الجمعة، يناير 19، 2007

يوميات سياسية لعام فائت


مضى العام وكلما هممت بكتابة ذكرياته وسرد الأحداث التي تفاعلت معها ... أشعر باللامبالاة لكتابة شيء عن عام مضى ولم يضف لي شيئاً من الناحية الشخصية الخاصة ، وكان مفاجئاً من الناحية العامة .
قد أكون على خطأ في توجيه هذا العام الشخصي ، لكن في شئوننا العامة لم يكن لنا إلا اليسير في توجيهها، كشعوب مغلوبة على أمرها.

الإنتخابات اليمنية .

هذا ما حدث بالفعل في الإنتخابات اليمنية التي حركت العجلة السياسية القادرة على تحريك كل شيء معها إلى الأمام .
لم أكن قد استوعبت ما يجري.. كالطريقة المغايرة في التعامل مع الإنتخابات ، تصميم اللقاء المشترك على ما بدأه وجديته . خوف الرئيس ، وقلقه الذي لا يستطيع أن ينكره أحد. وربما لو حــدَّثتَ أي أحد في الشارع ،اليمني، سوف يخبرك مباشرة بأنها "قرصة" مباشرة للرئيس . أو يمكن أن أ ستنتج أن هناك نية لترك الساحة فارغة ، إلا منه . في مواجهة وعوده التي قطعها للشعب ،وجعْل المسرح مكشوفاً أمامه

في الإنتخابات أيضاً ، استفادت أحزاب اللقاء المشترك من تجربة فتحت أمامها أفاقاً من أجل السعي لتطوير تجربتها الحزبية ، ووحدتهم في خندق واحد في مواجهة الحاكم . وبدا واضحاً التعامل الذكي مع الإنتخابات ، رغم ما تعرضوا له . والهدوء الذي ركنوا إليه في الأيام الأخيرة بعد التصعيد الملحوظ من الرئيس . بعد حادثة التفجيرات ، وحكاية المرافق الشخصي لمرشح أحزاب اللقاء المشترك "فيصل بن شملان " والتصريحات التي وزعها بين مهرجان انتخابي وآخر في حق أحزاب اللقاء المشترك .وصلت إلى تشبيههم بالتتار

مؤتمر المانحين

لم أكن محرجاً - رغم أننا لم نكن نقبض المال على سبيل الدين ولكن كمنحة مقابل مقايضَة خـفية خاصة من دولة كبريطانيا- وأُشبهُ بذلك حال الرئيس وهو يلقي خطاباً أمام المجتمعين في مؤتمر المانحين بلندن ويتحدث معهم ؛ كأن من واجبهم دعمنا ، وأيضاً ومن عرضه لليمن "المنكوب" ليستدر عطفهم .

لم أكن محرجاً ، ولا رددت كلمة "فضحونا" لأن هذا يحدث في دول كثيرة خاصة العربية ، لكن ذلك يثير تساؤلاً حول جدية الحكومة في الاستفادة من المليارات لدعم التنمية ، والقضاء على الفساد ، ودعم الإقتصاد اليمني ، والتخلص من المشاكل التي يعاني منها . ويثير تساؤلات حول جدوى القروض ، والديون ، طالما كان الجيب مثقوباً ، وما يجري من نفخ لا يكون إلا في قربة مثقوبة .


حكاية باجمال

قبل أن يصبح باجمال رئيساً للوزاء ، وكان حينها وزيراً للتخطيط نائباً لرئيس الوزراء ، حدث في جلسة من جلسات البرلمان أن استُــدعيت الحكومة ، فكان باجمال هو البديل لرئيس الوزراء ، وبما أنه داهية في خلق الأعذار . توجَّه إليه أحد النواب قائلاً : لمَّا الحكومة تشتي تغالط ترسِلك أنت "

باجمال لم يكن مغالِـطاً-بكسر اللام- بقدر ماكان مغالَـطاً بفتح اللام في تصريحات أخيرة ، التصريح الأول بعد مؤتمر دول المانحين ، عندما قال -بحسب موقع نيوز يمن-" إن اليمن استردت حقوقها التي نهبها المستعمرين"، وأن تلك "حقوق وليست استجداء"، وأن من حق اليمن التي نهب "الاستعمار ثروتها وذهبها" "استرداد" هذه الحقوق. ثم بعدها طلب السفير البريطاني تفسيراً لتصريحاته . وهذا تصريح أبعد ما يكون عن الدبلوماسية . و التصريح الثاني ، المطالبة بإيقاف إعدام صدام في رسالة موجهة للأطراف المعنية .

ثم يأتي خبر تناقلته وسائل الإعلام حول طلب الدول المانحة في مؤتمر لندن ، من الرئيس الوفاء بالتزامات اليمن . من خلال تشكيل حكومي جديد ، واستبعاد باجمال من الحكومة القادمة. وهذا ما نفته الحكومة رغم أن خبر تشكيل الحكومة كان قد نشر في الموقع الرسمي للحزب الحاكم .
وعلى مايبدو أننا بحاجة للإنتظار حتى يتم تشكيل الحكومة لنعرف كيف نجحت خطة وضع باجمال في فوهة مدفع ليقول كل تصريحاته السابقة ، وهذاما سيؤكده أو سينفيه التشكيل الحكومي القادم .


العراق/إعدام صدام

لم أكن على استعداد لتغيير قناعاتي بلحظة واحدة ، وإنما بدوت حيادياً إلى حد ما ،لأن جسدنا العربي يمتلئ بثقوب كبيرة ، فلا تدري على أيها تحزن ، ومن أين تبدأ بالحزن ؟!

كان توقيت إعدام صدام مستفزاً ، قلب الطاولة على من يكرهوه ، وهم كثر ، فتحول صدام إلى بطل ، بعد أن تعمدوا تشويهه بصورة مريعة حتى آخر لحظة . كان توقيت إعدام صدام غير مبررٍ ، إلا إنه الخوف من هذا الرجل الذي شغل العالم حتى وهو أسير لايملك ما كان يملكه حين كان رئيسا للعراق
.
في العراق يوجد قوى كثيرة تريد أن تأكل من لحم العراق . ولتركيبة العراق الاجتماعية والطائفية . فهو مهدد في أي لحظة بالانفجار ، ومرشح للفوضى .
فقد أصبح الوضع فيه مريعاً .فأحياناً يصل القتلى في اليوم الواحد إلى مائة قتيل .
ومالسياب عنا ببعيد حين قال "مامر عام والعراق ليس فيه جوع" .

لعام قادم

مضى العام 2006 مشتعلاً بالأحداث . وتربعنا عرش عام جديد. ربما لو استشرفت العام الجديد
:لقلت
ستتناقص الأوطان ، وسيضيق أصحابها ذرعاً بهمجية مستعمريهم . وستصبح العولمة ، والتكنولوجيا وبالاً علينا نحن كشعوب العالم الثالث . لن نلحق بأحد فبيننا وبينهم سنوات وسنوات . وسينتظر المسلمون المهدي ، والمسيخ الدجال ، ونزول المسيح عليه السلام إلى الأرض . هذا ما يوحي به الحال من أقصاه إلى أقصاه من شرقه لغربة . إذ و نحن يتكاثر أعداؤنا ،أو أننا نشعر بأن أعداءنا كُثر . نفقد وجهتنا ، ونفقد معها هويتنا ، نتذبذب ، ونمشي في طريق مجهول . بالتأكيد أعتقد أن هذا العام سيكون أسوأ من الذي سبقه بالنسبة لنا كعرب .

أما نحن اليمنيين ،
فقد مرت اليمن بمنعطفات يفترض أن تجعل من هذه التجارب ، موسماً لأعوام مليئة بالتفاعلات الإيجابية في كل المجالات . ومع ذلك فإن المفترض عندنا لا يكون إلا مضاداً للواقع
لذا ستربطنا علاقات ، والتزامات تجعلنا عرضة للابتزاز من الآخرين لا نملك فيه أمرنا . فنحن نسمح كل يوم للآخر بأن يتدخل في شئوننا ويفرض علينا تقديم تنازلات حتى وإن أظهرنا عكس ذلك ... ولو تتبعنا ما سيجرى في هذ العام لاتضحت الصورة أكثر .


ليست هناك تعليقات: