
من "عام شغب" إلى آخر رجال القاموس
نبأ البحارة اليمنيين في ساوث شيلدز ببريطانيا
كتب:محمد الشلفي
في عام 1890 قدم رجل يمني يدعى "علي سعيد" إلى مدينة ساوث شيلدز بإنكلترا، وأصبح هذا الرجل، فيما بعد، جزءاً مهما من تاريخ المدينة وتاريخ المهاجرين اليمنيين الذين استوطنوا المدينة وكانوا يعملون على متن السفن البريطانية كبحارة.
من هذه البداية، رصد معرض "آخر رجا ل القاموس" الذي أقيم في قاعة معارض البلتيك للفن المعاصر في مدينة ساوث شيلدز البريطانية في شهر أبريل/مايو 2008، حياة البحارة اليمنيين في ساوث شيلد، من خلال أربعة عشر بحاراً ما زالوا على قيد الحياة.
قدمت "تينا غرافي" في معرضها المتنقل -الذي أخذت اسمه (آخر رجال القاموس) من تسمية "أرض القاموس" التي تُعرف بها اليمن إشارة إلى أصول اللغة العربية - سلسلة من أربعة عشر فيلم فيديو تاريخي يروي فيها (14) بحاراً يمنيا حكاية 800 بحار ماتوا غرقا في عرض البحر في الحرب العالمية الثانية، ويفسر البحارة أسباب الاحتجاجات التي نفذها بحارة يمنيون في المدينة 2/8/1930، والتي استخدم فيها المحتجون الأسلحة البيضاء في مواجهة الشرطة، وكان على رأسهم "علي سعيد" الذي وصفه القاضي بالعقل المدبر للأحداث وقت محاكمته مع 19 بحاراً.
إلى جانب أفلام الفيديو عرض الفنان المصري يوسف نبيل 13 صورة للبحارة التقطت لهم بالأبيض والأسود بعد تكبيرها وتلوينها.
وتقول "غرافي" لصحيفة "الجارديان البريطانية": إنها درست مشروعها على مدار ثلاث سنوات بعد أن رأت وجودا مؤثراً للمجتمع الإسلامي في مدينة شيلدز، وهدفت من مشروعها توثيق مساهمتهم في المجتمع البريطاني التي بدت مهملة في نظرها.
لم تكن "غرافي" هي الوحيدة التي اهتمت بتاريخ المهاجرين اليمنيين، فالشاعر والمسرحي البريطاني "بيتر مورتيمور" هو الآخر ألف مسرحية " عام شغب-ساوث شيلدز 1930 " وقد تم عرضها في أحد مسارح المدينة عام 2005.
مورتيمور.. زار اليمن بعد أحداث 11 سبتمبر متجاهلاً كل التحذيرات من الزيارة، بحثاً عن المحاربين القدماء في السفن البريطانية، وبعد عودته أصدر كتابه "لا مشكلة مع القات: رحلة يمنية، بلدان وزمنان".
آخر نبأ البحارة اليمنيين في ساوث شيلدز حضر في معرض "المثوى العربي "في الجالية اليمنية في جنوب شيلدز، استضافته مؤسسة السعيد الثقافية في شهر مارس الماضي للمصور الصحفي البريطاني " بيتر فراير" احتوى المعرض على 50 صورة فوتوغرافية قام بالتقاطها لعدد من أبناء الجالية اليمنية في ساوث شيلدز يرجع تاريخ بعضها إلى الثمانينات من القرن العشرين؛ كما ألقى محاضرة حول الدور الذي لعبه اليمنيون في المدينة.
معرضان ومسرحية رصيد تاريخ البحارة اليمنيين أوائل العرب المسلمين الذين استوطنوا ساوث شيلدز منذ 1980 وكان لهم تأثير واضح في المجتمع البريطاني سلما وحرباً، ربما تحققت أمنية " بيتر فراير " بعرض أعماله في اليمن؛ لكن ما لم يتحقق بعد أمنية المخرجة "تينا غرافي" والكاتب المسرحي " بيتر مورتيمور " بعرض أعمالهم في "أرض القاموس" حتى يتعرف رجال القاموس على تاريخ إنسان بلدهم الذي كتبه غيرهم.
*مجموعة يمنيين (من اليسار إلى اليمين): أحمد حسين قايد، أحمد حسين كايد، فياض حسن، ابراهيم محمد علي، محمد علي السيادي، علي محمد إسماعيل، عبده احمد محمد عباية، محمد حسن، سيد محمد عقلان غالب، عبدالوهاب عباس