الأربعاء، ديسمبر 26، 2007

أتسلل بالجوار -२-

برج ...
"أنت صاحب مخيلة واسعة وتفكير شامل، تكافح من أجل الآخرين وتبذل جهوداً مضنية في سبيل ذلك. أنت مضياف حلو المعشر ومحب للناس، أكثر ما يؤثر عليك سلباً حياتك العاطفية والتي تؤثر بشدة على سلوكياتك ومدى مقدرتك على الإنجاز وكذلك في طريقة التعامل مع الآخرين برغم أنك تتمتع بلياقة وحسن تصرف عاليين وكذلك قدرة عالية على كسب حب واحترام الآخرين لك"
نمو
البارحة نموت على الرصيف ، بدوت شاحباً كغصنٍ ألحق بشجرة شتوية. حاولت تحاشي واجهات المباني المحدقة بي، وتجاهل الكلاب التي تتحامل على منامِ هادئ، والفئران التي تغرز أنيابها في الصفائح الملقاة في الشارع. تظاهرت باستخدام يدي لأنزع قلقي المتألف . وتآكد لي أنه لم يحن الوقت لأستقل رصيفاً معيناً .



تحفظ...
محمد الطيب : الذي كان صغيراً يقتني أقلاماً كل يوم ، ثم يعيرها لأصدقاءه في الصف . و كان يثبت العلاقة بين بقايا أظافره وشكل القمر الذي يطلع في أول الشهر...سوف أخبرك بكل شيءٍ عندما تكبرين ..مازلت أحبك قليلاً .




بُقع
الرصيف هو الشخص الوحيدالذي يمكنه التعامل معنا بكل تصاويرنا:أشعر بالذنب لأنني لم أطلب الصفح من جارتنا التي أخفتها ذات مرة .أقدر للمرأة التي وعدتني بأنني عندما أعود من غربتي سوف أجد عروسي بانتظاري .أتذكر نكات صديقي المولع بالألقاب القاسية . لا أستطيع التوكأ على أحلامٍ مصابة .












الأربعاء، ديسمبر 05، 2007

الحياة -1-



بالأمس،
اشتقت لمحمد وشعرت بالذنب لأنني لم أودعه.
لأوسيـم تشبهني كبداية .

استعدت ذاكرة غُرزت فيها مسامير
لامرأة عبرت إلى الضفة الأخرى.

ولأصدقاء غير مستعدين لامتناني لهم .

ولماء يعدني بالعودة إليه.

بالأمس أحببت ربي كثيراً .

بالأمس ،كما يعتقد والداي ،كان يوم ميلادي 4/12/ .والذي احتفلت به مرة واحدة عندما كنت أدرس في القاهرة أتذكر تعليقاً قلته حينها عن القاهرة (مدينة تأوي الغرباء، وتمنح الفقراء مأدبة وجد.) .قبلها كان صديقي الأكثر محمد إبراهيم، الذي ذهبت دون أن أودعه، يعد لهذه الحفلة الصغيرة. هو وعادل، ومحمد. جاتوه من الأكثر . وميدالية، وآية الكرسي من عادل ومحمد رضا. كان يحاول أن يصرَّ غربتي بعيداً عني في كل مناسبة !

سأتذكر أشياءُ أخرى . كتفاصيل محفورة

كل ماسيأتي إذن !



القاهرة مساء




المدينة التي تختلف عن غيرها
يوجد كل شئ فيها بقسط.


***

الصمت يسود الملامح،

ثم يبقى حديث يغتابونه بينهم
يتعدون النهاية.

الوجوه السماوية التي تملأ المدينة
تبرز مفاتنها ..
والصبايا اللواتي يأنقن الأرصفة
والشوارع.
ما يضهر جلياً
التناسق بين السماء، و الأرض
أعتقد أنهم يملكون قلوباً جميلة.


(ليس هناك مايبرر أن تزدري الآخرين)

المدينة(الليل)
لاتسمح لك بأن تضيف لها جديداً
فهي لا تخلو من عناد وحب للظهور
دع هذا جانباً.
احمل كل ما تملك قريباً من النهر
ضع يدها تحت ذراعك
وانظرا سوياً إلى النيل الأزرق.


المدينة(الأنثى)المصلوبة بالمواعيد،
والصيف الخانق المكتظ بالغرباء
يجيئون من بعيد.
الناس يمتلكون لساناً جيداً للتحدث
والتذمر أحياناً، والشطح.

محمد (صديقي)
لم ينتبه لأني غريب
فحدثني عن بلده كأنني ولدت هنا
لم يبد استغراباً حين أخبرته غربتي
يصر أن أرى المطر
وقرص الشمس.





الأحد، ديسمبر 02، 2007

بمناسبة : (وأمّا ماينفعُ النَّاسَ فيمكثُ في الأرضِ)






كان هادئا ، يرى كل شيء جميلا فينعكس ذلك على صفحة روحه . هكذا بدا لي على الأقل في حوار نشرته الثقافية في عدد سابق.





قبلها بأيام ، رأيته يجلس في مكتبة مؤسسة العفيف، بينما كنت أفتش فيها، بدا ظهره منحنيا ً وهو يردُّ بتواضع على أسئلة من حوله. ولأسباب لا تبدو لي جوهرية لم أسلِّم عليه.

في الحوار الذي نشر في ملحق الثقافية ، متضمناً جملة قالها الشاعر الكبير إبراهيم الحضراني؛ جعلتني أدنو منه لأعرف من يكون . ففي رده على سؤال عن رأيه حول ما يُعلن عنه البعض من تعصبٍ للون شعري دون آخر . يقول:" أنصح أولادي أن يتركوا هذه الاحتكاكات التي تشغلهم عن الإبداع وتحولهم من شعراء وأدباء إلى محامين لغير ما قضية" وكأنه يصححُ عنوانا لمشهدٍ اُختير له عنوان آخر.

هكذا عليهم أن يتعلموا كيف يهملون الطرفَ المستفز "حراس المقابر" ، كما يسميهم سارتر في كتابه "مالأ دب" . شيء غريب أن يتحوَّل البعض وبدون داع لحرَّاسِ مقابر!
بالمناسبة، قرأتُ في مقابلة أجريت مع إحدى الشاعرات تقول: بعض الشعراء يكتبون شعيراً لا شعراًً"! كان علي حينها كتعبير مناسب ،أن أزمَّ شفتي َّمستغرباً .

أتذكر أيضا حواراً أجري مع الشاعر علي المقري.وكان ضمن الحوار سؤال يقول : "وبماذا تفسر الفوضى الحاصلة الآن، واختلاط الحابل بالنابل والغث الشعري بالسمين؟ وفي رد الشاعر المقري :
أنا مع الناس أن يكتبوا ما يريدون، ليكتبوا شعرا تافها وآخر يكتب ما يريد، في الأخير الناس أحرار وحقهم في التعبير لا بد أن يتحقق في الكتابة وبالشكل الذي يريدونه.. بعد ذلك من حق أي أحد أن يقول رأيه في هذا المنجز الشعري الجيد أو التافه. القول أو الحكم عن هذا الشعر هو جزء من حرية التعبير"

أنا أتفق مع جزء مما جاء به الشاعر المقري، وأختلف معه في الجزء الآخر. هل نحنُ أمام حقائق يتفق عليها الكل ؟ في مثْل الشعر لن تكون هناك نهاية . وبالتأكيد؛ لا يصحُّ لشخص أن يصف ما يقدمه أحدهم بالتافه . هذا ما أعتقده أنا على الأقل .

ليس على الإنسان ،بخاصة الشاعر ،أن يخوُّف الآخرين يراه الشاعر الكبير إبراهيم الحضراني :


"أيها النبع ، أنت تشبه قلبي /حين تُعطي ولا تمل عطاءَ/وسواء عطاؤنا منح الأرض/ربيعاُ ، أوضاع فيها هباءَ/القلوبُ الظماء نمنحها الحب/ونعطي لليائسين الرجاءَ/ما خُلقنا إلا لكي نسعد الناس جميعا، ونسعد الخضراءَ ।

هذا أنا أيضاً، ولا قضية ! كان علي فقط أن أودِّع هذا الراهب الذي انتقل لعالم خالد يحبُّه كثيراً.
لا الدهر يسعفني بما أهوى ولا
هذي الحياة بها فؤادي يكتفي.

السبت، نوفمبر 10، 2007

يزيد الديراوي



إن كان علي أن أشرِّد هذا المُدون، فسأصفه بالغريب...

يا قوم ..

الغلاف الأنيق أعلاه هو لديوان "الدور على الغرباء" وسيصدر بعد أيام للشاعر الأنيق يزيد الديرواي .

مبارك لهذا النبي الغريب .. نبوءته .




الخميس، نوفمبر 01، 2007

خالد عبد القادر

خالد كنتُ ساهياً ، وأنت تحاول إصدار ديوانك الأول "سيرة الأراجوز " هي هكذا صنعاء تجعلنا نغفلُ لترتبنا في مناسبة أخرى .

تذكر "سيف خشب" قصيدتك العامية التي كنت أحثك على قراءتها كل مرة تشارك فيها بأمسية شعرية وتذكر عندما كنت تقول : سوف أقرأها لأجلك يا شلفي . ليلتها صفقت وحيدا عندما بدأت بالعنوان قائلاً : سيف خشب ، والتفت الجميع إلي .

تعرف مالذي جعلني أنتبه "لسيرة الأراجوز" هو فوزك بجائزة ساقية الصاوي ، كنت أثق بالإنسان خالد الذي سيعبر بخطى الأنبياء ، إلى ما يريد ، أيها الشاعر العنتيل على حد تعبير صاحب "شغل كايرو" مبروك ...

أنت تطأ البلاط الأميري وتبدأ . مبروك الكأس يا صديقي .

الجمعة، أكتوبر 05، 2007

احتفال


نافذة


I open the window
Enter the Wind
Enter your face
And you're Allegations.


***أفتحُ النافذة.
يدخلُ الريح ُ
ويدخلُ وجهك
وادعاءاتُك.

النافذةُ معلنةٌ من جهةٍ واحدة
ومعلنٌ أنا من كلِ الجهات...


بين فاصلةٍ وفاصلة،أكونُ:
جملةً معترضة.
بين الحجرِ والحجرِ،أكونُ:
عطشاً.
بين الشمس والشمس،أكونُ:
ظلاماً.

النافذةُ المفتوحةُ:
صوتُ الأشياءِ نفسها
كصوتي حين ألمحُ وجهكِ.
وحين أرتِّبُه بحيادٍ
وحين لا تأتين.




تبكي يدي
فالنافذةُ عادة لا تكون وحيدة.
أتذكَّرُ سيداً في الحيِّ :
يعتقدُ أن الأشجارَ لم تُخلق علَى الأرضِ.
والفتاةُ التي كنتُ أواعدها على الماسنجر
استعاذتْ من نصفِ الطينِ .




في القريةِ :
انتظرتْ امرأةٌ ظلَّها يغيبُ
لتواعدَ ظلاً آخر.
(وصفها الشيخُ بالمريضة
وتحدثتْ نساءُ القريةِ معها من خلفِ قلوبهن)



في المدينةِ:
يخافُ الطالب الجامعيُّ من حجرٍ يلاحقهُ
كلَّما دخل المدرَّجْ.
يذكِّره بحجرٍ يصحبه في النومِ
حجرٌ: أسودٌ

بلونِ الجلدِ
بأكثر من لونٍ .



لطالما ضغط بإبهامه أماكن في جمجمته
واستحْضَر صورةَ أبيهِ المتدينِ:
يكرهُ الأحجارَ الملونةَ
وينادي بالأحجارِ البيضاءِ.
عاملُ البلديةِ يأتي مساءً بنصفِ عصا
بنصفِ أغنيةٍ يرددُها
وهو يعتني بنفسِه ِ
وهو يهملُ نفسَه .


وجهكِ من نافذةِ الماسنجر
ومن لوحةٍ مضاءةٍ أمامي
من صورِ المرشحينَ في الانتخاباتِ .
من نافذةِ البيتِ
يشبهُ البلاستيكْ .

قبل النافذة :
رملٌ يتحركُ بي في متجهٍ ينظر مصلحتي.
عند النافذة: ِ
أنتظرُ موعداً مفتعلاً .
بعدَ النافذةِ:
أسيلُ
وأفتتِحُني من جديد :


أغلقُ النافذةَ ، وأرضى بأقلِ الخسائرِ .

الثلاثاء، سبتمبر 25، 2007

دفاعاً عن جارتي


جارتي التي لا تقرأ ولا تكتب، لكنها تمتلك ذاكرة حديدية ساعدتها على حفظ بعض الأحاديث والمعرفة بالكثير من الأحكام الفقهية التي ورثتها عن أبيها.وساعدتها أيضاً على فهم الفتاوى . فهي مستمعة جيدة لبرنامج "نور على الدرب" .وبرنامج "فتاوى" الذي ما ت بعد أن توفي "عز الدين تقي ". وكانت أيضاً تستمع بإخلاصٍ لـ"نبيل حاميم" وهو ينشد ،أيام زمان، "في البوسنة أعداء الخير " و"أن تدخلني ربي الجنة...هذا أقصى ما أتمنى " و"تألقي تألقي ياثورة الأمل" للفرقة المركزية . و "خلي يدي فلستُ من أسْراك" لأبو الجود وهو يُخاطب الدنيا .
أصبحتْ الآن-جارتي- تطربُ حين تستمع لـ"جاوبوني" الإصدار الجديد والذي سيصبح بالياً -حسب أصحاب التسجيلات- إذْ سيُصدر فهد القرني إصدارا جديداً حتى لو لم يمر على السابق إلا شهراً.
ورغم أن فهد القرني لا يُتعب نفسه في أعماله بشكل عام، ويأتي دائما من السهل.فإصداراته الإنشادية: -ألحان، كلمات- "ملطوشة" من أغاني نسمعها كل يوم في الفضائيات على مدار الساعة، أو مما تختزنه الذاكرة. وقد وصل التقليد إلى صوته. وهذا ما جعله يصدر أيام فترة الانتخابات كرقم قياسي ، مايزيد عن أربعة إصدارات. مما دعاني في أحد المنتديات الإلكترونية التي تحتفل بإصداراته، أن أعلِّق بالكتابة: مصائب قوم عند قوم فوائد !
يَرد فهد القرني على سؤال صحفي حول جدوى ما يقدمه..لماذا يتخذ دائما الطريق السهل في إصداراته؟ فيقول هذا" تراث: فن شعبي". لكن عندما نستمع لأشرطته . نتساءل في كل مرة.طيب سَمعْنا "الشُـِعْبِي" بضم الشين،أين الفنْ ؟!

لن يكون ما أكتبه هنا حسداً له ولا له أية أغراض أخرى، لكني أتحدث كمتلق مسكين لنص مسموع. وأريد أن أرى فيه جمالية الكلمة، واللحن، والأداء. أيا كان الموضوع. أتحدث عن الفن الذي يجعل جارتي تحافظ على رقيِّ ذوقها الفني.



في إحدى المرات عندما كنت في الثانوية كنتُ أزور قريتي، فسمعت أن فهد القرني سوف يأتي ليعرض إحدى مسرحياته التي يوزعها في الأسواق بين الناس. وكان على الجميع أن ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر. استعد الصغار والكبار والشيوخ . كان الجميع ينتظر ما سيأتي به فهد القرني. والذي لا خلاف فيه أن القرني مبدعٌ في التمثيل. لكن ولأنني كنت أحضر دائماً الاحتفالات التي كانت تحييها فرق الإنشاد وفر ق المسرح في تعز، في أكثر من مناسبة . وكان من هؤلاء المسرحيين والمنشدين ، مروان المخلافي ، ونوفل ، وبندر ، وعمار. والكثير من فرَّقتهم لقمة العيش. وكانت مثل هذه المهرجانات تنظم بشكل سنوي، من قِبلْ المعاهد العلمية سابقاً. فلم يكن ما يقدمه القرني مفاجئاً؛ لأنني رأيت هذه المسرحيات قبل عشر سنوات. ولأن القرني ينحاز دائماً للسهل فهو لم يقدم جديداً.أو ربما أعتقد أننا لا نستحق شيئاً جديداً.

يبدو لي أن القرني بحاجة ملحة لمراجعة كل ما قدَّمه خلال السنوات الماضية.بخاصة أشرطة الكاست . وسأقترح عليه أن يستمع لكل إصداراته داخل غرفة مغلقة؛ ليتأكد من العقاب الذي ينزله بنا في كل إصدار.

الأحد، سبتمبر 16، 2007

هادئ بشدة


الوحيد الذي لم يأخذ فترة هدوء .. الأشياء تكمنُ له في الوقت . حتى وإن بدا عكس ذلك هااااادئ بشددددددة

الثلاثاء، سبتمبر 04، 2007

عن المهرجان الهامش :لمَّا بكى زيد



بكى زيد حين جاء البر دوني ليستلف منه مصاريف السفر . يقول القاص زيد الفقيه : "كان البردوني مدعواً بصفته الشخصية وليس بصفته عضوا في وفد( إتحاد الكتاب والأدباء اليمنيين ) لحضور مهرجان ومؤتمر لاتحاد الأدباء العرب ، ولم يكن بحوزته ما يكفيه للبقاء بصورة لائقة في المهرجان . كيف يحدث هذا لشخصية بمقام الأستاذ البردوني وبهذا القدر من الجلال الثقافي والأدبي"انتهى كلامه . يبدو يازيد أنه لن يكون البكاء الأخير
.فحياتنا "بكاءات" لا متناهية. كالبكاء الجديد هذا :

-لا يليق ما سُمي بمهرجان البردوني" بذكرى رحيل شاعر كبير بحجم البر دوني . فقد نُسي البر دوني في المهرجان والذي استمر لأربعة أيام ، كان يبدأ في أحسن أحواله الساعة العاشرة صباحاً وينتهي الساعة الواحدة ظُهراً. نُسي البردوني في اليوم الأول بعد الساعة الواحدة . وفي اليوم الثاني ذُكر لمدة ساعة، دُعي خلالها الدكتور عبد الله البار للحديثِ يومها لكنه لم يلبِّ الدعوة، و أخذ أحفاد البردوني ما يجاوز الساعة لإلقاء أشعارهم . وفي اليوم الثالث للمهرجان- أرجو التركيز لمهرجان البردوني أقصد -نُسي تماما، فكانت الندوة حول الثقافة في عصر الإنترنت" عرض الجميع فيها إبداعاتهم الخاصة تماماً.! وفي اليوم الرابع والأخير أعلن منظمو "المهرجان" أن مفاجأة ستحدث : إذ سيلقي البردوني قصائد مسجلة بالصوت والصورة من أحد مهرجانات مسقط .(حصل عليها الإتحاد من جهات مختلفة ) مع أنهم لو تتبعوا المهرجانات التي شارك فيها البردوني وطلبوا من منظميها نسخا مصورة لما تردد أحد . لا أدري أين تكمن المفاجأة

! في المهرجان الهامش أيضاً، افتُتح معرضا لصور البردوني، ولم يُتعب القائمون عليه أنفسهم بكتابة تاريخ الصور ولا أسماء الشخصيات التي تقف أو تجلس مع البردوني .بالإضافة إلى خفوت الجلسات النقدية القليلة جداً التي روَّج لها منظمو المهرجان :بأنها سوف تطرق جوانب جديدة في شعر البردوني تسلط الضوء على عمق وخصوصية تجربته الشعرية –كما سمعتُ في الإذاعة. أو كما ذكرت صحيفة 22 مايو:"تظاهرة كبيرة في ذكرى قامة سامقة" بل هو قامة سامقة ، بعيداً عن ما يصنعون .فلو جمَعنا ساعات التظاهرة الكبيرة ، على حد قولهم . والتي خُصصت للبردوني لوجدنا أن الآخرين أخذوا مايزيد عن حقهم في أيام نُسبت للبردوني.
*البكاء الذي يليه :

بعد وفاة البردوني اختفت معظم كتبه من السوق ، وأصبحت بحكم النادر وإلى الآن بعد ثمان سنوات .لم تتعب وزارة الثقافة نفسها بإعادة إنتاج تراث البردوني وماخلَّفهُ لنا عن عمْد وتقصّد. بل حينما طُبعت أعماله الشعرية الكاملة وُجدت فيها أخطاء مطبعية لا تغتفر ،مقارنة بما صَدر لشعراء جيل جديد من أعمال كاملة لا تتجاوز مائة صفحة ، والأدهى من ذلك أنها طبعت طبعة ثانية بنفس الأخطاء ولم تُنقح أيضاً . كان البردوني يسعى ، بجهدٍ، لتخرج أعماله نقية من كل الأخطاء. لكن من سيُنقِّي أعماله. كان يحرص،داعماً لها، أن تصل أعماله لكل الناس بسعر رخيص . لكن بعد أن رحل من سيحرص لتصل للجيل الحاضر وللقادم بالطريقة التي أحبَّها. * لا يكفي أن نفرد الملفات التي تُظهر كم كان ظريفاً ،ولديه روح النكتة .ولايكفي أن يتطرقَّ لأعماله،نقداً، جيلُ لا يحب بعمق . كما تعوَّدت الأجيال السابقة.


*
بكاء أخير وليس آخراً

: قال اتحاد الأدباء والكتاب: أنه سيطالب في ختام المهرجان بإعادة طبع أعمال البردوني–بعد ثمان سنوات – أرجو أن تركز .والأعمال التي لم تطبع إلى الآن . وسيوصي الدولة بشراء بيته وتحويله إلى متحف . ربما هذا التفريط بحق البردوني نتج عن مشاكل صغيرة . لكن الحكمة اليمانية دائماً ما تغيب في مثل هذه المواقف.
وأعلنت أيضاً وزارة الثقافة : بعد ثمان سنوات من رحيله –أرجو أن تركِّز- عن إطلاقها في الأيام القليلة القادمة موقعاً الكترونياُ يحتوي نتاج البردوني الفكري والمعرفي تسهيلاً للباحثين ليتمكنوا من الاستفادة ، و التعرف على البردوني دون عناء . لا أدري بعد كل هذا العناء هل نصدق، أم نقول:طيبْ احلفوا !

السبت، أغسطس 04، 2007

الليلة جدي



حزين
ليس لأن الفتاة تزيدُ حين تكذب ،
وأنا أنقص حين أصدِّق .
ولا لأن صاحب التاكسي بفمٍ جشع .
ولا لأن الرجل الذي يقف عند بابي كحاجب
يعتقد خيبتي .
ولا لأن الشعر يجرُّني
بينما أود الكتابة عن "بيدوا" .

ولا لأني ..
بيدٍ هالكة
بفؤاد فارغ .


ياه يا جدي ..
أخاف هذا الوقت ..
أصبح ظهري أكثر انحناء من ظهرك في الستين
أريد أن أصلَ إلى مرتبتك:
قصير كمشهدٍ جميل .

ولا لأني
بدمع مُسكَّر
ولا أحد يمسحه عني .

أنفُكُ يشتَّم الجنة .
وأنا أسألُك الذهاب
للقاء بائع "الخمير" .
ناعم مثلك كل ما تشمّه
والجدار الذي ننام تحته سوياً .



ولا لأني
بماضٍ سقيم
بحاضر مرسل .

أبي صاحب الحديد.
يومذاك ..
سالَ بجواري
وترك الحزن لي حتى أكبر .



الجمعة، أغسطس 03، 2007

محاولة


محاولة للنوم في الضجيج والنهار

قبل الثلاثاء

البارحة...

مررت على صاحب الكتب ، وأبستر ، والدائري ، مع صديقي الدكتور حسين حاصل ، عندما ودعته أحسست بمعنى أنني سأغادر المكان ، والأشخاص .
ومسجد رابعة العدوية


هكذا سيبدو المكان لي فيما بعد






الأربعاء، أغسطس 01، 2007

تلويحة



أستعد هذه الأيام لإلقاء الكثير من الحجارة على الأماكن ، لتصير جامدة بدون حركة لا كما اعتدتها . لا تنام لأني لا أفعل ذلك


الثلاثاء، يوليو 31، 2007

مـودٍّع

أوشك أن أرحل
سأضع نفسي في تجربة الهذيان اليومي
>
لا أصدق ما سيكون عليه يوم الثلاثاء القادم
أ
غنية "النهر الخالد "لـ محمد عبد الوهاب
دوِّرا عليها بلييييز

الأحد، يوليو 22، 2007

يحدث بين فاصل وآخر






















(قبل البدء عند الكتابة )

ما لذي يكتبه شاعر مثلي ،
ضعيف القلبِ
خذلته الطفولة .
لا شيء كالطفولة !


غريـبٌ بدونِها
أُهمـلُ وصاياها
أن أبدو أنيقاً
و أكون مرناً مع الفتيات
أن أكتب بحرية
وأغوص في الحلم .
أن أتذكرها كلما أحسست بالضيق
أو شعرتُ بالملل .
أخرج إلى الشارع
أمشي
وأمشي .
لتسألني في لقائنا التالي :
هل كنتُ معك ؟



(منتصف الليل بعد العودة من السينما)

قبل أن أذهب إلى النوم أفكِّر :
في الممثل الذي لا يغلبه مشهد .
في الأصدقاء محدودبي القلوب .
في عالمي بلا عالم .
في العيش على رصيف لائق .
في موت محفِّـز .
في أن أستمر بالكتابةِ..وأدرك البعث .
في النجومِ تتخلَّى عن مكانها لي .

(ليتني طلبتُ قبلة منها )


لا شيء يجعلني أمسكُ عن الكلامِ
وأنتِ مسرورة ،
صامتة .
وأنا أقرأ الشعر وأشبِّهك به ،
أبدل الأحرف لأعـدكِ :
- ما معنى أن يتزوج شاعر بامرأة ؟
- أن يبقى عالقا في دمها .

(في دائرة مختلسة)

ضَعْ يدك في يدي
لأتصلَ بكَ في هذه الدائرة .

لا تمر بي على الشرطي
هو يكره الأشياء التي تذكره بالدائرة المحصور بها .

ولا على الذين يصلُّون في المساحة الخضراء

لا تمر بي على أمي الواقفة هناك
ستغضب حين ترى صبياً مثلك يقودني
و لأني تركتها وحيدة تبيع الأشياء
وذهبت للقاء صديقتي .

لا تمر بي أمام بائع العصير
أتى هذه الصباح ليرى مكانه يحتله شخص آخر
سوف يخسر دعوات زوجته .

لا تمر بي على الجالسين هناك
يقبلون أيادي حبيباتهم
ربما يخجلون


لماذا لا نذهب بعيداً ..
نطعم قلوبنا للهواء
ولا نعود .

الأربعاء، يوليو 11، 2007

-1- البردوني



لقلبه مالقلبي ينبضان في آن واحد

مغني تحت السكاكين


بعينيه حلمُ الصبايا ، وفي
حناياه ، مقبرة مستريحة .

لنيسان يشدو ، وفي صدره
شتاءٌ عنيفٌ ، طيور جريحة.

بلادٌ ، تهم ُّ بميلادها
بلاد تموت ، وتمشي ذبيحة .

بلادان ، داخلهُ هذه
جنين ، وهذي عجوز طريحة .

وآتٍ إلى مهدِه يشرئبُّ ُ
وماض يئن ، كثكلى كسيحة .

زمانان ، داخله يغتلي
دجىً كالأفاعي ، وتندى صبيحة .

ورغم صرير السكاكين فيه
يغنِّي ، يغني ..وينسى النصيحة .

فتخضرُّ عافية الفن فيه
وأوجاعه وحدهن الصحيحة.

أيا شمعة العمر ذوبي .. يلحُّ
فتسخو وتومي .. أأبدو شحيحة ؟

فيولد في قلبه كل يوم
ويحمل في شفتيه ضريحة .

يوالي ، فيرفضُ نصف الولاء
ويبدي العداواتِ .. جلوى صريحة.

له وجهه الفرد .. لا يرتدي
وجوها تغطي الوجوه القبيحة.

يعرّي فضائح هذا الزمان
ويعرَى فيبدو كأنقى فضيحة.

ترى وجهها الشمس فيه كما
ترى وجهها ، في المرايا المليحة .

الاثنين، يوليو 02، 2007

الفصل العاشر


واصل بيير الكتابة في مذكراتِه ، وهذا ما كتَبَه في تلكَ الفترة

:نوفمبر 24
"نهضتُ في الثامنة ، وقرأتُ شيئاً من الكتابِ المقدس ، ثم ذهبتُ لأداء واجباتي"
من رواية ،الحرب والسلام ، لــ ليو تولستوي

السبت، يونيو 30، 2007

ذاتَ البلاد





[اسمعوا خُطوتي واتْبعوني ،
البلادُ تُصلي هنالك ]

***
بانتظاركِ تُوفين بالوعدِ تأتينَ كي تدركي مالأذانْ . تردُّين عنَّي السلام لمن قلتُ إني أحبْ .أنا ، شاهد في الوصايا التي قلتِها ، شاهدٌ في المكان الذي ضمَّ آهـك ِ؛ أن الإلهَ الوحيدُ الذي لا يفرِّط في الناس..أنك تنسين كل الذي يوقظ الغافلين . وأن المساء يكون لأجلكِ..كنت أقولُ : دعوها هي الآن غارقة بالدعاءِ وخاشعة في الصلاة :

إن بي" شجناً"للبلادِ التي آلمتنا بحنَّائها..
للبلاد التي زانها الفجر شكلا سريعاٌ
يرتِّبها طفلة
ويؤم تغاريبها للصلاة.

للبلاد الـ بها لعنةُ الأمسِ
(دانية من ثراها )
يقولون فيها :
أمتنا ، إذن ، كيفما تشتهينا القبور .

***

بين السرير وبين دعائكِ ، بيني وبينك عهد ٌ؛ إذا عدتِ مروية كالصلاة أكون أنا هادئاً ، والطبيب يعدُّ احتمالاته للحياةِ . الحياةُ التي في ثناياك سابحة ، والحياة التي جنحت للفؤادِ . الفؤادُ دليل السماءْ . والسماءُ ترى وقتها ثابتاً ليــته - كنت أهذي -

تداعيت عندك ، كنتِ تنادين حلمي بريئاً..تقولين : أنت ارتبكت وعينُك توحي بما تشتهيهِ..تردين وعدي يقيناً ؛ أردُّ :

البلاد التي شغلتني بها ، أنت قدَّاسها
لها قلبها.. وابتسام يعيد لتاريخها
ما تفرَّق بين القبائلْ .
ووشوشة يبدأ الصبح منها .


***

[والبلاد هلامية الأصدقاء
يخوض الغريب بأخطائها ،
ويهملها لو أراد ]


في المساءْ. إذا أدلج الوقتُ ،لا تستضيءُ القصيدة بالنور ، لا تتخفى البثور المحاطة بي عن عيون المصابينَ..يروون: أن البلاد تآكلُ أسنانُها ، والبلاد تخون العباد ..تُقيم تصاويرَها وحدها . وهم لا يجيئون لمَّا تموت ، وهم لا يهمُّون بالدمع كي يجمعوه فيثمر في كفِّهم داعيَ البنِّ :

عودوا جميعاً ،
أنا أضمن العائدين /
وعودوا إلى سيفكم..
ثم عودوا لتخطوا رويداً ،
أنا آخر العائدين ..

فلا شيء يشبهني ..
لا الجدار القريب ، ولا وجع الآدمية .
لا رجعة الناس بالحلم.
أبدو غريباً .
وأبدو تساقطتُ قبلي..
أحس الوداع الأخير
أحس التراب /
أحس الطقوس القديمة
.....
........
أبدو غريييييييـباً
تغافل عنه الغريبون ..
- هل كائن مثله ينتمي للوجود ؟
- وهل كائن مثله غافلا كالوجود ؟

وأبدو مُقاس الدماء .


***
[كيف تبدو الحياةُ هناكـ

وكيفَ تلملِمهم مقلةُ الفجرِ،
هل
يدركون المساء]

الثلاثاء، يونيو 19، 2007

إسدال



فائضٌ سوفَ يسيل به ألمي، كل ما يتربص حولي معدم كتباريحي . أقبض جمرة في فؤادي وأنتِ تبكين حباً تولى .. هممت أن أتطهر من شوائبي إليك ، وكلما ابتدأت ..أراك تقفين أمام الباب لدعوة الآخرين للدخول . ثم تدَعين الباب موارباً لمن تبقى .. الهمُّ الذي انزلق إلى صدري ووشائجه الممتدة فيّ لا يتلاشى إلا لتعيدين هوته من جديد تحرضينه، وعلي أن أجري تدابيري

لا تحاولي إقناعي أن الحياة بسيطة كما تفعلين !!

اليوم تخلصت من بقايا غبارك ..أرخيتُ قلبي للريح ، واختصمت مع الذكريات أسدلت عليها ستار الختام

الأحد، يونيو 17، 2007

عيد ميلاد


(تسمَّرت وحدي أواجه حزنَ الصبية ،يوم التقينا)



سأتعب إن لم تجيئي أهنئك بالعيدِ
إن خاطبتني البلادُ وفي حزنها ما يزيدْ
سأتعب إن غادرتنا البدايهْ
من الروح أقرب لي
ومني إذا ما جهلت بأني أحبك ُ
أكثرَ من آخر الحلمِ ..
يأتي
فيأتي الفؤاد مليئا بنكهة خوف يعود ْ:
أنا واحدٌ مثل كل التفاصيل من حولنا
أحبُ
وأكره ُ.
أدْري تعديت وصف الملاكِ
وأبدو كأني أخاتل أمر الإله ِ.
جميل ٌ
قبيحٌ
يلملمُني الصبحُ
أو يزدريني المساء .
**
فؤادك وحيٌ، وعيناي حزنٌ أليفْ
وعيناك فاتحتان أناجيهما
إن تآكل صوتي
وإن غافلتني البلادْ .


أحبكِ
هذا البكاءُ الذي يعتريني إذا قلتُها
يوزِّعني كالغيوم على مبتدايْ
يحاصرني :
فالحياة هلامية إن أنا لم أفئ في ظلالكِ ..
والحياة انتهاء .

السبت، مايو 19، 2007

لا يحتمل التأجيل




كانت المدينة باردة ليلة البارحة ، والغيوم ملءالفضاء والمباني الفارغة المستعدة للوداع ..إنه مطر الشتاء الهادئ


كصبية تمر بجوار المقهى المعتاد ، وهي تفكر كيف تصل إلى البيت لتتحاشى البرد الذي يشقق أحلامها الطرية..يملؤني صاحبي بالثرثرات القديمة ،
عن الليالي المحبطة
لا القات وقودها ، ولا تداعياته الضجرة ،
فيحدثني تارة عن القبيلة ، والدولة ، والوطن ، وضرائب دفعت ذات يومٍ بوار ..
إنه الحديث اليومي لكل الناس في أي مكان ، لكن ما يختلف عادة أشياء أخرى ، فالخير والشر لا يلتقيان أو هكذا نقول
يختلفان في مفهومهما من فكر ،إلى فكرٍ آخر.



حين أعرف الوسائل التي تجرنا نحوها،وتتماثل للاكتمال.. أدرك كم هي الحياة غريبة ، تتسور أحداق الصعود ، وتتنازل بشكل البوح المخبوء..لن أشير إلى العلاقة الحميمية بين الأشياء ، والفضاءات الفارغة المتصلة،فالغيم له عطاء السقيا ،والفراغ له عطاء الامتلاء، والوجه الآخر للشيء له عطاء الوجه الآخر له ،وما نقتطعه الآن ماهو إلا اقتطاع لأشيائنا في وقت قادمٍ ، أياً كانت هبتنا.


قد تكون المدينة باردة هذا اليوم ، والرجل بارد بما فيه الكفاية ؛لذلك يسرح بما يتكوم في الذاكرة القديمة الممتدة ،
الحاضرة .والدقائق التي تسرق العمر فتمرجح أحلامنا القريبة
المتباعدة ..نخرج منها تارة ، وتخرج منا تارة ، ولنا حق العودة والصمود.


-عليّ أتمسك بحق التعبير لأعود، أي حتى لا تذهب نفسي بعيداً عن نفسي .. فكلانا لا يجيد انتظار الطريق.


-سوف ترسم المدينة ما ترمل عند الغياب ،والأحلام المدسوسة في أزقتها، ومساحاتها...صا رلنا حلم قدرها " لا قيمة لحياة لا تشعرك بالحراك " أو "لا قيمة لحياة جامدة"


للتفاصيل التي أنتجتنا ، أو تلك التي أنتجناها مددٌ ، وانبهار -قد لانعي أطرها-لذلك لاوداع في البداية ما دامت تُنتجُ ، فالدوائر لا تكتمل كالفكر ،وحضارات الإنسان ، وهذا امتداد الخليقة الأولى .التي تتسم بالبقاء ، والبدايات المتتالية.


-وسترسم المدينة أطياف الوله ،والوجد ، والتناقضات المندسة :"سوف أخلص ، وأمد يدي للآخرين ، وأجيء من لغة الحور لا غير، فالصغائر التي تهددنا تظل صغائر، وعلينا أن نتلمس خط الرجوع ،



**

المدينة باردة ،وأنا أخرج كفي ملوحاً له بالبقاء ،فله طقوسها المختلفة التي تمتلئ به ويمتلئ بها.

الأربعاء، مايو 16، 2007

مثلــي




مثلي
حين أقول ربحت يجيء غراب يطرق نافذتي
وحين أظنُّ بأن الماء يسلِّمني للماء ، أحس اللسعة في صدري :
اخرجْ
أنتَ ،
الطرقاتُ تحدد ممشاك
والعبراتُ تحدد آخر فرح تملك ُ
والسكـرة أقرب منك إلى الأرض ،
وأقــرب من ملك يمشي ليعلم مالا ينتبه له الناس .

جابر عصفور ..قريباً من الحلم والإنجاز





الناقد ،المترجم ، المثقف الموسوعي ، صاحب المواقف ، التنويري . هذا هو الدكتورجابر عصفور الذي احتفت به - في القاهرة- مجلة أدب ونقد ، واللجنة الثقافية بحزب التجمع الخميس الماضي ، بمناسبة انتهاء فترة عمله في المجلس الأعلى للثقافة ، وتوليه رئاسة المجلس القومي للترجمة .وقد أدار الاحتفالية الشاعر حلمي سالم .


جاءت الشهادات التي قدمت من خلال المشاركين ناقصة باعتراف قائليها .
فالدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع ، تحدث " أن الاحتفاء بقامة كجابر عصفور عمل يجب أن نهنيء أنفسنا به ، فهو المحارب في معركة ضد الظلاميين ، والظلم ، والتسلط وضد الرجعية والتخلف"


ووصفت د هدى وصفي الدكتور جابر عصفور
" بصاحب رؤية مستنيرة يتفاعل لتغيير العقول ، كرَّس حياته للبحث في مجالات المعرفة استيعابا ، وتفاعلا ، وإنتاجا . تبنى في ثقافته المساءلة بعيداً عن المسلَّمات والمطلقات ، وتبنى كل موهبة كان تظهر له ، ولم يبخل في توجيه الجميع "


المترجم طلعت الشايب قال :
" جابر عصفور هو المسئول الثقافي في كل موقع ، الذي يؤمن بحق الاختلاف ، يعمل بعقله مقاوماَ أفراد وجماعات قوى النقل والاتباع ، وحذف سؤال المستقبل . يدعو إلى نظام ثقافي جديد نقطة انطلاقته "الأسئلة ." ويقول :
دعا جابر عصفور إلى خطاب ثقافي متعدد ،متسامح ، يقبل بالآخر يعطي أهمية قصوى للوعي النقدي ، فكل نجاح في مدى كشف أسرار العالم ، يفضي إلى فهم التخلف ، وكل فهم لمشاكله يفضي لأسئلة جذرية جديدة عندما تكون أرضية الانطلاق أرضية ثقافية صلبة "
ويضيف :
""لقد أتاح لنا فرصة التواصل مع المثقفين في كل العالم، وختم حديثه " كما أن هناك كلمات مفاتيح ، هناك قيادات مفاتيح تجعل أفئدة الناس تهوي إليهم "



د مجدي توفيق
تحدث عن أن جابر عصفور" جعل من معرفة التراث بابا لمعرفة الحاضر .الذي استطاع أن يحول الإدارة إلى مشروع لاستنهاض الثقافة . بالإضافة إلى كونه ناقداً يحلل النصوص ويعلمنا كيف نقرأها ، ومترجماً يتخير مترجمَا ليرى الثقافة من خلاله .تكشف مقالاته وكتبه وجه المفكر الذي يتواصل مع الثقافة العالمية . يعيد ثقافته الى التسامح ، ورفض القهر ، إلى الحرية ".


الكاتب حمدي صباحين رئيس تحرير صحيفة الكرامة قال :
"أنا أتعاطف مع محنة المثقف في السلطة . و كيف يكون حاله مع سلطة لا تتعاطف مع احتياجاته ، سلطة فاسدة متسلطة ، ومستبدة .لكن مع هذا كله فقد استطاع جابر عصفور اجتراح القدرة على الاقتراب من حلمه وخرج نقيا طاهر الثوب "


وتحدث الكاتب سعيد الكفراوي في حديثه :
"إن جابر عصفور خاض بنا عبر أسئلة جديدة ، رجل يحب الابداع ويغامر عبره . فهو بالنسبة لي الكثير من المواقف الإنسانية . فهو من عبَّد الطريق أمام الكثير ،ومنهم نصر حامد أبو زيد . كان يبحث عنا في مقاهي المدينة ، أنا وأمل دنقل ، والطاهر عبد الله ليضمنا بيته مساء . فهو منطقة الضوء التي نحبها .كأنه يرسم الريح، والبحار ، والمحيطات . متعدد الوجود، متعددالحب ، الفاعل ، رجل الأدب ".


الكاتب اليمني الكبير عبد الباري طاهرفي مداخلته القصيرة :
تحدَّث عن أن الاحتفاء بجابر عصفور احتفاءً بقيم الإنسانية و الإبداع .فقد تعرَّف عليه في من خلال كتبه في البداية"كالصورة الشعرية" ،. ومؤكداَ أن أصدقاء جابر عصفور ، ومحبوه موجودون في جميع الدول العربية ويتعدون إلى العالم كله .



د. يونان لبيب رزق ، المؤرخ المصري ذكَّر أن :
" جابر عصفور لا يحتاج للاحفتاء ، لكن الإنسان يفرح بكلمة شكر . وهو ماجعله يأتي إلى الندوة بعد أن شارك في مناقشةِ أسرع رسالة في حياته .
ويضيف :
د.جابر عصفور "أتى إلى المجلس الأعلى للثقافة وحوَّله إلى شعلة للتنوير وأعاد له الروح
وهو رائد من رواد التنوير ، الذين يحملون في قلوبهم الخوف على مستقبل مصر
وتحدَّث عن علاقته به في العمل ، قائلا :كنَّا في المجلس عندما نضع عدم وجود الاعتمادات عقبة أمام العمل كان يقول ، ضعوا الأفكار وأنا سأتكفل بالاعتمادات. وهذا ماكان يفعله. ورغم النصائح التي قدمت له عندما قبل بالمنصب إلا أنه لم يكن من أصحاب الأيادي المرتشعة".


واتفق الكثير من المتحدثين والمتداخلين ..الشاعر أحمد زين فؤاد ، والمخرج صالح توفيق د . عماد ابوحازم:
على أن جابر عصفور هو المثقف المسئول ، الذي يمارس واجبه تجاه وطنه بكل إخلاص ، وذكروا أنجازته التي نفذها من خلال رئاسته للمجلس الأعلى للثقافة ، وكيف استطاع جابر عصفور تحويل مؤسسة كانت قد ماتت إلى بؤرة ضوء تفيد مصر والعالم العربي . واعتبروا أنه أكثر المثقفين احتراما لوطنه .



في ختام الإحتفالية ، تحد ث الدكتور جابر عصفور حيث بدا من خلال كلامه مرتبكاً وهي أول مرة تحدث له .
مضيفاً :رغم الاعتراضات على قبوله لمنصب الملجس الأعلى ، إلا أن الذين اعترضوا أتوا فيما بعد يطالبونه بالبقاء .
وأضاف : أن ما انطوى على رؤية جذرية ، لا يمكن إلا أن يتحقق . وأنه لا بد من تحدي شروط الضرورة ، والانتقال بها إلى أفق المستقبل .
وختم :
بأنه هو الذي لابد أن يحتفي بكل من عمل معهم في الثقافة وأنه لولاهم لن يستطيع أن يفعل شيء ولن يستطيع أن يقيم مؤتمراً ولا ندوة ، ولم يكن سوى الأداة التي تحركوا من خلالها

الاثنين، مايو 07، 2007

أمسية شعرية




كعادةأمسياتنا ، يحتل الحزن فيها الجزء الأكبر . وتميزناالعيون التي لاتبرأ من التطلع للآتي .


في الأمسية التي أقيمت في نقابة الصحفبين الأسبوع الفائت , جلس الثلاثة- كما سماهم المقدم- الفرسان ، الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم يتوسط الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي و تميم الابن الأصغر لمريد . كانت فكرة أن يجتمع الأب الشاعر الكبير ، والابن الشاعر الشاب بعيدة عن التوريث ، لأن الشعر لا يُـورث .
بدأ المقدم بتقديم الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم .قائلاً :إن أحمد فؤاد نجم نبهنا لعبقرية اللغة العامية .. وله الفضل في ذلك .
ألقى الشاعر الكبير نجم العديد من قصائده ، إلا أنه انزعج لأن أحدهم حاول أن يرد على تلفونه المحمول ،توقف وأعلن غضبه ، بينما كان الجمهور ينادي حقك علينا يا عم أحمد .القى الشاعر العديد من قصائده : "زيارة لضريح عبد الناصر" وقبل أن يلقيها قال أن جمال عبد الناصر قال عندما سجنه (الولد أحمد مش حيطلع من السجن طول ما أنا عايش ،
ويعلق قالها ومات ) وألقى أيضاً قصيدة "مبروك ياعريس" وقصيدة "البتاع " بعد طلب الجمهور .
يا للي فتحت البتاع
فتحك على مقفول
لأن أصل البتاع
واصل على موصول
فأى شئ في البتاع
الناس تشوف على طول


والناس تموت في البتاع
فيبقي مين مسؤول ؟
وإزاي حتفتح بتاع
في وسط ناس بتقول
بأن هذا البتاع
جاب الخراب مشمول
لأنه حتة بتاع
جاهل
غبي
مخبول
أمر بفتح البتاع
لأنه كان مسطول !


وبعد فتح البتاع
جابوا الهوا المنقول
نكس عشوش البتاع
وهد كل أصول
وفات في غيط البتاع
قام سمم المحصول
وخلا لون البتاع
أصفر
حزين
مهزول
وساد قانون البتاع
ولا عله ولا معلول


فالقاضي بتع البتاع
فالحق ع المقتول
والجهل زاد في البتاع
ولا مقري
ولا منقول

والخوف
سرح في البتاع
خلا الديابه تصول
ويبقي البتاع في البتاع
والناس صايبها ذهول
وأن حد قال دا البتاع
يقولوا له مش معقول

وناس تعيش بالبتاع
وناس تموت بالفول
وناس تنام ع البتاع
وناس تنام كشكول


آدي اللي جابه البتاع
جاب الخراب بالطول
لأنه حتة بتاع
مخلب لراس الغول
باع البتاع بالبتاع
وعشان يعيش على طول
عين حرس بالبتاع
وبرضه مات مقتول


الشاعر الكبير مريد البرغوثي هوالآخر ، كان يتلمس أحواله ، ويكتب ألقى قصائد ثلاث ، وجزء من قصيدة طويلة من ديوانه الأخير "منتصف الليل" وألح عليه جمهور الشعر أن يلقي قصائد أخرى . كانت فلسطين حاضرة في تلك القصائد كان الحزن ظاهرا على وجهه .

أتَلَمَّسُ أحوالي…لا مشكلة لديّ
شكلي مقبولٌ. ولبعض الفتيات
أبدو بالشعر الأبيض جذاباً
نظّاراتي متقنةٌ
وحرارةُ جسمي سبعٌ وثلاثونَ تماماً
وقميصي مكويٌ وحذائي لا يؤلمني
لا مشكلة لدي

كَفّاَي بلا قَيْدٍ.
ولِساني لم يُسكَتْ بعد
لم يصدر ضدي حٌكْمٌ حتى الآن
ولم أُطرَدْ مِن عملي
مسموحٌ لي بزيارة مَن سَجَنوهمْ مِن أهلي
وزيارةِ بعضِ مقابرهمْ في بعض البلدان
لا مشكلة لدي


لا يدهشني أن صديقي أَنْبَتَ قَرْناً في رأسه
وأُحِبُّ بَراعَتَهُ في إخفاء الذيل الواضحِ تحت ملابِسِهِ
وهدوءُ مخالِبِهِ يُعجبني.
قد يفتك بي، لكني سوف أسامحهُ
فهو صديقي
وله أن يؤذيني أحياناً
لا مشكلة لدي


ما عادت بسمات مذيع التلفزيون تُسَبِّبُ لي أمراضاً.
وتعوَّدت على توقيف الكاكيَّين لألواني
ليلاً ونهاراً. ولهذا
أَحْمِلُ أوراقي الشخصيةَ حتى في المَسْبَح
لا مشكلة لدي

أحلامي رَكِبَتْ، أمسِ، قِطارَ الليلِ
ولم أعرف كيف أودعها
وأَتَتْني أنباءُ تَدَهْوُرِهِ في وادٍ ليس بذي زرعٍ
(ونجا سائقُه من بين الركّاب جميعاً)
فحمدت الله، ولم أبكِ كثيراً
فلديَّ كوابيسٌ صغرى
سأطوِّرها، إن شاء الله، إلى أحلامٍ كبرى
لا مشكلة لدي


أتلمَّس أحوالي منذ وُلدتُ إلى اليوم
وفي يأسي أتذكر
أن هناك حياةً بعد الموتِ
هناك حياة بعد الموت
ولا مشكلة لدي

لكني أسألُ:
يا ألله!
أهناك حياةٌ قَبْلَ الموت؟


تميم البرغوثي الشاعر (الفلسطيني ) المصري ، الذي يكتب بالعامية المصرية يجسد بها حلم اليوم ويكتب بالفصحى بإلقاء قصيدته "أنا مفتاح مزنوق في الباب " كقصيدة طويلة تختمها الريح بالدخول حتى بدون المفتاح الذي يترصده من بداية القصيدة ثم مقاطع من ديوانه "الفصيح " وهو عبارة عن قصيدة طويلة


قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف
المعنى كعبة وانا بوَفْد الحروف طايف
وألف مغزل قصايد في الإدين لافف
قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف
أنا لما اشوف مصر ع الصفحة بكون خايف


بعناية ، وقف مقدم الأمسية ، يسأل ماذا يفعل بنا الشعر ؟
يتحدث بشفاهنا , ويعبر عن كل ما نريد يقربنا للعشق ، يفتح قلوبنا مساكن شعبية على حد تعبير المطرب محمد منير .



القاهرة 2007

الخميس، مايو 03، 2007

! أيقظ قواك الخفية





أبدو كرجل مسن نسي ما كان يحمله في يده ، وهو يستعد للنزول من "ميكروباص" في زحمة يوم الأجازة .


أستيقظ كل يوم نادماً ، لاستغراقي في النوم وفوات موعد مهم كان لابد لي أن أقوم به .. و أعرف أن اليوم لن يكون جيداً بالمرة .


لا أغفر هذا مطلقاً ..
يعني هذا أنني بدأت بترتيب موعد النوم في اليوم الأول من بعد العاشرة مساء ، كان علي أن أنام قبل أن ينتصف الليل ، لأصحو باكراً ، فأنا ينتظرني الكثير من الأعمال التي لا بد أن أنجزها । وعند الفجر॥ بعد استخدامي للهاتف عدة مرات ، ومشاهدتي للتلفاز ، حتى اقتربت الساعة من الرابعة صباحاً ، أدركت أن المواعيد ستفلت مني كالعادة . كالعادة ، كالعادة .



يحدث أن ألوم نفسي "...
أنضبط نظرياً ، قد يبترني الأصدقاء كما عودتهم أيضاً . ثم أبدأ بإعادة كل ما أحاول تجنبه ، بصدق كما هيء لي .


لا أستطيع أن أقول لا ، مع أن أنتوني روبنز في كتابه "أيقظ قواك الخفية "يخالفني بشدة . وبتحريض كامل جعل من كتابه ناجحاً، فيما لا أقدر عليه . كهذه الحكاية التي أثبتت لي ذلك .
لم أكن قد قرأت كتابه الذي كتب على غلافه " من أكثر الكتب مبيعاً في العالم ، عندما طلب مني أحد الأصدقاء استعارته لقراءته ، كان علي أن أرحب بذلك . أنا أحب أن أجعل الآخرين يقرؤن ، وبنظري هذه هدية جميلة لشخص تقابله ، أن تكون سببا في قراءته لكتاب ،ويبدو أن صديقي أنهى قراءته بثلاثة أيام . أحسست بعد ذلك أن الرجل لم يعد "يطيقني" . وحين فتشت في الكتاب وجدت المؤلف يقول ، لا تدع أحداً يثنيك عن ما تريده ، ولو كانت أشياء بسيطة ، حتى وإن وصل ذلك لمقاطعته تماماً . تعلَّم أن تقول : لا


وعرفت ، لماذا كان ينظر إلي يفتور . ذهب ، والعلاقة فاترة بيننا . هو أراد ذلك ، وأنا سمحت له حتى لا يعتبرني معيقاً . وربما لن أكون الأخير في طريقه . ما زاد من تأكدي ، أنني أعطيت الكتاب فيما بعد ، لشخص آخر ،وحدث ما حدث ، حينها قررت عدم قراءته كاملاً ، وقررت عدم إهدائه لأي شخص آخر . حتى لا أخسر كل من أعرف ، ولا أخسر كل أصدقائي .


وحتى لا أنسى الحكمة التي سمعتها من أحدهم :لا تسد الطريق التي توصلك إلى الآخرين ، دع ما يكفي للعودةإليهم مرة أخرى .

الأربعاء، أبريل 25، 2007

أنسي الحاج


يكفيني من الشعر ، أن يجيب على أسئلة الكون ، إجابات يقينية أو محتملة ، و يعلـِّم الجمال للنفس البشرية فتكون بحاجة إليه لتستريح .



الأعمال الكاملة التي صدرت عن قصور الثقافة في مصر للشاعر الكبير أنسي الحاج جعلتني أتلامس مع هذا الشاعر لأول مرة . يعض بشدة على اللغة ، ويحتفي بها احتفاء يقينياً . وفي مقدماته للأجزاء يبدو حاداً تجاه الجميع . يتحدث ، فيلقي عليهم آراءه العابرة ، كمن يقول أنا / نحن هنا .

في الجزء الأخير" خواتم " وهو كتاب في التأمل الفلسفي والوجداني ،كما يذكر ، يـَقدُم إلينا أنسي الحاج كرجل حكيم بثنائيات ،نتأكد فيما بعد أنها حقيقية تماماً ، أو العكس إن لم نقابلها من قبل .

مختارات من "خواتم"




***

ما قهرني دائما هو أن الآخرين لا يحبونك إلا لعطائك ، لنتاجك ، لنتائجك ...لا بكسلك وعقمك . لا بعدم جدواك لا بوجودك المجرد ، مجانا . لا لشيء غير أن يحبوك ليمتعوك بحبهم .


*



الرشد أسرُ الخيال ولكنه أسرٌ يستغيث بسجينه

*

تتحدث عن عطائك ... تساءل : لماذا لا تعرف طعم الفرح ، الفرح المقيم ولو قليلاً ؟
أليس لأنك ضنين بنفسك ، تأخذ حين تظن أنك تعطي ، وعطاؤك الصغير المحسوب ، تطنه أنت كبيراً وبلا حساب ؟
تتحدث عن العطاء ،
تقصد عطاءهم لك .

*

في نظرك ، أيها الحريص العديم الحب ، قبولك هو العطاء .

*

ما أكره من يراقب حاضره في ضوء غده ّ وكم أكرهني عندما اصطدم في نفسي بهذا الكائن ! وكم هو قوي ، لا يتهزمه الغيبوبات الكبرى : الشعر ، الحب ، الانخطاف او الارتماء ...
اللاشعر هو كل ماليس سخاؤه ؟

*

تخطي الذات يشابه أحياناً التنكُّر للذات . الفرق في الرجل ، على كل حال .

*

ليس ما تقول هو ما أرفض بل أنت
كلامك ضحيتك .

*

لا أستطيع أن أمنع الناس من أن يشهروا ألقابهم بعضهم على بعض . انهم يموتون من أجل اللقب
ولكني لم أصادف إنسانا جوهريا إلا كان يخجل حتى باسمه العاري من كل لقب وكل صفة .



وكلما ازدادت أهمية الإنسان الجوهري ازداد حياؤه باسمه ( بل بوجوده) ، حتى يكاد أن لا يلفظه إلا همساً .

*

بعض الضحايا يبتهلون إلى الله أن يظلوا ضحايا ، لأن ذلك أكبر انتقام من جلاديهم عندما يحتاج هؤلاء يدورهم أن يكونوا ضحايا !

*

لا يكفي أنه ضحية ، بل إن كل جلاّديه كانوا غير الجلادين المناسبين له ...

*

التعلق بالقيم الجماعية يمنحك طمأنينة الأخلاق التقليدية وضجرها .
الإيمان بالقيم الفردية ينتشلك من رتابة الأولى ، ويوقعك في الفرا غ ...

*

ومن اللطف ما خنق عبقرية صاحبه !

*

تيهي عليك يأس منك لا فخر بذاتي

*

هل من ينتبه إلى الجلال الذي في الوهن ؟

*

لا يحتمل دوي الدموع الصامتة !

*

ما إن تطمئن إليهم حتى يصيروا لك أعداء

*

يحسب بعضهم أن البطش هو القدرة كما يظن آخرون أن الموجة هي الواقع .

*

الجاهل لا يرتبك

*

يدفع الفشل إلى الشر ، والشر إلى النجاح
لا تتأمل كثيراً في هذه الجملة
ولا في عكسها .

*

أكره نرجسية الأخر لأنها "طبعاً، تعكر علي استمتاعي بنرجسيتي ، ولكن أيضا لأنها تريني ، خلال مشاهد الآخر ، كم أنا مثله وأسوأ منه .

لا يحب النرجسي من المرايا غير تلك المفردة ، العازلة ، تعكس له صورته وحده ولا تذكره بوشائج أو روابط تنشز عليه أنغم طقوس العبادة التي يقيمها لذاته في وتيرة رتيبة ، سقيمة ، مضجرة إلا في حالة واحدة : عندما يشرق من هذا الإدمان نور يغسل المتفرج ، فيصيبه غرام بهذا النرجسي بدل أن يصاب بالغثيان .

إنه نور الشعر ، في أي شيء كان .
لا تحب النرجسية إلا في ثمار الشعراء لأن الآخرين يجدون نرجسيتهم فيها أجمل مما وجدوها في مراياهم .

*


يعلف أنانيته ليأكلها .
*


من يصنِّفك يقتلك

*

ينتشي أيضا من عجزه ، ويرتعش كأنما بنسيم السعادة .

*

ليس ضائعا في الكون الهائل بل في دماغه الصغيرة

*

سلمت لك بالحرية لأني لم أستطع تكوينك على ذوقي
حرية العجز عن الاستبداد

*

بعض الرجال لا يبدو إنسانيا إلا عندما يمارس ظلمه

*

أنا اثنان : واحد يسقط وأخر ينفصل عنه يقرِّعه ، ينوح عليه أو يقهقه منه .
وأكون وحيدا وحيدا عندما يتحد الاثنان .

*

ابتسامة الآخر تحبُّك ، ضحكته تحبه هو
اتبسامة الأخر تضمك ، ضحكته تبقيك في جسدك
الفرح حالة غامرة إلى درجة الخشوع لا الضحك
الفرح ،كتوأمه الحزن ، هو أكثر من يكره الحركة .

*

في الابتسامة أم .





الاثنين، أبريل 23، 2007

مــــوت


في مثل هذا الوقت من العام
كنت أكتبُ في موتك قصيدة ..
وعـرة .


تمتد لتصبح ديوانا ً ،
ومكتبة .


*
حزنتُ لأنك خاتلتَ الحلم.
غفوتَ وحيداً ..
وتركتَ أسئلة كنتُ أنوي الإجابة عليها ،
أنوي أن أختمها بالهدوء التام .



منذ عام ،
وأنا أحزن ،ربما ، بدون سببٍ .
أقتـصُُّ لهفوة كنت تَحضرُها ،
في ارتباك الكلام .



أعيش بذاكرة تتقد بدهشة الغياب
من ذاكرة مطفأة
وأسكــنُ
وأُسـكــنُ بالوحشة..


أنا الغريب
أحتاج ،
لأصل إليك
ولأنمو .
أن أشعر بآخرحلم أوكلته إلي .
*

أعرف أن الأماكن غبار
وعندما كنـَّا نعدو
أو نقف بمحاذاة الأشجار التي زُرعت داخل الرصيف
كنا ندرك ، أن أحلامنا سوف تأتي ،
نصفـها
والنصف الآخر نتركه للفراغ .



منذ عام
يزيد ، ولا ينقص ..
يخونه رضاه عن نفسه
وتنفر منه وعوده .

كانت المدينة في أعيننا جميلة
لكنها مجهدة

كنـتَ مسكونا بهمها
وسرُّك مختبئ فيها
مختبئ بها
تقولُ :
لو تركتٌها ، أعدها بأنني سأعود .

الجمعة، أبريل 20، 2007

المرة الأخيرة

: ملاحظة
!هذا النص حزينٌ مثلي


في المرة الأخيرة
انشغلت بنفسي
تركتُ الشمسَ تشرقُ وتغربُ وحيدةً
دونَ أن أحصيَ عددها.
لم أعد أتركُ للآخرينَ ترتيبَ وجهيَ
ولا أقترض الوقت منهم



مصادفة يتخللونني

.تبردُ الكلمات في جوفي
و تنمو الرغبات التي قصصتها
يستقيم عودها الهش

يهربون إلى الجسدِ
كي يفصِحُوا عن الهزيمةِ الملقاةِ باتجاهي




في المرة الأخيرةِ..
تركني "صديقي" ما يقاربُ الشوقَ
أتبخرُ
كشايٍ ينتصف طاولة منتظرة،
ويتآمرُ على الوقت.

الخميس، أبريل 12، 2007

صلي لأجلي


..صلِّي لأجلي
كنتُ أختصرُ المسافة بيننا
وأقود نحوك عادتي في الحزنِ
.هذا القلب يوصـــدني

، وأعــاند الأيـــامَ
، أذكـرهـا
تغطيني تفاصيلٌ
،ألوذ بوقتها مني ،
.أعــدِّل من دمي كيما يناسبني

..صلِّي لأجليَ
مثلما أخرتُ وعداً في الحضورُ
، أطــارد الأحـلامَ
.تسبقني

،صـلِّي
أحبكِ
:كم أخــــاف
سيسقط الولدُ المدللُ بالغياب)
(سيستجيب صدى خرافياً يبلل نفسه بالفقد
، أو تتبدد الأحــلام
.ترمقـني

"هاقد هجرت" الوقت
عدت كعادتي في الحزن
. أسرقنـــي

السبت، أبريل 07، 2007

لحظات مستعصية


من النيل ، تبدو لك مصابيح المدينة مغرية كفصوص فستان أميرة في حفلة تتويجها ملكة .

كنت وأصدقائي نتجه إلى المكان المحدد لنا لإقامة أمسية شعرية على قارب سوف يأخذنا في رحلة نيلية. وكعادتي دائماً ما أسبق المواعيد بنصف ساعة حتى لا تفوتني . وصل الجميع على متن القارب في أوقات متفرقة ، متتابعين كعلب تتأهب للتغليف ،وبدت الوجوه مجهولة بالنسبة لي .

كنت وأنا أجرب دهشتي أفتش عن شخصيات يفترض أن تكون معنا وكلما اقتربت الإمسية من بدايتها أسأل صديقي :-
- هل سيأتي صنع الله إبراهيم- ...........

ينظر إلي بصمت لم أستطع تفسيره . ثم يغمد عينيه في كتابٍ كان يقرؤه .وأعاود أنا التحديق في النيل ، هذا الذي لم أستطع أن أعبِّر له عن حبي الأزرق ، وفي كل مرة أخاطبه قائلاً :
- أحبك... "بجد".................-

بعد قليل يمر قارب بالجوار يحمل عروساً ، وفتيات يرقصن على أغنية "شبرا وبنات شبرا".


قبل أن يتحرك بنا القارب بلحظات ، فقدتُ الأمل في مجيء صنع الله إبراهيم،واكتشفت في مقدمة السفينة أحد الشباب يمسك جيتاراً . وعن يمينه عازف ينتصب أمامهما ميكروفون .في ذلك الوقت كان محمد الذي نظم الأمسية يعلن بدايتها . فتحركت السفينة .

عزف العازفون و توالى الشعراء في إلقاء أشعارهم ثم جاء دور صديقي الذي قرأ قصيدته الطويلة . استمعت له بتركيز، وأحسست بأن الريح تأكل الكلمات ثم ختم صديقي قصيدته قائلاً: -أشعر بالإحباط .بينما ضحك الحاضرون ،

كنت أعرف أن دوري قد اقترب بعد إعلان اسمي . تقدمت واقفاً أمام الجميع في مكان بدت لي القصائد هبة ينتظرها الآخرون ، يحدقون بك بشدة ولك أن تبدو كما يليق .كنت منشغلاً ساعتها بتلك العيون . ثم فجأة جاءني صوت محمد قائلاً :- في البداية، ماذا تعني لك صنعاء؟سقط ما انشغلت به للتو ، اصطدم بجدار وهو يسير في طريق آمن ، لم أعلن التعبير الذي حدث داخلي ،أحسست أنني أكملت الإجابة على السؤال دون أن أدري كيف! ثم بدأت بالقراءة من الأوراق التي أمامي .
...........

بعد العودة اعتذر لي محمد لأنه فاجأني بسؤال لم أكن أتوقعه. حينها عرفت أنني لم أستطع أن أحب صنعاء كما يجب .

الخميس، أبريل 05، 2007

عن دار سوسن





«سوسن» أول دار لنشر المدونات في العالم العربي
أسسها شاعر شاب وتنشر لـ«المبدعين والعباقرة والفاشلين»

صحيفة الشرق الأوسط القاهرة : محمد أبو زيد
«يسعد مساء الورد، إعلان لكل المبدعين والعباقرة والفاشلين والعاديين حين صار النشر أكثر مشقة من الكتابة نفسها، متطلبا مهارات خاصة لا يشترط توافرها في الأديب العظيم، دار سوسن للنشر البلوجي، تعلن في تحدٍ سافر ومقيت عن قبولها للنشر للجميع وبدون وجود لجان قراءة أو تصاريح مرور، ننشر مجانا جميع الأعمال الأدبية وغير الأدبية وقليلة الأدب».

بهذا الإعلان شبه الغريب أعلن كاتب مصري شاب تأسيس دار للنشر على الانترنت، ويتضمن ذلك تصميم الغلاف والدعاية والتوزيع، وذلك على مدونة مجانية على الانترنت تحمل اسم دار «سوسن» للنشر.

محمود عزت، الشاعر الشاب صاحب فكرة المدونة، أو الموقع، أو دار النشر، بدأت تجربته حين أراد أن ينشر ديوانه النثري الأول «شغل كايرو» ولما لم يجد دارا للنشر تنشر ديوانه بدون مقابل مادي، ولأنه أراد أن يرى ديوانه النور قبل أن يبلغ سن المعاش فقد قرر نشره على مدونة، لكن ردود الفعل التي تلت ذلك وصلت إلى حد أن طلبت دار نشر «ورقية»، هي دار «ميريت»، طباعته في أسرع وقت، مجانا، وبدون مقابل على خلاف عادتها مع الدواوين الشعرية التي تؤكد دائما أنها ليس لها سوق، كما أن زوار موقع الديوان بلغ في أقل من شهر 3235 وهو عدد يفوق قراء أشهر الشعراء الستينيين المصريين.

بعد نجاح الإصدار «البلوجي» الأول قرر محمود عزت، الذي لا يزال يدرس في كلية الطب، تأسيس دار نشر باسم «سوسن» لنشر أعمال «كل من تقف أمامه مؤسسات النشر الخاصة والحكومية بالرفض». وبدأ بديوان ثان له، ثم مجموعة من الدواوين والمجموعات القصصية لعدد من الكتاب الشباب، وجدت صدى بعد نشرها ونوقشت في عدد من المنتديات الثقافية.

شروط النشر في «سوسن»، كما يحددها، جاءت بالشكل التالي:«ننشر الأعمال التي يرغب كاتبوها في أن تتنفس بين الناس، كما أنه ليس هناك لجنة قراءة لها الحق في أن تسقط عنك لقبك الذي منحته لنفسك، سواء كان شاعرا أو أديبا أو حتى فاشلا، من سيقيمك هم قارئوك».

وحول قيمة نشر ديوان أو عمل أدبي كامل على المدونات، يقول محمود عزت: «أعتقد أن المهم في الموضوع كان النشر بنية اعتبار الكائن على الشاشة هو عمل أدبي حقيقي، ديوان يماثل في قيمته أي ديوان مطبوع، بدون النظرة الدونية إلى النشر الالكتروني كبديل عن نظيره الورقي، أنه حين نزن الأمور كلها بهدوء نجد أن قرّاء الانترنت عدد غير قليل بغض النظر عن جودة القراءة من عدمها، بالإضافة إلى أن النقاد والكبار لا يتابعون الانترنت فعلا وكذلك الورقيّ. أما الوجود على الساحة الأدبية بالديوان الورقي فيمكنك أن تسأل الموجودين حاليا عن جدوى ذلك. لا أنكر أنه يفتح أبوابا عدّة، إنما أعني القيمة الحقيقية لذلك، إضافة إلى الذل الأبدي في دور النشر والمؤسسة الحكومية لنشر ديوان أو رواية. واعترف في النهاية أن الفكرة نشأت أصلا من واقع هذه النظرة الدونية، إن لم يكن ورقيا فألكترونيا على الأقل».

صدرت عن «سوسن» أعمال عدة منها:
«ديكورات بسيطة» للشاعر أحمد الفخراني،
و«ذات وطن» لمحمد سيد حسن،
"جدار" للشاعر يزيد الديراوي
و«سبع صنايع» لمي كامل.
«تعيش» لأحمد محجوب،
: وتحت الطبع
«النبي الافريقي» شعر لمينا جرجس،

و sambateek كتابة نوران إبراهيم،
و«كيف تحيي الموتى» مسرحية لمصطفى السيد،
و«كابوس قصر الأحلام»، وهي رواية لسارة الجاسم

الأربعاء، أبريل 04، 2007

تفاصيل صغيرة



يا وجعي أنتِ
وإطلالةُ روحي حيَن
انداحتْ عيناكِ على تعبي


ليصيرَ الكونُ بحجمِهمَا
وأصيُرأنا حجماً كالكون.

الأحد، أبريل 01، 2007

لـمحمد سيد حسن

نخلص في قراءتنا ، لمحمد في مدينة الموتى ، وعند سيدة حزينة ، وفي المراثي

ذات وطــن


ألقاك في سلامْ
ألقاك في شوارع المدينة المطمورة الأسماء في الإسمنت و الزحامْ
ألقاك في الضجيج يملأ استمارة الحياة بالصخبْ
وفى الدخان يطبع العيون بالرماد والوجوه بالأختامْ
ألقاك يا..
ألقاك يا.. حبيبتي ؟
كتابةً مسحورةً ما بين أسطر البشرْ
بدايةً مسطورةً ..
نهايةَ الدرب الغريب المثقل الخطى
نهاية اليوم الكئيبِ ..
إذ تذوب الشمس في التراب و العرقْ
وترتمي الأهداب فوق فُرش العيونِ..
كي تنامْ.



الثلاثاء، مارس 27، 2007

! العناوين


العناوين متعددة .. أفتش ، فيغيب الكلام . كنت ، وبترصد ، أريد أن أكتب عن

البردوني
هجرة الطيب صالح
أمسية فنية
About me
الإسم : علي


وأريد أن أستعيد بريق الماضي ، أجلس لأستمتع بقراءة أحدهم وهو يتكلم ، يشرح ، يفصل ، أو يهذي .. لماذا لم تعد الأيام كما كانت من قبل !
سمعت هذه الجملة مراراً من أصدقائي


في فترة أخيرة أخبرني صديقي بأنه قرأ عن دراسة تقول : أن صوت الفتاة ينشط خلايا الدماغ ...
وقرأ أيضا أن عللك "اللبان " يساعد على التركيز . وقرأتُ عن فوائد الشاي الأخضر في تننشيط الذاكرة ، بالإضافة إلى فوائده الكثيرة المعروفة .
هل يساعد كل هذا في الكتابة ..فأذهب إلى التفاصيل أخترقها وأجد ما فكرت فيه بجسد مكتمل .


ربما أستطيع أن أجري دارسة عن الرصيف ، والمقاهي ، والشوارع ودورها في تنشيط الكاتب ليكتب ، و جعل الفكرة تامة دون تراجع .


كتبت على الرصيف وعلى المقاهي . وأحياناً صحبت الفكرة من المقهى إلى البيت . . الرصيف ، والمقهى . والشوارع سبب في تنشيط الذاكرة . وفي تدفق الأفكار . أجمل ما يكتب يكون في هذه الأماكن .


كنت أريد أن أبدل المثل القائل القناعة كنز لا يفني إلى الكتابة كنز لا يفني . لا أنسى أنني كنت أريد أن أكتب عن :
فرق التواصل الذي حدثني به صديقي ... رمى لي بكلمة كنت أبحدث عنها منذ زمن . فرق التواصل كما أعـِّرفه هو : سوء التفاهم الذي يحدث بينك وشخص آخر في أول لقاء .
وكنت أريد أن أكتب عن أن الكتابة فسحة أخرى . أريد أن أتفرغ لها .. لكني أخاف أن تملـَّني . (عندما تشعرُ بأنك سوف تفقد شيئاً تحاول التمسك به بكل ما تستطيع من قدرة) . لهذا لا أحب التفرغ ، أريدها بعيدة حتى أعود إليها كلما أردت .


"هددت" صاحبي مرة أن أكتب عن مكان كنـا نذهب إليه ونتسامر .. كنت أريد أن أبحث عن الجمال في حياتنا ،الجمال المستطاع. هنا مكان متسخ وباستطاعة أحدهم أن يجعله جميلاً ، لماذا لا يجعله كذلك. الجمال ثقافة ، النظافة ثقافة . أما عني فكنت عندما لايروقني مكان أخطط –مستقبلاً - لكي أصنع مكاناً مثله وأشكله كما أشتهي . عندها سوف أصنع ثقافة وأوصلها بطريقتي .


أعجبني مرة تعليق دكتورة في برنامج تلفزيوني حول السينما وكيف أننا عندما نأخذ الطفل إلى السينما .. مالذي سوف يستفيده هذا الطفل وماالثقافة التي يكتسبها من ذهابه . ومن أهم النقاط ، هي أن الطفل يتعلم كيف يحترم زميله الجالس بقربه حين لا يصدر أي صوت طوال مدة عرض الفيلم الفيلم .


فكرت أن أكتب عن راتشيل كوري ، وانتبهت إلى أنني سوف أفعل كما يفعل الجميع يرثونها ويشتمون الدم العربي ، وضياع الرجولة العربية । راتشيل كوري قدمت قيمة إنسانية . لم يقدمها أحد من كل الحكام الذين يتمسح البعض بأحذيتهم . بالتأكيد الكل يعرف راشيل كوري ، كان مكتوب على بوستر طُبعت صورتها في منتصفه " راتشيل كوري فتاة أمريكية قدمت من أمريكا لمساعدة الفلسطينين " للتذكير فقط (دهستها جرافة إسرائيلة وهي تحاول منعها من هدم منزل فلسطيني . وإلى الآن مازال عنوان ما كنت سأكتبه كما هو " راتشيل كوري ذكرني بك أحد أصدقائي"


كنت أريد أن أكتب عن الأمسية التي أقيمت في حزب التجمع ، قبلها بيوم قررت أن أغطيها بما يبتعد عن شكل الخبر المتعارف عليه أخبرت كل من حضر هناك أنني سأفعل ، (عندما تريد أن تصنع شيئا مغايراً تهرب
(الأشياء ، دعها تأتي كما هي

وكنت أريد أن أكتب عن الكثير ، لكني أفتش فيغيب الكلام .

الاثنين، مارس 26، 2007

لحظة واحدة


وذهبت أنا لأشارك بشيء آخر ، حتى أشعر بالتغيير ، تارة أرمي الحياة وراء ظهري ، وتارة أضعها أمامي.. فأتعثر .

كم أنا متعب وحزين ،حتى ذلك النص الذي كنت أهدأ عنده ، لم يعد ممكناً ،واحتمالاته لم تعد واردة ...وحين أفكــر بحيادية تجاه الأشياء ، تفاجئني بتطرفها ..
سيئةٌ ،
وثقيلةٌ ،
ومجهولة النهاية .

وجهكِ ،ودعواتك المتواصلة ، تحف طريقي
تهدهد طفولتي

نـزِقٌ بما يكفي لإثارة وجع جديد ،
متهورٌ بمايكفي لإثارة خوفك عليَّ .
ولي قدرة على فقد كل شيء بلحظة
و
ا
ح
د
ة .

كنت
أنسى أن أشرب نصف الكوب من القهوة ..وأنتظرك تطلبين مني أن أكملها من أجلك أنتِ .

الحياة متعبة ،تقشِّرني . الجميع يحملون أحزانهم . العيون تقول ذلك .ما قيمة أن تفرح دون أن يهنئك أحدُ.