإلى وزارة الثقافة، إلى الاتحادات والمؤسسات النقابية المختلفة. وطلبنا منهم أن يرشحوا لنا أو يقدموا تصوراً لمشكلات ويقترحوا أن نتبناها نحن في البرنامج السنوي. للأسف لا نتلقى إلا في ما ندر بعض الردود. وهذا يفيد في نهاية المطاف نعمل لقاءات مع أشخاص ونأخذ بآرائهم حوله من خلالها ونبدأ نتداول، ما هي المشكلات الأقرب لحياة الناس التي من خلالها نعمل برنامج... مثلاً أزمة المياه مثلاً، أمراض منتشرة. مثلاً الأوضاع الاقتصادية، المناهج التربوية. ونستضيف شعراء، أدباء، وكتاب قضايا نظرية، قضايا عامة. ونكون قدر الإمكان هموم ومعاناة قريبة إلى المجتمع.

يبدو من خلال البرنامج ومن خلال ما ذكرت سابقاً أنكم تضطرون لتكريس شخصيات بعينها...يحدث.. وهذا جزء من المعاناة. نحن من الصعب أن نعمل برنامجاً في الثقافة أو الاقتصاد أو التعليم ولا يكون هناك شخصية رسمية. وهذا يعطي على الأقل الوجه الآخر. لكن غالباً الشخصيات المهمة والمسئولون في الدولة يتغيبون. فنجد أنفسنا في "البوك القديم" وهذه مشكلة والملاحظة حولها صحيحة.

في آخر مقالاتك قلت: "لا يقبل اليمني الشمالي بالجنوبي حتى في نقابة الصحافة، ولا يقبل المثقف الواعي بالمرأة في النقابة". من خلال ما قلتْ، هل يتحقق ما كان يخشاه البعض من نقابة هزيلة؟
للأسف الشديد، نحن حتى في المدن لم نتخلص من الروابط القديمة. روابطنا العشائرية الجهوية المناطقية حاضرة. العقل الجمعي عندما يجتمع يكون التفكير الأقرب إليه ابن المنطقة، ابن المذهب السياسي، ابن الحارة.هذه الروابط تؤثر على الإنسان العادي. وأنا لا أعني ضد الجنوب أبداً لكن هذه الروابط تتدخل وتلعب دوراً كبيراً. مثلاً نحن مجموعة من منطقة معينة تجعلنا وقت الانتخاب أكثر تفكيراً أن نرشح بعضنا. وهنا لابد أن يتنبه الناس لأن الجنوب كان دولة. لا بد أن يرتقى حَّسنا.لدى نقابة الصحفيين فرع في حضرموت وفي عدن وفي أبين وليس لهذه الفروع تمثيل في قيادة النقابة، هذا خلل كبير. وللأسف مع حمى الانتخابات لا ينظر الناس للبعد. أيضا تمثيل المرأة. فما حدث أسقط 12 شخصاً امرأة واحدة. بعيداً عن المؤامرة هذا يعود إلى التفكير...
مؤامرة غير مقصودة...
ربما تكون غير مرتب لها لكنها تؤدي نفس النتيجة. الحصيلة أن المرأة تفكر أنها أقصيت بعمل مخطط ضدها وأنهم تحالفوا ضدها.

الانتخابات قبل الأخيرة كانت أكثر شفافية.. هل يعني هذا التراجع أننا نرى أمارات لنقابة هزيلة؟
صحيح. في الأخيرة حدث خلل في النظام الداخلي.. يا أخي التقاء 1200 صحفي في لحظة واحدة يجعل الأمور شتات. لكن في النظام القديم كان كل منطقة تجتمع وتنتخب مندوباً. بهذا المندوب تحدث غربلة. هؤلاء الذين يأتون من أبين و حضرموت وتعز أو الحديدة يمثلون نخبة تستطيع في جو هادئ الاتفاق على نقاط وتناقش مشاكلها. في المؤتمر لم يناقش النظام الأساسي. لم يناقش ميثاق الشرف، لم تناقش الوثائق كاملة. كان الهم كله مركز على الانتخاب. الانتخاب بالحق أو بالباطل طلع بهذي النتيجة. كانت الانتخابات حرة ونزيهة وشفافة والطعن فيها ليس بالأمين.

بما أنك كنت نقيباً للصحفيين وعشت فترات مختلفة في الصحافة البعض يطلق على الصحافة في الفترة الأخيرة تسمية "دكاكين" لا تقدم عملاً صحفيا حقيقياً وما تقدمه هو الأقل، ما رأيك؟
نحن هنا أمام إشكالية عامة. هناك عجز عن بناء مؤسسات دولة بالمعنى الحقيقي للكلمة. هذا العجز أيضا ينزل إلى مستويات مختلفة. عجز في إنشاء أحزاب مؤسساتية تمارس الحرية والديمقراطية والعمل الجماهيري بمستوى رفيع. هناك عجز أيضا في الصحافة ولأنها تعتمد عملاً فردياً نادراً ما نرى التحقيق فيها، الاستطلاع، النزول إلى الميدان التأكد من الخبر. يعني عمل في نهاية الأسبوع أو قبل الصدور بيومين بثلاثة تجتمع مجموعة ويشتغلوا على الأخبار وعلى إصدار الصحيفة. التسمية "بالدكاكين" آتية من أن إنسان ينظر إلى صحيفته كما لو كانت مورداً. ولذلك تلاحظ أن كل إنسان معه نفسه وأولاده وأسرته ومن يعول ويشتغلوا لصحيفة واحدة. هذا الغالب. بينما لو اجتمع 10 من الصحفيين لتأسيس مؤسسة صحفية وصحيفة قوية سيكون لها وزن كبير وتأثير. الصحافة عندنا ذات طابع فردي تشتغل على الخبر والتعليق ليس لديها خطة ولا نهج ولا رؤية تسير عليها. وهذا التخبط في علمنا الصحفي لم يجعلنا نستطيع أن نقدم مؤسسات صحفية. باستثناء صحيفة أو صحيفتين كلها من المؤسسات الأهلية والمستقلة التي استطاعت أن تعمل كمؤسسة.

هل هذا سبب يجعلها ضعيفة التأثير في المجتمع ولا تتطورْ؟
حتى لو تطورت يكون تطوراً ضعيفاً، ليس كبير الأثر لأن البيئة نفسها بيئة مغلقة. مسألة الأمية عائق. أزمة الورق عائق. مسألة الإمكانات والقدرات عائق حقيقي. مسألة الملاحقات والمحاكمات والاضطهاد للصحفي والقيود على حرية الرأي والتعبير أيضا عوائق. كلها عوائق. بعضها خارج الإرادة وبعضها عجز ذاتي. العمل الفردي في صحيفة. يستحيل أن تخلق صحيفة تعبر عن رأي عام ينفتح على الاقتصاد، على الثقافة، على الرياضة، على السياسية.

كيف تقرأ مستقبل اليمن في كل ما يحدث من إحباطات على مستوى التفكير العامْ؟
يبقى الأمل. القرآن الكريم يقول و"لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون". أما الوضع فهو بكل المقاييس بائس وتعيس. لكن يبقى الرهان على إرادة الناس، على عزمها، على إصرارها لإيجاد تغيير حقيقي لهذا الواقع. لإحداث تبدلات "مدنية" في جسد الدولة. بمعنى أن أحزابنا التي توافقت على تأجيل الانتخابات شيء طيب لكن الخطيرة فيها أن تؤجل لسنتين، هذه السنتان كانت مدى مفجعاً، فلو أنهم اتفقوا على التأجيل لشهور وكانوا جادين كانوا سيوجدون مخرجاً ويبعثوا الأمل في نفوس الناس أكثر. الناس أيضاً لابد أن تضغط على الدولة من جانب وعلى أحزاب المعارضة من جانب كي لا تكون هذه المدة الطويلة التي يحتج عليها العالم الآن، سنتان يكون الناس قد نسوا الانتخابات ونسوا صندوق الاقتراع، فلابد تكون مدة مقننة، ولابد أن يتوافق الحاكم والمعارضة للخروج من هذا المأزق القائم.

هل تتناقض دعوتك للأملْ مع ما طرحت فيما يخص تأجيل الانتخابات لسنتين؟
على الناس أن يضغطوا على أحزابهم وعلى الحكومة من أجل إيجاد بديل أفضل في مدى أقصر وليس في مدى سنتين.

الثلاثاء، أبريل 21، 2009

massege





أعذرني ياصديقي إن قصرت
أشعر بالحزن لأنكـ سوف تتركنا
وبالفرح لأنك سوف تترك هذه البلد !
رافقتك السلامة


الثلاثاء، أبريل 07، 2009

حوار مع د.عادل الشجاع


الدكتور عادل الشجاع لـ«الشارع»:الفترة الذهبية لوزارة الثقافة كانت في عهد يحيى العرشي الذي وضع مشروع الألف كتاب

< تأجيل الانتخابات يعرض الديمقراطية للتشويه ويجعل فكرتها لدى المواطن العادي مسألة مصالح وتقاسم


< الثقافة الحاضرة هي ثقافة الثأر، ثقافة الإقصاء، ثقافة الإلغاء، ثقافة التشكيك، ثقافة امتلاك الحقيقة المطلقة دون إعطاء مساحة ولو جزئية للآخر


ما أعدت اكتشافه من خلال حواري مع ناقدٍ كالدكتور عادل الشجاع، أنه من الصعب التجديف في اتجاه دون أن نصاب بدوار السياسة.. في هذا الحوار يجيب د. الشجاع على أسباب ذلك. ونسأله عن كتابات له أثارت ردود أفعال مكتوبة أو تلك التي لا تتعدى الأحاديث الجانبية. كما نعرف لماذا يقف ضد تأجيل الانتخابات النيابية لعامين قادمين.. ثم ماذا عن الثقافة والمثقف والأجيال الإبداعية القادمة...


حوار: محمد الشلفي


السياسة في اليمن خبز يومي
< أنت كناقد نشيط لك الكثير من الكتابات في اتجاهات مختلفة.. ركزت بعد عودتك بالذات من القاهرة على الكتابة في النقد الأدبي، لكن مثل هذه الكتابات نلاحظ أنها بدأت تقل، ما سبب ذلك؟
- الوسط الذي نعيش فيه وسط معجون بما هو سياسي، ليس بالمفهوم الطبيعي للمفهوم السياسي، ولكن بمفهومه السلبي. ولكي تغير في بنية العقل الجمعي لابد أن يكون مدخلك هو المدخل الذي يفكرون من خلاله، فالتفكير في هذا الوسط تفكير يعود إلى المفردة السياسية. ولعل هذا يعود إلى المكون الثقافي الذي تكوَّن منذ منتصف القرن الـ20 نتيجة لوجود الأحزاب السياسية واشتغالها على المفردة السياسية على حساب المفردة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية. ومن هنا وجدت أن كتاباتي النقدية في وسط لا يوجد فيه إنتاج إبداعي في المجال الأدبي بمختلف أجناسه الشعرية والسردية، فلجأت إلى السياسة على اعتبار أن النقد يستوعب كل هذه المكونات.
< قلت: لا يوجد إبداع.. بأي معنى؟
- أقصد أن الكتابة الإبداعية سواء في مجال الشعر أو الرواية، غير مشجعة، لأن الذي يكتب الشعر أو السرد يتواجد في أماكن مغلقة، يكرر نفسه بشكل يومي، وبالتالي لا فرق بين عمله الأول والثاني والثالث، هذا إن أبدع عملاً ثالثاً. على سبيل المثال أنا اطلعت تقريبا على مجمل ما أصدر في 2008، لم أجد ما يستحق أن نعده عملاً إبداعيا مميزاً إلا بعض الأعمال التي حاولت أن تدخل في عالم الفكرة وليس في عالم الإبداع.. وأنا لا يهمني الفكرة ولا أحكم عليها بقدر ما تهمني المعالجة. ربما يتداول الفكرة جماعات في دول أخرى لأنها معنية بالأفكار أكثر مما هي معنية بالإبداع الأدبي. وإذا ما كان لنا الرجوع إلى الكتابة النقدية الأدبية، فبالتالي في الوقت الراهن لا بد من التمدد باتجاه الإبداع في الخليج والجزيرة العربية.

العلمانية هي الحل لكل مشاكلنا
< تتبنى "العلمانية" في مقالاتك كقضية جوهرية.. ألا تعتقد أن مثل هذه الكتابات تتجاوز الواقع: الفساد والفقر وتدني مستوى التعليم والصحة؟
- بالطبع هناك قضايا تتولد وتتخلق وتنمو نتيجة لغياب قضية مركزية.. أنا أعتبر أن العلمانية قضية أساسية بل أعتبر أنها هي الحل لكل مشاكلنا ولكل قضايا الفساد هنا. لأن العلمانية هي: حرية الفرد بما لا يتعارض مع حرية الجماعة...
< هل هذا هو تعريف العلمانية التي تقصدها في كتاباتك؟
- نعم، لكل مجتمع علمانيته. العلمانية هي مشروع إنساني، وكل مجتمع له علمانيته المختلفة عن علمانية المجتمع الآخر، هي كفكر تتواءم مع الأفكار السائدة في مجتمع ما على خلاف ما هو موجود في مجتمع آخر. الدين الإسلامي كان دينا علمانيا لأنه جاء ليحرر الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد... الرسول (ص) كانت ممارساته علمانية عندما وصل إلى المدينة وكتب الوثيقة التي بينه وبين اليهود، وأعطى اليهود ما للمسلمين، ولم يأمرهم بالدخول إلى الإسلام. كذلك الرسائل التي بعثها إلى قبائل نجران مؤكداً على احترام عباداتهم. لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين. فقط الجميع يسيرون في اتجاه المجتمع المدني من خلال مؤسساته التي تحمي هذه الدولة.. ومن خرج على هذه الاتفاقات يكون خارجاً على الدولة. مسألة العلمانية هي أن الله أوجدني حراً، وهذا ما هو موجود ومعمول به في المجتمعات الغربية. علينا أن نأخذ ما هو إيجابي من هذا الآخر.
< بعيدا عما يتبادر إلى الذهن كلما سمعت هذه الكلمة في المجتمع اليمني، ولكن كل ما تقول به من احترام العقل والإيمان بالعلم وتقديس حياة الإنسان وإنزال الشخص المناسب في المكان المناسب... إلخ، يأمر به الإسلام، لماذا لا يكون هو المنطلق؟
- الإسلام ليس فكرة جامدة، بل جديد متجدد، وبالتالي يأخذ من كل الأفكار المتطورة، بدليل أن الحضارة الإسلامية عندما قامت أخذت من الحضارة الرومانية واليونانية والفارسية ومن الهندية. لماذا وصلنا إلى هذه الفترة ونريد أن ننغلق على الحضارات. الإسلام لا يمانع، وقد وضع لنا إطاراً نتحرك من خلاله. لكن شؤون الحياة معني بها الإنسان، معني بها المجتمع، فالإسلام لم يقدم تفاصيل. بل وضع لنا إطاراً عاماً نتحرك فيه بما يحقق مصالحنا كبشر.
< في بعض ما تكتب يحتار القارئ في تصنيفك؛ أحيانا تكتب مع السلطة، وأحيانا مع المعارضة، وأحيانا ضدهما.. كيف نفهم هذا؟
- أنا مجرد قارئ، والقارئ هو المحلل، والمحلل هو الذي لا يرتبط بطرف ضد الطرف الآخر. عندما أجد أن السلطة أو المعارضة تفكران بشكل إيجابي أكون مع هذه الإيجابية. وعندما يفكران بشكل سلبي أقف ضد هذه السلبية. بدليل أنني ضد ما ذهب إليه الحزب الحاكم وما ذهبت إليه أحزاب اللقاء المشترك من تأجيل الانتخابات البرلمانية لسنتين، لأني كقارئ أرى أن أخذ الدستور ورميه عرض الحائط وانتهاك القوانين المعمول بها في البلد يعرض الديمقراطية إلى الخراب والتشويه، ويجعل فكرة الديمقراطية لدى المواطن العادي مسألة مصالح ومسألة تقاسم. وبالتالي هو لن يؤمن بمسألة الديمقراطية، وسيعتقد أن الديمقراطية هي مسؤولية الأحزاب وليست مسؤولية الشعب. كما فأنا قارئ لا أقل ولا أكثر، لا أحاول أن أؤطر نفسي في مكان مغلق. حتى عندما أنتمي لحزب من الأحزاب، فأنا لا أنتمي إليه حتى يصادر عقلي، وأجعل هذا الحزب يفكر نيابة عني. على العكس من ذلك، أنتمي إليه ليكون لي دوري في بناء الحزب، وأن يكون لي دوري في التفكير نحو تطوير هذا الحزب، وأيضاً أن أحصل على مصلحتي باعتبار أن الأحزاب لا تقوم إلا من أجل أن تحقق المصالح لأعضائها وأفرادها. ومن يقول غير ذلك أعتقد أنه يبحث عن مصلحة خفية وليست ظاهرة للعيان.
< بما أنك ضد تأجيل الانتخابات، هل كتبت في هذا..؟
- كتبت مقالاً، وكان بعنوان "لماذا نستسهل الحلول الصعبة؟" في يومياتي التي أكتبها في "الثورة"، لكنه مُنع من النشر، ولا أدري لماذا صحيفة قومية يفترض أن تكون محايدة ولا تقف مع طرف ضد آخر، ولكنه نُشر في أكثر من موقع، ويمكنك العودة إليه.
المقال كان قراءة تحليلية حول خطورة تأجيل الانتخابات... باعتبار أن المؤتمر لم يقل لنا لماذا أجل الانتخابات، وماذا استفاد الوطن من التأجيل. والمعارضة التي تدعو الحزب الحاكم إلى الشفافية والمكاشفة لم تقل لأعضائها ما هي المكاسب التي كسبتها كمعارضة، وما هي المكاسب التي كسبها الوطن من تأجيل الانتخابات.. قالوا لنا إن الاتفاق على تأجيل الانتخابات يجنب البلاد مخاطر دخولها حرباً أهلية، والسؤال الذي يطرح نفسه: المخاطر ممن؟ من الذي يهدد الأمن الوطني؟ هل يريدون أن نفهم أنهم من قبل كانوا يهددون الأمن الوطني؟ الذي أعرفه أن الديمقراطية لا تهدد الأمن القومي، إنما هي التي تعطي مساحة للناس ليقدموا أفضل ما لديهم، وليست السعي باتجاه خلق مشاكل من أجل الحصول على مكاسب شخصية.
أعتقد أن ما ذهبت إليه الأحزاب من تأجيل الأنتخابات ألغى الديمقراطية تماما، وهو المشروع الوحيد الذي كنا نفاخر به نحن اليمنيين، على اعتبار أننا لا نمتلك مشروعاً غير المشروع الديمقراطي الذي كنا نؤمل أن نصدِّره إلى الدول المجاورة كنموذج في العملية الديمقراطية. هكذا نحن قدَّمنا نموذجاً سيئاً. فلا تجد برلماناً في العالم يمدِّد لنفسه إلا البرلمان اليمني. وهذه بادرة خطيرة لا تعرفها الديمقراطيات المتقدمة ولا المتخلفة منها. ونحن في اليمن نقدم كل ما هو سيئ.

غياب الثقافة سببه الثقافة
< من خلال نظرتنا إلى واقع الثقافة نجده بلا بنى تحتية للسينما والمسرح، لا مكتبات ولا حركة للتأليف والنشر.. ما السبب؟
- الثقافة هي سبب غياب الثقافة، لأن الثقافة ليست ما هو مقروء في الكتب، هناك أكثر من 200 تعريف، ومن أهم هذه التعريفات هو الذي يقسِّم الثقافة إلى قسمين: القسم المقروء وهو مجرد وسيلة، ومفهوم الثقافة الإنثروبيولوجية، وتتمثل بالعادات والتقاليد والدين والمأكل والمشرب والملبس. هذه هي الثقافة الحقيقية. والثقافة الأنثروبولوجية في اليمن قائمة على التابو (المحرمات)، فهي تحرم السينما والمسرح والرسم والموسيقى. إضافة إلى أنه لا يوجد مشروع ثقافي، وأعتقد أن هذه مسؤولية السلطة بدرجة أولى؛ لأنه في ظل غياب الثقافة تغيب التنمية، وهذا ما هو حاصل في الجمهورية اليمنية. وزارة الثقافة في اليمن لديها صندوق يسمى صندوق التراث والتنمية الثقافية، ستجد أن هذا الصندوق غير معني بالتراث ولا بالتنمية الثقافية. فلا يوجد تراث محمي حتى الآن نستطيع أن نقول إن الصندوق قدم له هذه الحماية، ولا توجد تنمية ثقافية وهي غائبة. قل لي في أمانة العاصمة كم لدينا الآن من مؤسسات ثقافية بنيت بعد فترة السبعينيات. الذي أعرفه ما عدا بيت الثقافة الذي بني في عهد خالد الرويشان. ما دون ذلك متى بني المركز الثقافي، مبنى وزارة الثقافة الحالية هو من بقايا المباني التي كان يمتلكها الأتراك العثمانيون، ثم آلت بعد ذلك إلى الدولة ثم وزارة الثقافة. كان لدينا دور عرض للسينما، كان يوجد لدينا مسرح في السبعينيات. الآن لا يوجد لدينا مسرح، مع العلم أن وزارة الثقافة لديها ميزانية تحت ما يسمى التدريب والتأهيل، وهذا يعني أن تؤهل مسرحيين وسينمائيين وموسيقيين وفنانين. إذن الثقافة هي سبب غياب الثقافة.
< ماذا عن بيوت الفن، مسرح الهواء الطلق التي أسست في وزارة الرويشان؟ برأيك هل كانت فترته مختلفة؟
- كوزير ثقافة هذا واجبه. بالنسبة لبيوت الفن أعتقد أن من البيوت الـ10 لا يوجد سوى بيت واحد في إب ملك تابع للدولة. ما عدا ذلك فمؤجر، وبالتالي هي معرضة للطرد في أية لحظة. الرويشان جاء في فترة متقدمة، وهي 2004، وكانت صنعاء عاصمة للثقافة العربية، وكان يمتلك من الأموال المبالغ الكبيرة والطائلة، أنفقها في أمور ربما لو أنفقها على الثقافة لكان لدينا مشروع ثقافي..
< لكنه استمر فيما بعد حتى 2007...
- صحيح هذا المبلغ استمر على اعتبار أن صندوق التراث استحدث في هذه الفترة، وأصبح دخل صندوق التراث ما يزيد عن 60 مليوناً شهرياً. بهذه المبالغ أعتقد لو أن هناك رجلاً مهتماً بالثقافة وبالشأن الثقافي كان يمكن أن يؤسس بنية ثقافية. أما بالنسبة لمسرح "الهواء الطلق" فلم يستطع الرويشان أن يدافع عنه، صودر من قبل عناصر متشددة بقوة السلاح، واعتبروا أن ما يجري في هذا المسرح نوع من الكفر والخروج على العقائد. وأصبح المسرح مشروطاً ألا نأتي بالموسيقى ولا بالفرق الأوروبية إليه. أي مسرح هذا الذي نتحدث عنه؟ لست متشائما.. لكن فترة خالد الرويشان فيها الكثير من المعالم. وإذا أردنا أن ننصف الثقافة أعتقد أنها كانت في عهد يحيى العرشي في مرحلتها الذهبية. الرجل وضع كثيراً من المشاريع؛ منها مشروع الألف كتاب، ولكنه لم يتم لأن الوزراء الذين جاؤوا من بعده لم يستطيعوا إكمال المشوار. نحن نتعامل مع الأشخاص لا مع المؤسسات، لو كنا نتعامل مع المؤسسات لكان وضع الثقافة أفضل مما هو عليه، على اعتبار أنه سيكون هناك مشروع تراكمي. لكن هذا المشروع التراكمي مشروع غائب.
< تتناول المثقف ودوره في كثير من كتاباتك لكنك تصفه بالحشاش، لماذا هذا الوصف القاسي؟
- القات فيه مكونات مثل "إيمي فيتامين"، وهي مادة موجودة في الأساس في الحشيش، ولما أطلق على متعاطي القات "حشاش" على اعتبار أن هذه المادة موجودة في الحشيش. والحشيش من وجهة نظري أهون، وهذه ليست دعوة لتعاطيه، ولكن أقول أهون لأن هناك قانوناً دولياً يطال كل من يتعاطاه على عكس القات. عندما يكون لدي 8 ملاين متعاطٍ للقات من أصل 22 مليون يمني، تقريبا 500 ريال في المتوسط، والمبلغ أكبر يعني دولارين ونصف مضروبة في 8 ملايين، يعني بـ20 مليون دولار يوميا. لو أنفقنا 20 مليون دولار يوميا على البنية التحتية والتنمية والثقافة، لكانت اليمن تعتبر في مصاف الدول المتقدمة.
< هل قلة الإنتاج التي يعاني منها المثقف أيضا مرتبطة بالقات، أم هو سلوك شخصي وإن لم يوجد القات؟
- هناك تعريفات كثيرة للمثقف، من ضمنها المثقف العضوي، وهو: المثقف المثقل بهموم مجتمعه، فيسعى إلى أن يخفف هذه الهموم عن مجتمعه، والذي يسعى إلى أن يجعل هذا المجتمع يفكر بطرق سليمة وصحيحة، ويؤمن بالحرية والتعددية التي تسمح له بالتعايش وتغيير واقعه إلى ما هو أفضل. هذا المثقف في بلادنا غائب. المثقف لدينا عبارة عن فأر كتب يذهب إلى الأماكن المغلقة ليتعاطى تلك الشجرة الخبيثة التي تولد لديه ثقافة السكون، وتجعله يعتقد أنه يغير الكون والعالم.
غير ذلك، هذا المثقف الذي يتعاطي القات لا يفكر على الإطلاق؛ لأن القات قتل التفكير عنده، وإلا عندما يسمع عن أزمة غذاء عالمي وأزمة مالية، ويرى العالم كله واقفا على قدم وساق في مواجهة هذه الأزمة، بينما هو لا علاقة له بالأزمة، وكأن هذا الآخر سوف يزرع ويصنع ويصدر له وهو يتعاطى القات، هل يمكن بعد ذلك أن نقول إنه إنسان سوي. هذا إنسان محطم يعيش حالة من العزلة على المستوى الفردي والجماعي والدولي... مع ذلك أنا لا أحمله كل شيء، هناك مثقفون حقيقيون يعملون بصمت... ربما إنسان ليست لديه أي من مقومات التفكير، ويمتلك عشرات السيارات وأرصدة في البنوك وما يمكنه من السفريات. بينما مثقف حقيقي يعيش همه اليومي لا يجد حتى حق الباص لينتقل من منطقة إلى أخرى. لكني لا أشفق عليه لأنه قبِل بالذهاب لهذه الأماكن ليتعاطى القات هروباً من واقعه.
< يطلب وزير الثقافة محمد أبو بكر المفلحي في حوار مع صحيفة "الثقافية" من المبدع ألا يعتمد على المؤسسة الرسمية وليكن لديه مبادرة فردية، هل تتفق مع ما طرح؟
- نحن لسنا في مجتمع ليبرالي يؤمن بالحرية الفردية التي تخلق الحرية الاجتماعية. نحن في بلد كل شيء يتحكم فيه شخص واحد، نحن في بلد دخله القومي يذهب إلى خزينة المال العام. وبالتالي كيف تطلب مني أن أتحرك في الإطار الفردي، وأنا مقيد لا أمتلك هذه الإمكانية. كمن "ألقاه في اليم مكتوفا وقال له: إياك إياك أن تبتل بالماء"!
عندما نكون في مجتمع ليبرالي يؤمن بالمؤسسات، وبالتالي المؤسسات تحصل على نصيبها تلقائياً دون أن أعود إلى الجهات الرسمية، هنا يمكن أن تحمِّل المبدع لتقول له أن يكون لديه مشروعه الخاص. المشاريع مازالت ضبابية. عندما أتحدث عن وزارة الثقافة وفيها أكثر من 400 موظف كلهم موظفون إداريون، اعطني موظفاً مبدعاً، والوزير في حقيقة الأمر لا يستطيع أن يفعل شيئاً، الوزير أكن له كل الاحترام، وهو رجل معروفة نزاهته، لكنه مقيد...
< هل تكفي النزاهة لترك بصمة في عمل ما؟
- لا، لا تكفي، هذه قيم لصالح هذا الشخص، لكن عندما يكون الشخص غير قادر على إدارة مشروع لأن هناك مشاريع خفية هي التي تتم في نهاية الأمر. وزير الثقافة لا يستطيع أن يعيين وكيلا له ويختاره من تلقاء نفسه، بل يملى عليه الشخص الذي سيكون وكيلاً، والذي سيأتي وكيلاً لا علاقة له بالثقافة من قريب ولا بعيد.
لو عدت الآن لميزانية وزارة الثقافة ستجدها الأقل، مع ذلك هذه الميزانية تصرف عبارة عن نفقات جارية، مرتبات، ثم بعد ذلك سفريات ومؤتمرات. لكن ما هو المبلغ المرصود للإنتاج الفكري والثقافي؟ غير موجود، ولا أعتقد أن هناك مليم واحدا مرصودا للإنتاج الثقافي، فكيف ستنتج ثقافة أو تبدع.
أيضاً وزارة الثقافة لا تمتلك مسرحا، وبالتالي لا مشروع للمسرح، ولا تمتلك مشروعا للسينما حتى الآن، ولا ولا ولا. إذن كيف تطلب من المبدع أن يحقق مشروعه الخاص في ظل غياب المشروع العام.
< على مستوى مسؤولي الثقافة وتعاملهم مع المبدع د. فارس السقاف يقول إنه عندما يشتري كتاباً لأحد المبدعين "بسعر تشجيعي" فمعنى ذلك أنه يشجع على البطالة؟
- ما هو البديل الذي يمتلكه فارس السقاف؟! كانت الحسنة الوحيدة أن يذهب هؤلاء الغلابى والمساكين لبيع 10 نسخ بـ10 آلاف ريال، منعها فارس السقاف. ما هو مشروعه البديل الذي يقدمه لنقل المثقف من عالم البطالة إلى عالم العمل. ما الذي أنتجه فارس السقاف حتى الآن وهو مثقف ومحسوب على الوسط الثقافي ومهموم ومعجون بهذا الوسط للأسف الشديد. أنا أقول لفارس السقاف وهو يجلس على كرسي لن يستمر فيه، لكن هذا الواقع سيؤرخ له سلبا أو إيجاباً، أن يقدم شيئا للثقافة لأن من لا يقدم عملاً محسوباً يذهب غير مأسوف عليه.
< الجيل الألفيني الشاعر الفنان القاص الروائي.. برأيك لماذا لم يأخذ حقه من الاهتمام كما حدث مع جيل التسعينيات وما قبله؟
- بالنسبة لجيل التسعينيات، ارتبط بالوحدة اليمنية، هذا المشروع العظيم، ومن هنا كان لابد أن يربط هذا الإنتاج بقيم الوحدة... لكن الجيل الألفيني هو جيل ارتبط بمرحلة تراجع على كل المستويات، وبالتالي لم يتم الالتفات إليه، مع العلم أنَّه قد يكون جيلا تجاوز من سبقه بخلقه تراكما. لكن ربما النكسات والتراجع عامل أساسي لعدم تسليط الضوء على هذا الجيل.
شخصياً، لدي تقريباً، كل المجموعات الشعرية التي صدرت بعضها قرأتها وبعضها في طريقها إلى القراءة، وكذلك كل الأعمال القصصية والروائية، وأنا مهموم بالواقع الإبداعي، أحاول أن أحصل على كل ما تم إنتاجه... وأعكف على كتابات كثيرة من ضمنها الكتابة عن جيل الشباب منذ بداية 2000 وما بعدها، ولكن الهموم اليومية تعيق الإنسان، لا أستطيع أن أتفرغ للكتابة، يفترض أن أكون بظروف مستقرة، ومع ذلك هذه البلاد تستهلكني يومياً دون أن أقدم لها أي شيء إلا تضييع الوقت في الذهاب والإياب إلى أكثر من وزارة ومؤسسة لكي أقضي بعض الحاجات التي تخصني أو تخص كثيراً من المغبونين أو المظلومين. للأسف الشديد لا ننتج شيئاً، ومع ذلك لانمتلك الوقت.
< أخيراً، إلى أي مدى يتسع وطن الثقافة عن وطن السياسة؟
- وطن الثقافة ضيق للغاية..
< بشكل عام أم تقصد في اليمن...؟
- لا، في اليمن فقط.. في البلدان الأخرى الثقافة هي التي تستوعب كل شيء؛ تستوعب السياسي والاقتصادي والاجتماعي، تستوعب الموروث. لكن هنا الثقافة مقصية، الثقافة الحاضرة هي ثقافة العنف، ثقافة الثأر، ثقافة الإقصاء، ثقافة الإلغاء، ثقافة التشكيك، ثقافة امتلاك الحقيقة المطلقة دون إعطاء مساحة ولو جزئية للآخر. السياسي حاضر في كل حياتنا، السياسي جعل الوطن يتسع لخلافاتنا، لكنه لم يجعله يتسع لحواراتنا ونقاشاتنا، وهذه إشكالية من وجهة نظري أن يكون الوطن اليمني من أقصى شماله وجنوبه، من أقصى شرقه وغربه، قد استوعب هذه الخلافات الحادة والمدمرة التي نخوضها كل يوم، لكنه لم يتسع لأن نجري حواراتنا على طاولة من الحوار الذي يجعل رأيي صوابا يحتمل الخطأ ورأيك خاطئا يحتمل الصواب.

الأحد، مارس 29، 2009

ربمــــا!



ربما لأنك تحزنين تجاه الأشياء
ربما لأن عينيك بلون السكر
ربما لأن ابتسامتك عاجلة
ربما لأنك تحبين قصائدي
ربما لأني أحب صوتك
ربما لأني رجل بدوي
ربما لأنك امرأة عصرية
ربما لأني من برج القوس
ربما لأنك من برج الجوزاء
ربما لأني أشبه الخوف فيك
ربما لأنك تشبهين الشجاعة في
ربما لأنك تحبين والدك
ربما لأني أحب أمي
ربما لأنك تبتسمين لكلامي
ربما لأني أفرح للقائك
ربما لأنك بوضوح الشمس
ربما لأني بغموض القمر
ربما لأنك تحبين الشعر
ربما لأنني أحب الروايات
ربما لأنك ماطرة
ربما لأني جاف
ربما لأنك غابة
ربما لأني شجرة صنوبرْ
ربما لأنك استراحة
ربما لأني محارب
ربما لأنك جانب الطريق
ربما لأني مسافر
ربما لأنك صخب المدينة
ربما لأني هدوء الريف
ربما لأنك الوقت
ربما لأني المكان
ربما لأنك أنا وأنت
ربما لأني أنت وأنا..

أحبكْ.

28/3/2009

يوم جديد في صنعاء القديمة: الفيلم اليمني الأولْ

الممثلة اللبنانية دانيا حمود

حصد العديد من الجوائز العالمية، ودخلت به اليمن موسوعة الأفلام الروائية العربية

يوم جديد في صنعاء القديمة: اشترط للسماح له تغيير الله يلعنك بقبحك الله، وحذف حضور المرأة

مجلة أبواب.. محمد الشلفي
لم يكن أحد يتصور أن اليمن سيفاجئ العالم بميلاد سينمائي على وعي بما ينبغي أن يكون عليه البناء الفيلمي الآن" هكذا جاء في صحيفة القاهرة المصرية ضمن مقالٍ كتبه الناقد السينمائي المعروف صبحي شفيق عن أفلام المشاركين في مهرجان القاهرة السينمائي 2005 ومنهم الفيلم اليمني الأول "يوم جديد في صنعاء القديمة" لمخرجه اليمني"بدر بن حرسي".
خلال العروض الجماهيرية لأفلام المهرجان وقف "بدر بن حرسي" على مسرح سينما "جراند حياة" بالقاهرة معبراً عن سعادته بمشاركة بلده اليمن في المهرجان بفيلمه .بدت صالة السينما ممتلئة بالحضور، بينهم شخصيات يمنية مهمة كوزير الكهرباء اليمني وقتها، والدكتور عبدالكريم الإرياني مستشار رئيس الجمهورية، ومحسن العيني رئيس الوزراء السابق وزوجته الروائية عزيزة عبد الله.كانت تلك المشاركة خطوة أولى للفيلم، فقد نال أول جائزة له كـ(أفضل فيلم عربي) وقدرها 100.000 جنية مصري بعد أن تنافس مع فيلم "ليلة سقوط بغداد" من مصر وفيلم "أحلام" من العراق.
بدأ حلم إخراج فيلم يمني عند حرسي بعد حصوله على جائزة أفضل مخرج في مهرجان الشاشة العربية الذي نظمته قناة «الجزيرة» عن فيلم «الشيخ الإنكليزي والجنتلمان اليمني»، وهي أول جائزة سينمائية تحصل عليها اليمن. يقول حرسي في أحد حواراته: "في عام 2003 تناهى إلى سمعي أن صنعاء ستكون عاصمة الثقافة العربية لعام 2004، وعرفت وقتها أن حلمي سيتحقق الان لأن الفيلم سيأتي احتفالا بهذه المناسبة ويكون فرصة لي كي أحظى ببعض الدعم من الحكومة اليمنية، أو موافقتها على أقل تقدير، وقلت لنفسي إذا لم ينجز الفيلم الآن فلن يكون ثمت أمل بعد ذلك". بعد شهور من طرحه الفكرة، حصل "بن حرسي" على موافقة مبدئية من وزير الثقافة حينها خالد الرويشان مع قائمة طويلة من الممنوعات. وكان على بدر بن حرسي أن يختلط بسكان صنعاء القديمة لثلاثة أشهر ويسلَّم عند انتهائها سيناريو أول فيلم يمني "يوم جديد في صنعاء القديمة"، ليتم منحه إشارة البدء بتصوير الفيلم.

تدور أحداث الفيلم في مجتمع تحكمه التقاليد المقيدة لرغبات الفرد. حيث يكتشف طارق ليلة زفافه أن المرأة التي أحبها ليست هي الثرية المقبل على إتمام الزواج منها، بل هي مجرد فتاة يتيمة ومن الطبقة الفقيرة تعمل "كنقاشة". ويفترض أن يختار بين الزواج والتقاليد، فيصبح مشتتاً بين الحب من ناحية والمجهول من ناحية أخرى.
أعطى الفيلم أملاً في إيجاد سينما يمنية بعد مشاركته وفوزه بعدة جوائز في أهم مهرجانات العالم السينمائية، كمهرجان دبي، ومهرجان القصبة السينمائي الدولي برام الله، ومهرجان أرميدال السينمائي بأستراليا، ومهرجان روتردام للأفلام العربية الذي فاز فيه بجائزة الصقر الذهبي. وحاز في مهرجان مسقط السينمائي على جائزة الخنجر الذهبي لأفضل فيلم في اختيار الجمهور. ودخلت اليمن به كفيلم وحيد "موسوعة الأفلام الروائية في مصر والعالم العربي 1927-2006 التي أعدَّها الباحث المصري محمود قاسم.
صحيح أن مخرج الفيلم بدر بن حرسي يعدد في كل حواراته صعوبات جمة تمنعه من تكرار التجربة، لكن ما يحسب له أنه وجد أحد الخيارات الكثيرة التي علينا أن نعثر عليها، كما جاء على لسان فريدرك بطل فيلمه.

كواليس

قبل أن يبدأ المخرج بدربن حرسي العمل في الفيلم 2004 تعرض لشائعات، منها التشكيك بانتمائه لليمن، وتردد أنه يصور مشاهد جنسية، ولم يسلم من اتهامه بالعمالة (C.I.A) والموساد.
بعد انتهائه من التصوير تدخلت الجهات الرسمية من خلال اجتماع 200نائب برلماني لمشاهدة الفيلم. ومن اعتراضاتهم صوت الأذان في الفيلم رغبة في حذفه، وتبديل مفردات" الله يلعنك" بـ "قبحك الله"، وحذف مشهد النقش التي تقوم به بطلة الفيلم على ظهر البطل، وتبديلها بطفلة صغيرة. وحين أكمل حرسي الفيلم وقرر العودة به إلى بريطانيا طلبوا منه أن يوقع تعهدا يقضي بدفع غرامة مالية كبيرة فيما لو غير في أحداث الفيلم. وقد استعان بدر بن حرسي بممثلة لبنانية ويمني في أول دور، وممثل هولندي بعد أن رفض بعض الممثلين اليمنيين الخضوع لاختبارات الأداء التي أصر عليها.

** الممثلة اللبنانية دانيا حمود ظلت 6 أشهر في اليمن تتعلم اللهجة الصنعانية لتقوم بدور إيناس "النقاشة" بطلة الفيلم.
* نبيل صابر قام بدور طارق بطل الفيلم في أول عمل له.
• يحيى إبراهيم لم يرفض اختبارات الأداء التي أصر عليها المؤلف...
* سحر الأصبحي.. تعقوم بدور بائعة البيض بحساسية عالية.
* باولو رومانو ممثل إيطالي معروف يؤدي دور شخصية يعالج المخرج من خلالها الحوار مع الآخر.

السبت، فبراير 14، 2009

أنا متعب، وأنت محاولة جديدة

علي أن أفرح كثيرا رغم بعدك

تعود تلك الترددات مرة اليوم:
المسافة التي تلحقنا، وتجارب توارت دون إذنٍ منَّا.

حين رحلت لم أشعر أنك كنت معي..
فكلما تعبت أراك فيّ ، انقسم إلى نصفين:
أنا متعب، وأنتِ محاولة جديدة.


سأغادر المسافة.. تلك التي تؤرقنا،
وشروط العالم وهو يدس أنفه في اختياراتنا.
سأتجاوز الحلم.. وكل ما يشير إلى أن الوقت لا يمت لي بصلة.

تمنيت أن أضعك على صدري،
أن نبقى مستيقظين دائماً بجوارنا.
أن أسمع صوتكِ تغنين "تعال نبدأ من جديد"،
أن نقف معاً أمام البحر لأعرف من منكما يحب الآخر.


أمشي باتجاه أيامنا القادمة،
و أعرف كم تخافين أن أكون حلما قد ينتهي في صباح.
تخافين أن أستدير إلى جهة غيرك.
كم من الصعب ألا نحتفل بنا معا، وألا يمنحنا الزمان غفوة.

أعرف أني أحبك
حين تنمو القصائد في يدي،
حين يهدأ المكان بك.
حين أتمنى أن أصبح كل مافي العالم،
سواك.


عينيك
ضحكتك
خوفك
وجعك
صلاتك
جهلك
دفئك..
أحتاج لأبقى كما أنا كما أشاء

الأربعاء، فبراير 11، 2009

أنا أم خوفي


-أبدو
قاتمٌا كحروبي
يحملني عصا
إلى حفرة تزيد
ترتب وجوهاً
تبحث عني
بنسخة تتناسب وما يأتي.

-مازلتَ تحمل
نسخ الطفولة..
وجع الأصدقاء
تحملُ غلظة اللغةِ
تتسلقُ
وتقفُ
ثم تنحدر.

مازلت تسمعُ
وقع الكرة في الملعبْ
وأصوات أبواب البيوت في المساء
تصرٌ على نافذة لم تعد تنظر فيها
وأحلام لم تعد تشبهك.


مازلتَ تحمل طفلاً
يحفظ زواياه
يجيد طريقاً
لم يعهد غيره...

-تصعد كخرشات في دمك
رغم تجاربك التي ماتت أقل من ذكريات
تنام بداخلك كطفل البرد
كأول مرة
كحكاية لا تجيد ترديدها سوى الجدات.

-لا أذكر مساء
حاول إثبات أني لا أحبك
محوت اسمك من هاتفي
علَّقت عُقد الطفولة على قلب يهدأ عندك
تعلمتُ الموت قبل الحيرة.آه لو كنت حماماً
لو كنت رياحاً؛
تشابُهنا يمدد الوقت
آه
لو طويت الأرض التي تفصلنا
لبقيت
أو لحملت صورتي.

9/2/2009

الأحد، فبراير 01، 2009

على إذاعة الشباب

ستذاع اليوم الأحد على إذاعة الشباب صنعاء، حلقة من برنامج "المنتدى" تقديم المذيعان المتألقان "عبد الله الحيفي" والمذيعة "أمل فايع" يطرح الحلقة قضية "الثقافة الإلكترونية وتأثيراتها على الشباب" ويستضيف البرنامج "محمد الشلفي" و "صدام مطيع" و" فاطمة الإغبري"
الوقت: الساعة 11ليلاً، ويعاد الإثنين الساعة 11ظهراً
والدعوة عامة

الاثنين، يناير 26، 2009

من جديد.. رجال القاموس



نيوز يمن

"آخر رجال القاموس" هو اسم المعرض الذي عرض لأول مرة في ساوث شيلدز البريطانية، وانتقل من هناك ليعرض في المتحف الوطني بصنعاء برعاية المركز الثقافي البريطاني ويستمر حتى 12 فبراير القادم. في المعرض تقدم المخرجة الإيرانية "تينا غرافي" 14 فيلما تسجيليا لـ 14 بحاراً يمنيا مازالوا على قيد الحياة. وهم من الجيل الأول للبحارة اليمنيين الذين سكنوا "ساوث شيلدز" بانجلترا لأكثر 100من عام عمل أغلبهم كبحارة على البواخر البريطانية.

تقول " تينا غرافي" التي لم تحضر إلى اليمن" أنها درست المشروع على مدار ثلاث سنوات بعد أن رأت أهمية توثيق مشاركة أول جالية مسلمة في ساوث شيلدز وهي الجالية اليمنيةالتي كان لها مساهمتها المؤثرة في المجتمع البريطاني". كما تقدم "غرافي" إلى جانب تلك الأفلام فيلم "ملك ساوث شيلدز" ويحكي القصة غير المعروفة لحفل زفاف الملاكم المعروف"محمد علي كلاي" في جامع الأزهر.

كان "محمد ناصر" الذي وصل المملكة المتحدة عام 1952 كواحد من اليمنيين الذين سُهل لهم الدخول (عمالة) إلى المملكة المتحدة من قبل الاستعمار البريطاني. وبعد وصوله عمل من البداية في مدينة "برمنجهام" لسنتين في أعمال متفرقة. ثم انتقل ليعمل كبحار في "ساوث شيلدز".
كانت وظيفته التي علَّمها له المهندسون برأفه، هي تزويد السفن بالفحم الذي استخدم من قبل كوقود للسفن. ولم يكن محمد يجيدالإنجليزية وكان الإنجليز يتفاهمون بلغة الإشارة أو بواسطة ترجمان، لكنه التحق فيما بعد بمدارس اللغات التي وفرتها لهم الحكومة مجاناً، واستطاع أن يتكلم الإنجليزية.

يتذكر"ناصر" جيداً كيف أن المدينة لم يكن فيها كهرباء ولا ماء وكان المجتمع في ساوث شيلدز يغسل ملابسه في الخارج، وهو الوضع الذي أصبح متغيراً إلى الأفضل.رغم أن لدى محمد ولد بسبعة أولاد في اليمن إلا أن آخر زيارة له كانت في 1972 بعد أن ماتت زوجته. يفضل "محمد ناصر" أن يموتَ في ساوث شيلدز المكان الذي منحه الأمان حين فرًّ هارباً من اليمن بعد أن خانه الكل ومنهم أقاربه. وهو يشعر بالانتماء أكثر من اليمن لساوث شيلدز.
من تبقى من البحارة تتشابه حكاياتهم فقد كانت بريطانيا حلم أكثر اليمنيين الذين لم يجدوا فرصة للعيش خاصة في ظل حكم الإمامة في الشمال، والاستعمار في الجنوب. لكن حتى إن أحيل جميعهم إلى التقاعد منذ سنوات طويلة فمازال منهم من يعيش في "ساوث" إماما للمسجد ومنهم من يملك محلات تجارية. لأن المكان يعني لهم أكثر من أي مكان آخر فهم يشعرون فيه بإنسانيتهم وبأنهم يتساوون أمام القانون في الحقوق والواجباتْ .

آخر رجال القاموس هم: محمد ناصر، عبده أحمد محمد عباية، وعبده محمد قايد، وعبد الوهاب عباس، وأحمد حسن قايد، وأحمد حسين عبد الله، والإمام على محمد إسماعيل، وفياض حسن، وإبراهيم محمد علي، ومحمد الصيادي، ومحمد حسن، ومحمد ناصر، وناصر عبد الرحمن، وسعيد محمد عقلان غالب، ويحيى عبده أحمد.

تينا غرافيمخرجة من أصل إيراني تعيش في ساوث شيلدز. وهي منتجة أفلام حاصلة على جوائز. وقد اختيرت رسميا أعمالها السابقة في مهرجان سندانس السينمائي، وتم عرضها في المهرجانات والإذاعات العالمية.

* اليمن تعرف بأرض القاموس كإشارة إلى أصول اللغة العربية.

الأحد، يناير 25، 2009

أوقات غير مناسبة


لا يجد مدير البيت الألماني "غيدو تسيبيش"مبرراً لما أعلنه اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين من مقاطعة للقاء الأدبي اليمني الألماني الذي أقامه البيت الألماني في صنعاء لمدة يومين 24-25 يناير.

جاء في بيان اتحاد الكتاب والأدباء اليمنيين" إن قرار الاتحاد جاء ومعه مختلف المؤسسات المماثلة بعدم المشاركة في البرامج والفعاليات التي تنظمها مراكز ثقافية وإعلامية أوروبية في اليمن احتجاجاً على مواقف الدول الأوروبية المتخاذلة والصامتة تجاه ما تشنه إسرائيل من حرب إبادة وقتل جماعي الفلسطينيين في قطاع غزة". ولايفهم "غيدو" وهو الذي أدار اللقاء تحت شعار الكتابة من الداخل /الكتابة من الخارج. مقاطعة مؤتمر أدبي لا يوجد فيه موسيقى ورقص.

استضاف المؤتمر أربعة من الكتاب الألمان قدمت لهم قراءت من أعمالهم وهم ميشائيل رويس، جاي هيلمنر، وكلاوس هايمج، وسوزانة سيرر. "ميشائيل رويس" المولود في ألمانيا عام 1960 تعاملَ ،كمخرج للدراما، مع اليمن فرضياً في ستة أعمال وفي عام 2000 صور في نيويورك وفي اليمن فيلمه الأول"ينام أحد في ألمي، ماكبث عربي".

وكتب الكاتبان والصحفيان كلاوس هايمج، وسوزانة سيرر قصصاً تنقل تفاصيل الحياة اليومية في اليمن.كما رصد "جاي هيلمنر" مذكراته عن اليمن على مدونة إلكترونية في المدة التي قضاها ضمن مشروع الأديب المقيم في اليمن والتي بدأت في 28/12/2008 إلى 28/01/2009.
في المقابل لم يحضر إلى المؤتمر سوى زيد الفقيه عبد الكريم غانم، محمد الغربي عمران، محمد علي عثمان، وصالح البيضاني، ووجوه أخرى قليلة. وكانت وجهة نظر هؤلاء مختلفة فيما يخص الحضور. فهم يعتقدون أن الحضور أجدى من المقاطعة لتنقل وجهة نظرك المفصلة إلى الطرف الآخر.

ناقش في المؤتمر، أدباء ألمان مع القاص صالح البيضاني موضوعات، الأدب بدون إشراف تحريري. الأدب بدون القواعد؟ التقويم والنقد، الرقابة والرقابة الذاتية، اللغات النمطية والألوان، وكذلك أدب الأقليات في ألمانيا واليمن. وأدب المرأة في اليمن. قدم الكاتب "عبد الكريم غانم" ورقة حول التطورات الأدبية للكتاب الأخيرة".

وحين تحدَّث محمد الغربي عمران عن ما يواجه الكاتب في اليمن من قيود دينية ومجتمعية وسياسية، وكلها تخلق رقابة ذاتية لا إرادية في ظل عدم وجود ضمانات حقيقية من ألا تصبح كاتبا مشرداً، كان على "تسيبيش" مدير المؤتمر أن يذكِّر "الغربي عمران" بكاتب بولندي لجأ في ظل الرقابة إلى روايات الخيال العلمي، والتطرق من خلالها بطرق غير مباشرة لمناقشة كل ما يغضب الرقيب. وكاتب آخر في الجزائر كان يعمل في "المخابرات" يكتب باسم مستعار قصصا بوليسية يكشف بها ما لا يستطيع أن يعبر به باسمه الحقيقي لأنه بلا ضمانات.




محمد الشلفي- نيوز يمن


.

الجمعة، يناير 09، 2009

لغـزة


لا يمكن لأحد أن يمتطي ظهرك مالم يجده منحنيا
"مارتن لوثر كينغً"


كنت أتمنى أن يكون غضب الشعوب العربية من أجل غزة متزامناً مع غضب ضد حكامها العرب. لأنهم سبب كل ما يحدث في غزة وفي غيرها من المدن العربية. فالمشكلة في رأيي ليست إسرائيل ولا أمريكا بل المشكلة حكامنا الذين يقودونا لنكون أرخص شعوب العالم.

يحدث دائما أن تضرب غزة، بعدها يعلن الرئيس اليمني اقتراحه عقد قمة طارئة، تبدأ الاتهامات بين الحكام والعرب وحماس، يتبرع الملك عبد الله بالدم للجرحى كأقل واجب برأيه، وجسور من المساعدات تصل إلى غزة. يجتمع وزراء الخارجية العرب، يذهب العرب إلى مجلس الأمن وتستخدم أمريكا الفيتو ضد قرار يلزم إسرائيل بإيقاف الحرب. أو يصدر قرار متأخر كالذي صدر اليوم لكن إسرائيل لا تلتزم به. وخلال ذلك تحقق إسرائيل كل ما أرادت ثم تحاسب نفسها هل نجحت أم فشلت. وهذا ما حدث في كل المجازر التي أرتكبتها إسرائيل منذ 48 وما يحدث الآن في غزة.

أما الشعوب العربية فمثل هذه الأحداث تمنحنهم فرصة للتفرغ وسماع وين الملايين وترديد الهتافات وتنظيم المظاهرات. وهذا كله لا يشفع لنا أمام ضمائرنا، حيث تدخل حرب إسرائيل أسبوعها الثاني، وهي لم تحقق إنجازأ يذكر أكثر من قتل المدنيين. ونحن لم نستطع منع إسرائيل من قتل الأطفال وهدم المنازل على رؤوس سكانها.

كان يفترض بالعرب وحدهم أن يقرروا طرد السفير الإسرئيلي كما فعل الرئيس الفنزويلي "هوجوتشافيز" الذي وضعهم في موقف مهين. وإذا كان هناك موقفاً محسوباً فهي مواقف غير العرب والمسلمين الذين خرجوا من أجل نصرة غزة في اسبانيا وبريطانيا وأمريكا والنرويج.

لا أدري لماذا يكرر التاريخ نفسه في بلاد العربْ. فنحن لا نستفيد مطلقاً من الدروس ونحن نقع بأخطائنا ذاتها. وما نحن بحاجة إليه كشعوب بالذات هي الضغط على هذه الحكومات لإيجاد حل جذري لمشاكلنا مع أنفسنا ومع من حولنا. حتى نكون قادرين على التفرغ لمواجهة التهديدات الخارجية. فلن نستطيع حل مشاكل الفلسطينين بينما نحن غارقين بمشاكل اقتصادية، أخلاقية، سياسية، ثقافية.


ما يبقى رغم كل هذا الهوان (درسان اثنان) نخرج بهما مما يحدث،الأول: تأكيد معرفتنا بحقيقة الحكام العرب وإسرائيل। والثاني: تأكيد ثقتنا بالمقاومة فهي قادرة على حماية شرف هذه .