الأربعاء، ديسمبر 31، 2008

العقل المدبر



من "عام شغب" إلى آخر رجال القاموس

نبأ البحارة اليمنيين في ساوث شيلدز ببريطانيا


كتب:محمد الشلفي


في عام 1890 قدم رجل يمني يدعى "علي سعيد" إلى مدينة ساوث شيلدز بإنكلترا، وأصبح هذا الرجل، فيما بعد، جزءاً مهما من تاريخ المدينة وتاريخ المهاجرين اليمنيين الذين استوطنوا المدينة وكانوا يعملون على متن السفن البريطانية كبحارة.
من هذه البداية، رصد معرض "آخر رجا ل القاموس" الذي أقيم في قاعة معارض البلتيك للفن المعاصر في مدينة ساوث شيلدز البريطانية في شهر أبريل/مايو 2008، حياة البحارة اليمنيين في ساوث شيلد، من خلال أربعة عشر بحاراً ما زالوا على قيد الحياة.
قدمت "تينا غرافي" في معرضها المتنقل -الذي أخذت اسمه (آخر رجال القاموس) من تسمية "أرض القاموس" التي تُعرف بها اليمن إشارة إلى أصول اللغة العربية - سلسلة من أربعة عشر فيلم فيديو تاريخي يروي فيها (14) بحاراً يمنيا حكاية 800 بحار ماتوا غرقا في عرض البحر في الحرب العالمية الثانية، ويفسر البحارة أسباب الاحتجاجات التي نفذها بحارة يمنيون في المدينة 2/8/1930، والتي استخدم فيها المحتجون الأسلحة البيضاء في مواجهة الشرطة، وكان على رأسهم "علي سعيد" الذي وصفه القاضي بالعقل المدبر للأحداث وقت محاكمته مع 19 بحاراً.
إلى جانب أفلام الفيديو عرض الفنان المصري يوسف نبيل 13 صورة للبحارة التقطت لهم بالأبيض والأسود بعد تكبيرها وتلوينها.
وتقول "غرافي" لصحيفة "الجارديان البريطانية": إنها درست مشروعها على مدار ثلاث سنوات بعد أن رأت وجودا مؤثراً للمجتمع الإسلامي في مدينة شيلدز، وهدفت من مشروعها توثيق مساهمتهم في المجتمع البريطاني التي بدت مهملة في نظرها.
لم تكن "غرافي" هي الوحيدة التي اهتمت بتاريخ المهاجرين اليمنيين، فالشاعر والمسرحي البريطاني "بيتر مورتيمور" هو الآخر ألف مسرحية " عام شغب-ساوث شيلدز 1930 " وقد تم عرضها في أحد مسارح المدينة عام 2005.
مورتيمور.. زار اليمن بعد أحداث 11 سبتمبر متجاهلاً كل التحذيرات من الزيارة، بحثاً عن المحاربين القدماء في السفن البريطانية، وبعد عودته أصدر كتابه "لا مشكلة مع القات: رحلة يمنية، بلدان وزمنان".
آخر نبأ البحارة اليمنيين في ساوث شيلدز حضر في معرض "المثوى العربي "في الجالية اليمنية في جنوب شيلدز، استضافته مؤسسة السعيد الثقافية في شهر مارس الماضي للمصور الصحفي البريطاني " بيتر فراير" احتوى المعرض على 50 صورة فوتوغرافية قام بالتقاطها لعدد من أبناء الجالية اليمنية في ساوث شيلدز يرجع تاريخ بعضها إلى الثمانينات من القرن العشرين؛ كما ألقى محاضرة حول الدور الذي لعبه اليمنيون في المدينة.
معرضان ومسرحية رصيد تاريخ البحارة اليمنيين أوائل العرب المسلمين الذين استوطنوا ساوث شيلدز منذ 1980 وكان لهم تأثير واضح في المجتمع البريطاني سلما وحرباً، ربما تحققت أمنية " بيتر فراير " بعرض أعماله في اليمن؛ لكن ما لم يتحقق بعد أمنية المخرجة "تينا غرافي" والكاتب المسرحي " بيتر مورتيمور " بعرض أعمالهم في "أرض القاموس" حتى يتعرف رجال القاموس على تاريخ إنسان بلدهم الذي كتبه غيرهم.

*مجموعة يمنيين (من اليسار إلى اليمين): أحمد حسين قايد، أحمد حسين كايد، فياض حسن، ابراهيم محمد علي، محمد علي السيادي، علي محمد إسماعيل، عبده احمد محمد عباية، محمد حسن، سيد محمد عقلان غالب، عبدالوهاب عباس


الاثنين، ديسمبر 29، 2008

في وداع عام واستقبال آخر

محمد الشلفي، نيوزيمن:

لفترة طويلة والأفكار تتزاحم في رأسي، وما يمنع نقلها إلى مقالة منشورة. أشياء مثل، ماذا سأقول وكيف سأقوله، إضافة إلى رغبة تستبد بي للسخرية من كل شيء وأنا أشرع بكتابة مقالٍ، رغم أن ذلك ليس من طبعي؛ فأمتنع عن النشر.

لن يكون مجدياً ذكر كل المقالات التي كنت أريد كتابتها. حتى لا تتحرك رغبة ما في نقد ما . وتصنيف من نوع ما... هل كل ما كنت ستقول في خانة مقال مهم...غير مهم.. لكن سأذكر بعض ما كنت أريد الكتابة عنه كوداع لعامٍ وتخفف.

أذكر افتتاحية كتبها الصحفي إبراهيم عيسى في صحيفته جريدة الدستور عن شعراء يغضبون عندما يقال لهم: والله، فهمنا ماتكتبوه من شعر". وهو يسخر من الغموض الذي في قصائدهم حين يكتب أحدهم "تشبهين اللازورد يا حبيبتي". ويتساءل بعدها إبراهيم عيسى "في حد ياجماعة يعرف الازورد"

وفي إحدى الصحف اليمنية لا أذكرها تماماً قرأت مقالاً كان عنوانه "كسارة البندق" وعني شخصياً لا أعرف ما هي "كسارة البندق" وكيف شكلها ولا جربت البندق. ولا لوم علي حين أقول لا أعرف لأن ذلك لم يكن من اهتماماتي مثله مثل (الهمبرجر، والبيتزا، والفول السوداني، وكسارة البندق. وربما أجد من قد يشاركني في عد المعرفة.
لا أذكر الكاتب وأرجو ألا يكون منزعجاً لقولي، لكنه مثال أقرب في الذاكرة، على ملامح جدية للصحافة لدينا، لبعض الكتَّابْ.. تشبه ،أحيانا، رجلاً ينتمي إلى طبقة النبلاء القديمة في أوربا وهو يرتدي بذلة وكرافتة كلما قرر الخروج. أخشى أن نكون،كصحفيين، والزمن على القارئ. وأخشى أن نكون كما ذكر أحد النقاد لشاعر:" أنت شاعر جميلْ لكنك خلقت لزمن غير زمنك". إضافة إلى ملاحظة وجود شبه اتفاق على جعل القارئ محصوراً في محيطه(التركيز على المحلية) دون إلحاقه بالعالم من حوله.لا بأس، على الأقل قد يكون علينا أن نبدو متنوعين حيث يستوعب ما لدينا كل شيء.

وكما تعودنا، هناك جانب واحد يأخذ جُهدنا بشكل عامْ: السياسة. فهي تعد كقوت يومي للشعبْ بكل ما يملكْ. وتقريباً، هو يحكم على كل شيء من خلال السياسة. لذا ليس مستعداً أن يقتني جريدة لا تتحدث في السياسة. ما لفت نظري في صحيفة المستقلة تصدرها الصحف اليمنية في عدد المبيعات، تحولها إلى السياسة رغم أنها من صحافة الإثارة والفضائح. والإنسان بشكل عام في العالم يهمه معرفة الفضائح في كل شيء ليتحدث حولها في مجالسه.

الوضع يتسع، واهتمامنا بالسياسة يأتي على حساب الجوانب الأخرى لا يجرؤ أحد على التطرق لها بسبب المزاج العام. مثل العلوم، والاقتصاد، والاجتماع، والنقد ، والشعر ، والثقافة... وفي كل المجالات سوى السياسية، لن تجد الكثير مما يمكن أن نبني عليه.

ينتقل عدم الاهتمام من السلطة إلى المعارضة، إلى الصحف، إلى الإنسان العادي.. حتى ربما بلا وعي. ويظل كل ما يحدث في الشارع إنعكاساً لما يحدث في السلطة.


2

كان كلام كثير حول البناء والتنمية... لكن لا أحد يستطيع أن يعدنا بإمكانية التطور خلال عشر سنوات، حين وعد فاروق الباز ،العالم المصري ومدير مركز تطبيقات
الإستشعار عن بعد في جامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، مصر بمشروع أكمله منذ سنوات وقدمه للجهات المصرية. أقْسمَ أن المشروع سوف يجعل مصر من الدول المتقدمة في عشر سنوات. والمدة قصيرة، فقط لأن مصر تملك قوائم طويلة من البشر المبدعين في شتى المجالات يمكنها أن تبني عليهم. لكننا في اليمن نحتاج لما يقارب قرناً إذا ما بدأنا بجدية، نصفها المدة ستذهب لإيجاد إنسان يقود تنمية حقيقة.


3

قضايا مرت العام الماضي، تدل على تخلي الدولة عن الإنسان منها ما حدث لليمنيين من إحراق في السعودية. ما حدث لوكيل أول نقابة الصحفيين سعيد ثابت كيمني. ما حدث للحجاج في المطار، ما يحدث للعمالة اليمنية في السعودية.
أما في الداخل لا يجد الإنسان مطعما نظيفاً، أو مستشفى متكاملاً، أوحديقة، أومسرحاً، أو ملهىً، أو مكتبة، أو محكمة عادلة، أو مدرسة مكتملة، متحفاً يستهدفه، وتواجهه إخفاقات الدولة في كل مكانْ. وما يعلن عنه من شوارع، ومبان وأحجار.. هو اهتمام بالمكان على حساب الإنسان لا أكثر...

الإنسان الذي يتبول الناس في الأماكن العامة، وهو فعل يدل على انهيار في أخلاق الناسْ، وفي ارتباطهم بما هو لا ئق له. من قبل كنت أقبل بقليل من التحفظ قانون أصدرته الصين يغرم كل من يبصق في الأماكن العامة كالأسواق، والمواقف، والمطاعمْ... إلخ كون ذلك ينقل أمراضاً إلى الآخرين. و حين رأيت اليمني يتبول في الأماكن التي يجلس فيها ويأكل فيها دون أن يأنبه ضميره. آمنتُ بأهمية قانون يحمي الإنسان من نفسه.

4

أصبحنا بلا ما يمكن أن أطلق عليه "بقعة ضوء" ولو صغيرة يمر من تحتها الجميع دون تمييز.

فكل عام يمر لا نجني في نهايته، أداء فارقاً واحدا في كل مجال: أفضل موظف، أفضل وزير ، أفضل شاعر ، أفضل بحث، أفضل صحفي، أفضل مصور، أفضل فنان، أفضل حكم محكمة، أفضل أداء لوزارة، أفضل ممثل، أفضل مطعم، أفضل مكتبة، أفضل مدرسة. ولا تتبنى الأحزاب ذلك داخلها بما يناسبها ويمتد "الموات" ليصل إلى الفرد. لتختفي بقعة الضوء التي أتحدث عنها و نتراجع إلى الوراء في كل شيء...

وإذا ما ذكرت عبارة أرددها "أن الصغيرة تدل على الكبيرة" فعلى سبيل المثال جامع الصالح بجماله وأناقته ونظامه الداخلي. يفترض أن يكون مكانا آمنا لا يذكرك بالدنيا، تخرج من أمانك فيه حين يقف أحدهم –عسكرياً- ليفتشك بجهاز آلي. أعني أن مثل هذا الجمال الذي بالتأكيد يؤثر في الإنسان يتم قتله بمثل هذا الإجراء.

صحيفة "كالسياسية" أعرف من مقربين أن هناك ضغوطات كثيرة لإيقافها، وهي صحيفة يتفق على تألقها الجميعْ. رغم أن لورانس العرب يقول: العرب يثقون بالأشخاص لا بالمؤسسات" إلا أن أداءات كهذه لا يجب على الحكومة أن تتخلى عن تنميتها. ولا تضع يدها وتتدخل فتفسدْ ما صنعته. وكل ما ذكرته أمثلة سريعة عن ما نهايات غير جيدة لأداءات جيدة في اليمن...

فقد أصبحت مقولة أن اليمن لايمكن أن ينصلح حالها، قناعة يؤمن بها الكلْ. ومن خلال تجارب الكثير من الدول التي في مربعنا النامي. نلحظ أدوارا لا تتخلى الدولة عنها. وهو ما يزرع لدى إنسانها رغم كل شيء الحب تجاه وطنه. عن طريق سياسات تعمل على التقليل من الغربة التي يعيشها المواطن بسبب الأوضاع، وبدائلْ تمنحها تلك الدولْ ليشعر معها إنسانها بالقليل من التنفيس. وعلى العكس، عندنا تخلٍ تام عن جوانب مهمة-ذكرتُ بعضها سابقاً- لا يمكن للدولة مهما كانت مقصرة أن تتخلى عنها. حتى لا يصل الإنسان إلى حالة يجد نفسه غير قادر على إكمال الحياة ولو بالقليل من الحقيقة، بالقليل من القانون وحتى لا ينسى كل قيمة جميلة يعلَمُها.

الاثنين، ديسمبر 15، 2008

هكذا أردت.. هكذا تكون !


هو: هادئ، ومتأمل. تشغله تفاصيل الحياة العادية، وغيرها. قلما يشترك في حديث لأنه ينفصل على الجمع يفكر.
هو. يعيش مع أنفلوانزا، تجلي الحزن في وجهه.

***

الشجرة في الأرض، والشجرة التي في سلاسل الوراثة. الآن، وفي هذا العالم: القرية حيث لا يأبه بصراخهم، بفورة الماضي بداخلهم. فقط يتجاوزنه ليتجاوزهم .

***

كل فتاة رآها خلال حياته، هي نفسها الفتاة التي يبحث عنها.


***

مالا تتضمنه سيرة ذاتية هو: أنت

***

فكر فيها بعمق.. تأتيك.

***

الأصدقاء ثلاثة: عمر يبقى، وعمر يمضي، وعمر لا يأتي.

***

الشمس، القمر، النجوم: ثمة قرية هادئة.

***

أنا أخاف.. وليس لا أستطيع.

***

هكذا أردت.. هكذا أكون.

***

الفصول أربعة... الفصول أنا.

***

تحب.. لتردم الفراغ ... تحب.

***

الحب جوهرُه: المستحيل والغرابة.

الخميس، نوفمبر 06، 2008

أيمن جليل

في الصورة أنا حتى إشعار

في إهداء إلى صديقي الشاعر الجميل أيمن جليل كتبتُ:


في مساء كهذا

سأفتح نافذة للسحابْ

وللغيم ،ياأيمن، الآن فيَّ "حكايا"

سأفرغه:

حين أجثو ،كصنعاء،

في بابها
أستشف حنيناً إلى لغة الصحو

ترنو كوقت قديم إلى ساعةٍ


(هنا –في- البلااااااد)

البلاد

تشذ وقد زانها القاتُ

غابتْ عن العين "قبَّرة" كان عند المروج عجوز يراها

إذا أثمر القات فينا

نموتْ

إذا أثمر السوء فينا ..

نموتُ نموتُ

وينمو الجبانْ.


*

سأعذرها ،مرةً،

إذا علَّمتْ قلبها للعيون.

إذا رقصتْ في البداية للحظِ

أو كذَبَتْ..

هي الآن

تغفو إلى جانبٍ:

ليته لا يكونْ.

*

ياحبيب وقل لي:

أنتبع يا أيمن- الآن- "أنى نشاء"؟

إذا أ وغر الجرح قلب السماء..

أنبدأ بالوقت حيث يكون البكاء؟

*

وقل لي:

إذا حاربتنا الحياهْ

أنتبع يا صاحبي ماءَ أشعارِنا؟


5/11/2008



قبلها قال لي:
"سنغيِّر أحبابنا"


يا شلفي، يااا محمد

البلاد تمر كثيرا على الريح،
لما تصل بعدُ أحلامَنا الحاسراتِ على كل قارعة في الجبال
منذ أن صرمتها السماء بنيّاتِنا
واستدار الزمان إلينا
وكنا رحىً في البلاد
نحمل النور، لكننا لا ندور على أمنيات الحقول
ولا نُسكنُ العاشقات الأوائل أشعارَنا لندور.

يا محمد،
سألتُ عن الموتِ
كان تراوده ضائقاتُ الرجال
لم أجدكَ،
فهل ستمر قريبا من الموت؟
أوشك أن أحتوي الموتَ مثلك.
أخشى صداك إذا لم تجد في جبينك عاشقةٌ وجهةً
لتفر من العالمين
وأراها تسولُ للخوف أن يتسلق أيامها كلها
وهي تسأل عما سألت.

هل تراك مددت جناح النبوة
ما بين ذكرى الحبيبة والبرد يا عالقا في السعال ؟..
هل أراك غشيتَ الرمالْ
وأعملتَ منسأة الطي في البحر؟
تخرج من بابهِ
أتشكّك،
يكذب حدس الجنوبي، يكذب
يصدق شكّ الشمال.

هي مرحمةٌ
فاستعذ بالمدينة
من ترف الدمع والحزَن الأبدي
وجرّد لصنعاء قلبك كي يتراخى على شفتيها السؤال
وثم أجب،
قل: لنا فلقة الشمس
والنزقُ البدويّ
وما رفّ فوق الطفولة من حلم هازئ
وتهادى إلى قلق المستحيل
لنا الحُب، ما جنّ بين الصدور
وأورق في سمرات الجبال

سنلقي على الطور مدفأة
في انتظار المحبين
أرجوحةً يصعد الحلم أركانها
رعشةً غضةً لاشتياق قديم،
علمتنا جِبِليّة الحُبّ أن نبلغ الدم
حتى نرى أضلعا تحتوينا بأحزانها،
وألا نخالجها في الكروب لنحفظنا دائرين.

أي حبيبُ،
هنالك، في الأمس، أكفأتُ قلبي الذي أنت تعلمْ
لم أقوَ أن أحتوي أملا آخرا
للقاءٍ مغيّمْ
غافل الوعدُ وجهي كما لست تعلم
أو كُسرت مقلتان
مكث الغيم في موضعي بعض يوم
وللآن
لم أدرك الفرق مثلكْ
كم مرة يسقط البشري من الموت نحو السماء؟
وكم مرة سنحبّ لتهلكنا نزعات الدماء؟
ضيّعتنا الحبيباتُ
في أيّنا تلصق الكائنات خطيئاتها كي يشيخ وحيدا؟
وفي أيّنا تصعد العاشقات ضراما؟

يا محمد،
سنغير أجوافنا مرة حين تمسكنا مرتين، لنسن غواياتنا
سنغير أحبابنا مرة حين تقتلنا مرتين
لنطيق مسراتنا.

قم بهذا البكاء قليلا
إذا ساءك الفرقُ
وانفذ بصوتك حتى ترى سفنا في السحاب
وانتفض مثل غفوة جوع وصحو
إذا لم تجد في المدينة سرا
ولا وازعا من كتاب .



ويقول:

في سحاب كهذا
سأفتحني للصباح
سأحثو قليلا من الضوء في الموت
حتى إذا ما توهّن في داخلي
أكلته الرياح
غابت العين،
غاب المدى

وانتهيتُ لنظارةٍ تمنح الآدمياتِ أسماءها
وتكسرني باسم ضعفي إلى ورقٍ
راكن كالغريب
وأمنيةٍ لا تجيب
لذا
ربما أدركتني يدان
أسير على شطّها
وأخرج من رعشة التيه
حين تلم بأطرافها
وأعذرها وهي تكذب
خائفةً من حلول النصيبْ
لأزرعها في القصيدْ
(وأحب من البدء من حيث ضاق السعاةُ وساح البريد)*

***

يا محمد،
سنجرح هذي الحياة إذا حاربتنا بأبنائها

سنجرحها وفقط
لنمنّ على وجهها بالحياة
ونحملها فوق أشعارنا حرةً
في فصول الدواة
ونبدأ بالحب
حيث يكون البكاء
ونبدأ بالدمع قبل الشتاء

ــــــــــــــــــ* محورة من قصيدة "أقسم أصحابي نصفين وأبتسم" لفارس حرّام

لأقول:

أصدقائي يفرَّون
آخرهم كان يحثو التراب على كبدي
يولِّي،
إذا أقبلَ الدمعُ قالْ:
ستصبح فزاعة للغيومْ
..
وتلك الفتاة التي واعدت ظلها مرتين
تقول بما لم تقله النبوءة:
لي واحةٌ في الزمان القريب
ولي شجر أخضر
ولي من سعوف النخيل نصيبْ.
أسائلني ياحبيب:
أذا قسَّم الله ،قلبا، أيحرمُه ما يريدْ؟
*
في حنينٍ كهذا
سأوقدُ ناراً ليستأنس القلبُ..
إن شرَّدته الطفولةُ
واربَ بابَ الحديثِ:
ليأتي القطارُ سريعاً
فلا جالسٌ قامَ
لا واقفٌ في الكهوف توارى.
ليعمى المكانْ
لتأكلنا الحربٌ
ينشقُّ أطفالُها
فلا واحدٌ في يديه الكتابٌ الأخيرْ.

*

يقول شقيقٌ:
(لننسى الحبيباتِ/الخياناتِ، هذا زمانٌ يفوقُ تفاصيلنا)

7/11/2008

الأحد، نوفمبر 02، 2008

شجر لا يحدث له ظل




(...)
يصلي
ولا ظل يبدو..
وتطفو إلى قلبه سَوْرة من حديث المدينة
تنمو
كأفكارها في الحروب
كأحزابها في السياسةِ
تنمو..
كأموالها في البنوك.


زمانٌ غريب تلازمنا حربه..
ثم إنِّا إذا جاءت السلمُ نأتي مجازاً على وزنها
وتأتي الخيول لتسقط صفصافة الغيم من غيِّها


في الكلامْ
تُغِير السيوفُ على لغة الأرضِ:ماءٌ على برها/
بحرِها/
جوِّها/

يقول فتىً:
(علمتني الحياةْ
إذا الحرب سادت فلا تغمد السيفَ إمِّا زمانٌ يجيء وإما زمان نكون خفافاً إذا مات سكَّانه)
ثم إنَّ الفتى ،فجأة، دق قلب حبيبته
ذبلت في الحديقة أزهاره
والسحاب انزوى ماؤه
ألفتى لا...
يموتْ.


تماماً كما قالَ
لي:سأخرجُ منفرداً "بالهجاءات"
أبدو فأفقد ما كنت أبدو
سأصبح كالبرتقالة قبل نضوجِ المسافة
مثل المسافة قبل نضوج السؤال
ومثل السؤالْ..


تماما كما لم يقل.


(...)

السبت، أكتوبر 25، 2008

الأزرق


يتراكم الأزرق في صدري
يشى بي
يفرَّ معي إلى الداخلْ
في الداخلِ طفل
يحدث ضجيجا
يوسخ ملابسه
يضحك
يتحدث إلى نفسه
يحبُّ
يكتب على الجدران
يُسقط صورها
يتوقف
يشعر بالملل
يطفئ النور
يبكي
هو:
البالغ تعبين ونيف.

السبت، أكتوبر 11، 2008

لأنك الأشياء !




أعودُ..
هل أبيْنُ مثل فاقة
تموت.

***

إذا ابتدأت
ياوعورة المكان!

***

إذا غُمرت ،
عادة
تسومني الأحلام।

***

أنا أحب هذه ؟

أم أن بيننا مسافة

تريد أن نكون..


وهذه:جدار
وهذه:يد
وهذه: تتوه إن أنا استقلت
من بكائها،
وهذه: مسافة ما بين حاجة الأسوار
للهروب
وحاجة البقاء

***

رأيتُ ذات مرة
كأنها الأشياء

كأنها بداية الفصول.

الثلاثاء، سبتمبر 02، 2008

الثلاثاء، أغسطس 12، 2008

درويش


أعترف بأن محبتي لك كانت تتأرجح بين خافتة، ومتوهجة. لكنها لم تنطفئ يوماً. منذ الصغر، كنت أسمع بك تملأ الشعر، واللغة، لكنني كنت أترك قراءتك للآخرين. كعادتي أنحاز للذين لا يُــقرؤون/. رغم كل شيء قرأت لك "لماذا تركت الحصان وحيداً" "كزهر اللوز أو أبعد"، "حصار لمدائح البحر"، "أحد عشر كوكباً"، أذكر أني اشتريت كتابك"يوميات الحزن العادي" من المكتبة اللبنانية المصرية بالقاهرة.


كنت تنتشر أكثر مناً في البيوت، والشوارع، والأزمنة. في أفئدة الشهداء، والمرضى، والسياسيين. في أجنحة العصافير، في الفضاء. في السماء. في الأفران، والمقاهي.
كنت تكتبنا أينما نذهب. حتى في العدم. لك أن ترتاح الآن، من نميمتنا، من حبنا وكرهنا، من اختلافنا. من إلحاحنا بالحاجة لمن يقف أمامنا، لنضيء. ولنا أن نظل قلقين في شعرك، في تبريرات الخلد. في وجهك وصوتك، ونهايات النهايات. لكن أن ترتاح الآن، من ما يسمى نحن، ونبقى "نحن" نعترف كم كنتَ حزينا لأجلنا ولأجلك.

يحبّونني ميتاً

يُحبُّونَني مَيِّتاً لِيَقُولُوا : لَقَدْ كَان مِنَّا , وَكَانَ لَنَا .
سَمِعْتُ الخُطَى ذَاتَهَا , مُنْذُ عِشرينَ عَاماً تدقُّ عَلَى حَائِطِ اللَّيْلِ .
تَأتِي وَلاَ تَفْتَحُ البَابَ .
لَكِنَّهَا تَدْخُلُ الآن .
يَخْرُجُ مِنْهَا الثَّلاَثَةُ : شَاعِرٌ , قَاتِلٌ , قَارئٌ .
أَلاَ تَشْرَبُونَ نَبِيذاً ؟ سَأَلْتُ , سَنَشْرَبُ .
قَاُلوا . مَتَى تُطْلِقُونَ الرَّصاصَ عَلَيَّ ؟ سَأَلْتُ .
أجابوا : تَمَهَّلْ ! وَصفُّوا الكُؤُوسَ وَرَاحُوا يُغَنُّونَ لِلشَّعْبِ , قُلْتُ : مَتَى تَبْدَءونَ اغْتِيَالي ؟
فَقَالُوا : ابْتَدَأنَا ... لمَاذَا بَعَثْتَ إلَى الرُّوحِ أَحْذِيَةً! كَيْ تَسيِرَ عَلَى الأَرْضِ , قُلْتُ .
فَقَالُوا : لِمَاذَا كَتَبْتَ القَصيِدَةَ بَيْضَاءَ والأَرْضُ سَوْدَاءُ جِدَّاً .
أَجَبْتُ : لأَنَّ ثَلاَثِينَ بَحْراًُ تَصُبُّ بِقَلْبِي .
فَقَالوا : لِمَاذا تُحُبُّ النَّبِيذَ الفَرَنْسِيّ ؟
قُلْتُ : لأَنِّي جَدِيرٌ بأَجْمَل امْرأَةٍ .
كَيْفَ تَطْلُبُ مَوْتَكَ ؟
أَزْرَق مِثْل نُجُومٍ تَسِيلُ مِنَ السَّقْف – هَلْ تَطْلُبُونَ المَزِيدَ مِنَ الخَمْر ؟
قَالوا : سَنَشْرَبُ .
قُلْتُ : سَأَسْأَلُكُمْ أَنْ تَكُونُوا بَطِئِين , أَنْ تَقْتُلُوني رُوَيْداً رُوَيْداً لأَكْتُبَ شعْراً ...

الخميس، يوليو 31، 2008

why I can't be there where you are



Show me the meaning of being lonely

So many words for the broken heart
It's hard to see in a crimson love
So hard to breathe
Walk with me, and maybe
Nights of light so soon become
Wild and free I could feel the sun
Your every wish will be done
They tell me


Show me the meaning of being lonely
Is this the feeling I need to walk with
Tell me why I can't be there where you are
There's something missing in my heart

Life goes on as it never ends
Eyes of stone observe the trends
They never say forever gaze from here
Guilty roads to an endless love
There's no control
Are you with me now
Your every wish will be done
They tell me

Show me the meaning of being lonely
Is this the feeling I need to walk with
Tell me why I can't be there where you are
There's something missing in my heart

There's nowhere to run
I have no place to go
Surrender my heart' body and soul
How can it be you're asking me to feel the things you never show

You are missing in my heart
Tell me why I can't be there where you are

الأحد، يوليو 13، 2008

فيروز

أنا يا عصفورة الشجن

مثل عينيك بلا وطن

بي كما بالطفل تسرقه

أول الليل يد الوسن

و اغترابٌ بي و بي فرح

كارتحال البحر بالسفن

أنا لا أرضٌ و لا سكنٌ

أنا عيناكِ هما سكني

راجعٌ من صوبِ أغنية

يا زمانا ضاع في الزمن

صوتها يبكي فأحمله

بين زهر الصمت و الوهن

من حدود الأمس يا حلما

زارني طيرا على غصن

أي وهمٍ أنت عشت به

كنت في البال و لم تكن

الخميس، يوليو 03، 2008

رحمك الله يا مسيري .

إسلام أون لاين القاهرة

- رحل عن عالمنا اليوم الخميس المفكر العربي الكبير الدكتور عبد الوهاب المسيري بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز الـ 70 عاما.
وفاضت روحه في مستشفى فلسطين بالقاهرة عند الفجر، ويشيع جثمانه بعد صلاة ظهر اليوم من مسجد رابعة العدوية، ويوارى الثرى في مسقط رأسه بمدينة دمنهور في محافظة البحيرة (شمال).
ولم تمنع رحلة المرض الطويلة د. المسيري من مواصلة إنتاجه العلمي ونضاله الشعبي، فهو المنسق العام للحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية".
وشارك حتى وقت قريب في العديد من الوقفات الاحتجاجية في الشارع؛ تنديدا بتردي الأوضاع في مصر، ومن أشهر أعماله موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية" التي قضى نحو ربع قرن في كتابتها.
وله مؤلفات أخرى منها "من هو اليهودي"، و"النازية والصهيونية ونهاية التاريخ"، وكان يعد لموسوعة بعنوان "الصهيونية وإسرائيل"، تتناول إسرائيل من الداخل.. مجتمعا ومؤسسات؛ بهدف تعميق الفهم بإسرائيل.ونال د. المسيري العديد من الجوائز كان آخرها اختياره في شهر مايو الماضي للحصول على جائزة القدس من الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب عن مجمل إسهاماته فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وكان من المنتظر أن يتسلم الجائزة بالعاصمة السورية دمشق في نوفمبر المقبل.
رحلة المفكر العربي الراحل مع المرض بدأت في عام 2001 عقب انتهائه من كتابة موسوعته الأشهر، حيث خضع لجراحة في الظهر، قال عنها في إحدى حواراته الصحفية إنها "تكلفت 180 ألف جنيه، ولولا حدوث معجزة وقتها لما تمكنت من سداد تكاليف العملية، حيث كنت خارجا من (تأليف) الموسوعة مفلسا".
واكتشف الأطباء في أثناء العملية إصابته بسرطان الدم، وخضع بعدها لجلستي علاج بتكلفة بلغت ألفي دولار أمريكي، ثم تلقى رعاية طبية في الولايات المتحدة على مدار سنوات.
وتحمل الأمير عبد العزيز بن فهد معظم تكاليف علاج د. المسيري بعدما لم ترد الجهات المعنية في مصر على طلب تقدم به للعلاج على نفقة الدولة.

وُلد في دمنهور 1938 وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي (مرحلة التكوين أو البذور). التحق عام 1955 بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وعُين معيدًا فيها عند تخرجه. وسافر إلى الولايات المتحدة عام 1963 حيث حصل على درجة الماجستير عام 1964 (من جامعة كولومبيا) ثم على درجة الدكتوراه عام 1969 من جامعة رَتْجَرز Rutgers (مرحلة الجذور). وعند عودته إلى مصر قام بالتدريس في جامعة عين شمس وفي عدة جامعات عربية من أهمها جامعة الملك سعود1983 – 1988، كما عمل أستاذا زائرًا في أكاديمية ناصر العسكرية، وجامعة ماليزيا الإسلامية، وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام (1970 – 1975)، ومستشارًا ثقافيًا للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك (1975 – 1979). وشغل منصب عضو مجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية بليسبرج، بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ومستشار التحرير في عدد من الحوليات التي تصدر في ماليزيا وإيران والولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا (مرحلة الثمر). ومن أهم أعمال الدكتور المسيري موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد (ثمانية مجلدات) وكتاب "رحلتي الفكرية": سيرة غير ذاتية غير موضوعية- في البذور والجذور والثمار. وللدكتور المسيري مؤلفات أخرى في موضوعات شتى من أهمها: العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة (جزأين)، إشكالية التحيز: رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد (سبعة أجزاء). كما أن له مؤلفات أخرى في الحضارة الغربية والحضارة الأمريكية مثل: الفردوس الأرضي، و الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، و الحداثة وما بعد الحداثة، و دراسات معرفية في الحداثة الغربية. والدكتور المسيري له أيضاً دراسات لغوية وأدبية من أهمها: اللغة والمجاز: بين التوحيد ووحدة الوجود، و دراسات في الشعر، و في الأدب والفكر، كما صدر له ديوان شعر بعنوان أغاني الخبرة والحيرة والبراءة: سيرة شعرية. وقد نشر الدكتور المسيري عدة قصص وديوان شعر للأطفال.



المقالة الأخيرة للدكتور الراحل المسيري والتي نشرت في 14/06/2008
تآكل المقدرة القتالية لـ"العجل الذهبي"

يستند الوجود الصهيوني إلى العنف إذ انه يهدف إلى التخلص من أصحاب الأرض وإحلال آخرين محلهم، وهي عملية لا يمكن أن تتم بالوسائل السلمية لأسباب إنسانية معروفة. والكيان الصهيوني غُرس غرسا في فلسطين ليلعب دورا قتاليا ضد المنطقة العربية.

وعلى مستوى من المستويات يمكن القول إن المشروع الصهيوني كان يهدف إلى نقل الفائض البشرى اليهودي من أوروبا إلى فلسطين وتحويله إلى "مادة قتالية" تخدم المصالح الغربية.
ولكل هذا تكتسب كل الظواهر الصهيونية ابتداء من الزراعة وانتهاء بالتلفزيون بعدا عسكريا. ولذا فالقوة العسكرية الصهيونية تشكل العمود الفقري للمشروع الصهيوني، فهو يكتسب شرعيته الصهيوني وشرعية وجوده منها.
وكما قال ييجال آلون، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في مؤتمر القدس لأصحاب الملايين اليهود يوم 29 يونيه 1969: "لا يتحقق الأمن الإسرائيلي عن طريق المناطق المنزوعة السلاح ولا بالبوليس الدولي ولا بضمانات الدول أو الهيئات الدولية وإنما بالأرض". ثم يُعرّف هذه الأرض بأنها القنوات (أي قناة السويس) والممرات والأنهار (أي نهر الأردن) والمرتفعات (أي الجولان). ثم يلخص الموقف كله بقوله "إن الأمن يتحقق بالاستيطان بالمسلح". وقد أحرز الاستيطان المسلح في فلسطين قدرا لا باس به من النجاح وبالتالي حصل على قدر من الشرعية أمام يهود العالم وجماهير المستوطنين والعالم الغربي.ولكن ابتداء من حرب عام 1973 بدأ إيمان المستوطنين الصهاينة بـ"العجل الذهبي" – أي الجيش الإسرائيلي– في الاهتزاز ثم في التآكل. ثم جاءت عملية غزو لبنان التي انتهت بانسحاب القوات الإسرائيلية دون أن تحقق ما كانت تهدف إليه، أي "القضاء بشكل نهائي على منظمة التحرير".
ولم تتوقف العمليات الفدائية البتة وكان من أهمها وتاجها عملية قبية التي بينت بشكل لا يدع مجالا للشك أن الذراع القوية لجيش الدفاع (!) ليست قادرة بالضرورة على حماية المستوطنين الصهاينة، وتوفير الأمن المطلق لهم.
ثم جاءت ثورة الحجارة لتبين مدي عجز جيش الدفاع عن القيام بالعمليات الجراحية والضربات الإجهاضية التي تُسكِت الآلام مرة واحدة. وتبعتها انتفاضة الأقصى المسلحة ثم الانسحاب من جنوب لبنان، ثم أخيراً الحرب السادسة، التي فضحت جيش الدفاع الذي ادعى أنه لا يُقهر أمام نفسه وأمام المستوطنين الصهاينة، بل وأمام راعيه الإمبريالي، أي الولايات المتحدة.ويمكن القول إن استمرار الاحتلال في الضفة الغربية وغزة ما يزيد عن أربعين عاما كان من الصعب الدفاع عنه ، باعتباره دفاعا عن النفس. ولذا شهدت القوات العسكرية الإسرائيلية لأول مرة في تاريخها ظواهر احتجاجية مختلفة، جديدة عليها كل الجدة مثل رفض الخدمة العسكرية تماما، أو رفض الخدمة في الضفة الغربية وغزة أو زيادة نزوح أبناء الكيبوتسات، العمود الفقري للمؤسسة العسكرية واحتياطيها الحقيقي، بل زيادة نزوح أفراد من القوات المسلحة ذاتها.وقد أخبرني اللواء حسن البدري –رحمه الله- مؤرخ الجيش المصري، أن الجيش الذي يقوم بقمع عصيان مدني يفقد مقدرته القتالية. ثم أضاف ضاحكاً: ما يحدث هو أن الجندي ينسى كيف يستخدم بندقيته، وإن استخدمها فهو يستخدمها بالمقلوب. ولا يختلف رأي اللواء حسن البدري عن أوري ساجوري (رئيس القوات البرية) حسبما جاء في الجيروساليم بوست (ملحق 30 يناير1988) الذي قال إن استمرار الانتفاضة سيؤدي إلى تزايد فقدان جيش الدفاع للمقدرة القتالية. كما أن الانتفاضة أدت إلى توقف أو تعطيل برامج التدريب، وقد اشتكي احد الضباط الإسرائيليين من أنه لا يقوم بأداء ما دُرِّب عليه ، ولا يقوم بتدريب الجنود ليقوموا بما ينبغي عليهم القيام به ( تايم 15 فبراير 1988).
وأعلن رئيس أركان حرب الجيش الإسرائيلي (عل همشمار 3 يناير 1988، في مقال لآربية بالجي "جنوب أفريقيا وصلت هنا بالفعل "): أن الجيش سيبدأ برنامجا لإعادة تدريب الجنود على طرق حفظ الأمن في المناطق، ويقول كاتب المقال إن هذا يعني تحول إسرائيل إلي جنوب أفريقيا.
والاستنتاج الأخير يهمنا كثيرا، فمن وجهة نظرنا لا يوجد فارق نوعي بين الجيبين الاستيطانيين، ولكن ما يهمنا هو أن الجيش الإسرائيلي سيفقد قدرا كبيرا من مقدرته القتالية بسبب قيامه بالعمليات الأمنية، وهذا أمر معروف لدى المفكرين العسكريين. وقد عبر الأستاذ اسحق غالنور، وهو أستاذ في العلوم السياسية بالجامعة العبرية وضابط احتياطي برتبة رائد في الجيش الإسرائيلي، على ما هو متوقع بقوله: "سيخرج الجنود الإسرائيليون من الأراضي المحتلة وقد نسوا كيفية استخدام البندقية وماسورتها إلى الأمام، بعد أن تعودوا على استخدامها بشكل معكوس في الضرب [نفس ملحوظة اللواء البدري] (وول ستريت جورنال عن القبس 22 ابريل 1988). وقد لاحظ دان راكين ( في مقال بعنوان الجنود يلقون الحجارة وزجاجات الكولا " معاريف 25 فبراير 1988) أنه عندما تزداد كثافة الحجارة يستخدم الجنود نفس سلاح العرب: "يقومون برشق السكان بالحجارة والزجاجات الفارغة".
وقد لخص العقيد عمانوئيل فالد حالة المادة القتالية الصهيونية بعد الانتفاضة الأولى في تقرير له عن الجيش الإسرائيلي قدمه لمكتب وزير الدفاع، ولكنه قوبل بفتور بدعوى أن المقترحات التي يقدمها ليست عملية، وبعد أن وقع عقدا مع مركز الأبحاث الاستراتيجية في إسرائيل لإعداد البحث أُلغِي العقد، ولكنه نشر رأيه في نهاية الأمر في كتابه لعنة الأواني المكسورة – تقرير فالد.
يقول فالد: "إنه ليس أمام إسرائيل من احتمال عسكري في المستقبل إذا استمر الجيش الإسرائيلي يسير في الطريق التي يسير فيها حالياً . ويؤكد أن دولة إسرائيل تعيش في "زمن مستعار" وان مؤسستها العسكرية "تسير نحو الضياع"، وينتقل فالد من التعميم إلي التخصيص فيقول: "إن قادة الجيش يعانون من نقص واضح وظاهر في الاهتمام والفهم والتقنية في الحرب بصفة عامة، وفي الاستراتيجية بصفة خاصة، ويسود بينهم عداء لأي مبادرة في المجال الفكري. وهم يفتقرون إلي التفكير الاستراتيجي السياسي. فهذا جيل من أنصار حكومة التكنوقراط، الذي تحول إلي أداة طيّعة في يد المؤسسة العسكرية".

ثم يشير فالد إلي بعض الظواهر السلبية التي نشأت في السنوات الأخيرة في الجيش الإسرائيلي، مثل "نمو القيادات واتساعها على حساب القوة المقاتلة. فالذي يحظى بأفضلية كبيرة في الجيش الإسرائيلية، فعلا، هو القيادات والخدمات والإدارات المختلفة، وليس المقاتلين، وذلك على حساب السلك المقاتل، الذي انخفضت نسبته في حجم القوات.
وهذا اتجاه عام ومتوقع في كل القوات المسلحة الغربية مع تزايد معدلات العلمنة والاستهلاكية التي تتطلب توفير معدلات عالية من الراحة للمقاتل، خاصة انه عادة ما يخوض حروبا غير أخلاقية الأمر الذي يؤدي إلى تزايد قطاع الخدمات داخل القوات المسلحة.
وقد اتضحت هذه الظاهرة بشكل درامي أثناء الحملة الأمريكية على لبنان والتي تزامنت مع الحملة الأمريكية على جرانادا. وكلا الحملتين كانتا صغيرتين للغاية، ومع هذا اشتكت القيادة العسكرية الأمريكية من أن مصادرها الضخمة مرهقة لأن كل جندي مقاتل يحتاج لكم هائل من الخدمات المساندة وعملية تغطية رهيبة. ولعل هذا هو عقب آخيل في آلات القمع القتالية المتقدمة: أن قمتها القتالية لابد أن تساندها قاعدة ضخمة مركبة يمكن إرهاقها بسرعة نظرا لضخامتها وتركيبيتها.



ويتحدث فالد" عن التكايا الكبيرة في شعبة الطاقة البشرية، وشعبة المخازن والتموين، وحتى شعبة التخطيط. والله أعلم.

الحرب، وبعد


إلى "محمد" ذهب ولم تذهب الحرب.
مشهد (1)


تختلق المعارك سرِّها في الحربِ،
جندي يحاربُ، أفقه الموشوم:
صورة "بنْته"
صوتُ ابنه في الحيِّ
ضحكة زوجِه
دعواتُ والده له بالسترِ
سجْدة أمه في الفجر.
.............
.........................
يا ألله:
لا ندري بأي مسافة نمضي؛لندري .

مشهد (2)

أشتاقُ في كتفي هواءٌ ضيقٌ
زمنان مثل تقادُم المعنى
وعلى يدي فرسٌ يحاول أن يقوم.
تغدو العيونُ كنجمةٍ
ترتاح من تعبِ المسافةِ
تسترد الموج
ترقبُ ظلَ شاردةٍ
ويغدو الموتُ تمثالاً
ينصِّبه مساءٌ فارط بالعشق،

يا ألله:


تختلقُ النوارس موطأً في البحر
تتبعُ حدسَها بالوقت
لا ضوءٌ قديم يهتدي،
فتؤوبْ..
تحملُ عشقها للناسِ
للماء المجاورِ
للذي شفتاه دربُ وصوله للخلد


يا ألله:
خذ بيدي لأعرف أولي في الموتْ.

مشهد (3)

تأكل الحرب أقدامَ البيوتِ
تلعق دماءَ الجنودِ
ولأن الأمهات أصدق حدساً وقتها؛
لا تُدفع الحرب بالدعاء !



ثمة مساءٌ يحرصُ على التدبير
يلوي عنقَ الحياةِ
يضعُ عصابة على أعين المارَّة.
ثمة سيلٌ قادم لرصاصة كاذبة،
لوقتها الذي لا يوشك على نهاية .

مشهد (4)

المدائنُ..
لا تشبه السيد القروي
وأمي التي حسُّها فائضٌ بالبداوة
توحي انتباهاتها صوت هذا المؤذن
تبكي لأن فؤادي ثقيلٌ
وتبكي لصوتٍ بعيد بعمر بعيد.


مشهد(5)

مالذي يجبُ عليَّ أخبارك به ؟
- لم تنته الحربُ بعد
يتناقلها الناس بهدوء
تحضر مقايلهم
كحكاية ،عادية، أكثر رواجاً.


- بعد آخر مرة منك
اكتشف القادة أن الخطة السابقة
بلا عينين
لم تكن تصلح إلا
لينطفئ الضوء في الحي
ليخاف الأطفال
لتعيش أمك بدون خيارات
لبحث أخوك عن بلاد مليئة بالغربة والخوف
تليق بعزائه .

- مازال ثمة وطن لا يأبه به أحد
متسول
وجائع.
غريب
ومنفي.
جاهل،ومجهول
مُعْتمدٌ
وحزينٌ،
ومتوترٌ.
صنعاء
17/6/2008

السبت، يونيو 28، 2008

اشتروا السياسية



حكاية المقال حكاية ،لأسباب خاصة وغير خاصة ، ومفهومة وغير مفهومة ، لم ينشر في أي صحيفة ، وهذا معناه أنني حاولت أن أنشره في أكثر من اتجاه ولكن، حظه قليل ! لابأس ، أستطيع أن أدعو لمن قام بعمل يجعلنا نستغني عن أولئك الذين يستغنون، بتوصله إلى شيء يسمى الانترنت ، ومن ثم المدونات ، ليحفظه الله .
هنا ، بعيدا عن حسابات وأمزجة الآخرين


"صورة الرئيس غير موجودة في الصفحة الأولى" هكذا كان على الرجل أن يبرر استنتاجه بأن الصحيفة "السياسية" التي بيدي ليست حكومية، وبالمصادفة كان ذلك ما نراه

آخر كان مندهشاً من المقالات المنشورة فيها لبعض الكتَّاب، وهي مقالات تكتب بحرية دون مقص رقيب .
لماذا يستنتج اليمني ويندهش هكذا، ربما للعلاقة المشروخة بينه وبين أولي الأمر الذين لا يريدون له أن يعامل بمنطق صادق. أو ربما عقدة تصحبه دائما: إنه لا يستحق أن يعامل بصدق ووضوح.
أريد أن أقول أنني من المدوامين على شراء صحيفة السياسية ، لأنها تحمل في مضمونها لي كقارئ من كل شيء أحسنه ، وصفحاتها تتنوع إضافة إلى الصفحات المعتادة . اليمن في الإعلام الخارجي، ترجمات ، علوم وتكنولوجيا ، وصفحة دراسة . نستطيع أيضاً أن نرى الصورة من خلالها بحياد ومهنية تفتقده الكثير من الصحف الحكومية، المتخصصة بالتزويق والتحسين، وعدم احترام عقل القارئ . الحكومة عندنا ليست منزهة عن الخطأ والوقوع في المشاكل وأحيانا "الكوارث"، لكن الاعتراف خطوة أولى لإيجاد الحل وتجاوز الأخطاء. عندها يمكن للجميع أن يعذرك !
تتيح صحيفة "السياسية" مساحة لا بأس بها لكتاب، ليتحدثوا بصراحة وينتقدوا بموضوعية. وهذا ما تحتاجه الصحف الحكومية الأخرى للحديث بوضوح عن السلبيات التي تـُزنق عادة "بلقطات سريعة" و"باختصار" سواء في أداء الحكومة أو في قضايا يتم تناولها تمس المواطن والمجتمع .
فالمقال الذي يكتبه الصحفي أحمد غراب في عمود "باتجاه الريح" فنجان قهوة أشربه كل صباح . وأحمد غراب يكتب بطريقة ساخرة لم نتعود عليها بالإضافة إلى مقالات صادق ناشر والآخرين.
أيضاً يصدر مع السياسية يوم الأربعاء من كل أسبوع ملحق مجاني"قراءات سياسية" ، وملحق مجاني آخر الترجمةالعربية لصحيفة "ليموند ديبلوماتيك" الفرنسية نهاية كل شهر . وهذا جهد يحترم القارئ ويقدم له كل جديد ويربطه بالعالم من حوله. بعيداً عن تحصيل الحاصل الذي نراه في صحف أخرى .
النقطة الأخيرة:حدس ينتابني وربما من هم مثلي راهنت أصدقائي عليه: " البعض ستزعجه هذه الصحيفة وستحاول أيديهم أن تمتد إليها بالإيقاف وإن معنوياً.لأن البعض لم يتعودا على مثل هذا الأداء والوضوح، والجدية.ويخشون الحياة في النور. لهذا وحتى ذلك الوقت أنصحكم: اشتروا
السياسية.

الثلاثاء، يونيو 24، 2008

إلى البيت


إلى البيت تذهبُ؟
أغضى !
يُغيُّرُ هذا الفتى لامة الحربِ
ينسى انتصارات،
أولُها آخِره.

شحوب المدينة يطغى عليه
وجَحر الوجوه الذي في القرى .

غروب التفاصيل في صدره
ينادي زماناً،
لذا أنكره.

أيشتاقُ،
كيف؟
تَعودُ مرارا
يخافُ إذا سردت لحظةٌ آخره.

أينسى ،
لماذا؟
إذن
فرَّغتْ لحنها الذاكرة.

أيختارُ،
ماذا؟
وبين العيون بياض
يغطي الكرة.

تغيبُ ،
ويبقى عبورٌ،
يحط دماً كلما غيَّره.

أتُلهيهِ بعضَ العيون ،
استوى،
وتُعدمُ في روحها، خاسِره:

فؤاد يشف
غياباً،
يُتوئمُ مايشتهي حاضره.

أيُطلقُ ؟
سجن خفيٌ
وكيف أسيرٌ يفك الذي آسِره.

- إلى البيتِ تذهبُ،
- سرَّاً:

إلى المقبرة !

الأحد، يونيو 15، 2008

محمد الشهاوي

قراءة في بردية الأسرار
محمد الشهاوي*

مَنْ أنتَ يا طيْفاً يجيء إليَّ
عبرَ جوانحِ الظُّلَمِ،
متسلّقاً أسوارَ صمتي..
يستلُّني من غمد صومعتي
ويُركِبني بُراقَ الرحلةِ الكبرى؟


من أنتَ يا طمثَ الحضورِ ونطفةَ التكوينْ؟
ها أنتَ تفتح في دمائي قمقمَ التبيينْ
ها أنتَ تُطعمني الإباءَ،
وكعكةَ الإصرارْ
وتبثّني برديّةَ الأسرارْ
ها أنتَ تطلقُ في شراييني
خيلَ الجموحِ عوالكَ اللُّجُمِ
من أنتَ يا طيفاً يجيء إليَّ
عبر جوانحِ الظُّلَمِ؟


أوقفْتَني في أوَّل الصفِّ
وملأتني بالنورْ
من بعد ما ضمّختَني بالورد والكافورْ
وأخذتَ من كَمّي لكَيْفي
أوقفتَني في العروة الوثقى
وجعلتَ لي جَبلَ المدى مَرْقَى
أوقفتَني في ساحة الإفضاءْ
وأريتني السِرَّ المخبّأْ
أسريتَ بي،
حتى رأيتُ المنتهى والمنشأْ
وفتحتَ لي سِفرَ الرموزِ ومعجمَ
الدهشه
وهمستَ في أذني: انطلقْ
واصدعْ
ونبِّىءْ
نبّىءْ بما يُفضَى إليكَ فأنتَ
مَنْ ليراعهِ بشئوننا نُفضي
واصعدْ جبالَ البوحِ حين تعود للأرضِ
إن قيلَ:
مسكينٌ..
فإن المجدَ لا يُـشْـرى
أو قيلَ:
مجنونٌ..
فنحن بحال مَنْ نختارُهُ أدرى
طوبى لعبدٍ ينشرُ الخيرا
ويموتُ مصلوباً على حبلٍ من
الرفضِ
طوبى لمن لم تثنه (حمّالةُ
الحطبِ)
وإذا تصدّى للغوايةِ..
يغتلي لهباً يصبُّ النارَ في كَفّيْ
(أبي لهبِ)
طوبى لمن لم يعرف الراحه
طوبى لمن لم يُلقِ - رغم الغبنِ –
ألواحَهْ
طوبى لمن لم يُحنِ هامَ الحرفِ
والقلمِ
من أنتَ يا طيفاً يجيء إليَّ
عبر جوانحِ الظُّـلَمِ؟


أوقفتَني والليلَ والأحلام
والجمرا
ومنحتَنا صكَّ الولاية بعد ما
أوصيتَنا عشرا:
لا تقربوا شجرَ الخيانه
لا تخذلوا سيفَ الأمانه
لا تركبوا للغيِّ فُلْكا
لا تجعلوا للخوفِ سلطاناً
عليكم - يا أحبّائي - ومُـلْكا
لا تقطعوا الأيامَ نوما
لا تُذعنوا لمشيئة الأهواءِ يوما
لا تكتموا رأياً وأنتم ألسنُ الأُمَّه
لا تحسبوا الإغضاءَ حكمه
لا تُحجموا رَغَباً ولا رَهَبا
لا تهربوا إمّا سواكم آثر الهربا.
من أنتَ يا طيفاً يجيء إليَّ
عبرَ جوانح الظلمِ
متسلّقاً أسوارَ صمتي
يستلّني من غمد صومعتي .

الاثنين، يونيو 09، 2008

الحرب !

تأكل ُالحرب أقدامَ البيوت
تلعقُ دماء الجنود.
ولأن الأمهــات أصدق حدســا وقتها؛
لا تــدفـعُ الحرب بالدعاء !


الأحد، مايو 25، 2008

२२ مايو - لهم عيد آخر

الزمن :९ صباحاً


المكان:قاعة 22مايو

المناسبة :.......



يتبع

الاثنين، مايو 19، 2008

بمحاذاة امرأة


الواحدة منتصف الليل ..
هذه الساعة مناسبة لأشعر بآلام القولون . أضع أصابعي على المكان الذي يترجم قلق الماضي. ويعود بشدة كلما وقعت ببقعة كخطوط لعبة !
مايحدثُ ناتج عن تأخرٍ لم تنتبه له الأرض .عن يد سقطت فجأة قبل أن تلتقطني. عن حضور في أحاديث مجانية.
قالت لي وأنا أحدثها عن الصداقة:
- هي بلا مصالح
- بالتأكيد
- طليقة كالهواء
-أهه
- ثم مالذي سيحدث . وكانت عيناها تكفر بما أقول. هل بدأت أنا من حيث انتهت . تسكنني كالضوء والعتمة ، أتذكرها تقول :
- شيء ما يجعلني أنصت إليك كصوتي. أتحلل منذ البداية . أدوِّر بين ركام قديم فأجدك جديداً .
ضعني في أوقاتك لأميز وقتي. سأحب المنفى معك .
الساعة الواحدة: واهمة كالمنطق أحيانا، وحقيقية كالجبر التاريخي.
أتذكرُ ؛
لأني رحلت متغاضياً عن عدم رغبتي في الموت منفرداً. وكنت أعرف أني سأحب المنفى معك !


الأربعاء، مايو 07، 2008

القُبلة بنية الطعنة



قال لي صاحبي : إن المعارضة دائما ما "تُجارِر" على الشعب ، مضيفا إلى كلمة الشعب: البائس / المسكين / المغلوب على أمره / المؤدب / المهذب / الصادق / المُصدَق .
ثم أكمل حديثه : كلما صرَّحت المعارضة تصريحا ، أو خرجت بمظاهرة ، أو نفذت اعتصاماً احتجاجاً على الأوضاع المتدهورة ، أو حتى ظهر ذلك في ملامحها ؛ ترتفع الأسعار ، وبحسب وزن فعل المعارضة ، أو تقوم السلطة بإطلاق مبادرات لإصلاح العالم من حولها، أو تعدل قوانين من شأنها العدول عن الوضع القديم إلى وضع أكثر أماناً ، توطيداً للحكم الرشيد ومنعاً لكل من تسُّول له نفسه المساس بكبريائه التي تطاول السماء .

جولات جديدة في كل مرة ، تقوم السلطة بإخراج لسانها للمعارضة ، فما تعديل قانون المحليات إلا لسان طويل ليذكر المعارضة بخطأ إهمالها لانتخابات المحليات السابقة، التي فاز بها الحزب في السلطة بأغلبية ساحقة ، وهو ما أتاح لها فسحة للهروب من أزماتها المتلاحقة . أما المعارضة فبعد كل ابتكار من ابتكارات السلطة فتعود من "ألف لا شي له " فهي لا تملك ابتكارات سريعة وبنفس المستوى.

من آخر هذه الابتكارات المذهلة أيضاً، تعديل قانون العقوبات.. تصدياً لكل من يحاول أن يتحدث عن الحكومة والوزراء والجيش والرئيس، أما من يحدد بالضبط أن هذا الحديث أو ذاك تعدى إلى المساس بالوحدة، والأمن، فهذا متروك للخصم الذي يلعب دور القاضي في كل الأحوال.

تعديل القانون ظاهره الرحمة، وباطنه: أن الشعب بدأ يعي حقه، بينما المطلوب منه أن يعيش كالغريب وعليه أن يكون مؤدباً (في التعامل مع أسياده ) وهي الكلمة التي قيلت لأحد الصحفيين ذات اختطاف.
المطلوب من الشعب أن يسبح بحمد السلطة ليل نهار ، ويحمد ربه أن من عليه بسلطة تحمي كرامتها فتضرب بيد من حديد ، لكنها بالمقابل لا تحمي كرامته المهدورة في الداخل والخارج ، ولا تعمل على محاسبة من يسئ إليه وينتهك حقوقه .

لم نسمع عن تعديل قانون يحمي دم الإنسان اليمني الذي لا تتساوي قيمته، بل كل له ثمن مختلف حسب المكان الذي ينتمي إليه. لم نسمع عن قانون يحفظ أو يدافع عن كرامة اليمني الذي يهان ويقتل وأخيراً يحـرَّق على الحدود السعودية. لم نسمع بقانون يعدل ليعاقب استغلال هذا الشعب من قبل الفساد الجاثم على صدره.

كل القوانين المعدلة ليست إلا تهربا من المشكلات وترحيلاً لها إلى الأمام لنصادفها مرة أخرى بشكل آخر . فالمعروف أن هذه السلطة قائمة على أفضل الأنظمة السياسية ، ولديها قوانين تضاهي أجدع قوانين أعظم دولة في العالم . فالمشكلة إذن ، ليست في القوانين بل في من بيدهم تطبيقها .

لم يعد هذا الشعب يثق بهذا السلطة ، فهي كالكتاب المفتوح الذي يفهمه أكثر من أي شيء في حياته ، وإلا لماذا كلما مرَّ بأحجار أساس ، فإن أول من يتبادر إلى ذهنه :"الله يعلم كم سرقوا " الشعب يتذكر السلطة الهشة في التفاصيل الصغيرة والكبيرة .عند كل تقرير دولىأو محلي... عند كل شارع محفور ، عند كل جسر طويل الأمد ، عند كل موظف يطلب رشوة ، عند كل تأخير في معاملة ، عند كل تاجر جملة جشع ، عند كل قسم شرطة ، عند كل محكمة قاضيها في النار ، عند كل جولة يكثر فيها سواد المتسولين ، عند كل انطفاء منتظم للكهرباء وانقطاع للماء ، عند كل مدرسة بدون مدرسين ، عند كل مستشفى بدون خدمات ...فهو محاصر بإخفاقاتها ، بلا مبالاتها، بعجزها.

أما التعديلات، والقوانين المستحدثة، والهيئات، واللجان الكثيرة. فما هي إلا كما قال الشاعر شيللر في مسرحيته "قطَّاع الطرق" : قبلة على الشفتين وطعنة في القلب !

الأحد، مايو 04، 2008

جديد الغفوري


أصدر الصديق الشاعر مروان الغفوري روايته الأولى "كود بلود"، ليدع خططه السابقة فيقتنص اللحظة التي تأتي دون موعد . مبروك جداً جداً مروان بيك .
عن مدونة "قلتها مرتين
صدرت قبل يومين"كود بلو" الرواية الأولى للشاعر اليمني الشاب مروان الغفوري عن دار أكتب للنشر والتوزيع.
هذه الرواية خرجت عن كونها عادية لوفرة صراعها الفكري على حساب الأحداث التي هي أساس مهم ترتكز عليه الرواية التقليدية، كود بلوو رواية بلورت فكرة التسارع الزمني باتجاه الخاتمة لكونها لم تمتد لعمر مكتمل او لأجيال مرتبة على التوالي فأحداثها تولد وتوأد في ساعة زمنية مفردة، وبلا مقدمات تتسع بلغة مدهشة لتبلغ ذروة شسوعها باستحالة ساعتها إلى عام كامل .

وفيها تقول الشاعرة العمانية رقية البريدي:

إِنَّ قَارِئَ " كود بلو " يَسْتَطِيعُ أَنْ يَجْزِمَ مِنَ الْقِرَاءَةِ الأُولَى بِأَنَّ مَرْوَانْ الْغَفُورِي شَاعِرٌ قَبْلَ كُلِّ شّيء ، حَاوَلَ مِنْ خِلاَلِ رِوَايَتِهِ أَنْ يَتَخَلَّصَ مِنْ شُحْنَة كَبِيرَة مِنَ الْوَجَعِ الْمُغَلَّفِ بالْمَوْتِ مِنْ خِلاَلِ نَصٍّ رِوَائِي ، سَخَّرَ فِيهِ ذَاتُـهُ الْمُوجَعَة لِتَكُونَ الرَّاوِي النَّاطِق بِصُوَرِهِ الشِّعْرِيَة مُجَلِّيًا ذَلِكَ الاضْطِرَاب و الْقَلق النَّفْسِيّ الذِي يَسْكُنُهُ ، و رَاسِمًا لَنَا عَوَالِمَهُ الْخَاصَّة بأُسْلُوبٍ سَلِسٍ و جَمِيل .و أَظُنُّه وُفِّقَ إِلَى حَدٍّ كَبِير فِي اسْتِثْمَارِ ثَقَافَتِهِ الْوَاسِعَة ، و اطْلاَعِهِ الْمُمْتَد ، إِلَى جَانِب تَخَصُّصِهِ الذِي كَانَ مُسَيْطَرًا عَلَى الْمَشْهَد مِنْ بِدَايَةِ النَّصِ إِلَى نِهَايَتِهِ ،

و أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُول أَنَّهُ نَجَحَ فِي تَوْظِيفِ تِلْكَ الالْتِقَاطَاتِ الدَّقِيقَة الْمُتَمَثِّلَة فِي الْمَخْزُونِ الثَّقَافِي ببَرَاعَةِ نَسْجِ الْحَدَثِ ، بِمَا يَجْعَلُهُ يُعَبِّرُ بِحُرِّيَةٍ مُطْلَقَةٍ عَمَّا يُرِيد ، لِنَجِدَ دَفَّتَيْن أَسَاسِيَّتَيْنِ تَتَجَاذَبَانِ النَّصَّ هُمَا : الطِّب و الأَدَب ، فَيُمَثِلُ لَنَا بِطَرِيقَةٍ مَا عَالَمَيْهِ الْمُمَيَّزَيْنِ مِنْ خِلاَلِ الطَّرْحِ الْمُتَبَادَل بِبَرَاعَةِ الْكَاتِب حَيثُ يُدْخِلُ الأَطِّبَاءَ و الشُّعَرَاءَ فِي مَحْكَمَةِ الذَّاتِ الْخَفِيَّة ، و نَجِدُهُ يَنْحَازُ بِنَفْسِهِ للأَدَبِ و الشُّعَرَاء ، حَيْثُ يَصُبُّ سَخْطَهُ عَلى الطِّب و الأَطِبَّاء فِي هَذَا النَّص مُلْتَجِئًا إِلَى الشِّعْرِ و الشُّعَرَاء رُبَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ نَاتِجًا عَنْ شُعُورٍ كَامِنٍ فِي ذَاتِ الكَاتِب بَعْدَ عَجَزَ الطِّبُّ عَنْ إنْقَاذِ حَبِيبَتِهِ ، و رُبَّمَا يَكُونُ دَافِعًا أَيْضًا نَحْوَ الْتَّمَيُّزِ فِي مَجَالِ تَخُصُّصِهِ و هُوَ يَرَى حَبِيبَتَهُ فِي رُوحِ كُلِّ مَرِيضٍ يُعَالِجُهُ كَمَا صَرَّحَ بِذَلِكَ يَوْمًا . و لَيْسَ غَرِيبًا أَبَدًا أَنْ نَسْتَشْعِرَ ذَلِكَ التَّمَاهِي و الامْتزاج الرُّوحِي بَيْنَهُ و بَيْنَ لَيَال نَبِيل ( سَالِي نَبِيل ) و كَيْفَ اسْتَطَاعَتْ الْقُدْرَة الإِلَهِيَّة الْمُتَجَلِّيَة فِي الْمَوْت أَنْ تَفْصِلَ بَيْنَهُمَا ، لِيَدْخُلَ الْكَاتِب فِي عَوَالِم الذَّات ( الأنا ، و الأنا الأعلى ) ،

و هَذَا التَّقْسيم الدَّقِيق ما هُو إِلاَّ دَلاَلَةُ حُبٍّ رَصين ، جِعَل لَيَال نَبِيل تَسْكُنُ فِي دَاخِلَ الكَاتِب بَعْدَ أَنْ ارْتَقَتْ رُوحُهَا للسَّمَاء ، و هَذَا الاضْطراب النَّفْسِي يَظْهرُ جَلِيَّا عِنْدَمَا تُتَاحُ الْفُرْصَة للكَاتِب أَنْ يَتَحَدَّثَ عَنْ حَبِيبَتِهِ لَيَال بِشَكْلٍ أَوْ بآخَر ، أو رُبَّمَا مِنْ خِلاَلِ السَّيدَة فَيْرُوز التِي كَانَ يَلْجأُ إِلَيْهَا لِتُغَنِّي و تُشْبِعَ ذَاتَهُ الْمُنْتَظِرَة للحُبِّ . إِنّ التَّنُوَّعَ السَّرْدِيّ للكَاتِب ، و التَّنَقُلُّ الْخَفِيّ لَهُ يَجْعُلُنَا نُشَارِكُهُ مُتْعَةَ السَّفَرِ حَتَّى النِّهَايَة ، طَمَعًا فِي أَنْ نَخُوضَ فِي حَيَاةِ مَا بَعْدَ الْمَوْت و مَا قَبْلَ الْحَيَاة الثَّانِيَة ، ثمَّ أنَّ "الْمُنُولُوج" يَشُّدُّنَا لاسْتِكْشَافِ أَشْيَاءَ كَثِيرَة و يَفْتَحُ لَنَا بَابًا وَاسِعًا مًمْتَدًّا لِنَعِيشَ مَعَهُ اللحَظْة التِي يُرِيدُنَا أَنْ نَسْتشْعِرَهَا مَعَهُ بِدَهْشَة و تَشَوُّق .



السبت، مايو 03، 2008

مسرحية عائلة.com

يحدث أحياناً أن يأتي الإبداع من حيث لا نحتسب، وهذا ما ينطبق على المخرج والمؤلف الشاب عمرو جمال، الذي ترك الهندسة بعد تخرجه ليؤسس مع زملائه(فرقة خليج عدن الشبابية) المسرحية । بدأ مع المسرح حين فاز بجائزة رئيس الجمهورية للنص المسرحي في 2002 ، بعدها أخرج وألف عدداً من المسرحيِّات منها "حلا حلا يستاهل" ،وبشرى سارة ، وأيضاً، "عائلة.com"التي عرضت مؤخراً في المركز الثقافي بصنعاء 19-24 أبريل.
تدور وقائع المسرحية في إحدى بيوت عدن، ويظهر ذلك من خلال التزام الممثلين باللهجة العدنية الخالصة، وتحكي قصة جيلين لا يتقاطعان في المعتقدات والأفكار . مما يؤدي إلى صراع وجود يستخدم فيه كل جيل وسيلته في الحفاظ على ما يؤمن به محاولاً تغيير الآخر ، أو الابتعاد عنه. ويجعل المؤلف، من جهاز "الكمبيوتر" مادة تمثل جيل الأبناء، ومن "المكتبة" مادة تمثل جيل الآباء.
في المشهد الأول، يعرِّفنا الراوي ( أب العائلة) على أفراد عائلته. ويضيف إلى أفراد العائلة، جهاز الكمبيوتر الذي يلخص الاختلاف ويكون سبباً رئيسياً في الصراع الذي يدور طوال المسرحية.حيث يحاول أب العائلة أن يفرض رقابة على استخدام الكمبيوتر من قبل أولاده، وهو ما يجعل الأبناء يعترضون على التدخل في خصوصياتهم، ويعتبرون ذلك التصرف من والدهم عدم ثقة بهم. يأخذنا المخرج أولاً من خلال بطله إلى ما حدث من قبل ليقول لنا كيف توصل إلى قناعة كانت غائبة عنه، فقد اكتشف أهمية وجود حوار بينه كجيل، وبين أبنائه كجيل مختلف في زمن مختلف. فتبدأ المسرحية من النهاية إلى البداية.
استطاع المؤلف أن يحمِّل المسرحية الكثير من الحيوية في الأداء ، ليجعل الناظر يتعمق في ما يطرحه ويستوعب وجهة نظره في المواقف التي يؤمن بها،ويحاول إيصالها .تطرقت المسرحية في إطارها الكوميدي ، إلى قضايا وأفكار نقلها وعالجها المؤلف بطريقة تبدو عادية لكنها أكثر تأثيراً مما نعتقد. تحدث عن المعلِّم الفاسد / عن الوحدة باعتبارها حق يجب الحفاظ عليه "باعلِّم أولادي التمسك بالوحدة باعتبارها حق"/ عن فكرة التغيير التي لا تبدأ إلا من الداخل / عن الإعلام الفاسد"جيل هيفاء وهبي " /عن العجز وتداعياته التي تؤدي إلى إلقاء اللوم على الآخرين/ عن أهمية تقبُّل الآخر / عن تقاسم الأدوار بعيداً عن نفي الآخر / وعن أهمية حوار الآباء مع أبنائهم وفهمهم"لازم ندخل لعقول أبناءنا". وكل هذه الأفكار و القضايا، سُمِّيت بمسمياتها ووضعت في أماكنها الصحيحة، بعيداً عن تغيير المفاهيم والقيم الذي يحدث الآن في مجتمعنا اليمني.
وقد اعتمد المخرج على شخصيات المسرحية حتى التي الثانوية منها، فلا يبدو للناظر أنَّ هناك مشهدا ما يمكن الاستغناء عنه، أو دورا لم يكن موفقاً. فكل الشخصيات مهمة. وهو ما يجعلنا نشعر مع الشخصيات بالدفء والحميمية حتى النهاية.
المسرحية تحتمل تأويلات لا نهائية يفسرها كل حسب خلفيته الثقافية وهو ما يجعل منها مسرحية بشروط التميز، فلم يقف سن مؤلف المسرحية الذي لا يتجاوز 25 سنة عائقا أمام تميُّزه، ولا سن الممثلين الشباب عائقاً أما قدرتهم على أداء المسرحية وإيصال كل المشاعر، والأحاسيس التي حملتها في كل فصولها.
وإذا ما انتهينا كما فعل المؤلف بالبداية وعُدنا إلى عنوان المسرحية(عائلة.com) والذي ربما اختاره المؤلف بطريقة عادية عفوية. فالنقطة التي تفصل بين كلمة عائلة، وكلمة comالإنجليزية. هي نفسها النقطة التي بحث عنها المؤلف طوال أحداث المسرحية، قائلاً: بإمكاننا أن نجعل من نقاط الاختلاف التي نعتقدها نقاط اتفاق إذا ما تفهمنا الآخر وقبلناه. وهو ما يمكن أن يقاس على عائلة صغيرة، أو على وطن كبير.








الاثنين، أبريل 28، 2008

كيف حالك ياوطن ؟


- كيف حالك يا حاجة ؟
- الحمد لله
- ياحاجة تعب عليك الشمس ..!
- ما نعمل يا ابني وين نروح
- ماعندكش عيال؟
- معي واحد بس مجنون، مستأجرة دكان وساكنة معه.
- بس ؟
- وكان معي واحد ثاني قتل علشان علاقي قات، وهو الآن في ثلاجة مستشفى الثورة له ثلاث سنوات .
- طيب وين أبو عيالك ؟
- أنا أرملة من 30 سنة
- من أين أنت ؟
- من ريمه
- طيب ياحاجة ما انتيش مسجلة بالضمان الاجتماعي؟
- لا، عادني قطعت بطاقة شخصية –هذي-، المرة الأولى دهفني واحد وجلست مريضة شهرين .
- طيب ولا بجمعية الرئيس الصالح؟
- ولا
- طيب ليش ما ترجعيش بلادك ؟
- لما تخلص قضية ابني شاروح.
- إيش تشتي تقولي للرئيس ؟
- علي عبد الله صالح ، الله يحفظه
- لوزير الداخلية ؟
- .....
- ورئيس الهيئة العليا للقضاء؟
- ما اعر فهمش، بس الله يحفظهم ،الله يحفظك أنت شادعي لك بكل صلاة .

الاثنين، أبريل 21، 2008

I am a reader from the Philippines


العنوان أعلاه مقتبس من رد على إحدى تدويناتي، وبالتحديد(صعدة، وتوقعات عم أحمد فؤاد نجم) . كما يبدو أن صاحب التعليق على هذه التدوينة فلبيني(من الفلبين يعني) كما تقول ذمته .

عندما قرأته ضحكت من قلبي، والضحك هنا يندرج تحت مقولة "شر البلية ما يضحك ".
والسبب الأول هو:

أنني لم أستطع تفسير سبب رد هذا الرجل الفلبيني، الذي أشكره من كل قلبي...! لكن لي أسئلة أتمنى أن يجيب عليها .

هل يقرأ العربية ؟
وهل أعجبه الشكل في المدونة أم مضمونها ؟

السبب الثاني الأشد توضيحاً:

استغربت كيف تخلو المدونة من أي تعليق لمدونيين عرب، حتى الأصدقاء منهم ،بينما يأتينا من لا ننتظر بداية

ستجعلني هذه التدوينة حكيماً : "عندما تنتظر أحدهم يعبر إليك آخر"

وها نحن نتكلم ؟
هذه صور من الفلبين ،
Thank u Philippines

الخميس، أبريل 17، 2008

صعدة ، وتوقعات عم أحمد فؤاد نجم


عرفت شاعر العامية المصري أحمد فؤاد نجم من خلال قراءتي لقصائده، ومن سماعي لها مغنَّاة بصوت الشيخ إمام. وفي سنوات دراستي في القاهرة زادت معرفتي به، وتابعته عن قرب عبر جريدة الدستور التي يرأس تحريرها "صلاح عيسى " من خلال عمود أسبوعي كان يكتبه .
قابلته وجهاً لوجه مرتين، الأولى في معرض القاهرة الدولي للكتاب في 2006.وكان يجلس في جناح دار ميريت للتوقيع على الأعمال الكاملة التي صدرت عن الدار . في تلك المرة أخبرته عن آخر مقال قرأته له فردَّ علي بابتسامة: إيه رأيك ، ضبَّطتهم ؟ وقد كان المقال رسالة حادة إلى سفير الكويت. يذكر فيه كيف عومل خلال مهرجان الشعر الشعبي في الكويت الذي كان أحد المدعوين الرسميين فيه.
وكما هو في شعره بسيط قريب من النفس. كان أيضاً بسيطاً في حديثه حول المقال. الذي لم ينس من خلاله أن يذكِّـر السفير بأنهم يعاملون الغريب لديهم أفضل من القريب، فهو المسكين الغلْبان الذي لا يملك شيئاً تعرَّض لمعاملة غير لائقة ولم توف إليه مستحقاته التي وعدوه بها.
المرة الثانية التي قابلته فيها، كانت في نقابة الصحفيين المصريين. حيث كنت على موعد مع أمسية شعرية أحياها هو ، والشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، وابنه الشاعر الشاب تميم البرغوثي أحد الفائزين في البرنامج المشهور أمير الشعراء. كانت الأمسية بالنسبة لي فرصة لا يمكن تفويتها.
عند دخولي نقابة الصحفيين اندهشت لضخامة المبنى وفخامة أثاثه. وترحَّمت على نقابة الصحفيين في اليمن. وقبل بداية الأمسية بقليل، كان أحمد فؤاد نجم واقفاً يتحدث إلى معجبيه. فاقتربت منه وصافحته معرِّفاً بنفسي، فوضع يده على كتفي قائلاً: أخبار الحرب عندكم إيه... الحوثي ؟ وأكمل: دي حرب أهلية! لم تسعفن الدائرة التي أحاطه بها معجبوه، لأتحدَّث معه أكثر .لكنَّ إجابته فاجأتني بمتابعته لما يحدث في بلدي اليمن .
وجعلتني أفكر بمالم أفكر به من قبل: أن ما يحدث في صعده حرب أهلية . ظلت عبارته ترنُّ في أذني حتى سمعت عن وساطة قطر وإنهاء الحرب ، فاقتنعت بعدم صواب توقُّعاته. لكن، ما حدث خلال الفترة السابقة من توترات في اليمن كله . وما حدث في الأسبوع الماضي بالتحديد من عودة المواجهات بين قبيلة تدعمها الدولة وبين أنصار الحوثي راح ضحيتها 12 شخصاً كما تقول الصحف . ذكّرني بما قاله عن الحرب الأهلية ، وبدأت أفكِّر في آثار هذه الحرب وتداعياتها. واشتبكت كل الأحداث الحالية لتلح بتساؤل يقول هل يمكن أن تصدق توقُّعاته؟!
وبالعودة إلى عم أحمد الذي خط أجمل الأشعار في حب مصر.. حب يكاد يفتقده الكثيرون لأوطانهم. يروى في شعره تجارب وحكايات صاحبته طوال حياة حافلة بحب بلده،والناس، والترعة، والفلاح، والقمح، والذرة، وحقول الأرز، والنيل،والجناين. فما نكاد نستمع إلى الأغاني التي كتبها إلا ونحب التي كتبت لأجلها. وقد كان الشيخ إمام رفيقاً يزيد منه، بألحانه وصوته فعاشا وغنَّيا معا في للحزن، وللفرح ، وللحب ، وللثورة . ومازالا حتى الآن ذاكرة مصر التي لا تموت.
*في أذن اليمن أيضاً
سلامتك يامه يا مهره يا حباله/ يا ولاده/ يا ست الكل يا طاهره/ سلامتك من آلام الحيض/ من الحرمان/ من القهره/ سلامة نهدك المرضع/ سلامة بطنك الخضرا/ هناكي وفرحة الوالدة/ تضمي الولد يا والده/ يصونهم لك ويحميهم/ يكترهم/ يخليهم/ يجمع شملهم بيكي/ يتمم فرحتك بيهم/ صباح الخير علي ولادك/ صباح الياسمين والفل/ تعيشي ويفنوا حسادك/ ويسقوهم كاسات الذل/
صباح الخير على الثانوي/ وأهلا بيكو في القلعه/ وباللي في الطريق جايين/ ما دامت بلدي ولاَّده/ وفيها الطلق والعاده/ حتفضل شمسها طالعه/برغم القلعة والزنازين …!

السبت، أبريل 12، 2008

فاتحة جديدة لفتاة قديمة



أنا الآن أقرب من أي وقتٍ
وأبعد من ظلِّنا يوم كنَّا
نخبئُ أحلامنا خائفين.
أنا الآن أكسرُ قاعدة اللَّغْوِ،
وحْدي
أكون اشتهاءً..
يغالب آخر شكٍ يواري أحبُّكِ، أعْنِي:
لهذا خلقتْ !

***
كل شيء أصبح واضحاً بما يكفي
التأريخ ليعيد نفسِه:
بدت قصتنا أشبه
بالبحث عن سلام عالمي
أشبه بالحوار بين الحضارات
أشبه بحقيقة علمية !

هل تذكرين مثلاً :
حين كنَّا كمهرجانٍ
حين ترتبنا ثانية لأجلنا
حين شعرنا بالموت
لحظة أن أخطأنا الطريق إلى وجودنا.

مالذي يجعلنا بعد أن أدرنا ظهورنا
نتذكرُ هكذا..
نُقارب وجهات نظرنا
نسمِّي الأشياءَ بأسمائنا.
مالذي يجعلنا متواجدَيْن بكثرة
في علم النفسِ
في الطب، والتكنولوجيا
في التاريخ ِ
في المدنِ
في السياسةِ.

مالذي يجعلنا غارقَيْن بأنفسنا بعيداً
عن العالم
وبعيداً حتى عن أنفسنا.
مالذي يجعلنا ونحن معاً نتفق مع أحلامنا
مالذي يجعلنا نؤكد بأن المسافة
أقرب مما كانت عليه يوم التقينا...
نعترفُ عبْر رسائلِ الموبايل الأخيرة:
"المسافة أقرب كهذه الرسالة"

منذ آخرِ رحيلٍ
يشير لعودةٍ جديدة
لمْ نعْبُرْ جيداً إلى أنفسنا
نحتاج لوقت أطول
لنكون محايدينَ
أكثر من صالات المطارات
والميادين العامة.

منذ آخر حلم..
يشير لحقيقة جديدة
لم نغفُ جيداً
نحتاجُ لموتٍ آخر
بعيدا عن انتباهاتنا المتكررة.

***
منذ عينيكِ
لا وقت يهتمُّ لي:
أهذِّبُ طبعي الزجاجُ
وأبدو كتلويحةٍ،
وتبدو القرى داخلي مثلها الآن..
لا ماءَ
لا زرع َ
لا ما يهدهدُ طِيبتَها
أو يلملمُ شعثَ الملامحِ
ليتَ "زمانا"ً يَعودُ..
وليت"زماناً"يعودْ.

***
أنا الآن أكثر .

8/4/2008

الأربعاء، أبريل 09، 2008

المدونات اليمنية.. بحثاً عن مكان








يستطيع مستخدمو الإنترنت العُبور إلى العالم وهم يشربون فنجاناً من القهوة أمام جهاز الكمبيوتر في منازلهم. فلم يعد العالم قرية صغيرة كما كنَّا ندّعي، بعد أن أحدثَ التقدم في المجال التكنولوجي انكماشاً في الزمان والمكان. فأصبحنا نصل بسرعة ، وأصبح العالم أكثر ازدحاماً على حد تعبير عالم الكيمياء الحائز على جائزة نوبل المصري أحمد زويل .
في عالم الإنترنت الذي تعدُّ "المدونات الإلكترونية" آخر ما أفرزه.. كنَّا نتحدث عن مواقع إلكترونية مدفوعة الثمن يمتلكها أصحاب الشركات والأعمال. وأصبحنا الآن نتحدث عن مساحات مجانية (المدونات) تسمح للجميع بممارسة هواياتهم الكتابية أو التعبير عن آرائهم الخاصة مهما كانت.
بالنسبة للعالم العربي عامة واليمن بشكل خاص، حرر الإنترنت المواطن العربي من المعلومة الجاهزة، ومن القيود التي كانت تضعها الحكومات-ولازالت بقدرما تستطيع- على حرية التعبير . وحرر أيضاً الكتَّاب من مزاج أصحاب الصحف الحكومية والمستقلة.متيحاً حرية غير مشروطة في ممارسة النقد على كل المستويات سياسياً، وثقافياً، واجتماعيا ، والتعبير عن همومٍ مشتركة في هذا الكوكب .

من المنتديات إلى المدونات

بانتشار المدونات على الإنترنت. تحوَّل مرتادو المنتديات الإلكترونية، تاركين وراءهم إرثاً قديماً، لحجز أماكن خاصة تتيحها المدونات بعيداً عن تابوهات "الدين ، والجنس ، والسياسة أحياناً" .
من هذه المنتديات، منتدى حضرموت الذي كان في بداية الألفية يتجاوز محيطه اليمني ليضم أعضاء من دول عربية شتى. ثم جاءت بعد ذلك منتديات مثل المجلس اليمني، ومنتدى حوار، ومنتدى المستقلة. وهي من المنتديات المشهورة التي عرّضتها الشهرة للحجب مراراً على يد يمن نت.بينما اخترق الأخير من قبلِ (إسلاميين) كما يشاع ، وتوقف .
وعلى الرغم من التنام البطيء لحركة التدوين اليمنية ، إلا أن المدونات الحالية لم تصل بعد إلى المستوى التي وصلت إليه المدونات العربية، ومنها السياسية على وجه الخصوص. فلم نسمع إلى الآن بمدونة تهتم وتتابع ما يجري من أحداث سياسية في اليمن وانتهاكات حقوقية.فمازالت المدونات يحاولون ممارسة الكتابة في مثل هذه الأمور بخط واضح.


مدونات جديدة ..مدونون جدد

بلغ عدد المدونات اليمنية حتى 2007(2056) مدونة إلكترونية ، بحسب إحصائية أعدت من قبل منظمة تطلق على نفسها (بيت المدون اليمني) . وهي منظمة غير فاعلة على ما يبدو أسست حديثاً لتعني -على حد قولها- بالحركة التدوينية في اليمن . وتذكر الإحصائية أن المدونات الشخصية احتلت المرتبة الأولى بنسبة (567) مدونة خاصة. يسعى أصحابها لتحديثها بشكل متسمر . ثم تأتي المدونات الأدبية والثقافية ثانياً بنسبة (380) وثالثا المدونات الاجتماعية الأسرية بنسبة (198) بينما تحتل المدونات السياسية والإخبارية. مرتبة متأخرة بنسبة (111) .

ويبدو هذا العدد ضئيلاً، مقارنة بعدد المدونات العربية التي يبلغ عددها 40.000 مدونة. يتركز معظمها في مصر، المغرب، والسعودية. وبالمقابل ، يبدو العدد العربي ضئيلاً مقارنة بالمدونات في بلد كاليابان والولايات المتحدة التي يبلغ عدد المدونات في كل بلد منها ما يزيد عن 2 مليون مدونة إلكترونية .

مالم تذكره الإحصائية اليمنية ، أن الكثير من هذه المدونات يديرها مدونون يمنيون يعشون في الخارج ، وهي في أغلبها مدونات شخصية بأسماء مستعارة . تُسجل فيها تفاصيل الحياة اليومية . ومنها أيضا مدونات علمية يتابع مدونوها كل جديد في العلوم والتكنولوجيا وهي لطلاب يدرسون في الخارج.من أهم هذه المدونة مدونة .

ورغم ما هو معروف عن المدونات اكتشافها لشخصيات كتابية جديدة لم نسمع بها من قبل . إلا أن واقع المدونات اليمنية لا يحيل إلى هذا. فهناك العديد ممن نعرفهم في الصحافة المكتوبة اتجهوا إلى عالم المدونات بحثاً عن القارئ الذي لا يجدونه في منابر أخرى. من هذه المدونات الأكثر شهرة مدونة الشاعر "على المقري" ، المكتوب على بابها عبارة مختلفة تقول"لا تنتهي حريتك حين تبدأ حرية الآخرين ، بل يصبح لها معنى .. المعنى حرية مجاورة " وهناك مدونة مشهورة"صرخات مظلومة" للكاتبة فاطمة الأغبري ،ومدونة أحرار للصحفي سامي نعمان.


المدونات...الحجب يطال كل شيء

لا بدّ من التذكير بأن اليمن ترد على لائحة "الدول الخاضعة للرقابة" التي أعدتها مراسلون بلا حدود في 12 آذار/مارس 2008॥ هذا ما جاء في بيان منظمة"مراسلون بلا حدود" تستنكر فيه حجب مدونات مكتوب। بعد أن قامت يمن نت دون سابق إنذار بحجبها كإضافة لتاريخها العريق في حجب المواقع الإلكترونية والمنتديات.وفي هذا الصدد أيضاً، أصدر "إتحاد المدونين العرب" بيانا ًنصه:"إن إتحاد المدونين العرب وهو يعتبر التدوين قضية مبدأي حرية التعبير والرأي ليبدي شديد أسفه وألمه لهذه الإجراءات ويأمل من السلطات المعنية في الجمهورية اليمنية إعادة فتح هذه المواقع والمدونات تمشياً مع الاهتمام الرسمي المتزايد بتفعيل الحريات العامة وضماناً لحرية الرأي والتعبير والصحافة التي يكفلها القانون اليمني.وأعلن مساندته للمدونات المحجوبة وتمنياته برفع الحجب . وبعد أسبوع كاملٍ في 13/مارس/2008 رفع الحجب من قبل يمن نت ، دون أن يُعرف سبب الحجب لهذه المدونات.

كيف تنشئ مدونة ؟

تعنى كلمة (blog ) "مدونة" - سجل الشبكة ، وهي كلمة منحوتة من كلمتي (log web) وهي تطبيق من تطبيقات الإنترنت، يعمل من خلال نظام الإدارة كمحتوى ، وهي في أبسط صورة عبارة عن صفحة web تظهر عليها تدوينات (مداخلات) مؤرخة ومرتبة ترتيبا زمنيا تصاعديا . وهذه الصفحة مزودة بأرشفة لكل ما كُتب فيها . ويمكن من خلال المدونة التفاعل بين المدونين والقرَّاء ، من خلال التعليقات على مواضيع المدونة . من هذه المواقع الإلكترونية التي تستطيع من خلالها إنشاء مدونتك الخاصة
http://www.blogspot.com/ ,والموقع العربي المشهور،http://www.maktoob.com/ ما عليك سوى الدخول للموقع وتتبع التعليمات .

الجمعة، أبريل 04، 2008

المسحوق والأرض الصلبة


(من هنا يجب نذكر أن الصحراء الشاسعة ، والبراري الواسعة ، قد تكون أكثر إلهاما للكاتب(المسحوق) من (أرض صلبة) تمنعه من المواصلة وسط ضجيج السيارات ، وزحمة الكائنات. إلا أن تلك الصحراء لن تعوِّض الكاتب أمرا ذا بال ، إذا ظل يكتب هناك عشرات الآلاف من المجلدات ...ثم يسمع نفسه. )

عزيزي...
في زمن المادة ...بدون جمهور ... أنت لا شيء
مبدئيًا أقسم بالذي خلق السماوت والأرض، إن دي ما غلطتي، فلست أنا صاحب دار النشر، ولا المشجع الأول، ولا الأخير على ماحدث ، هيا مؤامرة يا جماعة، اكتملت أراكانها، وكنت أنا الضحية الوحيـــدة ....

إبراهيم عادل بمناسبة قرب إصدار الكتاب

الأربعاء، أبريل 02، 2008

بمحاذاة امرأة


لا أحد في الشرفة. تقع عيناي على حجر بلون آخر في جدار الغرفة .لم يجف شجني بعد . ولا لفتاتي التي تقطع الوقت لأتأكد من أمل يبدو عليه الشحوب.

محاولة للإعادة بغير أدواتها السابقة
عندما حدثتك عن إطلالة بعيدة . كنت أراود أفكاري، ثم أدعها تمضي في طريقها عند أول رضا..!
لا تريد أن تعيش إلا ككتلة مكررة...على كل حال ..!

إلى أين يمكنني أن أصل بابتسامتك التي لا تفارقني في لحظة تبدو لي أحيانا واهمة. وحين أذهب باتجاه آخر أدرك أن الكون لا ينام، ولا يتوقف. كيف يمكن أن أرى نفسي أقف في المكان الذي تقفين فيها الآن. وأنا أحاذيك وأُعيد النظر لعينيك ثانية.فأسألك :
لماذا لم نفكر هكذا من قبل ؟
لماذا حاولنا الموت على غير عادتنا ؟
كان سؤالك الأخير عن أحوال الأهل، يضع أسئلة كثيرة لم نتعود عندنا أن نسألها، خاصة عندما لا نكون قد التقينا بهم من قبل.
الإشارة التي أؤمن بها تماما.
تذكر الحكايات التي تداولها الناس، أن فتاة صغيرة تزوجت برجل يكبرها بعشر سنوات . كان هو يعرفها عندما كانت في المرحلة الأولى من الدراسة .

أليس هناك نهاية للمراحل أيضاً، لا أراها غارقة كالغروب بل أشد وجوداً. وأنا أمهر فيها محاولتي التي تعرفينها
التأخر أشد وطأة من ظنونا..!
أعتم من تفاؤلنا أحياناً ...!

لا أحد سوى صوت الريح ..تحاول أن تجد إجابة لأسئلة تربطني بالقلق، وبآلام أخرى.
لماذا علينا أن نفكر بآخر شيء مرَّ بنا حتى ولو كان ألماً ؟

السبت، مارس 29، 2008

إلى معالي وزير التربية والتعليم !


هذا مقال نشر في صحيفة المصدر الأسبوع الماضي ، محتواه يبين سبب كتابته ،يوم أمس أخبرني رئيس التحرير / الأستاذ سمير جبران ،بأن اتصالاً جاءه من مكتب الوزير يعاتبه على نشرالمقال ، وسؤاله عن من يكون كاتبه ؟ كنت أتوقع التعامل مع ما طرح في المقال بموضوعية وجدية ، حتى لا يتكرر وتعود المعاتبة ، لكنَّ يبدو أن توقُّعي كان أكثر تفاؤلاً ،


رسالة إلى معالي وزير التربية والتعليم: إنهم يبصقون في وجوهنا
25/03/2008

محمد الشلفي
لا أدري هل ستقرأ رسالتي هذه أم لا؛ فشخص لديه مسئولياتك ربما لن يجد وقتاً كافيا لقراءة رسالتي..!
معالي الوزير..
حاول ولو لمرة واحدة، أن تلقي نظرة على أقسام وزارتك، لترى كم هي بعيدة عن نمط قاعات الاجتماعات الفخمة، واتيكيت أصحاب البدلات الكاملة، والوفود. حاول ولو لمرة "تفقد" موظفي وزارتك، وسؤالهم سؤالاً واحدا: لماذا يبصقون في وجوه المواطنين "أصحاب المعاملات"؟
لا يحتاج الواحد منا سيادة الوزير لأكثر من ساعة واحدة "ليهان" في وزارتك. فمثلاً: في قسم صغير كالكنترول- وهو بالمناسبة المسؤول عن استخراج الشهادات، والمعاملات، والوافدين.. ومثل هذه الأمور التي تعرفها أكثر منَّا- يحدث التالي كل يوم بل كل ساعة من الدوام الرسمي:
يقف المواطنون أمام شباك كتب عليه: الشهادات، يجلس فيه موظفان أحتفظ بأسمائهما، ينشغلان بالأحاديث الجانبية عن خدمة المواطنين، وكلما حدَّثهم أحد المواطنين، يجيبون عليه بالسخرية؛ على اعتبار أنه يقاطع أحاديثهم -كما أعتقد تفسيراً لما يحدث- والرد يكون بصوت عالٍ: "ما تشتي مني؟" وسؤال آخر يلقيه موظف أنيق لمواطن: إيش.. عاتشترونا؟
سيادة الوزير، من الذي يجب عليه الرد على هذه الأسئلة التي يسألها موظفوك في الوزارة. من الذي يجب عليه تذكيرهم بأن رواتبهم التي يتقاضونها هي مقابل الخدمة التي يقدمونها للمواطن. وطالما يتقاضون مرتباً فيجب عليهم احترام أعمالهم ويجب عليهم احترام هذا المواطن. ويجب عليهم أن يؤدوا عملهم بدون تطفيف. لكن عكس الواجب هو الذي يحدث.فيهان المواطن ويستغل على أيديهم.
سيادة الوزير...
مايحدث في وزارتك يتعدى الإهمال في العمل، والتأخير في إنجاز المعاملات، إلى الإضرار بالناس شخصياً وهذا ما حدث معي، فبعد معاملة سيئة للغاية من أحد الموظفين، وجَّهتُ شكوى خطية لمدير الكنترول عن هذا الموظف. ستعرفه -إن قررت النزول ولو لمرة واحدة إلى المكان وتفقده - بجنبية وثوب يلبسهما كل يوم عندما يأتي إلى العمل. ألا توافقني سيادة الوزير أن لبس "الجنبية" في مكان العمل خطر على المواطنين. فلا يستبعد على من يلبسها من الموظفين أن يستخدمها ضد أحد "المعاملين". وهذا ما يجب أن تمنع حدوثه.
أعود سيادة الوزير إلى الشكوى التي كتبتها ثم سلمتها لنائب مدير الكنترول لعدم وجود المدير وقتها، وهذا نصها:
(الأخ / المدير...تحية طيبة، يذكر القانون:أن استخدام الوظيفة من أجل الإضرار بالآخرين، يوجب العقوبة. لكن الموظف الذي يدعى"...." في قسم الصندوق، خرق هذا القانون حين عمل على الإضرار بي وبالناس شخصيا كأضرار نفسية. فمثلاً: استغرق قطع سند 150 ريالاً يمنيا ربع ساعة. ومثلاً الردود الساخرة التي لا يقبلها أحد، وهو يستخدمها ضد الجميع. فأرجو النظر لهذه الشكوى بإنصاف، لأن هذه المعاملة تتكرر لمجرد أن نسأله سؤالاً بسيطاً، وأتحفظ على ذكر اسمي خوفاً من حدوث ضرر بي. المقدم: طالب)
لكن النائب برر قائلاً: هؤلاء موظفون غير رسميين، لا نستطيع أن نكلمهم بشيء مباشرة، فهم مرسلون من إدارة أخرى. بالتأكيد أنت على علم بمثل هذه الأمور سيادة الوزير. ردُ هذا النائب جعل الموظفين-جميعاً- في اليوم التالي يتعاملون بعدوانية واضحة لأنني تقدمت بالشكوى. ومازالت معاملتي إلى الآن:شهادة كرتونية، وشهادة بدل فاقد...عندهم. وقد دفعتُ قيمة الأولى 150 ريال، والثانية 1500، بينما طلب مني الموظف 1600ريال. لدي الآن شهادة ناقصة الإجراءات؛ لأن الموظف-كما يقول- لم يطابق الشهادات رغم المهلة التي أعطيت لي، وتتجاوز خمسة أيام، أما الشهادة الأخرى فما زالت لديهم من تاريخ 26/2/2008
ذاتهُ الموظف، أحتفظ باسمه: يكتب رقم تلفونه للناس ليتصلوا به خارج العمل لأخذ معاملاتهم. ويبرر مدير الكنترول هذا التصرف قائلاً: أحيانا تؤخذ بعض المعاملات إلى البيت لتجهيزها.
سيادة الوزير...
لا يشعر الموظف لديكم بأنه تحت الرقابة، وبأنه معرض للمساءلة في حال قصر أو أضر بالآخرين عن طريق وظيفته. فالموظف يتعالى على من هم دونه ويشتط في معاملتهم، كما يتعالى على الجمهور ويقابله بالصد أحيانا والنبذ الصريح أحيانا أخرى. وهو إن قام بما يفترض أن يقدمه من خدمات يعتبر ذلك منة من جانبه تجاه صاحب الحاجة، وليس واجبا تمليه عليه وظيفته.إنه يكاد لا يعترف إلا في حالات نادرة، بحق صاحب الحاجة من المواطنين في أن تلبى حاجته. وهو بذلك يكرر موقف رئيسه منه، وهذا الأخير يكرر موقف المسئولين الأعلى منه. ويتخذ الأمر بالنهاية طابع سلسلة علاقات استعلائية استعبادية، وليس شكل العلاقة المرتبية الرسمية التي تفرض واجبات وتضمن حقوقا لكل طرف وعلى كل مستوى "وهذا ما ذكره كتاب "التخلف الاجتماعي"لـ د. مصطفى حجازي:
"ويسكت المواطن المسكين لأنه يعرف أنه لو اشتكى فلا يوجد من ينصفه. ولأنه يخاف أن يضر به الموظف الذي سيشتكي به. يفقد المواطن الثقة بالقانون فيما لو تقدم بشكوى". يضيف د. مصطفى حجازي"والواقع أن الإنسان المقهور في المجتمع المتخلف يحس بالغربة في بلده، يحس بأنه لا يملك شيئاً، حتى المرافق العامة يحس أنها ملك للسلطة، وليست مسألة تسهيلات حياتية له هو. ذلك أن الهوة كبيرة جداً بينه وبينها وإن ما يستحقه من خدمات وتقديمات، تقدم له (إذا قدمت) كمنة أو فضل، لا كواجب مستحق له.
سيادة الوزير...
صحيح أن الأولى بي أن أكتب عن موظف البريد الذي أضاع ملفي وأنا أبحث عن وظيفة، وعندما قلت له هذا إهمال أجاب: إيش تحسب إنك باتتوظف اليوم الثاني؟ قدامك ثلاث سنوات. أو عن موظف جامعة صنعاء، عندما سألته عن زميله الغائب متى سيأتي، الساعة 11! فأجابني: بمزاجه، يأتي ليداوم في أي وقت. أو عن وزارة التخطيط التي يجلس في استعلاماتها موظفون يدخلون من يشاؤون ويمنعون من يشاوون. والعذر الوحيد هو أن الوكيل منع الدخول. أو عن موظفين موجودين في كل وزارة من الوزارات، وهم يتعاملون بنفس الطريقة. ولكنك معالي الوزير ترأس أهم وزارة من الوزارات. وتستطيع قراءة هذه الرسالة، إذا ما قرأتها، في اجتماع مجلس الوزراء، على رئيس الوزراء وبقية زملائك من الوزراء بكل شفافية.
سيادة الوزير...
يبدو أنني أطلت عليك.أتمنى ألا تكون أنت الآخر فاقداً الثقة بالقانون عندنا وبتطبيقه، وفي إمكانية التغيير والإصلاح. فنحن كمواطنين سنثمن ما ستفعله من أجلنا. لدفع ضرر موظفيك كل ساعة في كل يوم. هل يمكن سيادة الوزير أن تعيد للقانون ثقته بنفسه؛ فهم يبصقون في وجه القانون أيضاً..!
http://www.al-masdar.com/FullStory.asp?No=18&StoryID=868