الأحد، يناير 21، 2007

"المنتخب اليمني "اللعب بالبركة


بعد انتهاء مباريات الإفتتاح بين اليمن والكويت ، وبين الإمارات وعمان ، طلب مقدم برنامج "صدى الملاعب"على قناة إم بي سي من ضيوفيه ، كتابة مانشيت عريض ليوم الإفتتاح ...المحلل الرياضي الأول قال "يوم الصدمة" أي أن الكويت تتعادل مع اليمن ، والإمارات تهزم عمان . وقال المعلق الثاني "اليوم الأحمر" اليمن يلبس الأحمر ، والكروت الحمراء التي أعطيت للاعبين في ذلك اليوم .تلخيص مختصر لأول يوم من أيام خليجي 18 والتي تشارك فيه اليمن للمرة الرابعة
في المقابل ، كنت أنا على موعد مع المباراة الثانية بين الإمارات واليمن . واستنتجت من المباراة أننا لن نستطيع أن نحقق الفوز ولو لمرة واحدة طالما كان مستوانا قائم على "اللعب بالبركة " مكان ما جت جت ... المعروف عن المنتخب اليمني أنه معدوم اللياقة وسنلاحظ ذلك من أدائه الذي يبدأ قويا ثم ينتهي ضعيفاً جداً ، ونصبح نحن المشاهدين مجرد شاتمين لهذا الفريق الذي يضيع كل الفرص ، ولا يستطيع الحفاظ على الكرة .
الشيء الآخر،الملاحظ في لعب المنتخب اليمني هو أنه يحاول الإستعراض ، بـ 1/2 كما يسميها الرياضيون ، ولا يفكر مطلقاً بمسألة التسديد /الأهداف . والمفترض أننا في المباراة نحتاج لإهداف لا لا ستعراض ينتهي بضربة ركنية أو بخطف الكرة من اللاعب في منتخبنا اليمني
.
لا أدري متى سوف نكون محترمين بين العالم ، ونحاول إثبات أننا نستطيع بالعمل الجماعي الإبداع وما الرياضية إلا عملاً جماعياً
.
مازلنا أصحاب إبداعات فردية لاتقودها الدولة بل يقودها كل شخص بمفرده
الطريف في موضوع متابعتي للمباراة أنني كنت في أحد المقاهي وطلبت من صاحب المقهى تغيير قناة الأفلام إلى قناة الرياضة حتى أتمكن من متابعة المباراة ، بعدها بدقائق جلس أحدهم بجواري وظل يشاهد المباراة حتى نفد صبره
.
يتحدث إلى صاحب المقهى قائلاً : ياعم دول اليمن والإمارات بتتفرج على إيه ! فاكرهم آريال مدريد والا برشلونه"
وبما أنني أؤمن بالمثل القائل " لا تفتش على مغطى ولا تغطي على مفتوش " قلت له : والله صحيح تحس إن اللعب لعب حارات ، ولعب بالبركة
وعلقت سراً .وهذا حال بلد بكاملها ماشية بالبركة

الجمعة، يناير 19، 2007

يوميات سياسية لعام فائت


مضى العام وكلما هممت بكتابة ذكرياته وسرد الأحداث التي تفاعلت معها ... أشعر باللامبالاة لكتابة شيء عن عام مضى ولم يضف لي شيئاً من الناحية الشخصية الخاصة ، وكان مفاجئاً من الناحية العامة .
قد أكون على خطأ في توجيه هذا العام الشخصي ، لكن في شئوننا العامة لم يكن لنا إلا اليسير في توجيهها، كشعوب مغلوبة على أمرها.

الإنتخابات اليمنية .

هذا ما حدث بالفعل في الإنتخابات اليمنية التي حركت العجلة السياسية القادرة على تحريك كل شيء معها إلى الأمام .
لم أكن قد استوعبت ما يجري.. كالطريقة المغايرة في التعامل مع الإنتخابات ، تصميم اللقاء المشترك على ما بدأه وجديته . خوف الرئيس ، وقلقه الذي لا يستطيع أن ينكره أحد. وربما لو حــدَّثتَ أي أحد في الشارع ،اليمني، سوف يخبرك مباشرة بأنها "قرصة" مباشرة للرئيس . أو يمكن أن أ ستنتج أن هناك نية لترك الساحة فارغة ، إلا منه . في مواجهة وعوده التي قطعها للشعب ،وجعْل المسرح مكشوفاً أمامه

في الإنتخابات أيضاً ، استفادت أحزاب اللقاء المشترك من تجربة فتحت أمامها أفاقاً من أجل السعي لتطوير تجربتها الحزبية ، ووحدتهم في خندق واحد في مواجهة الحاكم . وبدا واضحاً التعامل الذكي مع الإنتخابات ، رغم ما تعرضوا له . والهدوء الذي ركنوا إليه في الأيام الأخيرة بعد التصعيد الملحوظ من الرئيس . بعد حادثة التفجيرات ، وحكاية المرافق الشخصي لمرشح أحزاب اللقاء المشترك "فيصل بن شملان " والتصريحات التي وزعها بين مهرجان انتخابي وآخر في حق أحزاب اللقاء المشترك .وصلت إلى تشبيههم بالتتار

مؤتمر المانحين

لم أكن محرجاً - رغم أننا لم نكن نقبض المال على سبيل الدين ولكن كمنحة مقابل مقايضَة خـفية خاصة من دولة كبريطانيا- وأُشبهُ بذلك حال الرئيس وهو يلقي خطاباً أمام المجتمعين في مؤتمر المانحين بلندن ويتحدث معهم ؛ كأن من واجبهم دعمنا ، وأيضاً ومن عرضه لليمن "المنكوب" ليستدر عطفهم .

لم أكن محرجاً ، ولا رددت كلمة "فضحونا" لأن هذا يحدث في دول كثيرة خاصة العربية ، لكن ذلك يثير تساؤلاً حول جدية الحكومة في الاستفادة من المليارات لدعم التنمية ، والقضاء على الفساد ، ودعم الإقتصاد اليمني ، والتخلص من المشاكل التي يعاني منها . ويثير تساؤلات حول جدوى القروض ، والديون ، طالما كان الجيب مثقوباً ، وما يجري من نفخ لا يكون إلا في قربة مثقوبة .


حكاية باجمال

قبل أن يصبح باجمال رئيساً للوزاء ، وكان حينها وزيراً للتخطيط نائباً لرئيس الوزراء ، حدث في جلسة من جلسات البرلمان أن استُــدعيت الحكومة ، فكان باجمال هو البديل لرئيس الوزراء ، وبما أنه داهية في خلق الأعذار . توجَّه إليه أحد النواب قائلاً : لمَّا الحكومة تشتي تغالط ترسِلك أنت "

باجمال لم يكن مغالِـطاً-بكسر اللام- بقدر ماكان مغالَـطاً بفتح اللام في تصريحات أخيرة ، التصريح الأول بعد مؤتمر دول المانحين ، عندما قال -بحسب موقع نيوز يمن-" إن اليمن استردت حقوقها التي نهبها المستعمرين"، وأن تلك "حقوق وليست استجداء"، وأن من حق اليمن التي نهب "الاستعمار ثروتها وذهبها" "استرداد" هذه الحقوق. ثم بعدها طلب السفير البريطاني تفسيراً لتصريحاته . وهذا تصريح أبعد ما يكون عن الدبلوماسية . و التصريح الثاني ، المطالبة بإيقاف إعدام صدام في رسالة موجهة للأطراف المعنية .

ثم يأتي خبر تناقلته وسائل الإعلام حول طلب الدول المانحة في مؤتمر لندن ، من الرئيس الوفاء بالتزامات اليمن . من خلال تشكيل حكومي جديد ، واستبعاد باجمال من الحكومة القادمة. وهذا ما نفته الحكومة رغم أن خبر تشكيل الحكومة كان قد نشر في الموقع الرسمي للحزب الحاكم .
وعلى مايبدو أننا بحاجة للإنتظار حتى يتم تشكيل الحكومة لنعرف كيف نجحت خطة وضع باجمال في فوهة مدفع ليقول كل تصريحاته السابقة ، وهذاما سيؤكده أو سينفيه التشكيل الحكومي القادم .


العراق/إعدام صدام

لم أكن على استعداد لتغيير قناعاتي بلحظة واحدة ، وإنما بدوت حيادياً إلى حد ما ،لأن جسدنا العربي يمتلئ بثقوب كبيرة ، فلا تدري على أيها تحزن ، ومن أين تبدأ بالحزن ؟!

كان توقيت إعدام صدام مستفزاً ، قلب الطاولة على من يكرهوه ، وهم كثر ، فتحول صدام إلى بطل ، بعد أن تعمدوا تشويهه بصورة مريعة حتى آخر لحظة . كان توقيت إعدام صدام غير مبررٍ ، إلا إنه الخوف من هذا الرجل الذي شغل العالم حتى وهو أسير لايملك ما كان يملكه حين كان رئيسا للعراق
.
في العراق يوجد قوى كثيرة تريد أن تأكل من لحم العراق . ولتركيبة العراق الاجتماعية والطائفية . فهو مهدد في أي لحظة بالانفجار ، ومرشح للفوضى .
فقد أصبح الوضع فيه مريعاً .فأحياناً يصل القتلى في اليوم الواحد إلى مائة قتيل .
ومالسياب عنا ببعيد حين قال "مامر عام والعراق ليس فيه جوع" .

لعام قادم

مضى العام 2006 مشتعلاً بالأحداث . وتربعنا عرش عام جديد. ربما لو استشرفت العام الجديد
:لقلت
ستتناقص الأوطان ، وسيضيق أصحابها ذرعاً بهمجية مستعمريهم . وستصبح العولمة ، والتكنولوجيا وبالاً علينا نحن كشعوب العالم الثالث . لن نلحق بأحد فبيننا وبينهم سنوات وسنوات . وسينتظر المسلمون المهدي ، والمسيخ الدجال ، ونزول المسيح عليه السلام إلى الأرض . هذا ما يوحي به الحال من أقصاه إلى أقصاه من شرقه لغربة . إذ و نحن يتكاثر أعداؤنا ،أو أننا نشعر بأن أعداءنا كُثر . نفقد وجهتنا ، ونفقد معها هويتنا ، نتذبذب ، ونمشي في طريق مجهول . بالتأكيد أعتقد أن هذا العام سيكون أسوأ من الذي سبقه بالنسبة لنا كعرب .

أما نحن اليمنيين ،
فقد مرت اليمن بمنعطفات يفترض أن تجعل من هذه التجارب ، موسماً لأعوام مليئة بالتفاعلات الإيجابية في كل المجالات . ومع ذلك فإن المفترض عندنا لا يكون إلا مضاداً للواقع
لذا ستربطنا علاقات ، والتزامات تجعلنا عرضة للابتزاز من الآخرين لا نملك فيه أمرنا . فنحن نسمح كل يوم للآخر بأن يتدخل في شئوننا ويفرض علينا تقديم تنازلات حتى وإن أظهرنا عكس ذلك ... ولو تتبعنا ما سيجرى في هذ العام لاتضحت الصورة أكثر .


الخميس، يناير 18، 2007

الصعود إلى المنزل

عن "مؤسسة دار الهلال" صدر للشاعر عبد المنعم رمضان ديوان شعر "بعنوان الصعود إلى المنزل" . يتدفق الشاعر بطريقة سلسلة في ديوانه ، ويسجل ملاحظاته عن ماحوله .الشاعر عبد المنعم رمضان من شعراء جيل السبعينيات ، يصر "دار الهلال" في نهاية الديوان على تعرفينا بشاعر قريب منِّا
- عبد المنعم من مواليد القاهرة 1951 ،
- درس إدارة الأعمال بكلية التجارة جامعة عين شمس حيث تخرج 1976 - عمل بالجهاز المركزي للتنظيم الإدارة فور تخرجه حتى استقال 1990
- شارك في تأسيس جماعة "أصوات" إحدى جماعتين مثلتا حصريا ظاهرة ما سمي بشعراء السبعينيات
- منح جائزتا كفافيس المنتدى الثقافي اللبناني باريس ، كما ترجمت قصائده إلى عدة لغات أوربية
- يعد لطباعة سيرة ذاتية بالاشتراك مع الفنانة التشكيلة اللبناية نجاح طاهر - نشر عددا من مقالاته وقصائده بتوقيع الحسن حاج مصطفى - انتهى من تجهيز ديوان جديد أطلق عليه (الحنين العاري )
بدأ الشاعر الديوان بعنوان :"عمر ابن أبي ربيعة وبهاء طاهر وأنا " وكتب تحت هذا العنوان والذي بدا لي "كمقدمة" لم تعنون هكذا –كما يفعل بعض الشعراء
لكن المحتوى يدل على ذلك


(كنت مثل عصا الراهب ، وحدي في الغرفة ، أقلِّب كتبا أحبها ، ولا أرغب الآن في قراءتها ، أوراقي منتاثرة والأصوات تتوافد من الشارع كبالونات تنفجر قرب أذني ، على يساري مرآة ، أراني فيها أشيب الشعر مرتديا بيجامة رمادية من قماش أعلى قليلاً من الكستور ، وجالساً على الأرض جوار سريرنا الواطئ ومنهمكا في كتابة رعناء ، عن حالة أكثر رعونة ، وفجأة رنَّ التليفون الذي بجانبي ألو ، ألو أهلا بعبد المنعم أنا بها ء طاهر ، قلت : أهلا يا أستاذ ، أجابني اسمع ، مكالمتي لك هذه المرة أنانية، هه،إنني أكتب مقالاً ، وفي أثناء الكتابة خطر ببالي ذلك البيت : كتب القتل والقتال علينا .. وعلى الغواني عاجلته قائلاً : جر الذَّيول ، قال بهاء: احترت بين الذيول والثياب ، قلت له : أظنها الذيول ، عموما سوف أتأكد وأرد عليك .عذوبة بهاء طاهر أصيلة وجديرة بأن تجعله يحسن الظن بي ، ويعتقد أنني مادمت شاعراً فلا بد أن أكون راوية للشعر القديم ، إنه هكذا يقدرني ويرفعني فوق مكانتي على الرغم من أنني في الحقيقة صاحب ذاكرة مثقوبة ، أحيانا أزعم أنها صافية ، لكن بهاء طاهر الذي يعلم أكثر مما أعلم ، يصر على أن يبدو وكأنه يعلم أقل ، الغالب أن أسئلته المعرفية هي طريقته في التواصل الحميم ، طريقته التي يراد منها دون قصد، التعريض بطرائق أخرى للتواصل ، أكثرها شيوعا أروقة النميمة ، ولها عندنا أئمة وزعماء ومريدون ، عذوبة بهاء طاهر أصيلة وجديرة بأن تجعلني أحد عملائه المخلصين ، أنا العميل الدائم لكل من أحبهم ، زوجتي وأدونيس وحسن طلب وحلمي سالم ومحمد سليمان )ثم يكمل الشاعر ارتكازاً على البيت السابق . يبدأ بضبطه عن طريق الوزن ، مستشهداً بما قالته نازك الملائكة

ً "
(في مكالمة تالية ، أكدت لبهاء طاهر ، إنها جر الذِّيول ، وليست جر الثياب ، اعتمدت في ذلك على الحدس الشعري ، ثم سمحت لنفسي أن أرفرف تحت غمامة نازك الملائكة ،تحت غمامتها الزرقاء بالتحديد، وأن أدخل معها صومعتها ، رأيتها هناك في مركز الصومعة ، تدافع عن الوزن الخليلي والعروض الذي هو علم وصنعة والذي هو فن وخبرة ، ترى نازك الملائكة أنه يقوم دائما بمهمة التنبيه للخطأ ، بتصويب اللسان والنطق ، أن العروض ليس إيقاعا فقط ، إنه بيان فوق البيان ، غادرت الصومعة وأنا أردد البيت.. كتب القتل والقتال علينا .. وعلى الغواني ، وعلى الغواني لا يمكن ، لايمكن ، ليست هذه الرواية صحيحة ، نازك الملائكة على حق ، قلت لصاحب الخطوبة صاحبي يا أستاذ بهاء البيت يمكن أن يكون على النحو التالي : كتب القتل والقتال علينا .. والغواني عليهن جر الذيول لقد أصبح البيت صحيحاً على أساس الوزن أيتها السيدة نازك ، نعم إنه من بحر الخفيف ، فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن ، شطر هذا البحر مكون من ثلاث تفعيلات مما يحول دون تقسيمه ، لذا هو من البحور التي يصعب على شاعر أن ينظم الشعر الحر فيها ، وعليه فإن معتادي الشعر الحر كتابة وقراءة وسماعاً لا يألفونه ، عموما أصبح البيت صحيحاً لولا ذلك اللغط والاضطراب
")
يستطرد الشاعر عبد المنعم رمضان في " مقدمته" من أجل التأكد من صحة البيت وزنا وتناظراً وتقابلاً ، ثم يبحث في ما حوله من أصدقاء و كتب عن اسم قائل البيت ، ونبقى معه إلى أ ن نتأكد . باعتبارأن سؤال بهاء طاهر عن البيت صنع له أجمل المصادفات


"بهذا البيت استطاع بهاء طاهر أن يصنع لي أجمل المصادفات ، لأن أجمل المصادفات هي تلك التي تقودك إلى ذاتك ،وهاهو بهاء طاهر يقودني إلى عمر بن ربيعة ، ومنه إلى كتب أكثرت من ذكره مثل الأغاني فلفتت النظر ، وكتب أخرى لفتت النظر لأنها قللت من ذكره مثل نثر الدر للآبي ، وله حكاية
"
جاء الديوان بـ 263صفحة من القطع الصغير ، وتضمن فهرسه عناوين :عمر بن أبي ربيعة وبها طاهر وأنا ، أربع رسائل إلى بيروت إحداها إلى أنسي الحاج ، أحمد عبد المعطي حجازي، جنازة والت ويتمان ، أقصى درجات ليليان ، منذ سقوط الملاك منذ ناريمان ، تحت شرفة النيل، طبقات الأعيان -فيروز-ليلى مراد- إبراهيم المازني -محمود حسن إسماعيل- بيروت ،قبل العاصفة ، أغنية نفسي ، على أنهار بابل ، نعاس أسود :-ترنيمة يا أيها الأندلس -حكاية العواء - الكنية : تنتالوس -ترنيمة أرضي ضاعت ، محاولة للحب ، الأبابيل ، حيوانات ، الخوف من ليليان ، قبل الليل العالم في المساء ، خميس العهد ، الخظيرة مكسوة بالرخام ، دخول الشيخ البدوي المحراب ،كيف كتب المازني مقالته عن محمود درويش ، سارتر وماجدة (ثم تأتي الصور لشخصيات دون أي تعليقات أخرى أحمد شوقي "صورة" ، محمد عبدالوهاب "صورة" نجاة الصغيرة"صووة" ، سعاد حسني ، سيمون دو بوفوار "صورة" تروتسكي"صورة" ، رامبو"صورة" ،فيروز"صورة" ، المازني "صورة" البير كامو"صوة" ، كيم نوفاك "صورة" ، المتنبي ، أبو نواس ، الإمام علي ،بروتريه من رسم جورج البهجوري للشاعر)...
صمم الغلاف الفنانة اللبنانية : نجاح طاهر .وخطوط الفنان محمد العيسوي


مختارا ت من الصعود إلى المنزل
طبقات الأعيان فيروز


حدثني موْزار عن العباس بن الأحنف عن عارم جارية النخاس عن الأخوين معاً ، عن إيلي شويري ، عن لولو عن بنت الحارس قالت: كنَّا فوق الجبل مساءَ الأحد التالي من يوم الميلاد ، وكان الثلج كثيفاً من أمكنة متفرقة ، والماعز قد رحلت حيث خيام الثلج كثيفاً في أمكنة متفرقة ، والماعز قد رحلت حيث خيام البدو الهوج الآخاذين رعاة الغزلان الشاردة بسفح الجبل تهاوت، لم يستطع الصيادون استخدام الأوتاد ولا الأعمدة وكَّنا نلجأ للمنصور إذا انفرطت منا أحلام اليقظة ، لكن المنصور يحاول أن ينزع من فمنا العاطفة المألوفة ، ثم يضيق بصحبتنا ، وكأن أخاه ُ العاصي لم يخبره بما يحدث في الكهف ِ ، حرصنا كل صباح أن نختبئ وراء النبع ، ونختلس النظرات إلى وجهة واحدة ، نأملُ أن تصحو في التو ، وتلبس تنورتها الواسعة الفضفاضة ، تلمس بأصابعها الماء ، وتنشقُ رائحة الدراق ، وتضع زهوراً في الكمَّين وتذهب ، تعمد أن ننقسم ، الراغب منَّا أن يمشي خلف الفتيات سيمشي ويراقبها ، الراغب في تكوين المشهد يبقى خلف النبع ، يفكر أن ينسلَّ وراء العاصي ، ذات صباح تالٍ لم يشأ المنصور سوى أن يهبط معنا نحو الكهف ، سمعنا العاصي يعزف بعض تراتيل الميلا د، سمعناها تندمج وتنشد صوت العيد ويامريم ، وقبيل نهاية أغنيتها رغبت أن تتأمل كيف الشمس ستصعد فوق الجبل، وخرجتْ دون استئذانٍ ، فرأتنا ، انصرفت عنا مثل امرأة تسعى لاستكمال شؤون لا نعرفها
.
حدثني الجاحظ عن زرياب عن الأخطل عن نصرى شمس الدين عن الأخوين عن الشعراء الخمسة قالوا:كان الواحد منا يدخل بيت الرحبانية في بيروت ويستبقيه الخدم، وتُقبلُ بعد قليل بعض وصيفات يمشين على استحياء تتبعهن كبيرتهن ، بعد دقائق معدودات تتبعها سيدة المنزل ِ في فستان أبيض مشغولٍ بالقصب وخفٍ أندلسي وهواء وعصابة رأسٍ تنزل ُ منها بعض حليٍ ، تجلس فوق بساط أزرق، لاتتبسم سوى في الظنِّ وتضع يديها الناعمتين على فخذيها وتغني: يامالَ الشام ِ ، ولما تفرغ من أغنية برَدى ، تنهض دون محاولة استئذان كي تنصرف بعيدا
عن مجلسنا لاستكمال شؤون لا نعرفها
.
عن صاحب قدموس عن السيدة الأخت هدى حداد ، عن الشاعر ميشل طراد ، عن الرأس المقطوع وميس الريم ، وعن ست البرين نضال الأشقر عن ياريت وشو عم تحكوا:كنا نعرف أن القمر يمر على شرفتها في منتصف الليل تماماً ، كنا نعرف كيف تميل عليه وتحضنه ، تعطيه حناناً صرفاً وتغطيه ببعض قماشٍ شفافٍ تنسجه سراً إحدى المحظوظات ، ولا تستعجله ، في تلك الليلة من أيلول أخذنا القمر ، ولمَّا أقترب الميعادُ رأيناها تهربُ كالسكرانة، تمشي في الطرقات ، وتذهب نحو بيوت واطئة بيضاء يحيط بها الحراس المسئولون عن الأحلام وينفذ منها صوت الناي بطيئاً يتخلله صوت ُ القمر ، ستنصحه أن يبقى في غرفته الليلة ، أرجوك تجاهلْني لالا تنظر نحوي وازعمْ أن عيونك ضاعت منك ، وأن كذلك ضاعت منك ثيابك ، سوف أعودُ عليكَ ، إذا انصرف الواشون ، ولمَّا يئست منِّا ، اشعلت القنديل ، وغنت وحدن ، وبغير استئذان خرجت لاستكمال شؤون لا نعرفها .

الثلاثاء، يناير 16، 2007

المرضى اليمنيون إلى القاهرة


الطائرة اليمنية المتجهة إلى القاهرة -بشكل يومي تقريباً - تحمل الكثير من المرضى اليمنيين إلى المستشفيات المصرية ؛يطلق عليها بعض المرضى الَّذين أتوا على متنها"طائرة إسعاف"

المستشفيات في القاهرة تعج بالمرضى اليمنيين، من كل الأعمار، وبكل الأمراض، سواء السهل أو المستعصي. لتقف أنت أمام أسباب المستعصي ولا تعرف سبباًً للسهل ...! تصطحب معك وأنت في طريقك لتحضير الأسباب : الأطباء، والأطباء المتخصصين ، الأجهزة المتوفرة وغير المتوفرة . الأخطاء الطبية ، وغير الطبية ، القاتلة ، وغير القاتلة ، والتي ترتكب من عديمي الرحمة ، يعيشون بدون رقيب ذاتي أولاً ثم يأتي الرقيب الذي تفكر فيه الآن . والكارثة أن يتحول مشرط الرحمة إلى مشرط عذاب وتتحول يد تتسبب بالحياة إلى يد تتسبب بالموت، بتعهد مسبق أو بغير تعهد
.
ولا يمكن الاكتفاء بأن نوكل هذه الأخطاء للقضاء والقدر . حين نعرف أن هناك من يتسبب بها مع احتمال كبير في تفاديها . وعندما لا يعاقب من يرتكبها ، يكون الخطأ المتكرر جريمة مع سبق إصرار وترصدٍ من الطبيب والجهات المسئولة عنه "ولا بد أن قانونا ما يعاقب عليها" !
المرضى اليمنيون في القاهرة يثيرون الشفقة .فجهلهم بالتعامل مع الأطباء ، والناس، يجعل من السهل على الكثير -ممن يقفون في شوارع القاهرة يراقبون الغرباء- ابتزازهم بطريقة" القانون لا يحمي المغفلين " لا أدري هل هناك جهة يمكن أن تكون مسئولة عن توعيتهم سواء بتنبيههم لما يمكن أن يحدث لهم أو حتى التعاملات البسيطة ، ابتداء من ركوب الطائرة في اليمن حتى الوصول إلى القاهرة ،لماذا لا يكون هناك ما يشبه "تعليمات مكتوبة" للتوعية ، أو مساعدات مدفوعة الأجر لمن يرغب بها ؟ لن تمر ثلاثة أيام متتالية دون أن ترى يمنياً جاء للعلاج ، والغريب في الأمر أنك عندما تتحدث إلى أحدهم وتسأله عن سبب مجيئه إلى القاهرة للعلاج يسرد لك حكايته بكل ألم، إضافة إلى كونه... يعرف حكايات كثيرة عن مرضى آخرين تسبب لهم الطب، والأطباء، والصيادلة ، في اليمن كما يقول باليأس . ويورثهم عاهات مستديمة وربما أورد بعضهم الموت
.
هذا (مواطن) حدث له حادث في إحدى الطرق إنقلب على إثره بسيارة كان يقودها مما أدى إلى تهشَُم إحدى ذراعيه وبعد نقله إلى أحد المستشفيات الحكومية(......) خرج الطبيب المسئول بقرار بتر ذراعه من الكتف طالبا منه التوقيع على التنازل قبل إجراء عملية البتر. إلا أن أحد الأطباء غير المسئولين عن حالته أوصاه بالرفض . وأكد له إمكانية العلاج إذا انتقل إلى دولة غير اليمن. وعندما أتى إلى القاهرة بعد عودة ثانية له ، رأيته بصحة جيدة يحرك ذراعه أمامي. فقد كنت أعرف كم سيكون الطبيب فخوراً بأنه استطاع إنهاء المشكلة بهذه الطريقة
سأدعك تتخيل كيف يكون حاله لو بتر الطبيب ذراعه...!

(مواطن).....بعد تعبه في اليمن من طبيب إلى آخر ما يزيد على 5 سنوات في محاولات لعلاج ابنته التي لا تسمع ولا تتكلم . وبعد فحوصات كثيرة في اليمن.يئس الطبيب ؛ فقرر زراعة قوقعة غير موجودة في اليمن . وعندما أتى إلى القاهرة ،اتضح أن ابنته تحتاج لتغيير سماعتها الخاصة بالأذن لخلل فيها مع حاجتها للتدريب على المخاطبة. و لو كان الطبيب في اليمن أخبره بذلك؛ لاستطاعت ابنته الكلام والسماع منذ سنوات فائتة. أما هو فما يزال يذكر العملية التي تسببت في وفاة أمه "رحمها الله " بعد عملية في عمودها الفقري أدت إلى تورمها وموتها وقد أخبره طبيب آخر عن الخطأ الذي ارتكبه الطبيب الذي أجرى العملية، لكنه سلَّم أمره لله كما أخبرني..!
(
مواطن) آخر أتى بابنه إلى هنا بعد أن أخبره الطبيب في مستشفى خاص(....) باليمن بأن ابنه لديه سرطان في الدماغ، يجب عليه سرعة إسعافه للعلاج في خارج اليمن، فاضطر المواطن للسفر به فوراً إلى القاهرة . وعند إجراء الفحوصات له من قبل الطبيب إتضح أن ابنه لديه( لوز) كانت تؤدي به إلى حالة من الغيبوبة. وتم استئصال لوزتيه، ولولا أن الله سلَّم- فلا يوجد لدينا أطباء يقومون بمثل هذه العمليات
(السرطان) ولا أجهزة تساعد في ذلك إن وجد الطبيب- لكان في عداد الموتى
الحكايات كثيرة جداً، تجعلك تشعر بالألم، ويصعب عليك أن تتصور وجود أطباء لمرضى بهذه الطريقة .مرضى يُهملون حتى يستشري المرض في الجسد للخطأ في التشخيص، أو للتكاليف الباهظة للأدوية والمستشفيات . والملاحظ أن الحرمان من الحق في الرعاية الصحية السليمة هو ما جعلهم يهربون إلى قدرِ آخر قد لا يكون مجدٍ تماماً.

الأحد، يناير 14، 2007

! جـــدار

هذه العيون التي تنظر إلي .
لا أعرف حالتها بعد .
تقف خلف جدار مثقوب .
داخل بيت لم يعد بيتاً .

كأنها تداري ابتسامة ،
أو كأنها تخفي دمعة ،
أوكأنها تلوِّحُ بالتحدي /بالتحدي كله


*الصور من موقع
نكبة فلسطين *

القضية 2007


كأني كنت على موعد مع من ينكأ جرحي. وكان المسئول عن ذلك هو المؤلف "يسري الجندي" . لم أكن قد نسيته،الجرح، لكني تعودت عليه وألفته . أو ربما تغافلته عن قصدٍ . لكن حصاة واحدة تكفي لإثارته. عدتُ إلى ماقبل ألفي عام مع اليهودي التائه في الأرض ، وتوقفت عند لورانس العرب . المغامر الذي (أحب) البلاد العربية ، ثم استطاع أن يقدم لبريطانيا خدمة كبيرة في ضرب تركيا . واستطاع بهيئته العربية أن يكون البدوي الإنجليزي الذي وثق به العرب ، ليقدمهم لقمة سائغة للمستعمرين ، بعدها وزعت الدول العربية بين الأصدقاء

.

عدت لهيرتزل الذي أسس الحركة الصهيونية العالمية . بتنظيمه المؤتمر الصهيوني الشهير في بازل بسويسرا عام 1897 يكتب هيرتزل في ذكراته : " لو أردت أن ألخص مؤتمر بازل بكلمة واحدة ـ وهي كلمة سأحرص على ألا أتلفظ بها علناً ـ لقلت : " في مؤتمر بازل أرسيت أسس الدولة اليهودية". وسعى هيرتزل بقوة لتحقيق هذا الحلم ، و تلقى رسالة بلفور(وعد بلفور) -وزير الخارجية البريطاني في الثاني من نوفمبر / تشرين الثاني سنة -1917بإقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين ،حتى تحقق ذلك بعد الإنتداب البريطاني لفلسطين في 24 تموز (يوليو1922.


أدرك الأسد العجوز(بريطانيا) ومن بعده المسيح الأمريكي(أمريكا) كيف يستولون على الأرض ،. ويخضعون المنطقة العربية لنفوذهم ، وجاءت إسرائيل كطفل مدلل لهذا المسيح بعد أن تركها الأسد العجوز(بريطانيا) ، لعلاقة غير شرعية مع المسيح الأمريكي . وأغراه ذلك بالتوسع والاستيلاء على العالم، وثرواته من أجل توسيع امبراطوريته باسم الرب ، وباسم الديموقراطية. -كما كان غرضه من ضرب افغانستان مؤخراً - كان من مصلحة الدول للسيطرة على البلاد العربية هو زُرع إسرائيل في الوطن العربي . ولتحقيق مآربهم في خنق الحضارة العربية فبدأوا بالترويج لنبوءة اليهود(الصهانية) "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" . وأصبحت مسمار جحا

.

استخدمت " الحركة الصهيونية" كل الوسائل التي من شأنها حض اليهود المشتتين في الأرض للهجرة إلى فلسطين ، كالإغراء بالمال ، والتهديد ، والتحريض ، وأحياناً القتل .." وقبل وقت غير بعيد نشرت بعض المجلات فضحية المنظمة الصهيونية في العراق التي ألقت القنابل على الكنس وتجمعات اليهود بقصد اجتثاث جماهير الطائفة اليهودية من تربتها الطبيعية، التي نمت فيها عبر قرون، وتهجيرها إلى إسرائيل"وفي داخل فلسطين كان الفلسطينيون على موعد مع القتل والتشريد والإبعاد ، وتهديم منازلهم ، وقراهم ، وطردهم إلى البعيد
.

وبدأ اليهود(الصهاينة) بالتأليب عليهم ، والترويج لنبوءات دينية ، من شأنها تقوية القومية اليهودية ، وإقناعهم بالحق المزعوم في إقامة دولة يهودية ، وبالأساليب التي تستخدم لانتزاع ذلك الحق(المزعوم) .حدثت الكثير من المجازر الإسرائيلية في فلسطين ولم ترحم لا صغيراً ولا كبيراً من المجازر بحق الفلسطينين



لم تكن غصة الدمع التي تربصت بي طوال العرض إلا دليلاً على عجزي ، ولم تكن فلسطين ولبنان ، والعراق ، والصومال وما سيأتي إلا دليلا على ليلنا العربي الذي لا آخر له

/ المسرحية /العرض : القضية رقم 2007 أو "اليهودي التائه والمسيح المنتظر"
المؤلف :يسري الجندي
المخرج :حسن الوزير
المكان :درا الأوبرا مسرح الهناجر

الخميس، يناير 11، 2007

لأكون جديراً بالتقرب إليك .


في الأيام الماضية ركد وطنٌ ، في زحمة انشغالي بمتابعة حياتية ، حاولت التمرد والإشارة إلى مالم يكن مألوفاً بالنسبة لحياة ملطخة، تماماً، بروتين أصحاب الشأن ,والعامة .عرفت أن هناك أناساً يقفون في طريقنا بلا وعي ، في مهمة تاريخية ،لنفقد معنى أن نمضي بوجهِ مُبررٍ للعيش
.
من أين سنخرج في النهاية ، وأين نشكَّل قلوبنا بمحاذاة قلوب الآخرين . لم أفوِّت لحظة واحدة بَيتَتْ رغبة في تعليمي لغة الإشارات ، أو هكذا من البداية ... وخرجت بيدٍ بيضاء دون أن أُدخلها في جيبي ، كمعجزة أخرى جديدة . يالهذه الطقوس الغريبة ...اعتدنا رميها في مؤخرة أمكنتنا وكلما ضقنا ، لها نعود
.
مرة أخرى ، فكرت به أكثر من مرة . وفضَّلته على أحب الناس إلي . بل جعلته أحب شيء إلي ، عندها أثق أنني أستطيع أن أكسب ، أبي ، وأمي ، وأخي ، والأصدقاء ، وأهل الحي ، والناس الطيبين بالذات . وستفر سيرتي المتزنة من أفواه أؤلئك الذين لا يرون منَّا- كإسقاط – إلا زيادة على حياة تستحقهم-وذلك على العكس
- .
كلما شذَّ الحلم ، أتمنى أن أُنفذ له مفاجأتي التي أخبئها بين جوانحي ، وأخفيها حتى لا يحسدها المارة ، وعابري السبيل ويلوكها الحاسدون له .. فتفقد طريقها إلي . كم تمنيت أن يصبح اسمي كاسمه ، كلما ناده أحدهم التفتنا سويا
ً
أدفع الدمع بالكتابة ، كعادتي حين أنوي حب الآخرين ثم لا أخبرهم . ويفوت الوقت ثم لا يحبونني بعدها . لكن ، إلا أنت أريد أن أخبرك بكل شيء . أريد أن أرتب أحلامي من أجلك لتنظر إليَّ بابتسامةٍ فأشعر عندها بالخجل ، وتلمع عيناي بزهوٍ ، ثم أبادلك الإبتسامة
مرة أخرى ..أريد أن أكون جديراً بالتقرب منك ، فيحبني الله كثيراً ، ويزداد إيماني ، وأبلغ المنزلة. أسامرك كلما تغاضى البعض عنك ، وأظهر لكَ البعض خلاف ما يخفيه ، كلما شعرتَ بالحزن لأنهم يخونون الله ، كلما أضمر لك هؤلاء نوايا سيئة .

مقهى ريش

مقهى ريش...الإنسانُ مهرجانٌ الإماكنِ


أخبرني صاحب المقهى الذي عرَّفني باسمه لاحقاً ، حين عرف أنني من اليمن .أن (قحطان الشعبي) أخذ مباشرةً من المقهى إلى عدن..بعدها سمعَ خبر أنه أصبح رئيساً لليمن الجنوبي.. لست أعلم دقةالخبر لكن ما أعرفه أنه مر من هناك.كنت أحاول الدخول إلى هذا المقهى لكني لا أستطيع ؛ وذلك بحجة الترميم الذي يحدث له الذي شهد أمزجة من ارتادوه ، ليصبح مقهاً تاريخياُ يحمل بين طياته ذكرى عبقة لرجال الفن ،والسياسة ،والأدب ،والثقافة .لكنَّ مصادفة ًغريبة سنحت لي أن أتجول فيه ، وهو على حاله من الترميم ، دون انتظارٍ لموعدٍ لم يضرب بعد .

إنه مقهى ريش.. ناعمٌ كاسمه الذي نقش بشكل آخر على بابه المرمَّم ، والذي تمتلئ جدرانه من الداخل بصورٍ لبعض من ارتادوه قديماً . يحتفظ بذاكرته حزناً ، وفرحاً ، وخوفاً ، وملاذاً آمناً ، وغير آمنٍ أحياناً أخرى . مرَّت الثقافةُ من هناكَ ، والسياسةُ ، والفنُ . وسنواتٍ اجتزأت ذاكرة المدينة ، ومدناً أخرى كثيرة ..و كلها نالت نصيبُ "القهوة" فيه

.
تاريخ بحجم ذاكرة لا تنتهي

قبل مايقارب مائة عام ، أي في العام1908م ، بدأ مقهى(ريش) يستقبل رواده مثل كل المقاهي والتي كانت بامتداد "وسط البلد" في القاهرة ، والذي بلغ عددها ا مايزيد عن أربعين مقهى. لم يتبق منها الآن أثر ، فقد زحفت مكانها محلات الملابس والإكسسوارات ،ومطاعم كنتاكي، ومواقف السيارات ،ومحلات الوجبات السريعة . لكن مقهى ريش مايزال إلى الآن يسكن أسفل إحدى العمارات في شارع "طلعت حرب" . وبرغم ما أصاب المقهى من شروخ في عام 1992 جراء زلزال القاهرة إلا أن صاحب المقهى يرمِّمه بين حين وآخر.

جدار آخر

بداخل المقهى ، وعلى غفلة من الصور المعلقة أمامي .. أرقب صورة هذا "النوبل" العربي الأول يمر على شفا الحروف المتصلبة أمامه من أول الجريدة المعلقة في يديه. وكانت لنجيب محفوظ صورة أخرى كبيرة تنتصب في الأعلى ،مكتوب أعلاها :نجيب محفوظ- 1988 مع إهدء بخط يده ((تحياتي لمقهى ريش وأهله باقيين وراحلين 10/3/1989)) . إضافة إلى صورِ كثيرة تشكِّل جداراً أخر للمقهى بحجم معين...لـ فؤاد حداد ،صلاح جاهين ، يوسف إدريس ،ورياض السنباطي،نجيب الريحاني ،يوسف بك وهبي ،أم دنقل ،معن بسيسو ،صالح جودت. ومن الممثلين أيضاً :عبد المنعم إبراهيم ،توفيق الدقن ،محمود المليجي،أنور وجدي، إسماعيل ياسين . يتوسط هذه الصورالفوتوغرافية ، رسومٌ كاريكاتيرية لرسَّام نسي أن يرسم نفسه في زحمة انشغاله بالآخرين رسماً . كان يمزج ملا مح الوجه لصاحب الصورة بملامح الشكل الذي يتخيله ، كجسم طائر أو حيوان . لا أدري ماذا كان يقصد بالضبط . ولكن ربما فهمتُ من تعليقاته على كاريكاتيرات مثل اللوحة التي رسمَ فيها توفيق الحكيم، كتبَ أسفلها "عصفور من الشرق" والمعروف أن "عصفور من الشرق" هي إحدى روايات الحكيم . وقد رسمه على هيئة عصفور له ملامح وجهه . يوسف السباعي رسمه بجسد سمكة . إبراهيم ناجي بجسد سنجاب . طه حسين بجسد كروان ثم كتب تحت الرسم "دماء الكروان" والمعروف أيضاً أن لطه حسين رواية بعنوان " دعاء الكروان " لكنه حين عبَّر عنه بالرسم أبدل العين بالميم .وهذه الرواية تحوَّلت إلى فيلم بنفس الإسم .أم كلثوم رسمها بجسد طاووس . وأحمد رامي بشكل فراشة.عباس العقاد بهيئة صقر .

رسم المقهى ذاكرة الكثير من المبدعين ، ووهبهم حكاياته الأثيرة وأسراراًكان يخبئها .كانت تقام فيه الندوات الفكرية والثقافية والليالي الساهرة. أما السيدة أم كلثوم "ثومة"كما يسميها المصريون ، فقد كانت أولى بداياتها في الغناء في هذا المقهى . وكان نجيب محفوظ يواظب على نداوته و يقيمها صباح كل جمعة . واستوحى روايته ( الكرنك) التي كتبها ثم تحولت إلى فيلم سينمائي ،وقد سرد فيها بعض ما تعرض له المثقفين في سنوات حكم جمال عبد الناصر .ويُذكر أن شخصيات المسلسل المشهور "ليالي الحلمية" الذي كتبه أسامة أنو رعكاشة هي بالفعل شخصيات حقيقية كانت ترتاد المقهى.ارتباط ذاكرة الأماكن بالإنسان يمنحها تأريخاً لايندثر ، ولايمكن أن يُنسى. يمنحها زخم الذاكرة وذاكرة الدهشة؟!

تركتُ المكان يسترخي ليعاود نشاطه مرة أخرى -هكذا حدثني مجدي صاحبه الواقف على بابه- واعداً إياه بزيارة أخرى.

القاهرة-2005

في حبِ مصر

قال بولو " إن جحيم الأحياء ليس شيئاً يكون ،وإذا وجد جحيم ، فهو ذلك الموجود هنا الآن ، الجحيم حيث نعيش كل يوم، والذي نكوَّنه حين نكون معا ً ، هنالك طريقتان لتجنب عذابه ، الأولى سهلة للجميع ، أن تتقبل الجحيم وتصبح بعضاً منه ،فلا تراه بعد ذلك . الثانية خطرة، وتتطلب احتراساً وخشية دائمين : تبحث وتعرف في وسط الجحيم من وما هو ليس جحيماً ، ثم تمكنهما من البقاء وتمنحمها مجالاً
"إيتالو كالفينورواية"مدن لا مرئية"
"
صَنْعاء" كأني لم أفارقها ، جئتُ على متنِ طائرتِها صباحَ يومٍ قررَ ألا يموت، فقبلتُ بذلك .
القاهرة ، المدينة التي تُربك العاشقين .
كانت مفصلاً هاماً في حياتي . كعادة الأحلام عندما تكون نقطة تحول هامة في حياتنا الحقيقية بها . وكي لا أنسى ، فقد كانت حلماً لم يستعص على التحقيق .
:عندما قال الشاعر
كم ذا يكابد عاشق ويلاقي
في حب مصر كثيرة العشاق .
إني لأحمل في هواكِ صبابة
يا مِصر قد خرجت عن الأطواق
تبدو مصر هنا ، ككل الأشياء الجميلة التي يكثر عشاقها . مدنٌ تكبر أحلامها كل يوم ؛ يحمِل لها الشاعرُ عشقاً لا يبارى، أما أنا فأحمل لها عشقاً لا يشبه شيئاً .
لذلك أتركها تنام كل يوم على صدري ، وأدعو لها براحة البال

-2- أشياء تخصنا

من المفترض أن تبدأ بترتيب الصور من الموضوع الذي يسبق هذا . من أسفل إلى أعلى، ومن المفترض أن يكون عنوان هذا الصفحة "ذات يوم في القاهرة". لكن ولأن الجهاز أصيب بعصبية ، وبجنون جعلني أقسمها بهذه الطريقة ..مع العلم أنني أكره
الصور كثيراً ، ليس من ناحية دينية ، ولكن كالذي يكره البيتزا‘مثلاً، وهي تبادلني نفس المشاعر .والدليل على ذلك الموضوع الذي"ليس على بعضه" والجنون الذي أصاب الكمبيوتر على غير عادته
على كبري كورنيش النيل ، وعلى مايبدو أنني أحد هؤلاء
في (المطعم اليمني )في الدقي
"أنا الذي كنت ألتقط الصورة؛لذلك لم أكن "بالصورة

(2)
في المطعم اليمني في الدقي
لاحظوا وجه الشبه بين هذين الصورتين ، مع أنهما في أماكن مختلفة ، هي لصديقي "رائدالعبسي" الذي دمه في ذمة(المراية) المرآة

أشياء تخصنا
















في مقهى "والي" في الدقي أو هكذا خيّل لي
لاحظوا وجه الشبه بين هذين الصورتين ، مع أنهما في أماكن مختلفة ، هي لصديقي "رائدالعبسي" الذي دمه في ذمة(المراية) المرآة


صورة بريئة ، كنا نجرب الكاميرا التي (فرحانين )بها

فرحانين بالكاميرا



الجمعة، يناير 05، 2007

قلوب ناقصة

متى سنغادر بقلوب كاملة
لا ينقصها شيء
لا دعاء الحبيبة
ولا وجد الأشياء
.ولا انتباهة الشوارع


متى سنأتي بقلوب هادئة
لا يربكها شيء
لا خوف قادم
ولا لحظة واحدة
ولا عبور مرتجف
.متى سنغفو بقلوب آمنة


لا ينتظرها شيء
لا ميعاد مؤجل
.ولا وعد بقلق


قد تنام المدينة بعد قليل
في مثل هذه الساعة
تمنحك فرصة الوقوف على أبواب أصحابها
:لتقتنص منهم حكاياتهم
وتأمِّن لهم اليوم من أوله
أنت في الساعة الأولى كنت هناك
. والآن أنت ،هنا، أمامي


عيونك الطويلة،تتلصص الأماكن بشره ،غريب،
لا تستطيع منعها من رؤية الواقفة هناك
!وعلى كتفها شال أحمر ،ورأسها مائل على كتف أحدهم


في البلكونة المقابلة تلمح سيدة عجوز
تستمع للضالين في الليل
وتعدُّ أيامها الجميلة بسبحة في يديهاوهي ترقب..
!الفتاة التي تمرُّ وعلى كتفها شال أحمر
ورأسها مائل على كتف حبيبه

بحرارة تمسك ،أنت ، سيجارة مشتعلة في يدك
:تتابع بشغف كي تنص على هذا كله
متى سنغادر بقلوب كاملة
لا ينقصها شيء
لا دعاء الحبيبة
ولا وجد الأشياء
.ولا انتباهة الشوارع

إعلاااااان هاااااام

عندي رغبة في السخرية من كل شيء ، وعندي رغبة للتنقل بحرية في هذا الكون الذي أصبح قرية ، ومازلت أتوه فيه .

كأني أتحدث إلى جمع غفير سوف يحتشد في "شبه وطن ٍ" :
الآن سوف نتصالح ، وكل منا يصلح ما انكسر لنبدأ صفحة جديدة ، أبلغوني بأي مخالفة لما اتفقنا عليه ، الشكاوي والإقتراحات نتقبلها في صندوق بجانب المكان /الوطن ضعوها لأفتشها كل فترة ، وما ينسحب على أفكاركم هاتوه إلي . إنها فترة جديدة بكل ما لها وماعليها ..ننسى الماضي وندفنه ..
ها أنا أعلن للجميع ،
أنا أعشق أوطاني ،
أنا أعشق أوطاني ..!